|
الشيوعية حمامة فاصغوا جيدا لهديلها الرائع
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 06:04
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
يعيش بنو البشر في مجتمعات يترجحون فيها بين فقر وغنى وسعادة وشقاء وفرح واحزان وصحة وامراض وعز وذل وتفاؤل وتشاؤم ومحبة وبغضاء ونزعات انسانية ونزعات حيوانية ونوايا جيدة ونوايا سيئة، وكل ذلك ليس قضاء وقدرا انما هو بمثابة نتيجة حتمية للنظام الراسمالي السائد في العالم بعدة اشكال، ومن سماته الاساسية، الحرمان، حرمان اعداد كبيرة في كل مجتمع ومجتمع من الطمانينة على المستقبل ومن البهجة في الحياة ومن ايلائهم الاهتمام المطلوب من الحكام لكي يعيشوا بسعادة واحترام وكرامة، والحرمان من العمل والعلم والرعاية الصحية والحرمان هو بمثابة جريمة لا تغتفر فلماذا لا يعاقب مقترفها خاصة انه معروف واقترفها ويقترفها ويصر على اقترافها علانية وبدون رادع او وازع من ضمير؟ ولقد سمي القاتل مجرما لأنه قاسي القلب ومتحجر المشاعر ويتنكر لقيم الحياة الجميلة والشريفة والجريمة الاشنع في الرأسمالية ان ذلك القاتل يواصل التحكم في الامور ووضع القوانين وتسيير الحياة كما يريد غير آبه بنتائج ممارساته وسلوكياته وانظمته، البارزة للعيان في كل دولة ودولة، ورغم ذلك يشعر بالسعادة في تسييره للامور، والسعادة هي شعور يختلف من انسان لآخر، فقد وجد هتلر سعادته في ابادة الملايين والتدمير والتخريب وملء الارض بالاشلاء والدماء والدموع، ومثله الذين يواصلون النهج الوحشي ذاته لا يزالون يصرون وبسعادة وفرح على القتل والهدم وسفك الدماء وزرع الاحزان وحرمان مئات الملايين في كل مكان من السعادة والفرح والطمانينة وراحة البال، ووجد ويجد حكام اسرائيل ويصرون على ايجاد سعادتهم في تشريد الشعب العربي الفلسطيني وهدم مئات مدنه وقراه ودوس حقوقه وكرامته والتنكر للعيش بحسن جوار واحترام وكرامة معه،وبالتالي حرمان شعبهم نفسه من الطمانينة والهدوء والاستقرار والمشاعر الانسانية والعيش في سلام مع الجيران. ومقابل الانظمة الرأسمالية المجرمة، هناك من يجد سعادته الكبيرة النابعة من جماليته الانسانية ونواياه الجميلة والطيبة للبشر وحقهم في العيش الانساني الجميل في منزل جميل تحيطه الجنائن وتصدح فيه الاطيار وليس في غابة ينعق فيها الغراب والقوي ياكل الضعيف، وذلك هو الفكر الشيوعي، وهو بمثابة حمامة، على البشر الاصغاء لهديلها الدافئ المحب للحياة الجميلة والذي بانتصاره على نعيق الغراب الرأسمالي يضمن الفرح الانساني للبشر وجعل البشر بلابل تغرد في حديقة الحياة، ولأنه حمامة يرى في الكرة الارضية انها بمثابة عش للانسانية وعندما تحتضن الحمامة فراخها في عشها تمنحهم الدفء والمحبة والحنان ليكبروا ويهدلوا للحياة الجميلة، وهكذا الفكر الشيوعي فعندما تستوعبه البشرية فانها لا تهدل ولا تغرد الا لحب ولجمالية الحياة ولحب وجمالية الانسان واعماله الجميلة وتوجيه كل موارد الطبيعة واهداف الانسان، للتعايش الانساني باحترام وكرامة ومحبة ولكل ما فيه الجمال والنوايا الجميلة والمحبة للحياة. ان الفكر الشيوعي هو السد المنيع الذي يقف في وجه العنصرية والاستغلال والاستهتار بالقيم الجميلة ودوسها ويعترض بقوة سبيل الافكار الرأسمالية البشعة، ويمنعها من التسرب الى القلوب والعقول والمشاعر، ان الفكر الشيوعي، نفحة طيبة وشذية من نفحات حديقة الحياة الطيبة، تتنسم منها البشرية السعادة والهناء والفرح، لان مهمة الشيوعية هي تهذيب السريرة الانسانية لتبقى جميلة وطيبة ولا تتلوث بالاحقاد والاطماع وبثور الاستغلال والنهب والعنصرية والفكر الشيوعي هو الطريق المضمون للوحدة الانسانية وللسعادة الانسانية وللجمالية الانسانية وممارساتها. وبناء على وقائع التاريخ والحياة القائمة في العالم كله، فلا سعادة ولا استقرار ولا هناء في الحياة، الا اذا دفع السلام رايته البيضاء على البشر، وهذا السلام لن يكون ولن يتحقق ويدوم الى الابد، الا بانتصار الشيوعية، لأنها بانتصارها الابدي تقضي على اطماع النفوس وانانيتها ومصادر واسباب الخلافات بين البشر، وسعي البعض للسيطرة على الآخر ونهب ثرواته والدوس على كرامته وحقه في الحياة، وتضمن العدالة الاجتماعية، وهي بمثابة ابتسامة طفل خالية ومنزهة من اي فكر او خداع او تضليل او طبطبة على الظهر، وبانتصارها تزين البشرية بالاخاء والمودة والحرية والمساواة والكرامة وجمالية النفس و المشاعر والتفكير والاعمال ونبذ كل ما من شانه تشويه ذلك. وتضمن مئة بالمئة ان ينشر السلام وللابد اجنحته البيضاء على البشرية كلها فلا مدافع ولا قنابل ولا بنادق ولا صواريخ ولا قواعد عسكرية ولا افكار نهب وحروب وتسلط على الآخرين ولا احقاد ولا اهمال للانسان وقضاياه ومتطلبات حياته. ان الشيوعية موقدة شعلة الحياة الانسانية الجميلة المفعمة بالحب للجمال وللحياة، وحارسة جمالية الانسان والطبيعة، وتسعى دائما لابقاء كأس الحب طافحة في ايدي جميع ابناء البشرية يرتشفونها صافية وخالية من اية نوايا سيئة واهداف بشعة ومخططات مضرة، وتعتز بتحطيمها الكلي والعلني لكاس الحقد والبغضاء والأنانية وتشويه المشاعر والقلوب الرأسمالية، وتعتز بانها انامل موسيقي دائمة على صفوف الاوتار تعزف دائما لحن الحياة الانسانية وحب الحياة وجماليتها، والشيوعية تسير دائما بالانسان في درب الارتقاء الروحي الذي هو ادراك واستيعاب جمال الكائنات وتذويت اهمية السعي الدائم للحفاظ على ذلك وعلى تعميق انسنة عواطف البشر للحفاظ على جماليتها وجمالية النوايا والافكار والسلوكيات والاهداف وضمان السعادة للبشر كأسرة واحدة وليس لفئة دون اخرى كما في الرأسمالية التي تجعل وبناء على الواقع فم الفقير جرحا عميقا في صدر التوجع والآلام والحرمان من الملذات، والشيوعية تجعل فم الفقير فما طفوليا مبتسما بلعبة الفرح وكعكة العيد وثوب المسرة ومقعد الدراسة، وفيما تكون غالبية البشر في الراسمالية فريسة بين اظفار وانياب التعاسة والشقاء والحرمان والفقر وعدم الاطمئنان والاستهتار بها وبمتطلباتها تكون البشرية في ظل الشيوعية عصافير وبلابل وحمامات وتغرد وتهدل دائما مفعمة بالسعادة والفرح والمحبة للحياة. ان المثل الاعلى للشيوعية هو ان يكون العالم بلا حروب وبلا اسلحة وبلا كراهية وبلا استغلال وبلا احقاد، فهل هناك رسالة اسمى من تلك الرسالة الانسانية الحقيقية التي وحدها تضمن ومئة بالمئة قتل الحيوان في الانسان وابادة نزعاته الحيوانية وضمان ان تكون خيرات الارض كلها لصالح البشرية ومتطلباتها الاولية والاساسية التي تضمن استمراريتها وتعمق انسانيتها وجماليتها وسلوكها الانساني الذي لا يعرف اطلاقا الاعوجاج ولو لمليمتر، وبالتالي ضمان اطلاق الصيحة الانسانية المضمخة بعبير الاممية في كل الكرة الارضية العيش الدافئ للانسانية كلها :ابدأ على الطريق الشيوعية.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التربية الشيوعية.. ثروة هائلة جدا
-
الاشتراكية والرأسمالية
-
آن أوان -تمتيخ- السوط الاحتلالي واحراقه
-
ألانتصار المطلوب
-
سعادة البشرية منوطة بانتصار الشيوعية
-
سجلّهم أسود ومكانهم ليس في سدة الحكم!
-
الزهرة والشيوعية وجمالية الحياة الانسانية!!
-
ألشجرة والانسان والشيوعية!!
-
يستعدون للحرب القادمة وليس للسلام، لماذا؟!
-
ألماضي يتغذى بالدقائق الحاضرة فلماذا لا تكون جميلة؟
-
الرأسمالية جعلت الانسان جزارا لاخيه الانسان!!
-
سعادة وكرامة البشرية في انتصار الشيوعية!
-
حكام اسرائيل يتكلمون بألسنة لا تحب الحياة!!
-
برنامج الحزب الشيوعي ممر مضمون للسلام
-
الى متى استمرار الاستهتار بالجماهير وبالحياة؟
-
ألسوط السلطوي والصوت الشيوعي
-
ألشيوعية ويوم الطفل العالمي
-
ألشيوعية تعزّز جماليّة النفس الانسانيّة
-
آن للفرح أن يزغرد
-
ألأرصاد الجوية والأرصاد الشيوعية!
المزيد.....
-
تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل
...
-
انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي
...
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
-
غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ
...
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|