أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا














المزيد.....

طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 10:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي، كما أنَّ له مصلحة، على ما يبدو، في أن يبدو، في مفاوضاته "الجوهرية" مع رئيس السلطة الفلسطينية، محاوِلاً السير في طريق سلام مزروعة بكثير من الألغام التي إنْ لم يكن في منتهى الحَذَر في سيره فيها قد ينفجر كلها، أو بعضها، فيتفجَّر ائتلافه الحاكم وهو في منتصف، أو في بداية، هذه الطريق، فتتوقَّف، أو تفشل، "مفاوضات السلام"؛ وقد تَقْصُر الطريق، بالتالي، إلى انتخابات عامَّة إسرائيلية في وقت ليس بالجيِّد بالنسبة إليه، وقد تتمخَّض عن فوز نتنياهو بمنصب رئيس الوزراء.

حزبان في ائتلافه الحاكم أعلنا وأكَّدا نيَّتهما تَرْك هذا الائتلاف إذا ما تجرَّأ رئيس الوزراء الإسرائيلي على "بحث" ما يسمِّيه "القضايا الأساسية" مع رئيس السلطة الفلسطينية، فـ "بحثها" في حدِّ ذاته يَنْظُران إليه على أنَّه من "المحرَّمات".

ولا شكَّ في أنَّ معارضي وخصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي من داخل ائتلافه الحاكم ومن خارجه يفهمون "نجاح" مفاوضاته مع رئيس السلطة الفلسطينية على أنَّه نجاحٌ له في تغيير ميزان القوى الانتخابي (والسياسي) لمصلحته؛ ولن يكون لهم من مصلحة، بالتالي، في تمكينه من هذا النجاح، الذي يريده له الرئيس بوش.

وعليه، أنشأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد انتهاء زيارة الرئيس بوش لإسرائيل، وبعد بدء "المحادثات الحاسمة" مع رئيس السلطة الفلسطينية، خطاباً سياسياً (دفاعياً) جديداً، قوامه التمييز بين "الاتِّفاق" و"تنفيذه"، والمضي قُدُماً في محاربة ما يسمِّيه "الإرهاب" وكأن لا وجود لـ "مفاوضات سلام"، ومعاملة السلطة الفلسطينية على أنَّها المسؤولة وحدها عن تنفيذ الالتزامات الأمنية الفلسطينية التي تضمَّنها البند الأوَّل من "خريطة الطريق" ليس في الضفة الغربية فحسب وإنَّما في قطاع غزة الخاضع لسيطرة "حماس" منذ منتصف حزيران الماضي، و"تخويف" الإسرائيليين من المخاطِر التي تنطوي عليها سياسة "الحفاظ على الوضع القائم"، والتي من أهمها احتمال أن تضطَّر إسرائيل مستقبلاً إلى مفاوضة "حماس" في الضفة الغربية، وتغيُّر الوضع الدولي بما يَجْعَل قوى دولية عدة في مقدَّمها الولايات المتحدة أقل اهتماماً بـ "احتياجات إسرائيل الأمنية".

بهذا الخطاب يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنَّ في مقدوره السير في الطريقين: طريق المفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية، وطريق الحفاظ على "الأمن" و"السلام" في داخل ائتلافه الحاكم، حتى يجيء إلى الإسرائيليين بـ "اتِّفاق" يُمْكِن أن يغيِّر ميزان القوى الانتخابي (والسياسي) لمصلحته، ومصلحة حزبه.

أمَّا وزيرة الخارجية الإسرائيلية فتضيف إلى ذلك "السرِّية" و"الكتمان" و"البُعْد عن الأضواء (الإعلامية)" في مفاوضاتها مع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوِض، فـ "النجاح" قد يتحوَّل إلى "فشل" إذا ما سُمِحَ لتفاصيله بالظهور.

وحتى لا يبقى لدى معارضيه وخصومه من حُجَجٍ وذرائع لفتح النار عليه أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد بدء "المفاوضات الحاسمة"، أنَّ "عدم التوصُّل إلى اتِّفاق" ما زال أمْراً مُمْكناً، وأنَّ التوصُّل إليه لا يعني أبداً أنَّ "تنفيذه" مُمْكِن، أو يُمْكِن أن يكون سريعاً، فـ "عدم تنفيذه"، إذا ما تمَّ التوصُّل إليه، يُعَدُّ، على ما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، "أمْراً ممكناً".

وغني عن البيان أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي سيُعْلِن، بعد التوصُّل إلى "الاتِّفاق"، إذا ما تمَّ التوصُّل إليه، أنَّ "التنفيذ" لن يغدو ممكناً قبل أن يقيم رئيس السلطة الفلسطينية الدليل على أنَّه قد نجح في تغيير الوضع في قطاع غزة بما يُظْهِر ويؤكِّد نجاح السلطة الفلسطينية في تنفيذ التزاماتها الأمنية المنصوص عليها في البند الأوَّل من "خريطة الطريق".

رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يرى ضرراً في "النقاش"، أي في أن "يناقِش" مع رئيس السلطة الفلسطينية "القضايا الأساسية"، كما لا يرى ضرراً في أن ينتهي هذا "النقاش" بـ "اتِّفاق" على مبادئ وأسُس "الحل النهائي"؛ ولكنَّه، وبتأييد من الرئيس بوش على ما قال، لن يُنَفِّذ حَرْفاً من هذا الاتِّفاق قبل أن تُظْهِر السلطة الفلسطينية، وتؤكِّد، قدرتها على الوفاء بكل التزاماتها الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة معاً.

وأحسبُ أنَّ السلطة الفلسطينية مدعوة الآن إلى السير في "طريقين متوازيتين" قد تلتقيان مستقبلاً: "طريق التفاوض" من غير أن تعلِّل نفسها بكثير من الأوهام، و"طريق الحوار" بين الفلسطينيين أنفسهم، توصُّلاً إلى إنهاء "الأزمة" التي يعيشها الفلسطينيون منذ منتصف حزيران الماضي. وهذا "الحوار" يمكن أن يخطو خطواته العملية الأولى بإعادة السيطرة على المعابر في قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، على أن يُتَرْجَم هذا "التغيير الواقعي المهم" بما يُقْنِع أهل القطاع بأنَّ معاناتهم المعيشية والاقتصادية والإنسانية قد شرعت تَخِفُّ وتتضاءل.. وتنتهي.

والتحلِّي بروح المسؤولية (على الرغم من استمرار النزاع بين الطرفين الفلسطينيين) يمكن، ويجب، أن يقوِّي جانب المفاوِض الفلسطيني، فإذا تمَّ التوصُّل إلى "اتِّفاق" يُتْرَك أمْر بتِّه إلى الشعب، على أنْ تُتَّخذ نتيجة "الاستفتاء الشعبي" مَدْخلاً إلى حلٍّ نهائي للأزمة الفلسطينية بكل أوجهها وأبعادها.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش: للاجئ الفلسطيني الحق في التعويض عن حقِّه في العودة!
- رئيس بونابرتي أم لحود ثانٍ؟!
- -بقرة بوش- لن يَحْلبها غير إسرائيل!
- -الحُجَّاج- مشكلة تُحل بتعاون الفلسطينيين ومصر
- -الإعلاميُّ- و-الحاكِم- عندنا!
- اللعب الإسرائيلي على الحَبْلين الفلسطينيين!
- عاصمة -الغلاء العربي-!
- فساد ثقافي وتربوي!
- -متى- و-أين-.. فيزيائياً وفلسفياً
- هل أعاد بوش السيف إلى غمده في مواجهة إيران؟!
- -تسونامي- السنة الجديدة!
- ولكم في -قِصَّة إبليس- حِكْمَة يا أولي الألباب!
- قنوط رايس!
- قرار صبُّ الزيت على نار التضخم!
- هل تريدون مزيداً من -الإيضاحات- الإسرائيلية؟!
- -التقرير-.. مسمار دُقَّ في نعش!
- بعضٌ من جوانب صورة الكون في مرآة -النسبية-
- حتى لا ينفجر -لغم أنابوليس- بالفلسطينيين!
- رِفْقاً بحاويات القمامة!
- كيف للسلام أن يَحْضُر في غياب -المفاوض العربي-؟!


المزيد.....




- أسقطه عن اللوح ونهش ذراعه.. شاهد ما حدث لراكب أمواج هاجمه قر ...
- تأثير غير متوقع من -ميلتون-.. طفلان يعثران على طيور مدفونة ح ...
- مفتي عُمان ينعى يحيى السنوار: لحق بأسلافه -المجاهدين-
- المخابرات الكورية الجنوبية: بيونغيانغ ترسل قوات لمساندة روسي ...
- ميلوني من بيروت: استهداف اليونيفيل -غير مقبول-
- مصير حماس بعد -ضربة- مقتل السنوار.. وهل تتوقف الحرب في غزة؟ ...
- برلمان ألمانيا يقر حزمة أمنية جديدة ومجلس الولايات يرفض جزءا ...
- مصر تحذر من استدراج المنطقة لحرب واسعة تداعياتها بالغة الخطو ...
- لبنان يستدعي سفير إيران في بيروت بعد تصريحات قاليباف في -لحظ ...
- لافروف يوجه رسالة لإسرائيل عن لجوئها للاغتيالات السياسية وضر ...


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا