الصحفي و(الروزنامة )

كريم عبد مطلك

الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:00
المحور: كتابات ساخرة
    

رجل في العقد الخامس من عمره خط الشيب فوديه تدل ملامح وجهه على الجدية والرزانة ذلك الذي استوقفني في خضم زحام الناس ليسألني قائلا : الست صحفيا؟ قلت : بلى ، قال : لي طلب عندك ، فسرحت بافكاري اقلبها ذات اليمين وذات الشمال محدثا نفسي : لعله متقاعدا لم يضف اليه شيئا قانون التقاعد المولود بعد مخاض عسير ؟ او مفصولا سياسيا لم يتم انصافه على الرغم من صدور عدة قرارات بهذا الشأن ؟ او لديه ولدا خريجا عاطلا عن العمل يبحث له عن وظيفه ؟ او مراجعا لاحدى دوائر الدولة اضناه الروتين وازعجته الرشوة التي سهلت معاملة غيره ؟ او معلما يطالب بانصاف شريحته اسوة بمعلمي كردستان ؟ او (بطرانا) جاء يشكو انقطاع الكهرباء ؟ او ظمآنا يتوسل بامانة بغداد لتوفير الماء ؟ او مهجرا يستغيث بوزارة التجارة ان تزوده ببعض مفردات البطاقة التموينية ؟ او عميلا لشركات الهاتف النقال ارهق جيبه غلاء سعر الدقيقة ؟ او كاسبا اضاعت معاشه كثرة المناسبات والعطل الرسمية ؟ او رياضيا يستهجن قرارات الاتحاد الاسيوي لكرة القدم ضد فرقنا؟ او موظفا يريد قرضا او سلفة وقد مل كثرة المواعيد ؟ او (بردانا ) يطمح بامتلاك لتر من النفط الابيض ؟ او عائلا لا يسده راتبه الوظيفي ؟ او ناشطا بحقوق الحيوان آلمه منظر الاسد في حديقة حيوان الزوراء وهو يأكل ( الشامية ) ؟ او عاجزا لم يشمله قانون الحماية الاجتماعية ؟ او معوزا يحلم بشراء قنينة غاز بالسعر الرسمي ؟ او مريضا لم يجد دواءه في مستشفيات الدولة ووجده متسربا الى (صيدليات) الرصيف ؟ او محروما من اداء فريضة الحج يشكو وضع اسم مسؤول في الدولة بدلا من اسمه ؟ او بائسا لم تفلح سبابته البنفسجية بالمجيء بمن ينقذه من بؤسه ؟ او مسكينا لم تصبه شضية صغيرة من الميزانية الانفجارية لعام 2007 فجاء يتمنى ان تنفجر ميزانية 2008 امام داره ؟ ، كل هذا وغيره مر في ذهني للحظات ثم قلت للرجل : قل لي ما طلبك ، فقال : اريد (روزنامة ) فاجبته : نعم انت محق في طلبك ، انها الفوضى.

#كريم_عبد_مطلك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات