وهكذا فى ارهاب العين البيضاء النص الاستراتيجى للنصوص تخليصات ولسنا بحاجة لتكرار ان الشعرية اليوم هى موضوع كل الاجناس حتى السرد خلاصة القول بشان هذه النصوص كنماذج انها وظفت السردى بما نطوى عليه من شعرية فى تعميق دلالات الشعرى ليشكلان معا نصوصا عميقة متميزة هى النصوص التى حملها ديوان تخليصات حس او ارهاب العين البيضاء
شىء اخرالاحظه على نصوص الديوان .. انها تتراوح فى تقنياتها بين النص القصير المكثف البيه بالهايكو اليابانى والنص المسترسل مما يثير السؤال القديم الجديد حول السردى والشعرى كما اشرنا اليه سابقا : السؤال عن خصائص النص الشعرى وهل يصلح عنصرا التكثيف او الاسترسال وحدهما لتصنيف او تحدد ما نطلق عليه شعرا ؟ الحداثة تحدد نوعا من التواصل بين النص كطرف فى علاقة من طرفين طرفها الاخر هو القارىء لهذا النص باعتباره اى القارىء طرف متغير فى الزمن والمكان ازاء نص ثابت .. وهنا بالطبع يحددالقارىء بتاوله لنص ما مدى تواصله مع هذا النص وان توارى النص خلف رؤى رمزية عميقة مثلما فى النص ولادة :
على حافة الموت
هى
هو
على حافة الحياة
بصرخاتهما
داخل الغرفة الضيقة
يتقاسمان الحياة من الموت
ص 185
بما تنطوى عله هذه الرؤى من اسئلةوجودية كبرى كالموت والحياة ومفهومى المكان والزمن فى هذه العلاقات الوجودية : الانسان ولد ليحيا واجمل ما فى الحياة هى الحياة ذاتها هذه المعانى العميقة الكثيرة حملتها لنا كلمات قليلة جدا مكثفة ومركزة فى النص ولادة حتى لتكاد كل كلمة تكون دالة بذاتها دون الدخول فى علاقة مع كلمات اخرى :
هى
هو
بصرخاتهما
من الموت
انه الجوهرى الانسانى حيث لا عارض او عابر خارج التاريخ
كرا لكم مرة اخرى