أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثائر دوري - وثيقة جنيف : كلما يأس العدو من كسرنا أعادوا له الأمل........














المزيد.....

وثيقة جنيف : كلما يأس العدو من كسرنا أعادوا له الأمل........


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 672 - 2003 / 12 / 4 - 04:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


في مشهد بالغ الذكاء في رواية العراب الشهيرة نرى الأب يجلس على طاولة المفاوضات و إلى جانبه ابنه الكبير ، وعلى الطرف الآخرين زعماء عائلات المافيا الأخرى . و كان موضوع المفاوضات هو رغبة عائلات المافيا بالتجارة بالمخدرات بينما العراب يرفض هذا الأمر بشكل قاطع لأنه يعتبرها قاتلة للمجتمع  . يحاولون إقناعه أنهم سيبيعونها للسود و الملونين فقط لكنه يبقى على رفضه . ثم ينبري أحد زعماء عائلات المافيا و يشرح للأب و ابنه ، الذين لا يمكن أن تتم العملية بدون موافقتهما ، الأرباح المالية الضخمة المتوقعة من تجارة المخدرات . في هذه اللحظة يعبر الابن عن دهشته و يسأل مستوثقا :
- غير معقول . كل هذه الأرباح ؟
هنا ينهي الأب المفاوضات و ينسحب مع ابنه . و يقول له و هما خارجان :
- لقد قتلتني .
 لم يستوعب الابن ذلك في البداية . لكن تفسير الأمر أن زعماء عائلات المافيا الآخرين التقطوا هذا الاختلاف بين موقف الأب و الابن من موضوع المخدرات ، فاندهاش الابن  بحجم الأرباح يدل على استعداد لتقبله الأمر بعدما توضحت أبعاده المالية . إذاً الحل بسيط يجب إزاحة الأب ليستلم الابن قيادة عائلة المافيا هذه و عندها ستفاوضون معه و سيوافق . و قد تم هذا لاحقا فحاولوا قتل الأب و اندلعت حرب بين المافيات يصورها الروائي بدقة .
ما يهمنا من هذه القصة هو أنه حين يلاحظ العدو أن هناك خلخلة في صفك و أنك  طرف غير متماسك ، فهناك فريق  يريد الحصول على حقه كاملا غير منقوص و يعتبر الأمر منتهياً و لا يحتاج إلى تفاوض ، وآخرون على استعداد للتنازل عن الحقوق و التفاوض على كل الأمور.
من منطق الأمور في هذه الحالة أن يحاول العدو تصفية الطرف الذي لا يتنازل كي تخلو الساحة للطرف المتساهل الذي يقبل الأخذ و الرد و يعتبر الثوابت و الحقوق موضوع تفاوض .
إن المشاركين في توقيع وثيقة جنيف يتحملون وزر دماء المقاومين التي سيسفكها الكيان الصهيوني  بعد توقيعهم على الوثيقة . فالكيان الصهيوني سيحاول القيام بما يشبه تنظيف الساحة من المقاومين الذين يرفضون التخلي عن الثوابت و حق العودة و القدس لصالح الطرف الآخر الموقع على وثيقة جنيف ، الذي اعتبر كل شيء قابلاً للتفاوض من حق اللاجئين إلى القدس إلى حلم الدولة .
ليس لدي أدنى شك بأن وثيقة جنيف لن ترى النور كغيرها من المحاولات التي تريد الانتقاص من الحلم الفلسطيني ، فتلك السيدة العجوز التي ظهرت على شاشة التلفزيون و أعلنت رفضها للوثيقة و اتهمت موقعيها بالخيانة تكفي وحدها لمنع التفريط بالحقوق . إن شعبنا الفلسطيني قد تفولذ و لم يعد قابلاً للكسر و إن  نضالاته ستدفن هذه الوثيقة كما أفشلت محاولات التفريط السابقة . لكن ما يحزننا موقف هؤلاء المثقفين الذين ما زالوا بأوهامهم و جهلهم و أطماعهم الصغيرة ، و أحياناً بارتباطاتهم المشبوهة . ما زالوا مصرين على إطالة عذابات أمتهم بمناوراتهم و تكتيكاتهم ، التي تجعل العدو كلما يأس من كسر المقاومة ، كما عبر الجنرال يعلون عن ذلك قبل عدة أسابيع ، فأقر باستحالة كسر إرادة الفلسطينيين و دعا إلى تخفيف إجراءات القمع ضدهم . و هذا الأمر يعتبر بالأعراف العسكرية  انسحابا منظماً ،  فقد كانوا يعالون من أشد الإستئصاليين شرسة و قد دعا فيما مضى إلى تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم كي يكفوا عن أحلامهم .  كلما يأس العدو من كسر إرادة المقاومة و هيأ نفسه لتنازلات كبيرة أعادوا له الأمل  ليحاول من جديد عبر القتل و التدمير و القصف في محاولة فاشلة جديدة لكسر إرادة المقاومة . في حين لو أن الإجماع  تم حول خيار المقاومة و على عدم التنازل قيد أنملة فإن الطريق كانت ستكون أقصر . لأن العدو لن يجرب القتل و التدمير من جديد . 
ستفشل وثيقة جنيف لكن بعد جولة جديدة من القتل و القصف و التدمير يمارسها العدو على الأرض . و من سيستشهدون هذه المرة دماءهم في رقبة موقعي هذه الوثيقة

 



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الفكر الإبادي التلمودي
- ثورة في جورجيا أم مجرد تغيير شكلي ؟
- ثقافة الجوع و ثقافة الشبع
- وحدة أطراف النظام الدولي
- أمريكا من انتظار القيامة إلى صنعها بالسلاح الذري
- حريق في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة
- نعم هناك إمكانية لعالم آخر بديل لعالم الربح
- تحية إلى كوبا


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثائر دوري - وثيقة جنيف : كلما يأس العدو من كسرنا أعادوا له الأمل........