أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - لماذا سكت النهر؟














المزيد.....

لماذا سكت النهر؟


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


كان النهر فيما مضى قادرا على الكلام ، لكنه سكت! ،... لماذا؟ ،... هذا ما يفسره لنا القاص السورى العبقرى زكريا تامر فى واحدة من أقاصيصه الخلابة الساحرة، التى تتسم جميعها بلا استثناء بأنها على بساطتها الظاهرية تفيض عمقا وعذوبة وشاعرية،.. الأقصوصة عنوانها :" لماذا سكت النهر"، وهى متاحة على شبكة الإنترنت ضمن مختارات أخرى يستطيع القارىء مطالعتها مجانا لهذا الكاتب الفذ فى أكثر من موقع من مواقع الشبكة :ـ
"كان النهر في الأيام القديمة قادراً على الكلام، وكان يحلو له التحدث مع الأطفال الذين يقصدونه ليشربوا من مائه ويغسلوا وجوههم وأيديهم، فيسألهم مازحاً: "هل الأرض تدور حول الشمس، أم الشمس تدور حول الأرض؟".‏ .. وكان النهر يبتهج لحظة يسقي الأشجار فيجعل أوراقها خضراء.‏ وكان يهب ماءه بسخاء للورد كي لا يذبل. ويدعو العصافير إلى الشرب من مائه حتى تظل قادرة على التغريد.‏ ويداعب القطط التي تأتي إليه فيرشقها بمائه. ويضحك بمرح بينما هي تنتفض محاولة إزالة ما علق بها من قطرات الماء.‏
وفي يوم من الأيام أتى رجل متجهم الوجه يحمل سيفاً فمنع الأطفال والأشجار والورد والعصافير والقطط من الشرب من النهر زاعماً أن النهر ملكه وحده.‏ فغضب النهر، وصاح: "أنا لست ملكاً لأحد"....‏ وقال عصفور عجوز: "لا يستطيع مخلوق واحد شرب ماء النهر كله".‏ فلم يأبه الرجل الذي يملك سيفاً لصياح النهر وأقوال العصفور، إنما قال بصوت خشن صارم: من يبغي الشرب من ماء نهري، يجب أن يدفع لي قطعة من الذهب".‏
قالت العصافير: "سنغني لك أروع الأغاني"....‏ قال الرجل: "الذهب أفضل من الغناء".‏ ....قالت الأشجار: "سأمنحك أشهى ثماري"....‏ قال الرجل: سآكل من ثمارك متى أشاء، ولن يستطيع أحد منعي"...... قال الورد: "سأهبك أجمل وردة"... قال الرجل ساخراً: وما الفائدة من أجمل وردة؟! قالت القطط: "سنلعب أمامك كل صباح أرشق الألعاب، وسنحرسك في الليل"... قال الرجل:"لا أحب ألعابكم، وسَـيْـفى هو حارسي الوحيد الذي أثق به"‏.... وقال الأطفال: "نحن سنفعل كل ما تطلب منا".‏..فقال الرجل: "لا نفع منكم فأنتم لا تملكون عضلات قوية"
.‏عندئذاستولت الحيرة واليأس على الجميع بينما تابع الرجل الكلام قائلاً: إذا أردتم أن تشربوا من ماء نهري، ادفعوا لي ما طلبت من الذهب".‏ ... لم يحتمل عصفور صغير عذاب العطش، فأقدم على الشرب من ماء النهر، فسارع الرجل إلى الإمساك به ثم ذبحه بسيفه.‏ ... بكى الورد. بكت الأشجار. بكت العصافير. بكت القطط. بكى الأطفال،...فهم لا يملكون ذهباً، وليس بمقدورهم العيش دون ماء،.. لكن الرجل الذي يملك سيفاً لم يسمح لهم بالشرب من ماء النهر، فذبل الورد، ويبست الأشجار، ورحلت العصافير والقطط والأطفال، فغضب النهر وقرر الامتناع عن الكلام.‏
وأقبل فيما بعد رجال يحبون الأطفال والقطط والورد والأشجار والعصافير، فطردوا الرجل الذي يملك سيفاً، وعاد النهر حراً يمنح مياهه للجميع دونما ثمن.
غير أنه ظل لا يتكلم، ويرتجف دوماً خوفاً من عودة الرجل الذي يملك سيفاً.‏
[email protected].



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتجاب الشقيقة الكبرى!
- مقاطع غير ساخرة
- الجهل الرسمى أفضل !!!
- الديسمبريون
- نكتة الموسم
- عن رحيل الرؤساء
- عن الحسبة والمحتسبين
- حبس رموز الضمير
- أيها الكائن المتوحش
- موقعة توشكى
- التيس والمرآة
- البهائيون المصريون
- الغاسل والمغسول
- لماذا؟
- أولاد حارتنا
- عايدة بيرّاجا
- كلنا فى الهمّ!!
- عن اغتيال الفارس
- كابوس الشاعر ن .ع
- صلاحية الرئيس صالح


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - لماذا سكت النهر؟