أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [ 3]















المزيد.....

اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [ 3]


عادل الحاج عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 03:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


(( يقول " امنموبي" في تعاليمه: احذر ان تسلب فقيراً بائساً. ولا تمدن يدك لتلمس رجلا مسناً بسوء، ولا تسخرن من كلمات رجل هرم. ولا تجعلن نفسك رسول سوء. هناك شئ آخر محبب الى قلب الإله: هو التأني قبل الكلام. تأن امام متطفل، وأعرض عمن يهاجم. ونم ليلة قبل الكلام .. ))
(حكمة المصريين، محمد السّيد سعيد) [1]
عودة
لا اخفي ترددي من العودة لإبتدار الكتابة مجدداً في هذه الحلقات وفي مثل هذا التوقيت بالتحديد، لا لشئ سوى ان الجميع ممن قد تصلهم كتاباتي المتواضعة هذه وبالطبع ان هي نجت من مقص الرقيب، ما زالوا يبدون غاية في الإنهماك والإنشغال كما نحن. استقبلت أيامنا الماضية هذه اعياداً عظيمة، شاء الله ان تكون افراحنا هذا العام فرحتين او ربَّما اكثر؛ كما ان افراحه هذه شملتنا جميعاً مسلميين ومسيحيين. ويبدو ان الله قد منحنا بذلك فرصة نادرة لإظهار تعايشنا السلميّ في هذا الكون المضطرب.
ومن مصادر ترددي ايضاً، ان هذه المناسبات حلت علينا والقلب قضّ لفواجع زماننا هذا، اذ يلعب صغارنا ويفرحون، ويتوسد اطفالً آخرون التراب ويلتحفون السماء (دارفور).
ولم يكد يعلن العام 2008 صافرة بدايته، اذ بالمحن تطل براسها مجدداً من كل حدب. لتحيل هدنة افراحناً سريعاً الى توجس وارتياب من هذا العام القادم! فرحلتْ بي نظير، وفاتَ كدودة، وصمتت انغام عجاج، وترجَّل القدال، وضطربتْ نيروبي.
كنا قد اشرنا في مقالنا السابق الى مسائل متداخلة ولكن ما كان يتصدرها هو قضية الجندر وقضايا اخر، الغالب عليها جميعها ان العقل السياسي التليد لدينا؛ كان يعدها من المسكون عنه والذي لا يجب ان تطاله الأقلام والعقول بالفحص والنبش اللاّزمان. لا لحرص منه لدونه من الأجيال فيما قد يتبدى للبعض؛ بل هو محاولة ممن يتأبطون السُّلطة لتكميم الفئات المحكوم عليها عُرفاً بالسكوت، ومفروض عليها أبوياً (بطرياركياً) كذلك الإجماع السكوتي. للقبول بتركة لم يعد كثير منها مؤهلاً لأن يمكث معنا هنا في هذا الزمان؛ المشرعة فيه عقول البشر دون وصاية من احد.
علَّها الصدفة لا غير، هي التي قادتني لأن اتحسس بعض الذي صدر كأصداء لما اجلته كتابتنا السابقة والتي نبَّهنا فيها منذ المبتدأ بأنها تتخذ طابع البوح المبرح، ليكون اجمال ما خرجت به قراءتي المتواضعة هو الآتي: دهشنا لمن يقاتل حروب الآخرين بالوكالة! ولربَّّما ان الأمر الذي اثار حفيظة بعضهم هو حساسيتهم المفرطة عندما يتم تذكيرهم بسقوط الحائط. والتحليل الذي افضل اختياره لهذه الحالة هو تسميتها بـ ( النقدفوبيا)، وإن كنت احبذ كثيراً عدم التوغل اكثر في تناول مظاهر هذه الحالة المتفشية.
فنحن لا تزال تحمل جوانحنا مهما لفق، قيمة سامية تُمسكنا عن تبادل كيدهم بمثله؛ اذ هي "ولا تقل لهما افٍ".
ونتيجة لحلمنا المذكور اعلاه، نكتفي بالتذكير للبعض ان الحكمة تقول: ان من اقبح الأعمال هو تسلقك حائطاً آيلاً للسقوط .. فكن جميلاً ترى الوجود جميلا، وللذين لا يزالون يعيشون بذهنية لم يسقط سور برلينها بعد. بأن أجيالنا هذه عاشقة للحرية والنور وجُبَّلتْ على ان تتدفأ مراراً بنارها.
قبل سقوط الحائط
وإن كانت كتابتنا في هذا الجزء ما زالت تحوم حول فترة الديمقراطية الثالثة، فهي بالتالي فترة من الطبيعي لبداهتنا ربطها بما حولها من حوادث كونية واقليمية لعبت دور لا يغفل. لذلك يمكن اكتناه ان المنظومة الدولية وسلسلة علاقاتها الدولية والإقليمية والوطنية، لهو ما تتداخل حال تناوله كتابةً فيما يتعلق عن تلك الحقبة.
ومما لا ريب فيه ان الفترة التي سبقت زوال المنظومة الإشتراكية- الإتحاد السوفيتي كقطب موازٍ للقطب الرأسمالي الذي آلت قيادته للولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب الكونية الثانية 1939-45 ، وهي الفترة التي كان يتخللها انماط تكاد تكون معروف من التوازنات الإقليمية ( سياسيا، عسكريا، اقتصاديا) تبدأ بسباق التسلح، الإحتواء، الخ..
وما تحفظه الذاكرة عن تلك الحقبة وهو ما يجعلنا بالضرورة نعود قليلاً لتركة العلاقات الإقليمية والدولية التي ورثها النظام الديمقراطي الثالث، عن الفترة التي سبقته آبان الدكتاتورية المايوية. فإستدعاء اي قراءة عجولة لتلك الحقبة توضح مدى الإرتباك والعشواء الذي لازم نمط التفكير الإستراتيجي لصناع سياسات ذلك العهد.
وبتعميم نتوسل الاّ يكون مخل، فقد تشكلت تحالفاته الإقليمية بداية بالحقبة التي وازاها شمالاً النظام الناصري، في قبالة عدم استحسان او هو عداء لبقية المحيط الإقليمي (نموذج: السعودي، الإثيوبي، الليبي)
لتصبح هذه العلاقات اكثر فتوراً وتوتراً بوصول الرئيس السادات لسدة الحكم وهنا ما يمكن ان يستحضره التاريخ عن ما عرف بحلف عدن قبالة حلف الخرطوم القاهرة.
فيما يرى كثير من المعلقين الإستراتيجين، ان من إيجابيات تلك الحقبة الموسومة بالثنائية الأقطاب؛ فقد كان لها الأثر الواضح في إخماد حدة النزاعات الدولية [2] فقد عمدت السياسات الدولية لحقبة الحرب الباردة تلك على ضبط الحركات الوطنية التحررية وجعلها اكثر اعتدالاً، بصرف النظر عما اذا كانت راديكالية هذة الحركات مشروعة او غير مشروعة.
[4] الديمقراطية الثالثة مابين الإنضواء وفك الإرتباط
نعتزم ان نخصص هذا الجزء من كتابتنا لتتناول ملامح عامة تأريخية لطبيعة العلاقات التي وسمت الديمقراطية الثالثة، وتخصيصاً هنا العلاقة المصرية السودانية وهي من القضايا التي ندرك يقيناً مدى الحساسية التأريخية التي تكتنفها لدى الضفتين. فهو ارث ممتد من التحريم والقداسة يجب القفز عليه بمهارة بواسطة الأجيال الأكثر حداثة من كلا الضفتين (وادي النيل)، فالسأم قد اصاب اجيالنا من ترديد نفس الأغنيات المشوبة بالعاطفة (مصر يا اخت بلادي يا شقيقة) النفجة. والتي يعلم كلانا انها تحتاج الى اكثر من ذلك لتقوَّم ولتعلو عليها لغة التحالفات الناضجة والمعاصرة (نموذج: الإتحاد الأوروبي)
اذاً هي علاقة يجب اعادة قراءتها وإعادة توثيق تاريخها، خارج ذهنية لا ترى في الآخر غير المياه، وفي افضل الاحوال ان هذا الآخر هو مجرد امتداد جيوسياسي حسن تم وراثته منذ فترة الحكم العثماني.
استبق منهجنا المفارق هذا بل مُعَّضداً كسر دوائر الخوف في الخطابات التي تتناول الشأن الثنائي بين البلدين؛ الخبير الإستراتيجي المصري د. هاني رسلان [3] فهو لا يرى ربَّما غضاضة في تناول قضايا ساخنة تتعلق بالراهن السياسي بين البلدين، وإن كان تركيزه انحصر على الراهن دون التطرق للمرارات التأريخية التي تحملها جهات عدة لم تتح لها عملية الإنتقاء الموروث من قبل الدوائر المهتمة بالشأن السوداني للإستماع لوجهة النظر الآخرى (الصامتة) والتي قد يكون لها الاثر الأكبر في تشكيل المخيَّل الشعبي الغير رسمي للشعب السودان، هذا الوجدان الشعبي لا نظن انه توجد الآن جهة بعينها يعوَّل عليها دون سواها لتكون ممثلة لآماله عند الدوائر المهتمة حقيقةً بمنعة العلاقات الشعبية، قبل ان تبلورها القرارات الفوقية الرسمية.
نواصل..
عادل الحاج عبد العزيز
المصادر
[1] دراسات حقوق الإنسان 4 "حكمة المصريين"1999 تقديم وتحرير، السيد سعيد، محمد ، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.

[2] غليون، برهان، العرب وتحولات العالم، 2005، المركز الثقافي العربي ، بيروت لبنان.

[3] حوار/ اخبار اليوم السودانية، سودانيل الإلكترونية 2008/1/6، هاني رسلان: رئيس ملف وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز القاهرة للدراسات السياسية والإستراتيجية.



#عادل_الحاج_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاَّ مُنتَصِّرْ جيلٌ مهدرة احلامه [ 2]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ - جيلٌ مهدرة احلامه [ 1]
- استغاثة! لنجدة الأستاذ علي محمود حسنين
- ذهنيَّة التَّخوين - لإبداع المهجر السوداني المعاصر
- عيدٌ جنوبيّ الباسفيك
- إن جاز لكلماتي ان ترثيك يا محمد
- لا عليكِ -اشْراقة-- إنه التجني
- في ظِل الحرب: العلاقات الاسترالية مع السودان - من غُردون إلى ...
- التلفيقيون الجدد - سؤال الأخلاق والسياسة في السودان
- النًخبة وادمان الحفر
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[1]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[2]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[3]
- محاولة لفضّ الإشتباك
- ) قراءة من سيرة رجل1
- قراءة من سيرة رجل يهجو اهله ( 2 )
- مُقرَنْ العَنِتْ .. مُلتقى النظاميّن الأميركي و السوداني


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [ 3]