المنبر الديمقراطي التقدمي
الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 11:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
في إطار جولة له في المنطقة يقوم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش بزيارة للبحرين، وتندرج هذه الزيارة في مسعى واشنطن لترويج سياستها العدوانية في المنطقة ، وخاصة في الجوانب المتصلة باستمرار احتلالها للعراق ونهب ثرواته وتفكيك بنى دولته الوطنية، وتحويله إلى ساحة لصراع الطوائف والمذاهب والكانتونات الاثنية، خاصة بعد أن جرى حل الجيش العراقي وإضعاف مؤسسات الدولة، واختراقها من قبل الميليشيات المتصارعة.
كما أن هذه الزيارة ترمي لحشد الدول العربية خلف التسوية الاستسلامية التي تريد الولايات المتحدة وإسرائيل فرضها على الشعب الفلسطيني، بطريقة تصادر حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم الوطنية المستقلة ذات السيادة على الأرض وعلى القرار الوطني، وتمكين المحتل الاسرئيلي من مواصلة محاصرة الكيان الفلسطيني بالمستوطنات الصهيونية، وخنقه اقتصاديا.
ويجد المحتلون الإسرائيليون في سياسة إدارة بوش سندا لهم في الاستمرار في تصعيدهم العدواني ضد الشعب الفلسطيني الذي يقدم في اليوم الواحد عشرات الشهداء والضحايا تحت القصف الإسرائيلي والاغتيالات المبرمجة التي تستهدف الناشطين الوطنيين من مناضلي الشعب الفلسطيني.
كما يجد المحتلون في هذه السياسة سندا لهم في التمادي في تكريس الطابع العنصري لإسرائيل، عبر تأكيد ما يسمى بهويتها اليهودية، وهو أمر يشكل خطرا جديا على عرب الأراضي العربية المحتلة عام 1948، ويهددهم بالترحيل.
وتأتي زيارة بوش وسط مناخ محموم يشيعه المحافظون الجدد الذين يحكمون الخناق على الإدارة الأمريكية الحالية، تمهيدا لدفع المنطقة نحو مواجهة جديدة، بحجة ضرب المنشات النووية الإيرانية.
وهي مواجهة قد تكون في مداها وعواقبها من أخطر ما واجهته منطقتنا، وستلحق من الخسائر والأضرار ما هو غير مسبوق، فضلا عن أنها ستنتزف الكثير من ثروات المنطقة، حين تضغط الولايات المتحدة على حكوماتنا للمساهمة في تغطية كلفة مثل هذه الحرب.
ويريد بوش أن تكون أراضينا ومياهنا الإقليمية ساحة لمثل هذه المواجهة، فهو لم يأت فقط لتأمين التغطية السياسية والدبلوماسية لنهج إدارته العدواني، وإنما تأكيد الدعم اللوجيستي لأية عمليات عسكرية محتملة تقوم بها القوات الأمريكية المرابضة في الخليج ضد إيران، وهي مسألة ستجر الكثير من الويلات والخسائر على بلدان وشعوب الخليج العربي، بما فيها بلادنا البحرين.
لهذه الأسباب كلها تبدو زيارة جورج دبليو بوش لبلادنا البحرين زيارة غير مرحب بها من قبل شعبنا . إنها ليست زيارة رئيس صديق يحمل غصن السلام، إنما هي زيارة رئيس يقرع طبول الحرب ويُحمّل بلادنا ما لا طاقة لها عليه، وعلى الضد من مصالحها الوطنية العليا، ومن نهج السلم وحسن الجوار الذي يجب أن نحرص عليه في علاقاتنا مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي.
عدا عن أن هذه الزيارة تشكل استفزازا لمشاعر شعبنا الذي يرى رأي العين ما تفعله القوات الأمريكية من فظائع في العراق، وما تفعله إسرائيل المدعومة من قبلها ضد أبناء وبنات الشعب الفلسطيني.
بملء الفم نقول لبوش: عد إلى بلادك ، ودعنا نعيش في سلام.
المنبر الديمقراطي التقدمي
#المنبر_الديمقراطي_التقدمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟