أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - اعمى يكود ضرير من قلة التدبير














المزيد.....


اعمى يكود ضرير من قلة التدبير


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 10:40
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات أبي زاهد
قد أكون مبالغا بعض الشيء أو متشائما في النظر إلى الأمور،وقد أكون على خطأ او صواب،ولكن ذلك ما طرأ على مخيلتي وإنا أرى الأمور تسير بالمقلوب،فبعد أن كان للأحزاب السياسية تأثيرها على توجهات المواطنين،وحضورها الدائم في المشهد السياسي،وقدرتها على تحريك الجماهير للمطالبة بحقوقها،اخذ هذا الدور بالانحسار،وبدأت هذه الأحزاب بالتراجع،لتركن الى الجلوس في الزوايا المعتمة تعيش على ماض زاهر حافل بالمآثر والأمجاد،وانكفأت على نفسها حتى أصبحت كما يقول سوادي الناطور(لا تهش ولا تنش) مجرد أسماء وعناوين وشخصيات تتحدث بمعسول الكلام دون أن يكون لها تأثيرها الفاعل على مجرى الأحداث والقرارات،في الوقت الذي أخذت قوى أخرى لم تكن في يوم من الأيام من القوى المحسوبة على الشارع السياسي أو تمتلك التأثير في الحركة الوطنية،تتصدر الجموع وتحرك الأحداث،وتؤثر في موازين القوى،وتمكنت من مد الجسور وتمتين العلاقات مع أكثر الدوائر تأثيرا في القرار السياسي،بارتباطها الخارجي وتأثيرها على مجمل التطورات في المنطقة،وأصبحت هي الممسكة بزمام الأمور من خلال خطط مدروسة بأحكام،تمكنت من خلالها إدامة صلتها بالجماهير،لأنها استطاعت أن توظف إمكانياتها في الوقت والمكان المناسب.
وعندما كانت القوى السياسية السابقة قادرة على التأثير في الشارع العراقي،لم تتمكن من تثبيت جذورها أو تعميق تأثيرها،بسبب انشغالها بخصومات جانبية أثرت على مصداقيتها،ولم تتمكن من استعمال الأسلحة المؤثرة في صراعها مع عدوها الحقيقي،بل انكفأت على نفسها وانجرت الى خلافات جانبية فيما بينها أثرت على فعاليتها وإمكاناتها في إدامة الصلة بالجماهير،بل أعلنت عن إفلاسها السياسي عندما سيطرت قوى أخرى،وتمكنت من احتكار العمل الجماهيري لها بوسائل وطرق استعملت فيها القسوة والتنكيل والإبادة،مما أثر بشكل كبير على سمعة العاملين في حقول السياسة،وأفسح في المجال للقوى الهامشية التي لم تكن في يوم من الأيام قادرة على خوض غمار المعترك السياسي أن تتصدر الساحة،وتجعل لها مكانا آخذ بالأتساع بسبب ابتعاد القوي السياسية الحقيقية عن أي عمل نؤثر يشير الى وجودها،في الوقت الذي أخذت القوى الجديدة تستفد من الوضع الجديد بتمتين أواصرها بالمواطن من خلال زرع الفكر الغيبي في مفاصل المجتمع وإفراغه من أي توجه يعتمد العلم والثقافة،وحاولت بشتى الطرق والوسائل – بعد أن خلت الساحة أو كادت - تعميم فكرها وإخماد أي جذوة تنبئ عن وجود فكر آخر،وكان الخطأ الأكبر للقوى السياسية بعد سقوط النظام هو تبعثرها واختلاف خطابها دون الركون والاحتكام للواقع الجديد،اعتمادا على تصورات مسبقة أثبتت الأيام بطلانها،فقد كانت تراهن على شعب تغلب عليه الجهل والتخلف،وغاب عنه وعيه منذ عشرات السنين،وأصبح غريبا عن العالم الحديث ويعيش في أجواء لا تنسجم والتوجه المعاصر،فكان للقوى الأخرى الاستفادة من هذا التخلف واستثماره لصالحها ومحاولة تعميمه والبناء عليه،فتهيأ لها ما أرادت بسبب افتقار القوى السياسية القديمة الى القراءة الواضحة للمجتمع الجديد،لأنها انفصلت عن الداخل العراقي دون أن تتمكن من معرفة توجهاته الجديدة أو دراستها وإيجاد الحلول اللازمة لها،وزاد الطين بله أن القوى السياسية التي وفدت من الخارج لا تمتلك الرؤية الواضحة،أو المصداقية،أو القدرة على التحرك وفق آليات جديدة تستثمر من خلالها خزينها المعرفي في تغيير الأوضاع،قاطعني سوادي الناطور صائحا:وين وديتنه والمن رديتنه،صار ساعة تسولف وما طحت على العلة،بوية العلة مو بالوادم ،العلة بينه،وصار النضال حجي كهاوي،بس حايرين جنه وجنينه،لكن قبض ماكو،والزلم موز لم كبل،صايرين بس مال تسفيط حجي،لكن ماكو فعل،مو جنه كبل نشتغل بنص الجماهير،واحنه أنروح الها للمعامل والقرى ندك عليها بيبانها،هسه احنه نريد الوادم تجيينه،وحتى لو جتنه ما نكدر نسوي شي،لن الحجي مو حجي عام الأول،ولا نكدر أنفيدهالا لن الفعل مو بدينه،وتريد الصدك الحجي اليوم مو حجي جرايد،وندوات وحفلات،اليوم ياهو اليكدر يخلي بالسدانه ركي،ويسوي شي ماموس،يبلط شارع،يبني مستشفى،يفتح مدرسة،يكدر يعين بالدوائر، يسوي شغل للوادم ويعينه على دنياها،وشوفة عينك أحزاب هالأيام الجيش الها الشرطة الها الصحة الها البلديه الها،وكل اختام الدواير بيناتهم وكل واحد حصته وزارتين وثلاث ويعين بكيفه،ماخذها طابو للحزب ماله،جا الوادم غير تريد اللي يفيدها،وآنيس وأنته شنكدر نسوي،لا نحوج ولا ننبب،ولا تكلي عدنه نزاهة،الوادم ما تأكل نزاهة ولا برامج ولا شعرات،الوادم تريد نقدي...لأن ملت من الفقدي،وتر اللي يخلي بالسدانه ركي،وعيشني اليوم وموتني باجر...!!!



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشفافية من أجل الوصول للمعلومات
- هل يسهم الحراك الجديد في انهاض العملية السياسية
- وزارة للمتقاعدين
- الكتابة قرب الخط الساخن
- حقوق المرأة والأحاديث الموضوعة
- المصالحة الى أين..؟
- ثلثين الدك عالمربوط
- ثورة النساء
- كاظم الجاسم... مختار الحزب في الفرات الأوسط (1)
- صيف وشته بفد سطح)
- وشهد شاهد من أهلها
- اتحاد الأدباء العرب..موقف مريب
- بين الدكتورة كاترين ميخائيل وحبيب تومي حول عودة الملكية
- بين الثورية والتطرف والحوار المتمدن
- التحالف الجديد ماذا والى أين..؟
- المجازر الحديثة
- غسل العار عرف أم دين
- العنده مركه يذبها على زياكه
- مجلس النواب يجتمع في مكة
- فاسدين من البيضة


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - اعمى يكود ضرير من قلة التدبير