يامعود يا حكومة

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 11:05
المحور: كتابات ساخرة
    

هذا نص حوار - اعتبره وثيقة صادقة- جرى بيني وبين احدى قريباتي في مدينة البصرة عبر شبكة الانترنت وغايتي هي ان يطلع عليها اصحاب الشأن لعل بقايا ضمير تحرك فيهم ليس النضال ومقاتلة الجهل وانما النخوة ازاء ما يحدث لنسائنا في البصرة.
النص:
- شلونك عمو
- اهلا عمو انتم شلونكم
- الحمد لله
- انا لا اصدق بعض الاخبار في وسائل الاعلام .. هل صحيح ما يحدث عندكم في البصرة؟ اقصد قتل النساء وخطفهن تحت اسم الشريعة الاسلامية
- نعم كل الذي يحدث صحيح.
- لماذا؟
- تجارة
- كيف
- ليس قتل النساء او خطفهن ذو طابع ديني بدليل ان عددا من شراذم الميليشيات التي لاتعرف من الاسلام الا اسمه تقوم بذلك
- لم افهم
- صار معروفا ان ايران تريد اقلاق الوضع في البصرة وجندت بعض المعاقين فكريا او من العاطلين عن العمل للقيام بذلك.
- ولكن اين الحكومة
- اي حكومة يامعود لو تجي وتشوف السرقات عينك عينك، كل واحد يريد ان "يبوك" اكبر نصيب من الكعكة قبل ما تفلت
- اكرر اين الحكومة
- مو كلت الحكومة في بغداد مو بالبصرة
- ....
- وانتم كيف تعيشون بهذا الرعب
- الحمد لله عندنا سيارة نتنقل بها ولولاها لكنا متنا من زمان
- يعني اللي ما عنده سيارة في البصرة يموت
- طبعا ومو بس هذا .. وصل التخلف وطغيان الجهل عندنا الى حد لايطاق.. انت تعرف الشمس بالبصرة قوية وفي يوم من الايام اشتريت نظارة وفي صباح اليوم التالي ذهبت العمل بسيارتي وكعادتي تعوذت من الشيطان الرجيم وقرأت سورة الفاتحة ودعوت الله ان اعود سالمة الى البيت هذا اليوم.. وانا في الطريق استوقفني احد حاملي الرشاشات وامرني ان انزع نظاراتي فقلت له ان الشمس قوية وانا اخاف على عيني من الحساسية والجفاف فصرخ في وجهي "قلت لك انزعي النظارة ليس عندنا نساء يختفين وراء النظارات. رميت النظارة على كرسي السيارة المجاورة وانطلقت مسرعة مخافة ان يطلق علي النار بسبب النظارة.
- لاحول ولا قوة الا بالله
- ما تشوف الناس ترحل الى اي مكان آخر.. البصرة صارت عبارة عن كنز يتعارك عليه اكثر من 44 حرامي والمصيبة كلهم يتكلمون عن الاسلام وتعاليمه وقيمه السمحاء
- بس وين المحافظ والشرطة والامن بعد انسحبت القوات البريطانية الى خارج المدينة والمفترض ان تستلم حكومة بغداد كل مقادير الامور هناك
- لو انت جنبي لكنت اصرخ في وجهك: يامعود اي حكومة هذي اللي تقبل بذل الناس وقتلتهم وتشريدهم وخطف نسائهم
- بصراحة لا اريد ان اكون جنبك الان ولكن يمكنك استعمال مايكروفون الانترنت لكي تصرخي في وجهي
- انت بطران

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات