|
وزارة للمتقاعدين
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 10:59
المحور:
كتابات ساخرة
حكايات أبي زاهد
عانى المتقاعدون من التهميش والإهمال الشيء الكثير ولا زال يعانون بفضل الرعاية الحميمة للحكومة العراقية المنتخبة،التي ناصبتهم العداء منذ سقوط النظام البائد ولحد الآن،ولو أردنا الخوض في شرح معاناتهم لاحتجنا إلى مجلدات تعادل(دائرة المعارف البريطانية)بأجزائها التي جاوزت الثلاثين ،ولكن لنبدأ من النهاية عسى أن نوفق لبداية جديدة تعيد البسمة لملايين المتقاعدين البؤساء . لقد سنت الجمعية الوطنية السابقة قانون التقاعد الموحد،بعد مخاض عسير ومناقشات حامية الوطيس بين الحماة الحقيقيين للمتقاعدين،وبين الذين حاولوا قتلهم بالسم البطيء باستعمال أسلوب المماطلة والتسويف ووضع العصي في عجلة أنصاف هؤلاء المحرومين،ورأى القانون النور بما فيه من سلبيات وثغرات غمطت الكثيرين منهم،وصرح كبار المسئولين في حينها أن القانون سينفذ اعتباراً من 1-1-2006 ،وأحتسب هؤلاء رواتبهم بموجب القانون الجديد،وأخذوا يحلمون بالغد الجميل البسام،ولكن: ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد شاءت رياح التغيير الجديدة ،أن تميع هذا القانون وتلتف عليه،حيث صرح المسئولون بأن القانون سيطبق في 1-4-2006 وعاش المتقاعدون بانتظار اليوم الموعود ولكن ظهر أن هذا التصريح هو كذبة نيسان،وبالها من كذبة بائسة سرقت الابتسامة من الشفاه المقروحة التي طالما تغنت بحب الوطن،ثم طلع علينا مسئول آخر وقال سيكون الأول من حزيران موعد تطبيق القانون الجديد،وأممت وزارة المالية هذا القانون لتوافقه مع ذكرى تأميم النفط العراقي،للدور التاريخي للمتقاعدين في دعمه باقتطاع جزء من رواتبهم في حملة التقشف التي رافقت القرار المذكور،ثم ظهر مسئول أكبر وقال سيتم تنفيذ القانون في الأول من آب|2006 وقلنا أنه يوم الأيام،فقد أوقفت الحرب الجائرة مع الجارة إيران،وهو بشير خير بأن معركة المتقاعدين ستنتهي كما انتهت تلك الحرب الضروس،ولكن جاء آب فإذا هو(لهاب يموع القانون بالباب)وظهر علينا المسئول الأكبر ل(تقطع جهيزة قول كل خطيب)فقد عدل القانون الذي سنته الجمعية الوطنية بقانون جديد أعاد المأساة إلى مربعها الأول بالتفاف مجحف على كل المكاسب التي توهمها المتقاعدون في القانون السابق لتصبح النسبة70%بدلا من 80%وعدم صرف الرواتب اعتبارا من 1-1-2006كما هو القانون السابق،وتفضل السيد رئيس الجمهورية ونقض القانون المجحف ولكن مجلس النواب البطل نقض النقض حفاظا على العرض،وإنا أقولها بالصوت العالي أن المتقاعدين سوف لن يجنون أي نفع من مجلس النواب هذا أو من حكومتهم هذه لأن جميع هؤلاء جاءوا لتحقيق مصالحهم لا تحقيق مصالح الجماهير،واستخدموا عقول البسطاء للوصول إلى السلطة غير عابئين بهم وبمشاعرهم. والآن لنتساءل ما هي المصلحة الوطنية التي يجنيها الواقفون وراء هذا التعديل الذي غمط حقوق ملايين المتقاعدين؟ هل هو الحرص على المال العام،وهو المال السائب الذي يسرق في رائعة النهار بعلم الجميع؟ ألا يعلم السادة المسئولون بأن عشرات المليارات من الدولارات الخضراء تسرق من قبل المتسلطين على الرقاب؟هل سرق المتقاعدون أموال النفط،وساهموا بهذا الفساد المستشري في أجهزة الدولة؟ألا يعلم هؤلاء بأن المتقاعدين خدموا العراق بأمانة وإخلاص عشرات السنين،لم ينخر فيهم الفساد،ولم يفسدوا في الأرض كما أفسد الآخرون...! بعين الله أيها المتقاعدون لقد ظلمتم وظلمتم ولعن الله ظالميكم ومأواهم جهنم وبؤس المصير. والآن لماذا لا تشكل وزارة للمتقاعدين أسوة بدول العالم التي شكلت مثل هذه الوزارات لرعاية هؤلاء المظلومين وحماية مصالحهم من عبث العابثين،ألا يستحق خدام العراق هذه المكافآت من الذين خدموهم،أليس هؤلاء الزعماء والقادة والرؤساء هم نتاج غرس المتقاعدين الذين علموهم وجعلوهم في هذه الأماكن،أليس المدرس والمهندس والطبيب والعامل وحماة العراق و ..و... من ساهم في خلق الأجيال التي تربعت على سدة الحكم في العراق الجديد،ألا يستحقون منكم نظرة أمتنان أو لفتة حنان........(بسك ..بسك)صرخ سوادي غاضبا عندما سمع ما كتبت(شنو أحنه مجاديه ونتطلب منهم،أحنه ألنه حقوق وحقوقنه يضمنها القانون العراقي والإنساني،وما نريد منهم غير القانون،والله لا يرحمه إلي يترحم علينه لو ينطينه صدقه،خل ينطونه حقوقنه وبس،وما نريد منهم زايد حلنه حال الو ادم لعايشه بدول العالم،نقبل بقانون تقاعد نوري سعيد ،عبد الكريم قاسم ،صخام الأسود،بس أذبحوها عله قبله وخلصونه،ولكم صرنه سالفة بحلگ ليسوه وألما يسوه،ويوميه واحد يضحك علينه بسالفة جديدة،قابل أحنه موعراقيين؟؟ إذا موعراقيين سفرونه خارج الحدود،وخلي يظل العراق ألكم فلاحه ملاچه،لو تگولون شركاء أنطونه حگ ألشراكه،وحگ التعب وحگ العمر الخلص بالضيم وألونه،ويه ناس(الله لا يثر دلك وياهم) وصدگ المثل(ليتعب أهواية ياكل شويه)وأحنه تعبنه أهواية لكن ما شفنه الأكل من أسنين،وهاي حچايتك مال الوزارة خوش أحچايه ،هم يسدون بيها حلگ كتله من الكتل ،وهم يصير ألنه وزيريگدر أيدافع عن حقوقنه،ونريده متقاعد وما يأخذ راتب ومخصصات وزير حتى يدافع عن مصلحته وأحنه نحصل بسريبته لن(مديرية التقاعد گرونها من طين)وما تقارش ويه الگرونهم حديد.....!!
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكتابة قرب الخط الساخن
-
حقوق المرأة والأحاديث الموضوعة
-
المصالحة الى أين..؟
-
ثلثين الدك عالمربوط
-
ثورة النساء
-
كاظم الجاسم... مختار الحزب في الفرات الأوسط (1)
-
صيف وشته بفد سطح)
-
وشهد شاهد من أهلها
-
اتحاد الأدباء العرب..موقف مريب
-
بين الدكتورة كاترين ميخائيل وحبيب تومي حول عودة الملكية
-
بين الثورية والتطرف والحوار المتمدن
-
التحالف الجديد ماذا والى أين..؟
-
المجازر الحديثة
-
غسل العار عرف أم دين
-
العنده مركه يذبها على زياكه
-
مجلس النواب يجتمع في مكة
-
فاسدين من البيضة
-
مدير شرطة فهد يتذكر/2
-
قراصنة العراق الجديد
-
الصحوة الغربية هل تعقبها صحوة جنوبية
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|