أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - جائزة الثقافة الأمريكية في مصر














المزيد.....

جائزة الثقافة الأمريكية في مصر


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 669 - 2003 / 12 / 1 - 03:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في خطابه أمام الصندوق القومي للديمقراطية في 6 نوفمبر ضرب الرئيس بوش أمثلة على معارك دعم الحرية التي خاضتها أمريكا ، منها الحرب على فيتنام ، وكوريا ، والعراق ، وأفغانستان ، وغيرها . معتبرا أن تلك كلها كانت معارك من أجل " الديمقراطية ". وقال إن " النقص في الحرية يقوض التنمية البشرية " ، فصحح لنا الصورة بعد أن كنا نظن أن نهب البترول العراقي وغيره من ثروات الشعوب الأخرى هو الذي يقوض التنمية . وفي حديثه عن مصر قال : " لقد مهد الشعب المصري العظيم المعتز بنفسه الطريق نحو السلام في الشرق الأوسط ، وبات عليه الآن أن يمهد الطريق نحو الديمقراطية " . ولدعم الديمقراطية ، ومن أسماهم الرئيس " أبطالها " وضعت هيئة المعونة الأمريكية مشروعا لإصدار صحف وإقامة محطات تلفزيونية في مصر وغيرها ، كما قرر مجلس الشيوخ الأمريكي في نفس السياق اقتطاع مليوني دولار من قيمة المعونة الأمريكية لمصر ، لتصب في جيب الأستاذ سعد الدين إبراهيم لتشجيعه على نشر الديمقراطية . وإذا دققنا النظر في الإصرار الأمريكي على نشر الديمقراطية في المنطقة ، سنجد أن هذا المشروع ليس موجها ضد الأنظمة والدول العربية ، لأن هذه الأنظمة ذاتها تتباهى بعلاقاتها الوطيدة مع أمريكا ، كما أن أمريكا تتباهى من ناحيتها بهذه الأنظمة ، وقد امتدحها الرئيس بوش في خطابه منوها بالإصلاحات البرلمانية التي قام بها جلالة الملك المغربي ، وبمجلس النواب في البحرين ، وبانتخاب مجلس الأمة الكويتي ، والانتخابات الأردنية ، وحق التصويت في سلطنة عمان ، والدستور الجديد في قطر ، والخطوات الإصلاحية في السعودية . ومادام الرئيس الأمريكي سعيدا كل هذه السعادة بحالة الديمقراطية وفق الأمثلة التي استشهد بها ، فما الذي يؤرقه على هذا الصعيد بحيث يخص بلادنا بهذا الحديث الطويل عن أهمية الحرية ؟ وبحيث تخصص أمريكا مبالغ مالية طائلة ، منها مليوني دولار لسعد الدين إبراهيم وأمثاله لإصدار صحف وقنوات تلفزيونية ؟

الحق أن ما يقلق الرئيس الأمريكي ليس وضع الديمقراطية في المنطقة ، فقد أشاد بها وأعلن تقديره العظيم للإصلاحات السعودية والبحرانية وغيرها . لكن سبب القلق وسبب الحديث عن الديمقراطية هو حالة العداء الشعبي السائدة لأمريكا ، والتي تغذيها الأقلام والصحف الوطنية ، كما تغذيها أساسا السياسة الأمريكية الخارجية في العراق وغيرها . ولهذا ، فإن الخلاف بشأن الديمقراطية قائم- ليس بين الرئيس الأمريكي والأنظمة العربية– بل بين الرئيس الأمريكي والوعي الشعبي بدور أمريكا العدواني في بغداد ، والقدس ، والخرطوم ، وطرابلس ، ودمشق ، وطهران . هذه هي المشكلة التي تبحث لها الإدارة الأمريكية عن حل . إن لدى أمريكا ما يكفي من قوات لاحتلال العراق ، وإجبار الدول العربية على القبول بتسوية سياسية مهينة مع إسرائيل ، ولكن ليس لدي أمريكا ما يكفي من قوات لتغيير الوعي الشعبي بأن الفلسطينيين يقتلون بالسلاح الأمريكي . وحديث بوش عن الديمقراطية هنا ، هو خطاب علني لخلق قوات من المثقفين لتغيير الوعي ، أو تزييفه في مصر وغيرها . قوات تكرر بجرأة متناهية ما يقوله سعد الدين إبراهيم ، وعلى سالم ، والطرابلسي ، والعفيفي الأخضر من أن الاحتلال الأمريكي للعراق تحرير ، وأن تغيير المجتمعات ممكن بالقوة المسلحة الأمريكية ، وأن الديمقراطية ( التي تعني تنفيذ كل طلبات أمريكا ) ينبغي أن تصبح الطموح الأول والأخير ، شرط ألا تغدو تلك الديمقراطية وسيلة للتحرر الوطني من الاستغلال الاستعماري . لقد أصبح الاحتياج الأمريكي إلي قوات من المثقفين المحليين ، ترافق ، أو تتقدم جنودها بمزامير وطبول الديمقراطية احتياجا ملحا . وليس هناك وسيلة أخرى –- سوى تلك القوات الثقافية - لنشر فكرة أن المقاومة الفلسطينية والعراقية إرهاب ، أو أن التنمية المستقلة طريق مسدود –ذلك أن الرصاص والقنابل الأمريكية قد تقتل ، ولكنها لا تغير الوعي هذا الوعى ، بل تؤكده .

وفي هذا السياق تأتي جائزة المليوني دولار التي فاز بها سعد الدين إبراهيم المثقف الأمريكي المصري وصاحب مركز ابن خلدون لنشر الأفكار الأمريكية ، وهي أكبر جائزة نالها مثقف عربي إلي الآن . هذا عدا مئات الجوائز الأخرى الصغرى التي تفوز بها مراكز أخرى في مجال حقوق الإنسان والتطبيع وما شابه . وبكل ذلك تريد أمريكا أن تخلق نموذجا لمثقف مصري أمريكي تشتريه الأموال ، ولو كانت مقتطعة من حصة معونة لسبعين مليون مواطن آخر غير أمريكيين .

في خطابه المذكور أشار الرئيس بوش إلي أن الناس في العالم : " يبتهلون ألا تنساهم أمريكا " ، والأرجح أن أحدا لا ينقل للرئيس الأمريكي ابتهالات الناس ليل نهار في مساجد وكنائس العالم العربي .

 



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجوم كثيرة .. وقمر واحد في وداع حمزاتوف
- صــنــع الله إبــراهــيــم رسالة من على المنصة
- الكتاب والمثقفون المصريون : لا .. للعدوان على سوريا ..
- المثقفون والأستاذ
- لثورة اليمن ، والتطور ، وليلى
- المثقفون المصريون : تحية للشعب الفلسطيني ولرئيسه المنتخب
- اتحاد الكتاب العرب نوما عميقا وشخيرا عاليا
- السياسة أقوى من الحداثة أو الحكايات المختلقة
- نظرية الاحتلال الثوري عند أنصار واشنطـــــن
- إسرائيل من الحرب إلي الثقافة
- ذكرى ناجي العلي
- حكاية صغيرة لطفلة - معتقل سياسي مصري
- وجدان الأقلية الدينية في الرواية المصرية
- الخوف من الكتابة
- هــمـوم قــبـطــيـة في أحـزان بـلـدنـا
- بغداد التي في خاطري
- حكايات ألف ليلة وليلة للرئيس جـورج بـوش
- شموع على كف حوار متمدن
- 1948 الفرصة الضائعة
- الرئيس الأمريكي يعلمنا كيف نحيا


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - جائزة الثقافة الأمريكية في مصر