أحمد زكارنه
الحوار المتمدن-العدد: 2164 - 2008 / 1 / 18 - 01:06
المحور:
القضية الفلسطينية
تشير بعض الفلسفات الى " أن تحمل ما لا يطاق هو التحمل الحقيقي للانسان" .. ولكن ما يخدش براءة تلك الفلسفات وعفويتها يكمن فيما تحمله ولا يزال يتحمَله الشعب الفلسطيني من معاناة ومآسي فاقت الحد، جراء تتابع نكباته الواحدة تلو الاخرى.. وهنا يطل التساؤل الابرز على الساحة الداخلية، إلى متى يتحمل الإنسان الفلسطيني تبعات عقم اداء بعض قياداته التي ما زالت تعبث بمصير الشعب والقضية معا؟؟.. فما تفرضه طبيعة المواجهة يتطلب تطوير مفهوم الذاتي ليصبح وطني وتقترب " الانا " الانانية " من " النحن " الجماعية " ليذوب جليد الفرقة وتضيق مساحة الخلاف.
فاستقراء الواقع بكل بشاعته التي تنال منا قتلا وتهجيرا وترويعا، يشير بما لا يدع مجالا للشك ان البعض منا لم يزل غارقا في سبات عظيم يتعامل مع الوطن وكأنه كنتونات داخلية مفككة لا روابط ولا ضوابط بينها، ما حرف ولا يزال يحرف مسار قطار بحثنا الدؤوب والمستمر عن نقاط الالتقاء للاجابة على التساؤل الاهم.. هل ستدفعنا المعاناة لإطلاق مسيرة الوفاق الوطني؟؟؟ وإن توفرت النية الحسنة من أين سنبدأ ؟؟؟ خاصة وان بعضنا لازال عالقا على مقصلة الاحتراب يلوح بسيف حججه الواهية تارة ومبرراته المقززة تارة اخرى، لا يهتم بشؤون قضايانا الوطنية قدر اهتمامه بشأن سعيه الدؤوب نحو سدة حكم سلطة هلامية، دون التساؤل ما فائدة سلطة إطارها العام لا يزال يراوح مكانه ولم تصل بعد إلى بسط هيمنتها حتى على شكل دويلة؟؟
بيت القصيد اننا على وقع هذا التيه وبالقرب من رائحة الدم والبارود وفي ظل منظومة العجز الرسمي العربي، إنما جدير بنا أن ندرك " أن رجال الاطفاء لا يكافحون النار بالنار".. وأن تاج القيصر لا يمكن ان يحميه من الصداع.. فقد تكون مرارة الحاضر هي خلاصة اخطاء الماضي، فلماذا لا نتعلم من دروس وعبر التاريخ باتجاه خروجنا من تلك الغيبوبة القسرية.. فمن يملك الفكرة يملك الحياة، ومن يسطر التاريخ بدمه يحفظه تراب الأرض وملح الأرض، وهو الفارق الحقيقي بين القيم الثابتة والأخلاق المتحركة.
دعونا لا نخشى الموت شهداء بعد أن نعلم الأحياء معنى الحياة، ونصرخ في الوجوه التي لا تعرف للخجل معنى لنرسم من الموت حياة.. دعونا نجسر الفجوة لتصبح وحدة الدم والمصير بمثابة طلقة وإن خرجت على شكل صفعة على وجه المحتل، فما آن الأوان لنضربها ، أم سنبقى اسرى " الانا " لنتلقاها؟؟؟. ندعو الله أن تكون الأولى لا الثانية.
#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟