رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:16
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
المكان الذي يستحق الاحتفاء به هو القادر على احتوائك وفيه مستلزمات البقاء الإنساني الكريم..
لأن أي مكان قابل للعيش فيه بحرية هو الوطن الذي ينشد..لذلك كان المكان المجدب من إمكانات الحياة
الكريمة مع توافر مطالب الجسد وحاجاته منفى تنعدم فيه الراحة والإحساس بالأمن والكرامة
والاستقرار .
كثيرا ما يكون دافع الحرية وراء الثورة أو التغيير لأن الإحساس بالعيش المهان واخز إلى حد الوجع..
ولذلك فعنفوان الثورة هو المعادل لعنفوان الوجع القابع في أعماق الذات الإنسانية المجروحة والمحرومة من حق ممارسة الحياة بكرامة وعز..
من هنا نستنتج أن التغيير والثورة لايصنعها باذخون ،ولكن بؤساء آلامهم شوك البقاء الذليل فتحركوا
باتجاه تأسيس بقاء حر تسوده قيم عادلة تؤمن بتساوي الجنس البشري .
الوطن لن ينهض بقيادات ملمعة يصنعها رجال الكواليس السرية ..ولكن بقادة صنعوا ذواتهم وعبروا
عن أنفسهم وأهدافهم بوضوح لأن الانسان كما يقول إمرسون: هو نصف ذاته والنصف الآخرهو التعبير عنها.
القادة المصنوعون من خارج ذواتهم سرعان ما يصابون بالانهيار والهزيمة حين يتخلى عنهم مبرمجوهم،وواقعنا الوطني لايشهد بروز لقادة جدد وإن وجدوا فهم قيادات "بالونية" حين يراد لها أن تبدو
قوية وكبيرة تنفخ، وإن يراد لها الانكماش انكمشت وتلاشى أثرها، والقيادات المتخلفة المصنوعة من
وهم الخائفين المتخلفين هي من تسيطر علي" يمن اليوم" وتغتذي قوتها من تخلف أتباعها وانعدام ثقافة
الحرية التي تُشعِر كل فرد في المجتمع أنه حر كريم مسؤول عن نفسه ولا وصاية لأحد عليه، "وكل
إنسان ألزمناه طائره في عنقه".
وانعدام المثقفون الأمناء وتنامي المثقفون الانتهازيون النفعيون زاد الأمور استفحالا فتكاثرت الأصنام
البشرية وتناسلت القيادات المتخلفة لأن ثقافة الحرية وسيادة المعرفة والضمير الإنساني الحي وحدها
القادرة على تبديد المخاوف وجعل المجتمعات تتجه صوب قيادات عقلانية راشدة تحترم إرادة شعبها
وتقدس الإجماع الوطني فيؤمن الناس بنزاهتها وعفة مقصدها وعقلانية توجهها
-------------------------------------------------------------------
*صحفي يمني
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟