|
زيارة العم سام والاستئناس بالخازوق
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 11:05
المحور:
القضية الفلسطينية
استطيع أن اجزم أن الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني تشعر بالأسى والقهر والفراغ والرغبة في الصراخ في وجه القدر الذي دفع بهم لنقطة اللاكرامة والاستسلام لمجريات الواقع وعدم قول كلمة "وهي اضعف الإيمان" في وجه الرجل الذي شرب من دماء امتنا العربية حتى الثمالة. المشهد واضح للأعمى، غير أن أذناب السياسة الاميريكية الذين يقتاتون على بقايا موائدها مصممون على المضي في غيهم يحاولون أن يغطوا الشمس بغربال"واقعيتهم الجديدة" التي جليت لنا الموت والحصار، ودفعت بنا إلى القاع وأصبحنا نفتش عن أنفسنا كشعب تمسك بهويته الوطنية وقدم من اجلها ملايين من سنوات الشقاء غير مدرك أن سماسرة السياسة يتربصون بة ليبيعونه بلا مقابل. أنا اختلف مع الذي يقول أن مشكلتنا كشعب فلسطيني في السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية، إن للولايات المتحدة الأمريكية موقفا ثابتا في مناهضة الشعوب التي تطمح إلى التحرر، إنها الامبريالية الأمريكية الذي يجسد رجل الكاو بوي سياستها التي تؤمن بالقوة التي تخلو من الأخلاق، سواء في العلاقات الإنسانية أو في تعاطيها مع الشعوب التي تتعامل معهم كعبيد وجدوا لخدمتها. وإذا اتفقنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف على رأس الدولة المعادية لاستقلال الشعوب الفقيرة وأنها وجدت على أكوام جثث الأمريكيين أصحاب البلاد الأصليين، فيجب أن نسلم بحقيقة أننا كشعب نتحمل مسئولية الاستكانة للسياسة اللامريكية ، بغض النظر عن قوتها وجبروتها الذي وقف عاجزا أمام إرادة الشعب العراقي ومن قبلة الشعب الفيتنامي. إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تترك فرصة إلا واستغلتها لتجهض القرارات ومشاريع القرارات الدولية التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، إنها الدولة التي رفعت الفيتو في وجه كل القرارات التي طالبت بالتزام دولة الاحتلال الإسرائيلي بالشرعية الدولية والقوانين التي تحفظ حقوق الإنسان في زمن الحرب والصرع، وهي الدولة التي ارتكبت المذابح بحق الشعب العراقي،ودافعت عن جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحقنا نحن الفلسطينيين. المشكلة ليست في الولايات المتحدة ولا في سياسية رئيسها الحالي الذي اعتبره شعبة الأضعف من بين الرؤساء الذين قادوا أمريكا، المشكلة في الذين اعتقدوا أن أوراق الحل في البيت الأبيض، واستكانوا للمرحلة الأمريكية واستأنسوا بخازوقها، إن زيارة الرئيس الأمريكي تأتي تتويجا لمرحلة الانهيار السياسي الفلسطيني الذي وقفت على راسة بعض النخب الفلسطينية، نخب انتقلت من معسكر الشعب إلى معسكر الأعداء يعملون على تنفيذ أوامر أسيادهم الذين يغدقون عليهم الدولارات بهدف نشر الفوضى وشراء الذمم والعبث في القيم الوطنية وطرح المبادرات العقيمة تجاه القضايا المقدسة بالنسبة للشعب لخلق البلبة وشق الصفوف. إن وجود الرئيس الأمريكي في فلسطين المحتلة المحاصرة المنقسمة على نفسها والتي يذبح أبنائها يوميا لآلة العسكرية الأمريكية في قطاع غزة والضفة الغربية، لهو دليل واضح وإشارة لا تقبل الشك بأننا دخلنا منحنى جديد من التنازلات والانشقاقات السياسية والتكتلات الفئوية،مرحلة قذفتنا إلى التيه الذي قد يستمر لسنوات طويلة، تساعد اذرع أمريكيا التي تحمل الجنسية الفلسطينية على بقائه، وخاصة أنهم يعيشون نشوة اللحظة والانتصار والعنجهية في التعاطي مع المقاومة الفلسطينية. هؤلاء أتباع الولايات المتحدة يتواجدون في كل مكان كما الهواء، لقد اقتحموا حياتنا وسرقوا أولادنا وشاركونا في غرف نومنا، إنهم لا يجدوا فرصة إلا واستغلوها في تخريب العقول، منهم السياسيون والصحفيون والكتاب والاقتصاديون والمناضلون القدامى والاكادميون واليساريون السابقون الذين انسلخوا عن واقعهم وباعوا قيمهم بحفنة من الدولارات . أيام ويغادرنا الرئيس الأمريكي، وتغسل الشتاء ارض فلسطين من الدنس الذي الم بها، وينتهي المولد ونعود إلى طبيعتنا المتسمة بالموت والحواجز وآلاف الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال حيث الأبواب المقفلة وشهداء مقابر الأرقام الذين نسيناهم ولم نعد نفكر فيهم، ستعود إلى اقتتالنا والتنكيل بقادتنا وحلق شواربهم، وسنتابع عهرنا الإعلامي على الفضائيات العربية، وسيموت منا الكثير من مرضى الحصار في غزة أعانها الله، وسيعمد ثعالب المرحلة إلى رفع وتيرة الشقاق والفوضى والاقتتال، وسنصلي في مساجدنا نهارا ونقوم الليل في تعذيب أبناء جلدتنا، حقائق اخطر من زيارة بوش وأكثر فتكا من الاحتلال.
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الشأن اللاجئ:حق العودة في خطر
-
أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص
-
غزة تدق جدران الخزان... فهل من مجيب
-
تكتيك مكشوف
-
انابولس المذبحة للثوابت والأرض والإنسان
-
مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية
-
أن نفرح ونحتفل...نعم.. ولكن
-
العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار
-
هل إسرائيل العدو رقم واحد للفلسطينيين
-
أيها اللاجئون .. عند ليبرمان القول الفصل
-
هل سيفرطون بحق العودة؟ الجواب نعم
-
امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية
-
حول الجوع والموت والاستزلام في زمن الحصار
-
الأسرى في السجون الفلسطينية والتعتيم الإعلامي
-
الممنوع والمسموح في زمن الانقلاب
-
الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة
-
انقلاب غزة وخريف رام اللة وجهان لعملة واحدة
-
ان لم تشرب غزة لا سقط المطر
-
هل ستطلق رصاصة الرحمة على الاعلام العربي
-
مؤتمر الخريف والحرب التحريكية
المزيد.....
-
خامنئي يقلد مسؤول الضربات الصاروخية على إسرائيل وسامًا عسكري
...
-
ضربة إسرائيلية قرب معابد بعلبك في لبنان تثير مخاوف على سلامة
...
-
حزب ألماني يطالب بوضع حد أقصى لطلبات اللجوء في البلاد
-
-لن يخطر على بالك!-.. -فوربس- تكشف عن رئيس دولة يتقاضى أعلى
...
-
الرئيس الإسرائيلي يقترح إنشاء نظير لحلف -الناتو- في الشرق ال
...
-
-لإحراج ترامب-.. صحيفة أمريكية تتحدث عن خطة جديدة لبايدن حول
...
-
-اعتدال- السعودي و-تلغرام- يزيلان 129 مليون محتوى متطرف
-
السعودية.. نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ يكشف عن أبرد وأحر م
...
-
أصول الزعيم الراحل معمر القذافي.. سويسرا تفرض غرامة مالية عل
...
-
وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الإماراتي تطورات الأوضاع
...
المزيد.....
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
المزيد.....
|