أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عواطف عبداللطيف - هل سنقرأ الفاتحة على الكهرباء















المزيد.....


هل سنقرأ الفاتحة على الكهرباء


عواطف عبداللطيف
أديبة


الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 07:36
المحور: كتابات ساخرة
    


أصبحت ازمة انقطاع الكهرباء جزءا كبيرا من الهم العراقي فوق همومه الاخرى هي مأساة كبيرة يعيشها المواطن العراقي كل يوم ملازمة للمواطن في كافة مرافق الحياة فالكهرباء هو القلب الذي يحرك مجريات الحياة اليومية وعصبها وأداة حضاريه لرفاه الشعوب.
انها مؤامرة مدبرة للنيل من العراقيين ونشر الازمات والفوضى لأرهاق المواطن والسيطرة عليه وايجاد شلل في الحياة العامة واشغال ذهنيته .
ففي ايام الشتاء وخصوصا هذه الايام في هذا العام بالذات تجتاح البلاد موجة من البرد القارس مع نزول الثلوج حتى في بغداد اصبحت الوطنية في خبر كان ومنذ عدة ايام لا وجود لها على الاطلاق في الكثير من مناطق بغداد وعظام المواطن العراقي تأن من شدة البرودة في بلد يعيش على جبل من الذهب لما في من خيرات ولكن خيراته ليست له ولا لأبنائه المخلصين.
والذي زاد الامور سواء هذه الايام هو انقطاع الماء ليرافق انقطاع الكهرباء ويزيد من المأساة والمعاناة اليومية فهل يفهم المسؤولين ما معنى عدم وجود كهرباء وماء ووقود انه الرعب اليومي للمواطن والعناءالذي يجثم على القلوب والألم الذي يكتم الأنفاس.
اما في فصل الصيف فمشكلة المشاكل امام درجة الحرارة التي تقارب الستين درجة فهل فكر احد ماذا يعمل الطفل والمريض والطالب الذي يريد ان يدرس ليؤدي الامتحانات لا الشموع تفيد ولا المهافيف ولا العاقول ولا ماء بارد والاكل متعفن وهل يعرفون تأثير كل ذلك على المستوى التعليمي والنفسي للطالب اضافة الى الكثير من التأثيرات الصحية والجانبية الاخرى .
وامام هذه الدوامة وتفاقمها يبقى المواطن يبحث عن البدائل ان كانت في مقدوره فانتشرت المولدات وازدحمت الشوارع بتسليكات الكهرباء فاسعار الويرات اشتعلت والكيبلات احترقت.
ليرتفع سعر الامبير الواحد من المولد الموجود في الشارع والذي يغذي عدد من دور محلة معينة 14000 دينار فكم امبير يستطيع ان يشتري المواطن كم 14000 دينار لديه مقابل الرواتب الممنوحة في الوقت الحاضر علما ان سعر لتر الكاز الذي يستخدم في تشغيل هذه المولدات هو 250 دينار رسميا و600 دينار سوق سوداء وان اصحاب المولدات يتحكمون في ساعات التوليد والقطع والمواطن تحت رحمتهم موافقا على كل شئ من اجل ان يعيش.
وان اراد ان يغير البديل الى الغاز فان قنينة الغاز على البطاقة التموينية ب 9000 دينار وفي السوق السوداء 20000 دينار علما ان حصة العائلة قنينتين على البطاقة التموينية تستمل في كل الاحيان معبأة الى النصف وهذه نقطة مهمة اخرى يجب عدم اغفالها في ايذاء المواطن وسرقة حقوقه.
اما البنزين فان قيمة اللتر الواحد هي 450 دينار ولكنها تحسب بالمحطة ب 500 دينار يأخذ اضافة الى الحساب (الكوزرجي) وهي مهنة من المهن الجديدة من مهن الحرب وهو الذي يقوم بتعبئة الجليكانات 500 دينار اضافية مقطوعة وان نظام التزود الحالي المعتمد للمركبات هو الزوجي والفردي ولكنك ان كان رقم سيارتك فرديا وتريد التزود يوم الزوجي عليك بدفع 1000 دينار الى الشرطي الذي يقوم بادخال السيارات الى محطة الوقود اما في الليل فحدث ولا حرج ما يحدث من سرقات تحت جنح الظلام لذا فغلاء سعره يجعل المواطن الاعتيادي غير قادر على توفيره ولا يمكنة من اشعال صوبة لغرض التدفئة او تشغيل المولد الخاص داخل المنزل ان كان يملكه ولا من ضوء لالة يستنير بها.
كم الف من هذه الالاف يملك المواطن الفقير والارملة التي ليس لها معيل والاطفال اليتامى والعجائز وماذا يعمل المهجرين في المخيمات وهم يلتحفون السماء وينامون على التراب في هذا البرد القارس وحر الصيف القاسي.
لماذا لا نرى بقية الدول النفطية من دول الخليج ونحذو حذوها وهي تصنع الكثير في سبيل رفاهية مواطنيها وتخلق من الأراضي الصحراء جنان وهم يملكون خزينا نفطيا وابار اقل مما نملك ونحن نطفو على ابار من النفط .
فوطننا العراق يمتلك مصادر الطاقة الاصلية وهي الماء والنفط فمياه دجلة والفرات تتواجد على طول العراق من شماله الى جنوبه وابار النفط فيها اكبر احتياطي نفطي ما يجعل العراق هو الذي يتحكم في المنطقة لا ان يكون تحت رحمتها ورحمة المحتل ان كان هناك مخلصين يستثمرون امواله وطاقاته وخيراته لمصلحته فهل يعقل لبلد فيه كل هذه المكونات اضافة لكونه يؤمن مصادر الطاقة الى دول الجوار متبرعا بالكثير منها ان يعيش المواطن فيه بهذه الحالة المزرية.
الوعود كثيرة والعقود التي ابرمت والتي لا زالت تبرم عديدة والاموال المخصصة لها ارقامها خيالية والكهرباء من سئ الى اسوأ واصبح المواطن يحلم ان يعيش بدون انقطاع للتيار الكهربائي لعدد من الساعات اضافة الى اهتزاز ثقته بما يقال ويكتب وينشر من تصريحات على لسان العاملين في هذا القطاع ووعود القوائم الانتخابية التي هي عبارة عن حبر على ورق .
والكثير من العاملين في هذا القطاع استطاعوا ان يؤسسوا شركات خاصة في الدول المجاورة تقوم بابرام عقود مع مسؤوليها باتفاقات خاصة ونسب عمولة معينة والاموال تخرج ولا احد يعرف ماذا يعملون وماذا يبرمون وماذا يريدون .
ان ما يحدث لا يؤذي سوى المواطن المسكين الذي لا يعرف كيف يوفر قوت يومه ليوفر الكهرباء لأطفاله فالحكومة في واد والمواطن في واد اخر لان ابسط واحد فيهم يعيش منعما تحت ساعات الكهرباء اليومية واكثرية عوائلهم تعيش خارج العراق فلم يفكرون بالمواطن المسكين والطفل الجائع والرجل الكبير والأرملة التي فقدت زوجها وكم هي عدد الجرائم التي تقترف تحت جنح الظلام وعدد الفتيات التي تم الاعتداءعليهن وعدد المرضى الذين قضوا حتفهم نتيجة الفساد في هذا القطاع والعبث فيه .
هل ان قوات الاحتلال وهي تغزو العراق وتحتله وتملك اخر المستجدات التكنلوجية غير قادرة على اعادة الكهرباء و2007 انتهى وبدأ عام 2008وهل لا زالوا يعلقون السبب على شماعة الارهاب ويتعكزون عليها انها حلقة متكاملة من اجل النيل من هذا الشعب والسيطرة على هذا البلد فلو خصصت الدولة جزء من الاموال التي تسرق وتهرب للمصالح الشخصية الى هذا القطاع ووضعت مولدة حكومية في كل منطقة لاستطاع المواطن ان يعيش حياته اليومية براحة وبدون معاناة وجشع تجار واصحاب المولدات ومحطات التعبئة ووكلاء الغاز من تجار الحروب فهل كتب على المواطن العراقي العذاب والبهذلة والتشرد والجوع والدمار.
من اجل ماذا ولماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟سؤال موجهه الى كل من يقف وراء ذلك
اين هي ضمائركم وهل ماتت الرحمة في قلوبكم وانتم تناقشون مشاكل تافهه وواحدكم يقذف الاخر بأنواع التهم وتطالبون بالمخصصات وتتمتعون بالاجازات والمنح والاكراميات والايفادات متناسين ان هناك شعب يموت والفساد يستفحل والتهريب مستمر والكثير من ابواب الميزانية تذهب الى شركات الحراسات الخاصة والمؤتمرات والايفادات
أنها مشكلة كبيرة ومعقدة رؤوسها كثر لخدمة شرائح معينة خرجت الى النور لتثري على حساب المواطن ولتحقق ما خطط اليه من اجل دمار العراق وسهولة السيطرة عليه خيراته وموقعه الاستراتيجي.

نعم أنهم سرقوا كل شئ وهم يخططون للسيطرة على العراق وخزينه النفطي وموقعه وخيراته في طريقهم

سرقوا الراحة اليومية
سرقوا الأمان
سرقوا الفرحة والبراءة في وجوه الاطفال
سرقوا انوثة المرأة
سرقوا الأمل في قلوب الشباب
سرقوا الغد من المثقفين
سرقوا الابناء من قلوب الاباء
سرقوا الرحمة من القلوب
سرقوا القيم من المجتمع
والدماء تسيل واعادا الشهداءبازدياد يوما بعد يوم والمهجرين والمهاجرين يملؤون دول الجوار التي
ضاقت منهم ووضعت الشروط الخاصة بدخولهم وايوائهم والعالم يتفرج على مأساة شعب يعيش الدمار تحت شعار احلال الديمقراطية الجديدة وهو يصفق والكل فهم زيف الهتافات ومعاني الشعارات الرنانة.

ليتهم يعيشون يوما واحدا مع انقطاع الكهرباء ليعرفوا شيئا من حجم المأساة وما قيمة توقف عجلة الحياة.
وليت مسؤولينا يتعايشون يوما واحدا مع مواطنيهم من موقع ادنى لعلهم يشعرون بما يعاني منه المواطن من أعباء الحياة وألمها ليعيدوا لنا ما سرق منا والأمل والنور الى بلد يعيش تحت وطأة الضلام.

الى ان يتحقق ذلك
لك الله
أيها الشعب الصابر



#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطني
- الدمار
- أمنيات على ابواب العام الجديد
- المرأة والعنف
- ترانيم لوطني
- الحوار المتمدن خيط نور في طريق الضلام
- رياح
- بعدك ياوطني
- عندما يغادرك الفرح
- العيد والمتفجرات
- سهام جارحة
- آن الأوان لنكون قلبا واحدا لكشف زيف ما يخططون
- الحوار المتمدن يقيد حرية المرأة
- كل ميزانيتكم لا تكفي تعويضا عما خسرناه
- صرخة الى كل عراقي في المهجر
- للصبر حدود
- ضياع حقوق المرأة بين من أختارتها او التي أدعى تمثيلها
- وشاحي الأسود
- شباب في مهب الريح - من المسؤول?
- وجع الفقد


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عواطف عبداللطيف - هل سنقرأ الفاتحة على الكهرباء