عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 01:31
المحور:
كتابات ساخرة
لنتساءل معاً : لماذا نبغض الحب 00
ونبغّض الكل فيه ، عندما نجعله اسماً يغطى شهواتنا ، ومآربنا ، ورغباتنا الدنيئة ؟!00
هل لأن الحب ، يعنى مسئولية العطاء ، والبذل ، والتضحية ، والفداء 000
ونحن قد غسلنا ايدينا من هذه المسئولية النبيلة ، لآننا لا نريد سوى أن نكون انانيون ؟!00
أم لأن " الله محبة" 00
ونحن لا نريده كذلك 00
بل نريده الهاً : جباراً ، منتقماً ، ومذلاً 000
ونعتبرها من اسمائه الحسنى ؛
لأن ذلك يرضى كبرياؤنا ، واستعلاؤنا ، وغطرستنا 000
بل وأخذنا مكانته على الارض ،
فصرنا أكثر من الله نفسه ،
الذى يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ، ويمطر على الأبرار والظالمين 00
أما نحن ، فنقسم العالم إلى مؤمنين وكفار 00
ويا ويل الذين نعتبرهم كفاراً !000
ففى بعدنا عن الحب ،
لم نعد نفرق بين الانسان كانسان وبين معتقداته التى قد لا نعترف بها ، ونسخر منها ، ونجرّمها 0
فنعتبره سيئاً ، منبوذاً ، مقهوراً00 لمجرد أنه يختلف عنا فى ايمانياته 0
بل وصل عمى تمييزنا ،
أنه بالرغم من محبتنا لأولادنا ، وسعينا لعمل أفضل ما يمكن لخيرهم ،
لانفرق بينهم وبين أفعالهم ، فان فعل احدهم فعلاً لا يرضينا ، نسارع بالقول :
" يا لك من ولد سيئ أو يا لك من فتاة سيئة " !00
وبالتالى لا يجد الولد أو الفتاة مفر من أن يعتقد انه فى كل مرة يفعل شيئاً سيئاً يكون هو ذاته سيئ !
يا ليتنا ننفض عنا البغضاء ، ونغتسل بالحب ، وننهل منه !
فعندما نبغض ، نبغض ما نحبه !
وعندما نحب ، نحب ما نبغضه !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟