|
بغداد الحضارة والتمدن سابقا
رشيد الغالب
الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:00
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لااريد ان اذهب بعيدا واكتب عن تاريخ بغداد قديما ولابعيدا من الحديث وانما لفترة من الزمن لبعض من عقود مضت قبل السبعينات, اكتب عن الحضارة والتمدن الذى كان موجودة فى بغداد والمحافظات الاخرى.وساكتفى عن بغداد وبشكل مبسط حتى يتذكرها الجميع من عاش تلك الفترة او سمع من الناس الذين سبقوة للذين ولدوا بعد الستبنات من القرن الماضى.هل تتذكرون فى بعض مناطق بغداد كيف كانت توزع الصحف والمجلات العربية والاجنبية وكيف كان هناك صندوق بريد فى باب كل دار وخاصتا فى منطقة العرصات والمنصور والكرادة والاعظمية وغيرها. هل تتذكرون كيف توزع الالبان لبعض العوائل عند الصباح وفى اقفاص بلاستيكية وبشكل نظيف وانيق.كيف كانت باصات نقل الركاب تاتى بمواعيد محددة وهناك جداول معلقة فى كل منطقة باص مثبت فيها وصول الباصات وكيف كان المحصل(الجابى) حريصا على قطع تذاكر الاجرة وارتدائهم الزى الموحد ,وهناك مفتش عليهم فى حالة عدم التزام المحصلين(الجبات)بالزى ومدى نظافتة ومحاسبة المقصرين منهم وكذلك الحال بالنسبة للسواقين .من منا لايتذكر عندما تطلب سيارة خاصة(تكسى) للذهاب الى بيروت او سوريا اوعمان او تركيا ان تتصل بشركات النقل والتى مقرها بالصالحية وياتيك السائق بالوقت المحدد والهندام الجيد والسيارة النظيفة ومستوفية كافة شروط الامان.وغيرها من ظواهر حضارية جيدة واتذكرها عندما ازور بغداد واخى الاكبر يوضح لى ذلك اكثر عن بعض الامور الاخري .حيث اسواق حسو والتى بضاعتة تحمل الماركات العالمية والتى كان مقرها فى شارع الرشيد والتسجيلات الراقية (الاسطوانات) لارقى الفنانين والفنانات .والمعارض والندوات الثقافية التى تقام فى النوادى وبيوت الادباء والشعراء .كتبت هذا الموضوع لاسباب معينة .عندما نسافر الى اوربا او بعض البلدان العربية دائما مايسألنى اكثر من صديق متى نصل الى هذا المستوى من التقدم فى مثل هكذا مجالات الالتزام بمواعيد الباصات وايصال البريد والمجالات التقافية وعندما أخبرة ان معظم هذة الظواهر كانت موجود فى بلدنا فى الستينات وقبلها لايصدق ويسألنى لماذا لم نراها بعد السبيعينات .عندما كنت فى الكويت فى عام 78 لى صديق هناك لطيف جدا انتقل الى رحمة اللة يقول لى كنت أأتى الى بغداد فى الستينيات من القرن الماضى حتى اتسوق منكم لان لاتوجد لدينا بضاعة مثل ماموجودة عندنا.كنت اتجول فى بغداد والاحظ الظواهر الحضارية الموجودة عندكم حيث فندق بغداد وابو نؤاس والسمك ....الخ.يذكرنى صديق لى انة قرأ كتاب مذكرات الجواهرى عندما كان موظفا فى وزارة المعارف يخرج من الدوام ويذهب الى صديق لة صاحب مكتبة فى شارع المتنبى حيث يقضى وقتا مع صاحب المكتبة بمطالعة بعض الكتب او باصدار ديوان شعرى وكانت الكهرباء تنطفئ فى تلك الفترة لمدة ساعتيين او ثلاثة وكان صاحب المكتبة صديق نورى السعيد .فطلب الجواهرى من صاحب المكتبة ان يكلم نورى سعيد حيث يجلس معة ليلا لقضاء بعض الوقت ان يبدل وقت الاطفاء فاجابة صاحب المكتبة صحيح انا عزيز علية ولكن عندما اطلب منة اشياء خاصة يزعل منى فارجوك ان تعذرنى ياابو فرات من هذا المطلب والقصد ليس هنا وانما طلب الجواهرى بعض الحاجات فنادى اين فلان فاجابة صاحب المكتبة ان فلان ذهب الى الامارات يشتغل مع اقاربة فقال وماذا بها حتى يشتغل فيها فاجابة نصبو فى الشارع الرئيسى هناك بعض الفوانيس النفظية واجبة اشعالها عند الغروب واطفائها صباحا.اما الحكاية الاخرى عام 2002 كنا فى السويد ونلتقى عند صديق يبيع الخضار فاخبرنا بتعليمات جديدة وهى على كافة بائعى الفواكة والخضار ان يقوموا بتعقيمها قبل بيعها بمادة لااذكرها فى وقتها وتعجبنا للامر اين وصلت الامور فى الدول المتقدمة التى فعلا تخدم شعوبها وكان معنا رجل كبير السن من اهالى الديوانية مقيم فى السويد منذ فترة طويلة .فقال هل انتم متعجبين من ذلك فاقسم الرجل وقال انا فى الخمسينات كنت موظفا فى بلدية الديوانية وجائتنا تعليمات من الصحة يجب ان تعقم الفواكة والخضر بنفس المادة التى ذكرها صديقنا حيث تم احضار اوعية بلاستيكية فى علاوى الفواكة والخضر يتم تعقيمها ومن ثم بيعها.تقدمت الدول ونحن رجعنا الى الوراء مع الاسف.
#رشيد_الغالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى يصحى الضمير ياسادة ياوزراء
-
لماذا هذة الانظمة معادية لشعوبها
-
لماذا هذة الانظمة تعادى شعوبها
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|