أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام البغدادي - شامة في اسفل ظهرها - قصة قصيرة














المزيد.....

شامة في اسفل ظهرها - قصة قصيرة


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 669 - 2003 / 12 / 1 - 03:09
المحور: الادب والفن
    


في الصباح حكيت لزميلي عن الموضوع ، ابتسم ..قلت " لثقتي فيك " ، قال الامر بسيط ..وكثيراً ما يحدث ...قلت : "لكنه يؤرقني"..قال : لاتهتم ..ضحكنا..ناديت على الفراش طلبت منه كوب شاي وبسرعة ..أمرني زميلي بأحضار بند ورق سألته لماذا؟ بصق وطلب قلماً..أعطيته...رسم دائرة واسعة مفرغة..وقال: " ساحة جميلة" قلت أعرفها..قطع الدائرة الى نصفين بخط طويل حتى نهاية الورقة..همس الشارع الرئيسي  المؤدي الى مدينة الثورة سابقاً .."الصدرية حالياً" قلت "نعم" قرب نهاية الخط  رسم دائرتين صغيرتين متقاربتين..نظرت اليه..وضع القلم وقال: "نتقابل هنا" سألته: متى؟..أتجه ناحية مكتبه ..سحب الاوراق ..أغلق الادراج ..نظر الى ساعته قال: "بعد ساعة؟".

في الوقت والمكان المحددين تقابلنا سار أمامي صامتاً انحرفنا من الشارع الرئيسي لشارع أخر قطعنا نصفه ثم انحرفنا ثانية الى جهة الشمال ثم اليمين ثم اليمين مرة أخرى ثم طريق ضيق متعرج على جانبيه أكوام هائلة من الاوساخ تنتح رائحة عفنة لا تطاق ..اجتزته وانا اكاد أتقيا كل أحشائي ..وصلنا حارة معتمة ثم اخري طويلة ، رفيعة ورطبة ..خرجنا منها الى أرض فناء واسعة ..مليئة بالاوحال والقاذورات والاحجار والعيدان الرفيعة الخضراء وقطع من التنك ..التفت زميلى وأشار بيده الى سدة ترابية  وقال" حي التكنولوجيا " لم أفقه ماعناه ..هذه اول مرة اكون فيها هنا وأعرف ان لنا حي بهذا الاسم ..
اخترقنا المسافة بصعوبة ، كنا خلالها نسمع فرقعة " ابو بريص "  المهروسة تحت أقدامنا ونقيق ضفادع كبيرة لا نراها.
عندما جاوزناها كانت الشمس قد بدأت في الغروب سالته عن الساعة قال: "الخامسة" قلت :" وصلنا؟" توقف وأستدار الي تراجعت ومسحت قطرات العرق اللزجة اللمتزجة بالاتربة من على وجهي وقفاي ..سألني عن سيجارة قلت : " لا أدخن " ..نظر في وجهي قليلاً ..بصق ..شعرت بألم في اصبع قدمي ففكرت في خلع حذائي ..نظرت اليه ..أستدار وتحرك .. عبرنا السور للداخل سألني : " مستعد  للدفع" هززت رأسي بالايجاب ..مال ناحيتي وقال : "لا داعي للمساومة " قلت : "أعرف" قال :" لايجب المساومة ".
اقترب من كوخ ونادى هامسا:  ياسيد...ياسيد... أنتظرنا ، مرت فترة وكرر: ياعبد 
سمعت  وقع خطوات أتية ..بعدها وقف أمامنا ..ضئيلاً شاحباً داكن العينين ..ممزق الثياب وحافيا ..أصبت بخيبة كبيرة ، ملت على زميلي سألته : هو؟ رد بسرعة : هو ..تقدم منه زميلي تكلم معه ثم أشار ناحيتي ..رمقني بأمعان واستدار عائداً ونحن وراءه.
في الكوخ أنتهى أتفاقنا على قتلها..ناقشنا كل شيْ عندما ذكر السعر قلت لزميلي : اليس كثيراً؟ لكزني زميلي بكوعه..همست : انه كثير..مرقت بجوار الباب قطة يطاردها كلب أثارا زوبعة ترابية عفرت المكان ..سأل زميلي " أتريد ان تنتهي منها اليوم؟
تناول كوب من الماء شرب منه بصوت مسموع مقزز..انتظرنا..وضع الكوب ..مسح زاويتي  فمه بظهر كفه..مد ذراعه داخل كوم ملابس ملئية بلاشياء التافهة ..أخرج سكيناً وضعها بجواره.
سألني عن أوصافها وصفتها له بدقة قلت من مواليد شهر شباط..أنيقة وتبدو بسيطة لمن يراها لاول مرة ..تحب اللون الوردي ..بشرتها دهنية ..تستخدم نوع خاص من البودرة والكريم ..بجانب غرامها بأضافة لمسات خاصة على ملابسها مثل الدانتيل على الياقة والاكمام ..قلت ايضاً انها كثيراً ماكانت تتناول غذائها في مطعم الاميرة في كرادة مريم والعشاء في حي المنصور وتستخدم أكثر من سيارة مختلفة الموديل والرقم  .. وعندما لم أجد كلاماً أخراً نظرت لزميلي وسكت ..قال زميلي : نقرا الفاتحة..قرأناها ثم تذكرت انني أحمل صورة لها ، اخرجتها بعناية من حافظتي .. قدمتها له..تناولها ..نظر فيها: قلت حبيبتي ، قال : ليست موظفة . قلت نعم ..قال : تعشق اغاني كاظم الساهر  وتحب قول النكات وتسكن في بغداد الجديدة قرب حلويات الطارق..وانها سافرت الى اكثر من قطر عربي تحت مختلف الاسباب وانها كونت ثروتها من منهوبات الكويت....كثيراً ما كانت تعيدها للمنزل أحدى سيارات اللجنة ..قلت بذهول : نعم، نعم
أكمل مبتسماً : وان لها شامة سوداء أسفل ظهرها.. وأخرى صغيرة في وسط بطنها ..أزداد ذهولي ..فظل يضحك حتى أستلقى على قفاه ..فجأة توقف ..وتمعن في وجهي ؟ حتى كدت أرتعد ..القى اليّ بالصورة ..وهمس : هذه الفتاة قتلتها من قبل بناءاً على طلبات الكثير!!  



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاضلة بين خدمة البريد في الياهو والهوت ميل
- الايدز وكراسي الجنرلات
- العرب بين أنتاج المعرفة ونقلها
- كلمات متقاطعة
- بكلوريا عامــــة-أجتماعيات
- لوردات الحرب ولوردات السياسة
- قلوبنا معكـــــــــم - نص نثري من وحي سمات المرأة العراقية ا ...
- جوانب خفية في شخصية صدام حسين
- حان الوقت للعراق للشروع بالديمقراطية
- الحب في شعر الراحل رسول حمزاتوف
- السلطة العربية بين الاغتيالات والانقلابات
- للنساء فقط – قراءة الكف علم أم وهم – القسم الثامن
- اطلس البلاغة - القسم السابع
- للنساء فقط –قراءة الكف علم أم وهم – القسم السابع
- بناء الشرعية المستقبلية
- للنساء فقط –قراءة الكف علم أم وهم –القسم السادس
- اطلس البلاغة-القسم السادس
- الكونجرس الامريكى ومشروع دول القبائل
- لا تلمس امراة عراقية
- للنساء فقط – قراءة الكف علم أم وهم – القسم الخامس


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام البغدادي - شامة في اسفل ظهرها - قصة قصيرة