صبري هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 08:24
المحور:
الادب والفن
1 ـ مقهى الأصمعي
إلى مقهىً يقعُ في ثغرِ البصرة
دخلتِ الشمسُ مزهوّةً ، راقصةً ، لتستحمّ بالعيون
أطلقتْ ضحكتَها الصهيل
ثم نضت ثيابَها قطعةً قطعة
دُهشنا وابتهجنا وحلُمنا
ثم دخلنا في حضرةِ الشيخِ الأصمعي ، وكان يجلسُ تحت سقفٍ من جريدِ النخلِ ، نتابعُ جمعَ الأشعارِ ونستغرقُ في العجبِ فيما الشمس ترفعُ عن صدرِها حمّالةً من طلِّ لتترك النهدين بشامةٍ يفسقان .
حوقلنا بوجهِ الشمس
ابتسم الشيخُ
فغطّت بكفِّها شامةً
لكن النّورَ البهيّ
رقّص الشامةَ من خلف زجاجِ الكفِّ
وأطرقنا مع الشيخِ الرؤوس
2 ـ حانة عمر بن أبي ربيعة
في الحانةِ التي لا تنام ليلاً أو نهاراً
في الحانةِ البيضاء المزينة بأعشاشِ الحمامِ وأشعارِ عمر بن أبي ربيعة والتي أطلقَ عليها الغرباءُ حانةَ الهديل .
في الحانةِ التي تؤمها في الغالبِ القوافلُ القادمةُ من بلادِ الشامِ أو من اليمنِ السعيد .. والتي يعتلي تيجانَ نخلِها اليمامُ ، نفرت من جسدِ الخمرةِ بهجةٌ حين بسقَ من موجِ النشوةِ نهدُ .
نحوي هوّم النهدُ
ولحيرتي هتفتُ :
أيها النهدُ العاصفُ في الحانة
الضاحك بعنفوانِ الصبا
عليك السلام
في الحانةِ التي تستوقف الليلَ أعواماً
وتحتجزُ القمرَ في سمائها أياماً
في الحانةِ
التي لا تخلو أبداً من سحرِ التاريخ
حاصرني النهدُ
دنا مني مُتهتك الطلعةِ ، بهياً ، فاجرَ الحلمةِ
وعلى طاولتي
نزفَ وردَهُ
في الحانةِ ، التي عاقرَ خمرتَها عمر بن أبي ربيعة وجيلٌ من شجعان
ومنحتهم أعظمَ تهويمة ، كبرت حيرتي فأطلقتُ نحو النهدِ ندائي :
أيها النهدُ الثملُ الفاجرُ أطلقْ أسرَ عيوني
3 ـ دار السموأل
في ليلةِ عيدٍ
نصبنا فسطاطَ حفلِنا في باحةِ قصرِ السموأل
قلنا سيُقبل
من فمِ البلادِ التائهون
وسيُقبل الملكُ الضلّيل على بغلةٍ سوداء
فيما الريحُ تُراقص القمرَ
شربنا الليلَ كلّه
وحطّمنا كؤوسَ الضيافةِ
فلا جاء التائهون ولا انفتحت البلادُ
ولمّا صحونا افتقدنا القمرَ
قيل لنا بعد السؤالِ
أطفأته الريحُ في الغرفةِ المجاورة
#صبري_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟