أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - دمعة ومأساة وشقاء وقرف ... دمشق الشام في عهد الخلف















المزيد.....

دمعة ومأساة وشقاء وقرف ... دمشق الشام في عهد الخلف


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 10:40
المحور: كتابات ساخرة
    


دمعة ومأساة وشقاء وقرف ... دمشق الشام في عهد الخلف!

دمعة الدال الدمشقية, مأساة ميمها, شقاء يتربع على الشين, وقرفٌ تلفظه قاف دمشقنا!

بمناسبة إعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية, وفي إحدى المقاهي التي يتردد عليها المثقفون السوريون يجلس ثلاث شباب من المهتمين بالأدب حول طاولة, وبدون أية كلمة تخرج حسرة وتنهيدة من أحدهم, والثاني يهزّ إصبعه محذراً, بينما الثالث يبصق باتجاه النافذة القريبة من برواز كبير على الحائط. في الجانب المقابل وعند طاولة أخرى يجلس رجل صبغ الشيب شعره صاح قائلاً: خيرٌ لكم أيها الشباب أن تتركوا الحديث بالسياسة!
وعلى شرف المناسبة قدّم القائد هبة جديدة لشعبنا المثقف في هذه السنة الثقافية المباركة وعطاءً جديداً وهو قانون الأحزاب وحق التجمع والتظاهر في بيروت وبدون حساب, وقام السيد الرئيس بالتوقيع عليه ويعتبر ساري المفعول من تاريخ 29 فبراير/ شباط, لأن هذا القانون يحتاج إلى يوم كبيس من السنة الكبيسة.
ويقدّم النموذج التالي بعد إملائه إلى فرع فلسطين للأمن وذلك عن طريق وزير العدل وبموافقة وزير الشرطة وتوقيع المساعد أول أبو محمود.

بناءً على أحكام وإحكام قانون الطوارئ الدائم, واستناداً على الله وعلى الدستور الدائم, وارتكازاً ـ بدون عكّازات ـ على أهداف حزبنا الدائم, واستلهاماً بفكر الأب وانطلاقاً من مسؤولية وصلاحيات الإبن وعملاً بالروح القدس يرسم ما يلي وبشكلٍ دائم:
عند الرغبة في إقامة اجتماع, احتجاج, تشكيل جمعية (مثل جمعية حفر الكوسى وقراءة الطالع والنازل من الأبراج...), إقامة مراسم للطلاق أو الزواج, حفلات ولادة الغلمان وإقامة الختان(الطهور) للبنات وللصبيان, ... إخلاء سبيل أو تمديد إقامة معتقل(غير سياسي) يضعف جهاز مناعة الأمتان..., ويطبق في بلاد الصمود بالقرب من الجولان, وقريباً بإذن الله في لبنان.
يجب تقديم طلب خطي وإملاء استمارة بهذا الشأن ويتحمل المسؤولية من يقوم بالدعوة لهذا النشاط ويجب أن تتضمن:
+ الإسم الرباعي. أسماء الدلع(التحبب) وذلك حسب التسلسل الزمني, منذ الحضانة والروضة ومروراً بالمدرسة الابتدائية وحتى التخرج من الجامعة. لا يمكن قبول من لا يحمل شهادة عالية خصوصاً بعد أن صرنا عاصمة للثقافة. يمكن استخراج شهادات عالية وواطية(777 أو 220 فولت), ومقاومة صغيرة(شوية أوم) ونواقل من كل القياسات, وشهادة حسن سلوك من أقرب فرع للأمن أو شهادة حسن حال من وزارة الشؤون الاشتراكية والرفاهة, تقبل شهادات باسم حسون بدل حسن!
+ أسماء دلع(تحبب) مؤقتة خاضعة لظروف خاصة مثال: طلائع, شبيبة, دورة صاعقة فدائية, مظليين ـ وليس مظللين ـ حزبيين, دورة إعداد حزبي ـ تقبل دورات الإعداد الحزبي لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية منذ بداية تقدمها حتى تاريخه ـ
+ أسماء دلع(تحبب) تم تداولها أثناء الخدمة العسكرية.
وإذا كان صاحب الطلب امرأة فيجب موافقة الشيخة القبيسة الأولى, كما يجب ذكر أسماء الدلع للرجل الذي كانت مرتبطة معه(زوج, صديق, رفيق... مع الاسم الرباعي واسم أفراد أسرته بالكامل), من المحبب ذكر أسماء الدلع والتحبب للجيران!
+ يجب تصديق وتوثيق تلك الأسماء حسب الشروط الواردة في الملحق رقم 4 من هذا الطلب.
+ إبراز الأهداف التي من أجلها تم تقديم الطلب.
+ العنوان بالضبط. رقم السيارة أو الباص الذي سينقل صاحب الطلب أو المشاركين إلى مكان الحدث(الاجتماع, المظاهرة, حفل توزيع جوائز شرب المتي أو تكسير زجاجات الكوكاكولا وحرق الأعلام ....), كما يجب ذكر إسماء الدلع للسائق وما هي نوعية الصور والشعارات التي تزين السيارة أو الباص ـ من المحبب أن تكون السيارة أو الباص صناعة إيرانية محببة وحياة الحبيب!ـ ويجب تحديد قوة السيارة بحساب الأرنب البخاري ـ إذا كانت القوة بالحصان البخاري عليه حساب ما يناسبها باستخدام جداول الخروف للباحث مخلوف, وإذا تعذر ذلك يمكن طلب كتاب الرياضيات المعتمد من أقرب فرع للحزب المعتمد ـ.
+ تحديد المسافة بين مكان الحدث وبين أقرب فرع للأمن ـ من المحبب أن لا تزيد عن أربع دقائق جرياً حافياً في ظروف وشروط مخبرية أمنية دقيقة ـ.
+ توقعات سير ونتائج الحدث(الاجتماع). عدد زجاجات العصير وأنواعها ـ بيبسي أمريكاني أو كولا عربي سوري لبناني, وما هي درجة الحريرات فيه ومن المحبب أن تكون حوالي الصفر المئوي وذلك حرصاً على الصحة بأنواعها المختلفة ـ.
عدد حنفيات المياه ـ إن وجد ـ وعدد ساعات تنقيطها الأسبوعي, كما يجب التأكد من عدد لمبات الكهرباء وعدد ساعات وصولها وقوة كل منها على أساس اعتماد زمن برنامج الاتجاه المو عاكس ـ.

على صاحب الطلب إثبات أنه عربي سوري من الدرجة الأولى ومنذ عام 1970, ويجب عليه تقديم تعهد من مدير عمله يؤكد حسن سلوكه وبأنه لن يتم طرده خلال الأربعة شهور القادمة, كما يجب عليه تحديد قنوات التلفزيون التي يشاهد إضافة للقنوات الرسمية ولقناة المنار ولقناة الصرف الصحي بالدار. كما يجب تحديد الصحف التي يقرأها الورقية والجلدية والخشبية والالكترونية والنوترونية والذرية العربية منها والإيرانية.

يجب إرفاق الطلب بجواز سفر ساري المفعول, هوية نقابية, هوية حزبية ـ فقط للأعضاء العاملين وأنصاف العاملين ـ, توقيع أربع شهود, أربع صور(صورة من أيام الطلائع وواحدة في دورة الشبيبة وأخرى في هتاف بيعة من البيعات أو الشروات والصورة الرابعة وهو يقوم بحرق الحريرات ـ, وثيقة من مركز الاقتراع تثبت عدد المرات التي مارس فيها حقه وواجبه الوطني في آخر استفتاء, وللذين استخدموا الدم يجب ذكر فصيلة الدم وفي أي أصبع قام بطباعة "نعم" ـ يستثنى من استخدم الإصبع الوسطى ـ, كما يجب إبراز آخر ثلاثة فواتير للتلفون المحمول لآخر ثلاثة شهور مدفوعة.
وبمناسبة اعتراف العرب المثقفون بعظمة الثقافة والمثقفين في دولة الثقافة لذا يستحسن إرفاق الطلب بصور عن سبع بطاقات دخول الأوبرا, وعن بطاقة الاستعارة من مكتبة الأسد الوطنية القومية التقدمية وعن عضوية المركز الثقافي العربي, وصورة عن دورة واحدة على الأقل للإعداد الحزبي الثقافي, ودرجة العلامات في مادة الثقافة القومية العربية, من المحبب التبرك من وزير الثقافة النعسان, ومن غير المحبب إبراز بطاقات زيارة سجن عذرا المليان.
ملاحظة للذين يعتقدون خطأً بأنهم ليسو عرباً عليهم إبراز صورة عن مراسم تعميدهم في فروع الحزب القائد مصدقة من ديوان العدل في حي الأكراد مقابل كنيسة السريان!.
وتزامناً مع زيارة الرئيس الجبان بوش للمنطقة, ونكاية به وبالوفد المرافق, واحتفاءً بدولة الثقافة والصمود قدّم مثقفون أصليون مسرحية على خشبة مسرح الأسد يظهر فيها رمز الممانعة والشجاعة وهو يتقدم ضمن أغوار الفتاة التي ترمز للعدوان حتى يدخل إلى الصميم مفرغاً فيه شحنة ثورية تراكمت خلال أربعين عاماً ثم ينسحب بكل استرخاء وشموخ.
ورغم عبء النتائج على الفتاة الممثلة في زمن الأخلاق والشرف العربي وعقوباته, إلاّ أنها كانت سعيدة حيث حصل ما تهتف به جموع وقادة التحرير منذ عشرات السنين وحتى لو كان على المسرح.
وفي طريق العودة من حفل افتتاح الثقافة العربية تصعد الفتاة الممثلة إلى باص وتقترب من رجل يجلس على المقعد وتطلب منه أن يعطيها مكانه لأنها حامل, فينهض الرجل ويبدأ يعتذر منها أنه لم ينتبه لذلك ويسألها منذ متى حامل ومتمنياً لها السعادة, فتقول الفتاة أنها حامل منذ نصف ساعة!

بودابست, 15 / 1 / 2008. د. فاضل الخطيب.





#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ الجليل -بابا نويل- ...!
- أبداً أنتم الوطن!
- ناقصات عقل, ودين, وعُمر!
- الباربي السورية-Barbie Baby-!
- الصديق - الحوار المتمدن- عقبال 100 سنة!
- الرسالة قبل الأخيرة!
- من أمّ ثرثار إلى الرئيس بشار!
- من درزي بلا عقل إلى شيخ كلّه عقل!
- نظّفوا الزجاج قبل كسره!
- من الهلال الخصيب إلى الهلال الكئيب!
- الأكراد بين شرعية الحدود والوجود!
- ضبابٌ سوريٌ في يومٍ مشمس!
- دمشق تنتقل إلى برلين!
- سورية- معارضات بلا حوار في دولة بشار
- رابعة العدوية والعشق الإلهي السوري
- حزيران بين الصُوَر
- سبع وسبعة ودبيكة و-كمشة- تسعات
- تليفون الإستفتاء
- قبل الإستفتاء
- الديكتاتور والديكتاتورية قديماً وحديثاً


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - دمعة ومأساة وشقاء وقرف ... دمشق الشام في عهد الخلف