أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام البغدادي - تعالي ياناني ياحلوة العينين والثغر-قصة قصيرة جداً














المزيد.....

تعالي ياناني ياحلوة العينين والثغر-قصة قصيرة جداً


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 673 - 2003 / 12 / 5 - 02:19
المحور: الادب والفن
    


كبرتُ في نظر نفسي حينما استدعاني أبي ذات ليلة باردة موحشة كانت الريح فيها تعبث بالاشجار بقسوة، حدق في عيوني بصمت حائر مثل انسان فقد القدرة على الكلام فجأة ..لكنه استطاع اخيراً بعد جهد ان يهمس بأنفاس متقطعة:
-امكَ رحلتْ..ولن تراها بعد اليوم.
يومها فقط أدركت معنى الرحيل الى الابد ..وعندها سمح لي أن اقبل جبين أمي ويداها وأن أركع أمام نعشها بصمت ..وكانت هي مغمضة العينين  مطبقة الثغر.
ماكنت أحسب أنكِ سوف تمضين هكذا ولا يبقى منك سوى طيف أبتسامتك يتأرجح في الفضاء الواسع المنتشر امام بصري وخيالى  وأن يتوغل صدى كلماتك في أعماقي ..ما أقسى رحيلك  انت الاخرى ياناني بعد رحيل أمي ...حينما اجبروا عائلتك وطفولتك معا لمغادرة الوطن دونما جريمة او ذنب....ناني ياحلوة العينين والثغر.
في الثلاثين من عمري  تزوجت  من فتاة طيبة من بلاد  الجليد وكنت أداعبها بين الاحين والاخر بسؤالي الازلي  :
هل تعلمين من تكون ناني؟
- نو مي بي يور غيرلفرند!!
- كلا
أنها الطفلة البريئة التى لا تكبر أبدا في ذاكرتي ..انها ناني حلوة العينين والثغر.
وتمر سنوات طويلة ، في هذه المسافة ياناني أصير أباً لأربعة أطفال يكبرون ..شباب يمرحون..تشيخ زوجتى ، يملأ البياض شعرها..أبني الكبير يدخن ..أتذكر أول سيجارة دخنتها عندما علمت أنك سوف ترحلين ..أبنتي في الثامنة عشر من عمرها ..تسمع الاغاني وتطالع قصص الحب ..أصغر أطفالي يعبث بكتبي وأوراقي ومذكراتي بلا أدنى مبالاة..ينثر تارخ ذكرياتي معك..
ربما الأن يروننى أنسان ثقيل الحركة سيما وأنني عجوز مقعد ..أنهم ياناني لا يعرفون الطفل الذى في داخلي..الطفل الذى أعتاد أن يراك دوماً..
انهم لايعرفون كم أنا أهواك منذ تلك الطفولة المشتركة بيننا وأنت لاتزالين ناني التى لا تهرم ولا تهزم في ذاكرتي ..
أنت لا ولن تكبري ياناني ..لن تذبل رموشك ولا ابتسامتك ..ساكتب لك ياناني .. لا أعلم اين انت الان ..لكنى ساكتب فوق مغلف الرسالة :" الى ناني  حلوة العينين والثغر – في بغداد مدينتنا الجميلة  - في  زقاقنا  القديم الوارف الاشجار  "
ربما العالم كله يعرفكِ
ربما يعرفك أيتها الطفلة التى لم تزل هناك
تعالى ياناني نعدو ..نتسابق ..نطرق الابواب ونهرب ..
تعالى ياناني ..لن يرانا أحد
تعالي ياناني ياحلوة العينين والثغر.



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتظار واللعبة الاخرى - قصة قصيرة جداً
- اطلس البلاغة - القسم الثامن
- شامة في اسفل ظهرها - قصة قصيرة
- المفاضلة بين خدمة البريد في الياهو والهوت ميل
- الايدز وكراسي الجنرلات
- العرب بين أنتاج المعرفة ونقلها
- كلمات متقاطعة
- بكلوريا عامــــة-أجتماعيات
- لوردات الحرب ولوردات السياسة
- قلوبنا معكـــــــــم - نص نثري من وحي سمات المرأة العراقية ا ...
- جوانب خفية في شخصية صدام حسين
- حان الوقت للعراق للشروع بالديمقراطية
- الحب في شعر الراحل رسول حمزاتوف
- السلطة العربية بين الاغتيالات والانقلابات
- للنساء فقط – قراءة الكف علم أم وهم – القسم الثامن
- اطلس البلاغة - القسم السابع
- للنساء فقط –قراءة الكف علم أم وهم – القسم السابع
- بناء الشرعية المستقبلية
- للنساء فقط –قراءة الكف علم أم وهم –القسم السادس
- اطلس البلاغة-القسم السادس


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام البغدادي - تعالي ياناني ياحلوة العينين والثغر-قصة قصيرة جداً