أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - مللي مول وحيد في زمن أيوب














المزيد.....

مللي مول وحيد في زمن أيوب


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 02:28
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يكن في نيتي ان أقلد او انافس السيد هادي الحسيني في كيميائياته او في فيزيائياته ،لكنني اريد ان أدلي بدلوي في أمر كيميائي أتمنى ان لا يكون مزعجا للكثيرين ،هو أمر الخدمات في بلاد مابين النهرين ،وكما يبدو لكثير من الخلق الذين لا نتفق معهم في الرؤية والتفسير والتأويل والتحليل فان الخدمات يجري استخدامها كأداة ضغط على المجتمع العراقي الذي لا يعرف لماذا وكيف والى أي حد سيستمر هذا الموضوع.لقد كنت من أكثر المتفائلين المتطلعين إلى تغير جذري في البنية التحتية الخدمية للمجتمع العراقي والدولة العراقية على الأعم ،لكن ما حصل ويحصل جعل هذا التفاؤل يذهب إدراج الرياح وربما أعاد حساباتنا في نظرية المؤامرة التي أصبح من الشطارة والثقافة ان ترفض بعد ان حسبت من ارث المرحلة السابقة وان من يؤمن بها لا بد ان يكون من مناصري النظام السابق حتى وان لم ينتمي إلى العقيدة البعثية او الصدامية وإذن فلا بد ان يستبعد من منظومة القيم التي سادت بعد التاسع من نيسان 2003
المول هو وحدة قياس التراكيز الكيمياوية ،وهي ليست الوحيدة لكنها الأهم ،والمللي مول هي الوحدة التي تعادل واحد من الألف من المول.لقد توقفت عن الكتابة منذ أسبوعين ليس بسبب العجز عن التواصل او نضوب ما في الجعبة من الأفكار ولا مناسبة اجتماعية او عائلية او شخصية فرضت علي التوقف ،لكنها الكهرباء التي انهارت خدماتها خلال الفترة الماضية.وطبعا عادة ما يرافق انقطاع التيار الكهربائي انقطاع في إمدادات المياه وبإمكانكم ان تتخيلوا صعوبة العيش في بلد لا ماء فيه ولا كهرباء وما يرافق ذلك من شلل في الحياة المدنية ...
سمعت أكثر من شخص وهو يصف احد أسواق عمان الكبيرة التي زارها بعيد سقوط النظام السابق والمعرف بمكة مول بطريقة الوصف العراقي المعروفة بالمبالغة ،فالعراقيون ينبهرون بما هو ليس في مقدورهم ان يجدوه في بلدهم.اذكر بان مول عمان ليس بمول كيميائي بل ان المولين مختلفين تهجيا وحجما ومعنى وان التشابه بينهما في رسم الكلمة العربية ليس إلا..ومع ذلك فلا بد من القول بأننا أهل خير إلى درجة نقول فيها لمن يكسب الكثير بأن مكسبه كيمياء وربما نحن أول شعب بالعلم ضربته حكومته بالكيمياوي ولربما كنا من أوائل الشعوب او أول الشعوب التي تعاقبها حكوماتها ،اريد القول ان وزير الكهرباء هو شخص من العيار الكيمياوي ذات الوزن الجزيئي الثقيل ولابد ان يكون وحيد الكيمياوي ،من يدري ربما صدقت نظرية المؤامرة فكان هذا الرجل متآمرا على حكومة المالكي وربما المالكي بالذات ،لقد استكثر السيد الوزير الذي هو كغيره من الوزراء والنواب والمسؤولين يتنعم بحمر النعم تاركا لنا النكد والهم والفوانيس البائسة التي لم تتلوث برائحتها الدخانية أي غرفة من غرف مسكنه منذ ان عمل في قطاع الكهرباء في زمن صدام.
لقد ان الأوان للسيد المالكي ان يتحرر من هيمنة الهوس الذي الم بقياديي الحكومة بأنه من الصعب إيجاد الكفء المخلص لهذا الموقع او ذاك ويجب عليه ان يتحرى عن هؤلاء المخلصين ويعلم علم اليقين بان أمثال هؤلاء لا يعرضون أنفسهم في سوق النخاسة السياسية وان معظمهم فضل الغربة إلى الداخل أي انه فضل ملازمة منزله ووظيفته البسيطة واحتفظ بعلمه وإخلاصه ولم يروج لنفسه على ان يكون عضوا في حكومة ربما كان السيد وزير الكهرباء ابرز شخصياتها إثارة للجدل...وزير بارع في توزيع الاتهامات على غيره لم يتقدم قطاع الكهرباء في زمنه مللي مولا واحدا،أظن ان الفترة الماضية كافية جدا للحكم على أي وزير او مسؤول من حيث كفاءة الأداء والإخلاص واللياقة للمنصب فيجب النظر إلى المناصب بصفتها تكليفا وطنيا للقادرين على النهوض بالأمانة الوطنية من المخلصين وليس هبة تقدم لرد فضل شخصي أي مخافة طرف معين او حياء من فلان او مكافأة لعلان او ممالأة لزيد او خجلا من عمرو...
لقد تضاءلت آمال العراقيين وتضاءلت أحلامهم فأصبحت لا تتعدى عدة امبيرات من الطاقة وعدة لترات من الوقود وعدة مئات من الدولارات بما يضمن الحياة بعد ان كانوا يطمحون بالوحدات الكبرى ،ولا ادري ان كانت ستتقزم لتكون بالمللي لترات او حتى الملي مولات ان استمر الوضع على ما عليه من تحسن الأمن وظلم الخدمات ..لا زلت اشك في ان الحكومة منتبهة لما يصل في الشارع العراقي من تردي وما يرافق ذلك من تدهور في البنية الاجتماعية بسبب الهجرة او عدم الإيفاء بالالتزامات الأسرية والعائلية والشخصية التي لا ينفع معها عذر كعذر الحكومة .لقد كان النظام السابق أكثر جرأة من الحكومة المنتخبة في تعامله مع الشعب بقسوته المعهودة ،على الرغم من ان الكثيرين ممن التقي بهم من كارهي النظام السابق يجاهرون بقسوة الحكومة الحالية من حيث عدم مبالاتها بمشاكل الشعب أكثر من حكومة صدام...من المؤكد ان السيد الوزير يعرف المول والملي مول وربما سيكون السيد وحيد الوحيد الذي سينسق مع وزارة التجارة ليوزع ملي امبيرات الطاقة على المواطنين الفقراء وميكا واطات على الأقرباء والزملاء،سمعت بان احد كبار المستثمرين أراد ان يستثمر أمواله ضمن قانون الاستثمار الجديد بإنشاء مول في بغداد لا تقل مساحته عن مكة مول الأردني ،لكنه تردد ثم اقلع عن فكرة بناء المول البغدادي بعد ان رأي بأم عينيه التدهور بل الانهيار في الكهرباء على الطريقة الفريدة الوحيدة في العالم الملي امبيري حسب المواصفة الوطنية الوزارية التي تتخذ من النبي أيوب (ع)رمزا وتحت شعار الصبر مفتاح الفرج الوحيد.لو قدر لي ان التقي بهذا المستثمر العراقي الذي يؤمن بالمثل العراقي القائل بالكافين الأعجميتين(مركتنا على زياكنا) لاقترحت عليه بان يبني مللي مولا بما يناسب المللي أمبير وان يعلق على مدخل مللي موله هذا مقياس الرسم ولوحة أخرى عنوانها (هذا من فضل...).لا ينبغي ان يعطى السيد الوزير أي زمن إضافي وان أعطي فهو بمقياس المللي ثانية ،عند ذاك ربما سينعم الناس بالكهرباء وسيستثمر السيد الوزير أمواله خارج العراق وليس غريبا ان يبنى مولا ...لكن الأهم ان نقول ان الصبر لم يعد مفتاحا مناسبا للفرج



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنبؤات أبي الكيا البغدادي (2)
- طاقية الحاج القطنية....طاقية إخفاء صوفية
- تنبؤات أبي الكيا البغدادي
- أحلام جنية وأحلام إنسية
- سعادة العيد في دولة الملك ونيابة أبو الكيا
- رزق النواب وسورة الواقعة
- ِولْيَة الغُمٌان في حَي بن سَلْمان
- الجمل وحرب النجوم..حكاية علم العراق
- المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي
- انتحار التاريخ
- غابة الجوراسك
- أحداث نصفها لم يقع
- صاية (أبو خضير) ودرنفيس النائب في الزمن الكردي وحكاية الذل ا ...
- بين نانسي عجرم والذباح في أيام الخير
- جمهورية العراق الاتحادية و دولة الحمر الطرشانية
- فوضى مشروعة لقلوب مشلوعة!
- ثلاثة مطابخ لأكلة ليست شهية
- بعثيون وان لم ينتموا(4)
- بعثيون وان لم ينتموا(5)
- بعثيون وان لم ينتموا (3)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - مللي مول وحيد في زمن أيوب