معا ضد المفهوم المتخلف للشرف

صارم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:16
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

تمضي الايام وتستمر معها تلك الجرائم المعروفة بجرائم الشرف والمستنكر انه في بعض البلدان والمناطق ازدادت هذه الجرائم بشكل لم يكن موجودا حتى في القرن العشرين وكأننا نعود الى الوراء بأتجاه التخلف والرجعية وكل الامراض والظواهر الاجتماعية المزمنة بعد ان اخذت تقل لفترة في فترات التنوير والتحرر الاجتماعي كما يجري الآن من قتل واختطاف واغتصاب من قبل ميليشيات وعصابات الظلام والتخلف للفتيات والنساء العراقيات في جنوب العراق وخصوصا في البصرة وبشكل لم يشهد له مثيلا خلال العقود الماضية وهو من البلدان الرائدة بين الدول العربية في مسيرة تحرر المرأة وبدأ خطوات مهمة بأتجاه مساواة المرأة بالرجل وبحركته النسوية وتبوأ المرأة فيه لمواقع مهمة في الدولة والنظام السياسي والاجتماعي .... كذلك قتل تلك الشابة الكندية الباكستانية في كندا من قبل والدها لا لشيء الا لأنها رفضت ارتداء الحجاب يا لهمجية وبشاعة الذنب والعذر الذي هو اقبح من الذنب اذ يمكن اعتبار تلك الجريمة ايضا ضمن مايسمى بجرائم الشرف كون الحجاب يمثل لدى بعض المتشددين الاسلاميين رمزا للشرف والعفة وان اي امرأة لاترتديه هي عاهرة وغير شريفة بنظرهم ، او ما جرى في المملكة المتحدة في الاشهر الاخيرة ايضا من قتل عائلة كردية لابنتها كونها خرجت عن المألوف وكونت علاقة حب مع شاب ، بينما الشاب شريكها وصديقها لايحاسب كونه ذكرا ، وغيرها الكثير الكثير من تلك الافعال المشينة البربرية بحق الانسانية من رجم وقتل الشابة دعاء شمال العراق حيث يلاحظ ازدياد ذلك النوع من الجرائم هناك ايضا ، ومعروف ايضا العقوبات الوحشية التي هي مشرعة بشكل قانوني في بعض الدول المتشددة اسلاميا حيث تستخدم عقوبات الرجم والجلد وغيرها من تلك العقوبات الخالية من اية ذرة رحمة اوضمير ، حدثني مرة احدهم وكان حديث العهد في اوروبا وهو من بلد عربي متشدد من ناحية العادات والتقاليد الذكورية وشرف البنت قائلا ان هذه المرأة ترتدي المايو اي انها ساقطة وتقيم علاقات مختلفة مع رجال كثيرين فقلت مستغربا : هل بتصورك ان اية امراة ترتدي المايو تقيم هكذا علاقات فأجاب بنعم فرددت عليه بأن ذلك غير صحيح وليس سوى اوهام يتصورها كوني اعرف الكثير من النساء اللواتي يرتدين المايو وهن بعيدات كل البعد عن تلك الامور وليس لذلك علاقة مع سلوكهن تجاه الرجال فهناك سافرات ومحجبات يقمن تلك العلاقات وهناك سافرات ومحجبات هن بعيدات كل البعد عن هذه المسائل . يردد بعض الرجال العرب مقولة أن المرأة هي جوهرة ويجب الحفاظ عليها ومواراتها عن الانظار ، ان اعتبار المرأة جوهرة حقيقة لهو تنزيل من مكانتها ذلك لان الجوهرة جماد لايحس ولايسمع ولايرى بينما المرأة هي انسانة تحس وتسمع وترى وتحب وتكره وتحلم وتكافح مثل الرجل تماما وهي اغلى بكثير من الجواهر وكنوز الدنيا .... الى متى تبقى تلك المفاهيم المتعفنة التسلطية الذكورية والى متى تبقى المرأة في عرف تلك المجتمعات عبارة عن قطعة اثاث في المنزل او احدى ممتلكات الرجل يفعل بها مايشاء وليس لأحاسيسها وعواطفها وعقلها واختياراتها اي اعتبار والى متى يظل مفهوم الشرف في المجتمعات الاسلامية يمر عبر عضو المرأة التناسلي ويخدش لابسط الاسباب ويكسر بسهولة كأنه من زجاج ....ويستغل موضوع الشرف احيانا للأنتقام من شخص معين من خلال الوشاية والتشهير بأحدى قريباته كأن تكون اخته او زوجته و في كثير من تلك الحالات تكون بريئة مما ينسب اليها ، تلك ايضا هي احدى النقاط المظلمة حين يتم التعامل هكذا مع الفتاة او المرأة لمجرد الشبهة او الشك وبدون ادلة اوشهود حيث يكون القاتل هو القاضي والجلاد بذات الوقت .. من نصبكم لتكونوا جلادين على البشر وتنشروا ظلمكم وشركم على الارض ومن وكلكم لتكونوا خليفة الله او الرب على الارض .... ندعو من هذا المنبر الى منع ومحاربة كل شكل من اشكال تلك الجرائم وكل اشكال التمييز ضد المرأة واعتبارها انسانا كاملا له مكانته واحترامه في المجتمع والعمل على التثقيف وتحرر الوعي واقامة الحملات والضغوط وفرض العقوبات العادلة وملاحقة مرتكبيها

#صارم_الموسوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات