|
-المثقف العربي- في رؤيته للسلطة سعد الله ونوس في مسرحيته-الملك هو الملك- نموذجا
نادية أبو زاهر
الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 11:40
المحور:
الادب والفن
مشكلة الدراسة: علاقة المثقف العربي بالسلطة علاقة جدلية بين الكتاب والمفكرين، حتى ساد اعتقاد لدى الكثيرين بأنها مشكلة لا حل لها، فالتركيز من جانب المثقفين على العوامل السياسية في تفاقم، وجوه الخلل والاضطراب في حياة الأمة والمجتمع يطرح إشكالية علاقة المثقف العربي بالسلطة. وهي إشكالية تعرضت لمحاولات علاجية عديدة من المثقفين العرب دون الوصول إلى حل جذري ومقنع. وربما يعود السبب في هذا إلى أن المثقف العربي كان يشكو وما يزال من ضآلة دوره مع الجمهور وهذا يعني بالنسبة إليه أن السلطات لم تأبه به ولم تحسب له حساباً ولم تأخذ بأفكاره ومشروعاته، وفي هذه الدراسة سنلقي الضوء على المثقف سعد الله ونوس ورؤيته للسلطة من خلال مسرحيته "الملك هو الملك".
أهمية الدراسة: تنبع أهمية الدراسة من الحاجة لتحري حقيقة الجدل بين الكتاب والمفكرين لعلاقة "المثقف العربي" مع السلطة، في وقت يعود فيه الجدل مرة أخرى لهذه العلاقة بين المثقف العربي والسلطة، بسبب التحولات السياسية المختلفة التي باتت تشهدها المنطقة العربية من تحديات جديدة تمر بها المنطقة العربية مثل الاحتلال الأمريكي للعراق، واندلاع انتفاضة الأقصى، والتهديدات الأمريكية لسوريا، ومشروع الشرق أوسط الجديد الذي تطرحه أمريكيا، وما يرافق ذلك من انجرار الأنظمة العربية وراء ما تطرحه أمريكيا، واستمرارهم لقمع حرية شعوبهم الرافضة للطروحات الأمريكية. وهنا تبرز أهمية دور المثقفين العرب في التصدي لأنظمتهم الحاكمة، لكن يقع المثقف العربي بين أمرين قد لا يكون له خيار ثالث لهما، فإذا تمسك المثقف بآرائه يتحول إلى عدو للسلطة، وإذا ما تنازل عن مبادئه إرضاء للسلطة هان على السلطة فتتجاهله ولا تقيم له وزنا. حيث برز هذا الجدل بقوة مؤخرا بعد أن اختفى في فترات سابقة. فهي محاولة جديدة لإلقاء الضوء على العلاقة الجدلية بين المثقف العربي والسلطة برؤية جديدة، من خلال إلقاء نظرة تحليلية متفحصة على الأفكار التي يطرحها سعد الله ونوس في مسرحيته "الملك هو الملك"، والتي جاءت لتجسد نقده اللاذع للسلطة، وتشابك العلاقات الآنية الدالة على مأساة الجموع، وكشف كل الأشكال والنظم التقليدية المتحجرة والجاهزة، وطرح البديل الحقيقي، وإعلان سلطة كل الناس حتى لا يبقى متنكر ولا متنكرون. كما تبرز أهميتها كونها تعتبر دراسة جديدة تتناول المسرحية بشكل نقدي تحليلي وما يتخلل ذلك من إبراز الأفكار التي يطرحها مؤلفها وربطها بعلاقة المثقف بالسلطة، فما طرح عن المسرحية لم يتعد كونه نقدا مسرحيا أغلبه كان على شكل مقالات. منهجية الدراسة وحدودها: سنعتمد أسلوب منهج تحليل المضمون، وذلك من خلال تحليل المسرحية والأحداث التي تدور حولها، ومحاولة دراسة الظروف التي أثرت على كتابة نص المسرحية وما لذلك من أثر على الأفكار المطروحة فيها، ومن خلال دراسة المنطلقات والنتاج النظري للمثقفين المختلفة. وستقتصر حدود الدراسة على نظرة المثقف سعد الله ونوس للسلطة من خلال الطرح الذي قدمه في مسرحيته "الملك هو الملك".
صعوبات الدراسة: أبرز الصعوبات التي تواجه الدراسة: 1- نقص في الدراسات التي تناولت مسرحية "الملك هو الملك" وبذلك ستعتمد الدراسة على تحليل مضمون المسرحية ذاتها إضافة بالاعتماد على بعض المقالات التي كتبت حول المسرحية. 2- الدراسات، على قلتها، التي تناولت مسرحية "الملك هو الملك" تناولت المسرحية من الجانب النقدي الأدبي، ولم تعمل على دراسة المسرحية من خلال ربطها بدور المثقف العربي وكيف ينظر إلى السلطة، وبذلك تعتبر الدراسة جديدة تتناول المسرحية من زاوية لم يتم تناولها.
أسئلة الدراسة: • من أين استمد ونوس فكرة مسرحيته "الملك هو الملك"؟. • ما هي اللعبة التي حاول ونوس طرحها في المسرحية؟ وكيف عالجها؟. • ما هي المساحة الفاصلة بين التنكر(الترميز والإيحاء) والواقع في مسرحية الملك هو الملك؟ • ما هي الظروف التي أثرت على الأفكار المطروحة في المسرحية؟ وهل لحياته الشخصية أثر في الأفكار المطروحة؟. • أي نوع من المثقفين كان ونوس؟.
مراجعة الأدبيات: قلة هي الدراسات التي تناولت مسرحية "الملك هو الملك"، وقد تكون من أبرز الدراسات التي تناولت مسرحية "الملك هو الملك" الدراسة التي قام بها د. فاضل خليل بعنوان: "سعد الله ونوس الملك هو الملك أنموذجا" ورغم أهمية هذه الدراسة، وتناولها لبعض المحاور التي تناولتها مسرحية "الملك هو الملك" إلا أنها لم تتطرق إلى علاقة المثقف سعد الله ونوس بالسلطة التي عبر عنها خلال مسرحيته. كما أن هناك مقالات تناولت المسرحية ولكن ركزت غالبيتها على الجانب النقدي الأدبي أو المسرحي، ومن أبرز المقالات التي تناولت مسرحيات ونوس من زاوية علاقة المثقف بالسلطة هي مقالة فيصل درّاج بعنوان: "كنفاني وونوس: بابان إلى المدينة الفاضلة"، ولكن هذه المقالة حاولت أن تستعرض أعمال ونوس المسرحية أكثر من كونها تتناول إحدى أعماله المسرحية بشكل تحليلي وبذلك في هذه المقالة مرّ درّاج على مسرحية "الملك هو الملك" مرور الكرام، وكانت من ضمن أعمال ونوس المسرحية الأخرى التي مرّ عليها درّاج، ولم يتعرض إلى علاقة ونوس بالسلطة خلالها بشكل واضح.
تقسيم الدراسة: سنحاول تقسيم الدراسة إلى العناوين المبينة كما يلي: • الفكرة التي استمد منها ونوس"مسرحية الملك هو الملك" واللعبة التي أراد لها أن تستمر. • المساحة الفاصلة بين التنكر(الترميز والإيحاء) والواقع في مسرحية الملك هو الملك. • الظروف التي أثرت على الأفكار المطروحة في المسرحية وعلاقة حياة ونوس الشخصية في الأفكار المطروحة. • النوع الذي مثله ونوس من المثقفين.
المقدمـــــــــــــة:
ظهرت كثير من الدراسات التي حاولت أن تفسر طبيعة علاقة المثقف بالسلطة، وبرزت محاولات كثيرة حاولت أن توضح تلك العلاقة وما يكتنفها من ضبابية، وفي خضم التطورات التي تشهدها الساحة العربية، نجد أنفسنا مضطرين إلى إضافة محاولة جديدة لتلك المحاولات علها تستطيع أن تساعد في فهم تلك العلاقة، من خلال ربط ذلك بما يعرضه سعد الله ونوس من أفكار في مسرحيته "الملك هو الملك"، لفحص رؤية يطرحها أحد هؤلاء المثقفين العرب في العلاقة مع السلطة. مسرحية "الملك هو الملك" اختمرت في ذهن ونوس المثقف السوري الذي تأثر بالواقع العربي، بماضيه، وحاضره، بعد أن استلهم أفكارها من الأحداث التي تجري في العصر العباسي وطوعها للحاضر، منطلقا من أهمية التغير الذي يجب أن يشمل نواحي الحياة كافة، وعلى ما يبدو فإن ونوس أراد أن يقول بصورة قد تفهم ضمنيا، أن "الأنظمة السياسية في العصور القديمة والحديثة، لا يمكن أن تتغير بإحلال فرد مكان آخر. وأن الشعب في هذه المسرحية يحكم عليه بالتنكر بوصفه طرفاً مناقضاً، وهذا التنكر لا يمكن أن يزول في نظر ونوس إلا عن طريق العودة لحياة الفطرة الأولى عندما كانت حياة الإنسان تجري كالجدول العذب" . تتلخص المسرحية في أن ملكا وعندما يشعر بالضجر يقرر أن يعابث رعيته حتى يذهب عن نفسه السأم، وهو ملك واثق من ثبات عرشه وكفاءة رجال أمنه وخنوع شعبه، ولهذا فهو يزدري الكل. ويقع اختياره على ضحيته أبو عزة (والذي يتحول هو(الملك) فيما بعد إلى ضحية الضحية التي وقع اختياره عليها) وهو تاجر سابق جار عليه الدهر وركبته الديون بسبب تآمر شهبندر التجار والقاضي والنظام عليه، وبذلك تصيبه لوثة في عقله فهو يحلم بأن يصبح سلطان البلاد لينتقم من المتآمرين عليه. وتبدأ لعبة الملك عندما يقرر أن ينقل أبو عزة إلى قصره ويجعله ملكا، ليتسلى بتصرفات (الملك أبو عزة) الخرقاء كما تخيلها الملك الحقيقي. غير أن الملك الحقيقي لا يلبث أن يصاب بصدمة كبرى، فما أن يرتدي أبو عزة زي الملك حتى يقبض على كل أتباعه وعلى كل من يحطوه من أشياء بيد من حديد، ويدين الجميع بالولاء والطاعة للملك الجديد لأن لا أحد يميز سحنة الملك المزيف. وعبثا يحاول الملك الأصلي إنهاء اللعبة، والتي تستمر لتصبح حقيقة ويخسر الملك ملكه. من خلال هذه المسرحية أراد ونوس أن يثبت أن هناك إمكانية للقضاء على الوراثة في الملكية. وأن كل شيء ممكن أن يتحقق بالتاج والرداء والصولجان وكرسي العرش، وأن في الأنظمة التنكرية لا يحسب حساب الرجال، إن الذي يحسب حسابه هو التاج والرداء. ومما لا لبس فيه أن ونوس استفاد من التاريخ والموروث الشعبي والفلكلور، حيث كان لاستخداماته المعاصرة للموروث أثرها في تسريع عملية (التأصيل) وإيجاد السمات الخاصة بمسرح شعبي يلغي معها شخصية (البطل ..الفرد) ليحل الشعب محله بطلا لتلك الحكايات، وهو في ذلك اختلف عن غيره من المسرحيين الذين فضلوا التركيز على الأفراد ليكونوا أبطال مسرحياتهم. وبذلك خرج ونوس في مسرحياته عن المعهود والمتعارف عليه في المسرح العربي، وربما يعود ذلك إلى أنه كان مثال المثقف الذي يرى أن الشعب هو صانع تلك الحكايات والمهم فيها.
قد لا نستطيع أن نحيط من خلال دراستنا لمسرحية "الملك هو الملك"، إحاطة شاملة وكاملة بكل المقتضيات المعرفية والتاريخية المرتبطة برؤية المثقف للسلطة وجدلية علاقته معها، فتلك غاية قد لا يستطيع باحث واحد ولا دراسة بهذا الحجم أو هذا النوع تحقيقها، إلا أنها تبقى محاولة لفهم هذه العلاقة من زاوية جديدة. فرغم أن العديد من الدراسات بحثت في مفهوم "العلاقة بين المثقف العربي والسلطة"، إلا أن أهم ما يؤخذ عليها من وجهة نظرنا هو: • غياب المنظور الشمولي عند أصحابها، فهم غالبا ما يركزون على مرجعية واحدة دون غيرها. • بعض الدراسات تناقش النظريات التي تتناول علاقة المثقف بالسلطة دون الاهتمام إلى الظروف التاريخية التي تحيط بالمثقف وكيف يمكن أن تؤثر على علاقته بالسلطة، وما هي التحولات التي قد تطرأ عليه. من الممكن أن تحقق هذه الدراسة هدفها، إذا ما استطاعت تجاوز، ولو جزء صغير من هذه العيوب. الفكرة التي استمد منها ونوس"مسرحية الملك هو الملك" واللعبة التي أراد لها أن تستمر: استمد ونوس فكرة مسرحيته "الملك هو الملك" من حكاية (النائم واليقظان) في الليلة الثالثة والستين بعد المائة من ألف ليلة وليلة، حيث تدور أحداث الحكاية في العهد العباسي عام 1850 . وملخص هذه الحكاية هي أن هارون الرشيد الذي حولته - ألف ليلة وليلة إلى شخصية أسطورية – كان في إحدى جولاته التنكرية بصحبة سيافه مسرور، فمرا ببيت التاجر المفلس أبا الحسن الخليع الذي استضافهما وشكا لهما من الحياة التي يحياها. وتمنى أن يكون صاحب أمر ونهي لينتقم من أربعة شيوخ يعرفهم، فخدره الرشيد وأمر بنقله إلى قصر الخلافة. وقرر أن ينصبه خليفة لأجل التسلية والمداعبة. وهكذا تبدأ اللعبة والتسلية ليعيش أبو الحسن حالة من رغد العيش كان يتمناها، وقرارات الأمر والنهي التي كان يحلم بها، ما أن يتلذذ بهذا حتى يعيده الرشيد إلى حقيقته، فيظن أبو الحسن انه كان في حلم جميل ليس غير، وكرر الرشيد هذه اللعبة أكثر من مرة للتسلية والتندر. وبذلك كان أبو الحسن في حكاية ألف ليلة وليلة نموذجا للرجل الساذج (المغفل) الذي يحيى على حافة الحلم واليقظة، حيث أنه بقي وسيلة للتسلية بيد الرشيد يتحكم به كيفما شاء، وبذلك بقي الرشيد متحكما بمقاليد السلطة والحكم وبقي متحكما باللعبة ينهيها متى شاء. إلا أن ونوس وعند تناوله لتلك الحكاية عام 1978 فإنه يسيسها ويجعل منها حكاية بمفهوم آخر، حيث يستفيد من الأصل ويضيف إليه افتراضه: ماذا سيحدث لأبي الحسن المغفل والذي جسد دوره في مسرحية الملك هو الملك أبو عزة فيما لو أصر على البقاء ملكا، وماذا سيحدث للملك؟. ما يساعد على قبول هذا الافتراض الفلسفة التي وضعها لمسرحيته وهي "أن الملوك بلا سحنة وهي الفكرة الأساسية التي أراد إبرازها ". منطلقا من أن أي تغير سيكون عاديا عندما تغيب الملامح. فمن طبع المحيطين بأي ملك لا يمتلكون جرأة النظر إلى وجهه وإنما يتحدد نظرهم من أسفل الوجه فما دون. وهكذا فإن أي تغير سيكون عاديا لا يثير الشبهات، فجعلّ كل من في القصر لا يتعرف على الملك المزيف وجعل اللعبة تستمر. فأراد ونوس أن يظهر بأن هناك غياب الوعي في معرفة الملك. هذه الفرضية جعلت من الرجل المغفل ملكا ذا سلطان بمجرد أن لبس رداء الملك وحمل صولجانه، ويدل على ذلك ما جاء على لسان عبيد أحد شخوص المسرحية عندما قال: "أعطني رداء وتاجا، أعطك ملكا ". ولا ضير بعدها أن يكون الملك عادلا أو ظالما، لأن من يذق طعم السلطة (أبو عزة الملك المزيف) يصعب عليه تركه، وهي صفة غالبة. فالحاكم حتى لو كان عادلا عليه أن يطلق الأحكام الجائرة التي تحفظ له مكانه وإن كانت في بعض الأحيان تلك الأحكام جائرة. فأبو عزة عندما تقمص دور الملك حكم أحكاما جائرة على زوج أم عزة -أي على نفسه هو- بالتجريس، وعلى ابنته التي يحكم عليها بالزواج من الوزير المزيف عرقوب، أو تكون جارية له حسب رغبته. وجاءت هذه الأحكام الجائرة بعد أن شكت أم عزة تجاوزات (الإمام والشهبندر) اللذين كانا سببا في تدهور حالهم للملك المزيف (زوجها أبي عزة). وبذلك وجدنا أن أبا عزة أنصف الإمام والشهبندر، في حين اعتبر أم عزة (زوجته) مذنبة في ادعائها لأنها بشكواها إنما تعتبر العرش باطل، والملك باطل، وان النظام الذي يسود البلاد والعباد باطل في باطل. لأن الإمام والشهبندر هما الناموس الذي يحكم البلاد والعباد . النتيجة وفق نظرية ونوس هي أن: "الملك هو الملك" وهي العنوان الذي حملته مسرحيته فلا فرق بين ملك وملك، فأبو عزة في العرش هو الرشيد طالما أن الملوك بلا سحنة. وهكذا في لعبة ونوس فإن أبا عزة يظل متشبثا بالسلطة ليهتز عرش الملك وكانت هذه محصلة الدعابة الملكية التي اختلقها الملك ليتسلى لتنقلب وبالا عليه. نعم هي وبال حين ينقلب السحر على الساحر، حين يجهل الحكام نتائج دعاباتهم ولا محدودية سلطاتهم . لقد قضى ونوس تمام على الوراثة في الملكية. وأثبت أن كل شيء ممكن أن يتحقق بالتاج والرداء والصولجان وكرسي العرش. ففي الأنظمة التنكرية لا يحسب حساب الرجال، إن الذي يحسب حسابه هو التاج والرداء، ولاشيء غير ذلك. وهكذا ناقش ونوس الوضع الذي سيكون عليه أبو عزة حين يصبح ملكا. فتتلبسه شخصية الملك ليطلق أحكاما لا يجرؤ أحد على مناقشتها ولا يسمح له موقع الملك في التنازل عنها وإن كانت خاطئة. ويمكن أن نلمس هذه الشخصية المطلقة للأحكام التي لا يجرؤ على مناقشته به أحد خلال المشاهد الأخيرة من المسرحية عندما يقول أبو عزة (الملك المزيف): "اللعب ممنوع والوهم ممنوع والخيال ممنوع والحلم ممنوع " وكانت حاشيته والرعية (المجموعة) تكرر من ورائه دون مناقشته. لقد "جاء توظيف هذه اللعبة لواقع مرفوض " تناولها ونوس بكثير من التصرف مستفيدا من إيمانه في "أن للأشكال المسرحية مسؤوليات سياسة، وأن هذا المسرح العربي يجب أن يقوم على أسس مادية ملموسة تحدد موقفها وموقعها من العالم، لكن داخل شكل عربي ". المتتبع لمسرحيات ونوس يلحظ أن الواقع العربي كثيرا ما يؤثر على نصوصه المسرحية ولطالما أراد تغيير هذا الواقع فبدأ من أبطال مسرحياته. ففي مسرحيته "الملك هو الملك" كان ونوس أحد الذين انتصروا لأبطالهم من عامة الشعب، واكبهم حيث هم. لم يكونوا عنده حاكمين بقدر ما كانوا محكومين يحلمون أن يلعبوا دور الملك ليتعرفوا على أسرار الحكم، أما الملك في المسرحية فتولد لديه الشعور أنه أكبر من الموقع وبدأ هذا الشعور يظهر عندما قال: "كثيرا ما أشعر أن هذه البلاد لا تستحقني.. ". تزداد الرغبة باللعبة عندما قال لوزيره: "يزداد ضيقي كلما فكرت أن هذه البلاد لا تستحقني. أريد أن ألهو … أن العب لعبة شرسة، لدي ميل شديد إلى السخرية. بالضبط هذا هو ما أحتاجه. أن أسخر بعنف وبقوة ." ويحدد نوع اللعبة عندما يقول: "أريد أن أعابث البلاد والناس". وتلمع الفكرة في ذهن الملك عندما يتذكر (أبو عزة) الرجل المغفل الذي يحلم بالسلطان والانتقام من خصوم كثيرين، فيأمر وزيره أن يذهبا سوية في جولة تنكرية إلى بيت أبي عزة. وتبدأ اللعبة عندما يقرر أن يحضر الملك أبا عزة إلى قصره، وتتضح خطورة اللعبة على الملك الحقيقي عندما لا يتعرف أحد على الملك المزيف (أبي عزة)، وحتى أن زوجة أبي عزة وابنته عزة لم تتعرفا عليه. فاللعبة إذن أعجبت أبا عزة كثيرا وصدق فعلا بأنه الملك، فكل أوامره مطاعة، وكل ما يرغب فيه طوع بنانه دون عذاب. لقد عاش السلطة بكل مقوماتها، بل أنه أصبح ملكا أكثر سطوة وقسوة من الملك الحقيقي، ونستطيع أن نلمس ذلك من خلال الحوار الذي دار بين الشهبندر والإمام عندما سأل الشهبندر الإمام: "ألم تلاحظ أن سحنة الملك تغيرت؟" فأجابه الإمام: "نعم… لقد أصبح ملكا أكثر" . ولأن ونوس يعرف بأن التغيير بالشكل الذي اقترحه في مسرحيته مستحيل، وضع هذا التغيير بصيغة الحلم أو الأمنية. فأبو عزة إذن لم يكن أكثر من ممثل لعب الدورين في آن واحد في ذلك الحلم أو الأمنية. فالممثل في مسرح ونوس يشكل أهمية استثنائية، وكذلك المتفرج. فالممثل هو من يقوم بفعل التغير وهو "الذي يعطي الحياة لنص الكاتب المسرحي، والكاتب المسرحي هو دائما الذي يلهم الممثل. كما أن دائما هناك الجمهور الذي يساهم في العرض والذي من أجله يكتب الكتاب ويمثل الممثلون" . أي هو من يحرك الحياة ويكون نبضها على المسرح، وهو من يحقق الحلم. أما المتفرج فقد شاكسه ونوس حين اتهمه بالسلبية وانعدام القدرة على اتخاذ المواقف في الأزمات. "إن الشعب دائما مدان بشكل تعميمي عند ونوس، وإن النظرة إلى فعالية الجماهير سوداوية" . رغم أن الجمهور في حساباته خير من يرى العيوب. والمسرح يبدأ فعلا عندما يتوفر ممثل ومتفرجون يتابعون لعبة الممثل ويشاركونه فيها، وغياب أحد هذين العنصرين فقط هو الذي ينفي الظاهرة. جوهر اللعبة المسرحية في "الملك هو الملك" لا يرتبط بطبيعة الدرس التعليمي أو عملية التوعية التي يقوم بها، ولكن يكمن في طبيعتها الديمقراطية التي تسمح بالمشاركة؛ فالذين يقدمون اللعبة يتعلمون ويعلمون في آن، وهم لا يحللون السلطة فقط وإنما يتناقشون حولها أيضا. اللعبة فعل مشاركة، يفترض حضور الآخر، ليس بوصفه متفرجا أو مشاهدا، ولكن بوصفه طرفا حقيقيا وفعالا فيها. إنها كسر للعزلة بين العازل والمعزول، كسر للتقليد والتلقين وكل جماليات التوقع النمطية؛ إنها التجسيد الفعلي الحر للحوار مع الآخر . المساحة الفاصلة بين التنكر(الترميز والإيحاء) والواقع في مسرحية الملك هو الملك: يتركز الحديث هنا عن المساحة الفاصلة، هذه المساحة التي تبدو محايدة بعيدة عن الترميز والإيحاء، لكنها في الوقت نفسه تعج وتتشابك بالخلفيات المشكّلة التي ترتد إليها أنماط الفعل القائمة والممتدة على المستويين: السلوكي الطبيعي، وتعود إليها –نسبيا- أنماط الفعل الرمزية القائمة على التواصل والحوار وحتى المناجاة. بتساؤل أقل كثافة، ما هي المساحة الفاصلة بين السلوك الرمزي والسلوك الطبيعي؟. إن الأفكار رموز لا تحمل حقيقتها فيها، بل تستر حقيقة باطنية، وفي هذا الستر توحي إليها، وبتأويل ذلك الإيحاء نكشف عن الحقيقة المستورة. فكل عمل ثقافي هو في الوقت ذاته ظاهرة فردية واجتماعية، وهو يدخل في بنيتين تتكونان من شخص المبدع ومن الجماعة التي نشأت في حضنها المقولات الذهنية التي تحدد ذلك الشخص. ولأن المبدع هو خالق أشكال في الأساس، وبالتالي خالق هويات ومرجعيات، فإنه يسير فنيا لتحقيق غاية تتخذ الانسجام وسيلتها ويكون هذا الانسجام شاهدا على خلل عظيم في الواقع المشار إليه فنيا، ما يعطي شعورا بالاندهاش والغرابة لا تعطيه الحادثة نفسها في الواقع، تماما كما لا تعطيه اللغة الإخبارية المحضة، فالعلاقة مركبة ومعقدة بين الكاتب وبين عوالمه الفنية المتخيلة، وبين عالمه المعقد المكون من افتراض بنيوي يفترض قسرية الرؤية العمومية وحرية الاختيار المتاحة على مستوى لغة النص، التي يجب أن لا تخون الكاتب وتفسد رسالته بخلل على مستوى الانسجام الداخلي لهذا النص الذي يُشكل انسجامه الضمان الوحيد لحدوث عملية تواصل فعالة، محكومة بتداخل الهويات الثقافية – غير الفردية- وأحيانا تصارعها، وبعيدة عن البراءة، إنها على العكس، مساءلة للضمير في تداعيات الصمت وفرضيات اللاوعي وأشكال الخيال . تضيق الحلقة، لتحصر مفاهيم ثلاثة، هي: الذات- الرمز- الأيدولوجيا، إذ كيف يمكن للرموز أن تحمل الأيدولوجيا الصادرة عن الذات، هذه الذات المرتبطة جدليا – بذات جمعية- لها خصوصيتها الاجتماعية والثقافية التي تعود عميقا في التاريخ بشكل يجعل الانفكاك من هذا الإرث المفاهيمي عملية شبه مستحيلة في التشكيل الفني، لأن الأنا التي قررت التدخل فنيا في الواقع لا بد أن تسائل قيميا تمتد إلى الأسئلة الوجودية وتحمل تلقائيا زاوية الرؤية والحل أو حتى التفسير لذلك الامتداد التاريخي السحيق لنظم الوحي والمعرفة ولأن هذه النظم تحمل التحول دائما، ولأن لحظات التحول لا بد أن تشكل هزيمة معينة لجماعة معينة يقابلها نصر لأخرى، فإن التوتر وجدلية الصراع تخلق تلقائيا للانطلاق بتاريخ جديد يكون هو تاريخ الجماعة المنهزمة والمنتصرة في آن، ولا شك أن الأيدولوجيا وحدها هي الغاية والوسيلة في هذه التقلبات الواقعة والسجالات الرمزية التي تتخذ المجتمع حقلا تسجيليا، وتتخذ التاريخ مسرحا رمزيا، لأنه الشاهد- المؤقت- على انتصار الرموز، وهكذا فإن الأيدولوجيا دائما ترتبط عضويا بمفهومي المجتمع والتاريخ . المجتمع وفق هذا التصور هو مختبر لوصفات فكرية مفتوحة على الاحتمالات تستمد شرعيتها من التاريخ عبر التأويل وإعادة ترتيب الحوادث ومن المستقبل الذي يعتبر حقيقة حتمية تكشف عنها الصيرورة الحاضرة، ولأن أية جماعة مسيطرة – طبقة- تحاول تجسيد تاريخها وحاضرها عبر مجموعة من الرموز تجنّد التاريخ والمستقبل لتمتلك كل من الايدولوجيا والطوباوية•. تبعا لما ذكر، فإن عملية قراءة الرموز الفنية في المجتمع والتاريخ وفق وجهة النظر البنائية التكوينية تفترض شكلا هيكليا لهذه الرموز يكشف عن العلاقة بين البنى التحتية والفوقية. التي تكون الأيدولوجيا أكبر رموزها. هكذا فإن النافذة المعرفية التي تؤهلنا لدخول العوالم الفنية في مسرحية سعد الله ونوس الملك هو الملك، هي رحلة الوعي الأيدولوجي- المُرتب للأحداث والرموز، والكاشف للحلول والأزمات في المجتمع فيما يعرف بالوعي الواقع والوعي الممكن، وكذلك الوعي العائد نزولا إلى التاريخ لملاحظة مدى التدخل- الذاتي- في مادة جموعية وإلى أي مدى لعبت الأيدولوجيا دورا في ترتيبه وتأويله، فيما يعرف "بتعصير الماضي"، وإلى أي مدى شكل هذا التاريخ مادة لجلد الواقع واستحضار الموضوعية والوهمية عبر الأيدولوجيا.
يبلغ خلق الرموز في مسرحية "الملك هو الملك" مستوى عنيفا من الاستحواذ بحيث تسحق الذوات الفردية المغايرة وتعيش حالة من التعصب اللاهث وراء السلامة والسيطرة التي توفرها رموز السلطة، هذه الرموز التي تتوج تحالفا واضحا وسافرا بين عناصر البنية الفوقية، المستغرقة في تنفذها والتي تعاني حالة من فرط الاستغلال ولدّت لديها شعورا بالملل، لكن الموقف الأخطر الذي تنم عنه المسرحية هو ذلك المستوى العميق من حالة السيطرة النافذة التي جعلت من الأفراد مجرد أدوات لتنفيذ عقلية جمعية تعصف بالمجتمع، بشكل بنيوي جدلي، أدى إلى تذويب الفردية أمام سلطة الرموز الموغلة في التنكر. ولعل موقف ميمون حاجب الملك في المسرحية يشكل صورة واضحة المعالم لهذا الذوبان أمام الرموز، رغم تغير ماهيتها، يقول ميميون مخاطبا مصطفى وهو الملك الحقيقي الذي تنكر بشخصية مصطفى في لغة الترف والتنكير، حيث لا يستطيع التعرف على مليكه: "لا أظن أني رأيتك قبل الآن ويدهشني أنك تعرف اسمي، كما يدهشني دخولك إلى هذا المكان" . وفي تصويره لمظاهر الفساد، يوجه ونوس عباراته التحريضية تجاه نظم المجتمعات البرجوازية التي تتحالف بناها الفوقية لسحق الجمهور وتجيير أدوات الإنتاج لصالحها، وتبلغ هذه المسرحية درجة حادة من عرض تفاصيل الوعي الواقع، الذي يمثل تحالفا بين السلطات الدينية والاقتصادية، يظهر ذلك بجلاء من خلال حديث أم عزة أمام الملك المزيف وهو زوجها أبو عزة. عندما تقول: "ما قاله الملك، سمعناه من الإمام والقاضي والشهبندر كأنهم لسان واحد، وعائلة واحدة ".
ورغم الاغتراب الذي يسيطر على الوعي الواقع، فإن ونوس، كان يؤكد وفق حتمية تاريخية، أن المستقبل يحمل بذور الفناء لهذه التناقضات التي تعصف بالمجتمع "الرأسمالي"، وأن الحقيقة التاريخية السائرة نحو الإنجاز ستفضي إلى تغيير وجهه الواقع، وهو ما يسميه التكوينيون الوعي الممكن . (ينظر سعيد علوش إلى الوعي الممكن على أنه أقصى ما يمكن لطبقة أن تعرفه عن واقعها وعناصر وجودها وهو كذلك أقصى ما يمكن أن يبلغه وعي الجماعة دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير طبيعتها، والوعي الممكن هو حسب الماركسية، التي يظهر من تحليل النصوص أن ونوس يعتنقها هي أن البرولتياريا ستحقق الهدف الختامي المتمثل في مجتمع غير طبقي). وهو الوعي الذي يحاول استشرفا الشكل الواقعي للمستقبل، وهنا تتحكم الإيديولوجية في هذه الرؤية المستندة إلى تحليل مسبق ومؤدلج للظواهر الإنسانية والتاريخية، وهو ما يشكل الآن موضع نقاش، وهو، هل انتهت الأيدولوجيا؟: ذلك أن الحتميات لم تنسجم مع تحليلاتها -سيطرق في باب الوعي التاريخي- على أي حال كان ونوس مخلصا لتلك الإحالة الأيدولوجية. يقول عبيد في المسرحية (والذي ربما أنه كان يمثل في المسرحية حسب رأيي شخصية ونوس نفسها) في تحليله لقصة التنكر عبر التاريخ وبداية الانحراف والتحول نحو الصراع: "أدب النشاز في حياة تلك الجماعة المتضافرة، انشق عنها واحد من أفرادها، كان أقوى، كان أدهى، لأيهم، لكنه مزق أملاك الجماعة واستأثر بالحصى الكبرى، انفصل عن الآخرين وتميز، ارتدى كساء زاهيا، بدل هيئته ووجهه وتنكر، يومها ظهر المالك، وكانت أولى حالات التنكر.. تحول المالك ملكا وهو أقصى حالات التنكر. ومن الملك تسلسلت عمليات معقدة من التنكر المتتابع" . ويحاول ونوس أن يضع تصورا للحل وذلك من خلال الحوار الذي دار بين عزة وعبيد وذلك عندما سألت عزة عبيد: "وكيف يمكن أن ينتهي التنكر وتعود وجوه البشر صافية وعيونهم شفافة؟ ". وضع ونوس تصوره للحل على لسان عبيد عندما أجاب عزة على سؤالها: "تروي كتب التاريخ عن جماعة ضاق سوادها بالظلم والمجاعة والشقاء، فاشتعل غضبها، وذبحت ملكها ثم أكلته" . تلخص هذه الإطلالة البسيطة بداية المشهد الأيدولوجي عند ونوس تجاه المجتمع وصور تشكل السلطة وعمليات الاغتراب، وتلك الهواجس التي شكلها الوعي الممكن لتاريخ أفضل، لكن المقصود هنا بالرؤية التاريخية، هو قراءة التطور والفعل التاريخي السائر نحو تحقيق الحتمية، فهو قراءة وعي التاريخ، ليس في الماضي العمومي لجماعة أو طبقة بعينها.
التاريخ الذي يسير في "الملك هو الملك" يغيب وينكسر ويبدو أن الحدس الإنساني والاستجابة المباشرة لعمق المأساة والأزمة التي تعصف بالمجتمع الإنساني العربي قد أسقطت الرهان على كل شيء ممكن، ما أدى إلى عودة عكسية نحو الماضي والواقع وحسب. الظروف التي أثرت على الأفكار المطروحة في المسرحية وعلاقة حياة ونوس الشخصية في الأفكار المطروحة: أثرت حياة سعد الله ونوس الشخصية على الأفكار المطروحة في مسرحياته ومنها مسرحية الملك هو الملك، فهذا المثقف العربي الريفي ومنذ أن كان طالبا مدرسيا كان يبحث عن الوجود والمعنى, ويكتب في دفاتره الذاتية خواطر عن الظلم والعدالة والكبرياء والهوان وعن السلطات السياسية، وربما أن الظروف السياسية والواقع العربي وما شهده من هزيمة حزيران (يونيو) الشهيرة آنذاك كان له أثر فيما بعد على نمط كتاباته المسرحية. وما يدل على تأثر ونوس بالواقع العربي الحوار الذي أجري مع ونوس عام 1979، أي بعد عام من كتابته مسرحية "الملك هو الملك"، حيث قال: "منذ منتصف الستينيات بدأت بيني وبين اللغة علاقة إشكالية ما كان بوسعي أن أتبينها بوضوح في تلك الفترة, كنت استشعرها حدثاً أو عبر ومضات خاطفة, لكن حين تقوض بناؤنا الرملي صباح الخامس من حزيران, أخذت تلك العلاقة الإشكالية تتجلى وتبرز تحت ضوء شرس وكثيف. ويمكن الآن أن أحدد هذه العلاقة بأنها الطموح العسير لأن أكثف في الكلمة أي في الكتابة, شهادة على انهيارات الواقع وفعلاً نضالياً مباشراً يعبر عن هذا الواقع وبتعبير أدق كنت اطمح إلى إنجاز (الكلمة الفعل) التي يتلازم ويندغم في سياقها حلم الثورة وفعل الثورة معاً لمن يكن دور المشاهد وحده يستوعب حدود الفعالية التي أتوخاها, لكن المناضل الذي أريد أن أكونه ليس في النهاية سوى كائن فعله الكلمات ". يعترف ونوس بأن أحد حوافزه لكتابة مسرحية "الملك هو الملك" هي هزيمة حزيران، ويأخذ ونوس على العديد من المسرحيات السياسية التي حاولت فضح الأنظمة القائمة. لكنها كانت تكتفي في محاولتها بنقد الأجهزة، أو بكشف فساد كبار المسؤولين الذين يتحلقون حول"الملك" . وتصنف أعمال ونوس المسرحية إلى ثلاثة مراحل المرحلة الأولى مرحلة البدايات وتمتد من 1964-1968، المرحلة الثانية وهي المرحلة التي كتب مسرحية "الملك هو الملك" ويطلق عليها مرحلة الالتزام الماركسي الصارم والسؤال الأيديولوجي المنشغل بتحليل بنية السلطة، وتقع بين عامي 1968 و1989، والمرحلة الثالثة تبدأ من 1990-1997 وانشغل خلالها ونوس بالمكونات النفسية والنوازع والأهواء لشخصياته المسرحية . حيث سعى ونوس في مرحلته الثانية إلى دفع جمهوره إلى فضاء المسرح ليبحث عن دور له في هزائم الواقع وانتصاراته . أحس خلالها أن مسؤوليته بوصفه مثقفا قد تضاعفت كثيرا، وأن عليه أن يتأمل بفهم وبعمق ما يجري حوله: هزيمة 1967، انكسار المشروع الناصري، تزايد هيمنة السلطة في مقابل تهميش المجتمع، هشاشة القوى السياسية وضعف قدرتها على المقاومة وعلى صياغة أساليب نضال مبتكرة وفعالة . وعلى ما يبدو فإن تأثر هذا المثقف بالواقع العربي جعله يقرأ في السلطة عطب الوجود, ويبحث عن السلطة المعطوبة في ثنايا التاريخ، ويرى في الجهل عقاب كما كان دوما يقول. فركن ونوس إلى النصوص وخشبة المسرح والعرض المسرحي والجمهور وممثلين ينطقون بحقائق صادرتها السلطة. تتبادل الحروف والرغبات المواقع, وتأخذ حروف الرغبة الشكل الذي تريد, مؤكدة الإنسان المتمرد خالقاً لقدره والمثقف النبيل خالقاً للإنسان كما يجب أن يكون. استطاع ونوس، أن يشكل علامة فريدة قلما وجدنا مثيلا لها في الكتابة المسرحية العربية المتأصلة في جذورها وتربتها وآلامها. جامعا بين البحث عن لغة خاصة في إطار التجارب الطليعية المتحققة على الصعيد العالمي، لغة رحبة وصارمة ومشحونة بالدلالات المختلفة حتى الانفجار من فرط ما تحمل من أعباء هذا الواقع العربي ونكباته وظلامه وانهياره. أبطاله دائما يتحركون في أفق مفعم بالخيانة والدنس والقمح المهيمن على كل النفوس والحيوات يسقطون الواحد تلوا لآخر عدا ذلك الذي يملك شيئا من البصيرة والمقاومة الروحية وسط هذه الأرخبيلات التي لا حدود لها من القتل والجنون والدمار الشامل . ازدادت أهمية مسرحياته عمقا وجوديا في مراحل حياته الأخيرة قبل أن يموت وعن هذه المرحلة من حياته يقول: "أشعر أن موتي لن يكتمل إلا إذا رويت حكايتنا". وظل على قناعة راسخة من أن المسرح هو علامة حقيقية من علامات وجود المجتمع المدني، فما دام الناس يتجمهرون أمام باب المسرح من أجل مشاهدة عرض وولادة العرض المسرحي ذاته فذلك مؤشر على ولادة الحوار في المجتمع. وهكذا كان سعد الله ونوس مقاتلاً بالكلمة وحالماً بالحرية حتى آخر لحظة في حياته, فقد ذكرت زوجته فايزة شاويش أنه "لم يترك الكتاب والورق والأقلام حتى في أيامه الأخيرة بالمستشفى وهو يودع دنيانا". ومن الأقوال الشهيرة له والتي ألقاها في مؤتمر المسرح بباريس قبيل وفاته "نحن محكومون بالأمل ولا يمكن أن يكون هذا نهاية التاريخ". النوع الذي مثله ونوس من المثقفين: ونوس كان مثقفا من النوع الذي يرى أن الفكر يرتبط بالفعل وبالواقع، فالمثقف من وجهة نظره مهما بلغت الصعوبات التي تواجهه ينبغي أن يواصل دوره دون أن ينتظر تعويضا له عن هذا الدور، وبهذا فهو يؤمن بأن للمثقف دورا هاما ينبغي عدم التنازل عنه ونستطيع أن نلمس ذلك من خلال ما قاله ونوس: "إن المثقف الوطني يعيش اليوم مفارقة كئيبة، ففي الوقت الذي يهمش فيه، والتهميش يتم على صعيدين متداخلين ومتساوقين، أحدهما كوني والآخر محلي، فإنه يجد نفسه مطالبا بمهمات زادت جسامة وتعقيدا، وهو يعلم أن إمكانياته تتضاءل يوما بعد يوم أمام موع التفاهة الذي تدفعه الرأسمالية "الظافرة"، كي يتغلغل في كل زوايا المعمورة، وأمام آلة القمع المركبة (غياب الديمقراطية، الفقر، الأمية، طغيان الإعلام وهزاله) التي تنصب في بلاده. ومع هذا فإن عليه كسيزيف أن يحمل هذه الصخرة وأن يتسلق الجبل. وهو محكوم بأن يحمل الصخرة ومحكوم بألا يتوقع – لا سيما في هذه الأيام الكسيفة- أي تعويض... ينبغي أن يقبل هامشيته وأن يواصل عمله. ليكن شاهدا أو ليكن خميرة وليكن صوتا صارخا في البرية أو ليكن إرهاصا. والمهم هو ألا تساوره الأوهام حول دوره، وألا يغفل، ويترك الهزيمة تتسلل وتهزم وعيه، إذن فلنحمل الصخرة هذه.. ولنواصل " والدور الذي قام به ونوس باعتباره مثقفا عربيا كان موضع تقدير، شهد له بأهمية هذا الدور العديد من المثقفين العرب ونذكر منهم المثقف فيصل درّاج حيث قال عن نونس بأنه: "كاتب للنص المسرحي الذي يثير الفضول، وناقد مسرحي مكتمل الأدوات ومثقف نقدي مشغول بالتاريخ والسياسة ومحاورة الأفكار المعاصرة، حلم بمسرح يزحزح العلاقات الظالمة عن موقعها، كما حلم بمسرح متحرر من القيود ويحرر البشر من قيودهم المتوارثة، لأن مسرح ونوس هو مسرح العقل أو المسرح وـ العقل الذي يتطلع إلي تحويل وعي البشر كي يقوموا بتحويل واقعهم ". ويستشهد د. دراج بعبارة ونوس والتي يقول بها بأن المسرح فن توهنه القيود باعتبار كلمة قيود مثل كلمة الحرية تعلنان عن مسرح ونوس كمسرح سياسي وهو يعتبر أن الواقع أملى على ونوس مسرح التسييس. كما يقول دراج عن ونوس: "كثيرا ما تأمل ونوس جملة لبريشت ملتبسة الوضوح, تقول: "من لم يكن واقعياً خارج الكتابة لا يكون واقعياً داخلها". لم يعطِ ونوس رأياً نهائياً قط في هذه الجملة, وإن كانت حياته قد أعطت جوابا واضحاً, يوحد بين الإبداع والأخلاق, وبين الفعل والنظر والغاية والأداة والموضوع واللغة. ولعل وحدة الإبداع والأخلاق هي التي جعلت من حياة المبدعين الراحلين مشروعاً موحّداً متنامياً, يرى إلى الحقيقة البعيدة بوسائل مشغولة بمعنى الحقيقة" . فيما وصفه أحمد سخسوخ بأنه: " يعمل بالفكر والأدب والثقافة السياسية، وينتمي إلى الجيل الراديكالي الذي لا يساوم، وهو مثقف ثائر ومبدع لا يؤمن بالمسلمات ولا يستقر على ما وصل إليه، ولكنه يثور حتى على ما ينتجه. إنه صاحب مشروع ثقافي لم يكتمل إلا لحظة رحيله؛ فبرحيله تتفتح صورته كاملة، وهو الذي كان يسعى إلى التغيير الثوري بكل قوته التي كان يمكتلها. وكانت مبررات ظهور مشروع ونوس الثقافي لديه نتيجة لتدهور الوضع السياسي والعربي وتطور أجهزة القمع، حيث وجد المثقف العربي نفسه ضائعا مرتبكا أمام التحولات الجديدة، مما أدى إلى فقد مشروعه القومي. وكان ونوس يرى أن الأمل والحل الوحيد هو أن يجد المثقف العربي من جديد مشروعا تاريخا يستند إلى أرضية واقعية، يتمثل في إحياء الروح الديمقراطية في الحوار والإسهام في وضع أسس عقلانية وتنويرية وتحمل النقد الذاتي. وكان ونوس يرفض أن تتحول الثقافة إلى مجرد امتياز متعال، وأن تصبح نشاطا مجانيا بعيدا عن حركة المجتمع، إذ تتحول في المرحلة الأولى إلى أداة من أدوات القمع، وتصبح في الحالة الثانية واحدة من أدوات التخدير، فهو يدعو إلى المثقف الذي يمارس ثقافته، إذ تعنى هذه الممارسة ثقافته وتصوبها، وهو يُرجع تمزق المثقف العربي إلى ظاهرة الانفصال بين الفكر والعمل" . وعن قدرة النشاط الثقافي في تغيير الحياة كما يراها ونوس يقول سخسوخ: "كان ونوس في فترة السبعينيات مؤمنا بقدرة الأدب في تغيير الحياة، وكان يرفض أن يدير النشاط الثقافي ظهره للأحداث التي يمر بها المجتمع؛ إذ يؤدي ذلك إلى تضليل مركب، فيعني هذا إلهاء القاريء عن المشاكل الحقيقية التي تعصف به، حيث تتحول الثقافة هنا إلى مخدر يغيب وعي الناس عما يحدث في الواقع الموضوعي. و كان ونوس يرفض التعامل مع الثقافة بمعزل عن أحداث الواقع، ذلك أن هذا النوع من الثقافة يفقد تاريخيته، بمعنى أنها تقفز خارج سياق حركة الواقع، وتتحول بذلك إلى نشاط متعال، بشكل تجريدي" . يقال بأن تاريخ استعمال وانتشار كلمة "المثقف" في الخطاب العربي المعاصر لا يتجاوز ربع قرن مضى وهي بوضعيتها المعاصرة كلمة مولدة إذ هي ترجمة للكلمة الفرنسية (intellectual) التي اشتقت من (intellec) الذي معناه العقل أو الفكر فعلى هذه فلفظة -مثقف- تدل على أولئك المشتغلين بفكرهم وأيديهم في فروع المعرفة والذين يحملون آراء خاصة بهم حول الإنسان والمجتمع ويقفون موقف الاحتجاج والتنديد إزاء ما يتعرض له الأفراد والجماعات من ظلم وتعسف. من ذلك نجد بأن ونوس هو واحد من أولئك الذين وقفوا موقف الاحتجاج والتنديد إزاء ما يتعرض له الأفراد من ظلم وتعسف، ساهم بهذا الاحتجاج من خلال مواقفه ومسرحياته السياسية التي نقد خلالها سلطة سياسية لطالما حلم بتغييرها، وإن كان هذا المثقف قد رحل عنا إلا أن مسرحياته وأفكاره لا زالت ماثلة حتى يومنا هذا.
الخلاصة هذه الدراسة تشكل محاولة جديدة في إلقاء الضوء على علاقة المثقف سعد الله ونوس مع السلطة من خلال مسرحيته "الملك هو الملك"، وهي مسرحية استلهم ونوس أفكارها من العصر العباسي، وتقوم المسرحية على لعبة عندما يضجر الملك يقرر أن يعابث رعيته حتى يذهب عن نفسه السأم ، فيقع اختياره لتنفيذ لعبته على تاجر يقرر الملك أن ينقله إلى قصره ويجعله ملك غير أن التاجر يبقى في عرشه ليصبح ملك أكثر ملكا. ويساعد على هذه اللعبة عدم تمييز الناس بين الملك الحقيقي والملك الزائف. فالنتيجة وفق نظرية ونوس هي أن: "الملك هو الملك" فلا فرق بين ملك وملك لأن سحنة الملوك واحدة. من خلال هذه المسرحية أراد ونوس أن يثبت أن هناك إمكانية للقضاء على الوراثة في الملكية. وأن كل شيء ممكن أن يتحقق بالتاج والرداء والصولجان وكرسي العرش، وأن في الأنظمة التنكرية لا يحسب حساب الرجال، إن الذي يحسب حسابه هو التاج والرداء. ونوس بمسرحيته ألغى شخصية (البطل ..الفرد) ليحل الشعب محله بطلا لتلك الحكايات، لأنه مثال المثقف الذي يرى أن الشعب هو صانع تلك الحكايات والمهم فيها. الأفكار في المسرحية كانت على شكل رموز لا تحمل حقيقتها فيها، بل تستر حقيقة باطنية، يبلغ خلق الرموز في مسرحية "الملك هو الملك" مستوى عنيفا من الاستحواذ بحيث تسحق الذوات الفردية المغايرة وتعيش حالة من التعصب اللاهث وراء السلامة والسيطرة التي توفرها رموز السلطة. وضع ونوس تصوره للحل للصراع الدائر بأن تذبح الرعية ملكها. أثرت حياة سعد الله ونوس الشخصية على الأفكار المطروحة في مسرحياته ومنها مسرحية الملك هو الملك، حيث أن الظروف السياسية والواقع العربي وما شهده من هزيمة حزيران (يونيو) الشهيرة آنذاك كان له أثر فيما بعد على نمط كتاباته المسرحية. وتأثر هذا المثقف بالواقع العربي جعله يقرأ في السلطة عطب الوجود, ويبحث عن السلطة المعطوبة في ثنايا التاريخ. فاستطاع ونوس في مسرحيته أن يشكل علامة فريدة في الكتابة المسرحية العربية المتأصلة في جذورها وتربتها وآلامها. بذلك كان مثقفا من النوع الذي يرى أن الفكر يرتبط بالفعل وبالواقع، فالمثقف من وجهة نظره مهما بلغت الصعوبات التي تواجهه ينبغي أن يواصل دوره دون أن ينتظر تعويضا له عن هذا الدور. وكان كاتبا للنص المسرحي الذي يثير الفضول، وناقدا مسرحيا مكتمل الأدوات ومثقفا نقديا مشغول بالتاريخ والسياسة ومحاورة الأفكار المعاصرة. فكان مثقفا ثائرا ومبدعا لا يؤمن بالمسلمات، يسعى إلى التغيير الثوري. وكان يرفض أن يدير النشاط الثقافي ظهره للأحداث التي يمر بها المجتمع؛ إذ يؤدي ذلك إلى تضليل مركب. نجد بأن ونوس هو واحد من أولئك الذين وقفوا موقف الاحتجاج والتنديد إزاء ما يتعرض له الأفراد من ظلم وتعسف، ساهم بهذا الاحتجاج من خلال مواقفه ومسرحياته السياسية التي نقد خلالها سلطة سياسية لطالما حلم بتغييرها.
قائمة المراجع 1. أحمد سخسوخ، مشروع ونوس الثقافي/ الوطني، مجلة فصول، المجلد السادس عشر، العدد الأول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، صيف 1997. 2. أكرم اليوسف، دور الحكاية في حياة سعد الله ونوس وموته، مسرحيون، 16/2/2004، http://www.masraheon.com/191.htm 3. أمنية طلعت، سعد الله ونوس..المحكوم بالأمل حتى آخر لحظات حياته، البيان الثقافي، العدد 61، 11/3/2001، http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2001/issue61/finel/2.htm 4. أنور بدر، عودة متأخرة للاحتفاء بذكرى رحيل سعد الله ونوس، حزب الشعب الديمقراطي السوري، بدون تاريخ، http://www.arraee.com/modules.php?name=News&file=article&sid=26 5. حسن عطية، الوعي التاريخي ومعادلة المثقف- السلطة في أعمال ونوس أنية الوقائع، مجلة فصول، المجلد السادس عشر، العدد الأول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، صيف 1997. 6. خالد بن مبارك الوهيبي، مصادرة الفكر..الصراع التاريخي بين المثقف والسلطة، بلاغ، (بدون تاريخ)، http://www.balagh.com/islam/550v5cbz.htm 7. خالد محي الدين البرادعي، خصوصية المسرح العربي، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1987. 8. د. الرشيد بو شعير، التراث الشعبي الفلكور، الملتقى، بتصرف عن كتاب دراسات في المسرح العربي المعاصر، دار الأهالي- ط1، 1997، http://www.multaka.8k.com/multaka/turath.htm 9. رياض عصمت، التجارب المسرحية الجديدة في المسرح السوري الحديث، مجلة الأقلام، عدد خاص من المسرح العربي المعاصر، العدد 6، بغداد 1980. 10. سعد الله ونوس، الأعمال الكاملة، المجلد الثالث، الأهالي للطباعة والنشر، دمشق، 1966. 11. سعد الله ونوس، بيانات لمسرح عربي، دار الفكر الجديد، بيروت 1988. 12. سعد الله ونوس، الملك هو الملك، دار الأدب، ط 5، 2002. 13. سعيد علوش، الرواية والأيدولوجيا في الغربة، دار الكلمة، ط1، 1984. 14. د. صفاء خلوصي، دراسات في الأدب المقارن والمذاهب الأدبية، مطبعة الرابطة- بغداد، 1958. 15. عبد السلام نبعبد العالي، الميتافيزيقيا، العلم الأيدولوجيا، دار الطليعة، ط2، 1992. 16. عبد الله العروي، مفهوم الأيدولوجيا، المركز الثقافي العربي، ط3، 1984. 17. عبد الرحمن بن زيدان، قضايا التنظير للمسرح العربي من البداية إلى الامتداد، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1992. 18. عبلة الرويني، السؤال الديمقراطي في مشروع سعد الله ونوس، مجلة فصول، المجلد السادس عشر، العدد الأول،الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، صيف 1997. 19. د. فاضل خليل، سعد الله ونوس الملك هو الملك أنموذجا، المسرح دوت كوم، (التاريخ غير متوفر)، http://www.al-masrah.com/arabic/modules.php?name=News&file=article&sid=834 20. فؤاد أبو منصور، النقد البنيوي الحديث، دار الجيل، ط1، 1985. 21. فرحان بلبل، المسرح السوري في مائة عام (1847-1046)، منشورات وزارة الثقافة- المعهد العالي للفنون المسرحية، 1997، طبع في مطابع وزارة الثقافة والإعلام- دمشق. 22. فيصل دراج، كنافي وونوس: بابان إلى المدينة الفاضلة، 25/7/2002، شبكة سوريانا، http://www.souriana.com/modules/news/print.php?storyid=474 23. نديم معلا، يوم من زماننا لسعد الله ونوس شهادة على الراهن، نزوة، بدون تاريخ، http://www.nizwa.com/volume11/p101_105.html
#نادية_أبو_زاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خصائص الموسيقى العربية وجدل حول مخاطر العولمة الثقافية على أ
...
-
الجدل حول المجلات الثقافية وكيفية تطوره مع ظهور الثقافة الإل
...
-
الجدل بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني ومستقبل الكتاب الور
...
-
مداخلة فكرية حول المثقف والسلطة جينيولجيا المثقف العربي
-
قراءة في مواقف مؤلفي كتاب -ثقافة العولمة وعولمة الثقافة- من
...
-
قراءة في مقالة دانكوارت رستو - التحول الديمقراطي باتجاه نموذ
...
-
قراءة في مقالة دانكوارت رستو التحول الديمقراطي باتجاه نموذج
...
-
في حوار مع المفكر برهان غليون:المجتمع المدني مخلوق تاريخي يظ
...
-
غموض مفهوم -المجتمع المدني- ونظرة سريعة حول -زئبقيته-
المزيد.....
-
ما زال الحب مُزهراً
-
العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية
-
-نون- عنواناً لجلسة شعرية عامرة في اتحاد الأدباء
-
مجدي صابر.. رحلة كاتب شكلته الكتب وصقله الشارع
-
البحث عن الملاذ في أعمال خمسة فنانين من عمان في بينالي فيني
...
-
تادغ هيكي.. كوميدي أيرلندي وظف موهبته لدعم القضية الفلسطينية
...
-
الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
-
فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
-
صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي
...
-
التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|