أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} الف حسرة وحسرة عليك يابصرة














المزيد.....

{{ الراصد }} الف حسرة وحسرة عليك يابصرة


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 12:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


منذ ان اسسها ( عتبة ابن غزوان ) في القرن الرابع عشر الهجري ، عام 635 ميلادي ، قبل بناء الكوفة بستة اشهر ، كانت مدينة البصرة بحماية اهلها معززة مكرمة ومصانة كرامة سكانها ، الذين كانوا على مدى عمرها يألفون اسرة بصرية واحدة ، متضامنة محافظة اذا مست احدى مكوناتها هبت للدفاع عنها باقي المكونات مع كونها مختلفة الاديان والمذاهب والنحل والطبقات الاجتماعية ، وبفضل هذا التكاتف الحميمي صنع البصريون العراقيون لمدينتهم مميزات خاصة رغم كونها ميناءا مفتوحا على العالم ويكثر الوافدون عليها من كل حدب وصوب ، ولكن ظلت العادات والتقاليد البصرية راقية ومميزة ،كانت تجارتها وزراعتها وكافة خيراتها وريعها مميزة بسمات بصرية خاص، وكان اكثر ما يميز مدينة البصرة هوعطاؤها الثر من خير بلا حدود ، و كذلك تلهف ابنائها لاستيعاب العلوم الحديثة وما يستجد من الحضارات الاخرى ، وكانت على مدى تاريخها ساحة رحبة لظهور الحركات الفكرية ، غير انها كانت حركات تنزع نحو التقدم والتحديث .
نجمل القول ولا نجمل الصورة ، فالبصرة جميلة بطيبة اهلها وبخضرتها ومياهها وذهبها الاسود وباسقات نخيلها ، حيث قال فيها الشاعر ابي عيينة المهلبي ( ياجنة فاقت الجنان فما يعدلها قيمة ولا ثمن .. الفيتها فاتخذتها وطنا ان فؤادي لمثلها وطن )، انها سلة خبز وادي الرافدين لكنها كانت محرومة طيلة عهود الاستبداد ، وعندما جاءت الحرية بعد سقوط الدكتاتورية اصبحت البصرة ينطبق عليها القول ( ان المال السائب يشجع على السرقة ) ، لم تعرف هذه المدينة يوما ان البعض من اهلها قد اساء اليها ، وحتى في ظل سيادة الظلم ، لاتجد حاكما او محافظا لها من ابنائها البصريين ، بل ينصب عليها من ابناء المحافظات الاخرى لان اهلها ليسوا قساة على بعضهم حتى وان اختلفوا ، هذا على الاغلب الاعم مع وجود الاستثناءات طبعا، ولكن اليوم نسمع في البصرة صرعات طاحنة بين سكانها ، امر غاية في الغرابة ، لم يشهد تأريخ هذه المدينة له مثيلا ، بيد ان اهلها يصرون حينما تسألهم عما يجري ، فيقولون لسنا نحن اهلها الذين نتصارع ، بل بعض سكانها والفرق معروف بين الاهل الاصليين وبين السكان الوافدين الغرباء الباحثين عن الذهب البصري .
اذن ما الذي يجري في ثغر العراق واطلالته الوحيدة على الخليج ؟ سؤال بحاجة الى جواب شاف ، فاذا كانت البصرة قد باتت هشيما وفي ظل حكومة مركزية ، وعرضة للحريق بنيران مستهترة منفلتة لقوى متصارعة على المغانم البصرية المغرية ، فماذا سيحل بالبصرة واهلها لو وقعت تحت رحمة حكومة اقليم ؟ ! ، والعلم عند اهل العلم من سيسيطر على قيادته ، وكيف سيتعامل مع اهلها الذين تتعرض نساءهم اليوم الى القتل ، والخطف لغرض بيعهن في بلدان الخليج والعهدة على وكالات الاخبار التي اوردت هذا الخبر ، قال لي احد اصدقائي البصريين ان مدينتنا غدت كالفتاة الجميلة الغنية الشريفة التي لاتسلم من الاذى ، حيث العديد من الطامعين لايتركونها بحالها ، فالعتب واللوم على من هو مسؤول عن حمايتها ، والمقصود الحكومة التي تعرف جيدا بهذه العصابات المنفلتة والتي تعمل بالعلن تحت واجهات دينية لايجمعها اي جامع مع الدين الاسلامي الحنيف ، وتظهر بمسميات غريبة ، كما تمتلك مقرات وتفرض شرائعها بالقوة ، وتقتل النساء وتأخذ الاتاوات ولها حتى معسكرات تدريب ، ولا احد يحرك ساكنا الا في حالة واحدة عندما تمس سلطة الحاكمين ، حينها فقط يتم قمعها ويطلق عليها ( الفئة الضالة ) ، فلماذا لم تسمى هذه الجماعات والمماثلة لها بانها فئات ضالة عندما تتعدى على حرية الاهالي وتتجاوز على القوانين بل وتفرض قوانينها التكفيرية و تقاليد وسلوكيات غير عراقية ؟ .
والاحداث الاخيرة في محافظتي البصرة والناصرية قد كشفت عن واحدة من هذه التشكيلات المتطرفة ، ولكن بعد ان تجاوزت الحدود الموضوعة لها كما يبدو ، فما هو الموقف من المنظمات المتطرفة الاخرى والتي تعد بالعشرات ومازالت تتصرف بشيئ من التستر ببراقع دينية لاتتقاطع مع مصالح النخب المتنفذة ؟ ، مع كونها لم تكف عن الاستهتار بحرية وحقوق المواطنين ، فلا احد يمسها ما دامت لاتمس حدود سلطة اصحاب القرار ، ولاندري ماذا سيطلق عليها من تسمية في المستقبل حينما يأتيها الايعاز وتنفلت من عقالها وتقوم بعمل كارثي كما حصل في التاسع من محرم الحرام وعلى التولي في سنة 2007 وسنة 2008 حيث كانت النتائج هي مئات الضحايا من المواطنين جلهم من الفقراء المضللين بكل تأكيد ، واحسرتاه على هؤلاء ضحايا الغدر الفكري ، حيث الالاف منهم مازالوا لم يكتشفوا مكامن الخطر ، ويذكرني ذلك بقول للشاعر المهلبي ( فياندمي اذ ليس تغني ندامتي ... وياحذري اذ ليس ينفع الحذر ) ، والف حسرة وحسرة لابل مليون حسرة عليك يابصرة الخير .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- {{ الراصد }} نداء الوطن رقم واحد
- {{ الراصد }} خرائط طريق على كثبان سياسية متحركة
- {{ الراصد }} عناوين تكتب واخرى تشطب
- {{ الراصد }} فدرالية الجنوب ابحار على زورق مثقوب
- {{ الراصد }} تحالفات جديدة ام اعادة انتشار
- {{ الراصد }} انواء سياسية تنذر بفصل خريفي عاصف
- {{ الراصد }} مؤسسات القطاع العام في ذمة الخصخصة
- {{ الراصد }} صلت من اجل شعبها فقتلوها في محراب صلاتها
- {{ الراصد }} تحالفات سياسية محكومة بقوانين اقتصادية
- {{ الراصد }} المعلمون ... عالقون على رصيف المشقة !!
- {{ الراصد }} مرصد ديقراطي ... ولكن بعين واحدة
- {{ الراصد }} الرأي العام العراقي .. في حالة انعدام الوزن
- {{ الراصد }} الامر بقتل النساء والنهي عن الحرية
- {{ الراصد }} جدلية العلاقة بين الاجماع الوطني والسيادة الكام ...
- {{ الراصد }} للمصالحة قواعد فلا تقييد بالاستثناءات
- {{ الراصد }} تجهيل وجهل يتوجهما التجاهل
- {{ الراصد }} قوانين على ناصية مجلس النواب
- {{ الراصد }} ارتفاع سعر النفط لايخفض شرعة الدستور
- {{ الراصد }} عملية جراحية عاجلة لعملية سياسية خاملة
- تحسن الامن ولكن على صفيح ساخن


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} الف حسرة وحسرة عليك يابصرة