وعند جهينة الخبر اليقين

هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 07:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

اذا كنت ممن اعتادوا كتابة المذكرات وتوثيق الاحداث ... ستكتشف بعد عقود من الزمن , الكثير من الحقائق عن مسيرة الزمن ... وانا ممن اعتاد ذلك منذ الاربعينات ولحد الآن ان لم يكن على الورق ففي ذاكرتي ..
في عام 1948 بعد نكسة فلسطين ؟! وفي 1949 كنت في الصف الاول متوسط في المدرسه المتوسطه في مدينة الحله .. وهي الآن غير موجوده وقريبه من موقع الجسر الهندي ... كان لي اصدقاء من اليهود في المدرسه او في محلة الجباويين / زقاق او (( عكد اليهود )) .. اتذكر منهن بشكل واضح : بدر وشاؤول وفؤاد وجولي .. ولا بد ان اصف لك جولي هذا ... شديد سمرة الوجه معجون بحمرة الدم لامع الوجه ضخم الهامه ( الراس ) واسع الجبين ... يتصف بذكاء مفرط غير طبيعي .. اذ مرة" كان استاذ الرياضيات عبد الرزاق الماشطه وهو استاذ عالم ... كان يشرح لنا موضوع الجبر , واذا بجولي يقاطعه :: هذا خطأ استاذ .. اشتاظ الاستاذ غضبا" ثم اطرق هنيهة" وقال :: تعرفون ان جولي على صواب .. كان جولي صبي .. ولعله الآن عالما" في مختبرات اسرائيل ... امابدر وشاؤول فكانا يتكلمان معنا عن تدريباتهم العسكريه وشروحات عن دروسهم المبدئيه.. وظهرت لي الآن انها في( التربيه الصهيونيه ) .. قال لي شاؤول :: لقد اسقطناعنّا جنسيتنا العراقيه لاننا نريد السفر الى (اسرائيل ).. قلت له ما دمتم مرتاحون هنا ؟! فلم تسافرون !! .. اجابني شاؤول بلكنته اليهوديه :: (( بقى نغوح ونغجع )) .. اي نذهب ونعود... وكما كنا نتعامل مع اليهود عندنا .. رفعت يدي وصفعته قائلا" له اذا كنت ستعود فلماذا تسافر اذا"؟؟!! ... اجابني شاؤوول :.. بمبدأية الصهيوني ... نسفركم انتو الشيعه الى ايران ... والعشائر العربيه نرجعهم الى موطنهم حيث جاءوا من اليمن ثم نعود ولن يبقى في العراق سوى سكانه الاصليين الآثوريين والكلدانيين .
بقيت ادون ملاحظاتي سنه بعد اخرى ... وانا اراجع ما قاله لي ( شاؤول )..
اخذت اتابع نمو وتنامي دعوات تحرض على تسفير الشيعه الى ايران ... وكيف ان قانون الجنسيه الذي جاء به الانكليز والذي وثّق وميز ما اطلق عليهم ( التبعيه )... وكان الشيعه في مناطقهم اغرتهم ما تمنحه الجنسيه الايرانيه من ميزات بموجب معاهدة ( سربيل زهاب ) ... حتى وصلنا الى عهد صدام حسين , وكانه جاء بهدف تسفير الشيعه ... فقام صدام بسبيهم وقتل شبابهم .. ورميهم خلف الحدود , وتحت نيران الحرب معرضين للعدوان والاغتصاب ... صادروا اموالهم وعقاراتهم , واخذ يمنحها لمن يشاء ؟! في حين ان اموال اليهود لازالت مجمده باسم اصحابها اليهود .... كانت هذه اول ضربه لاخلاء العراق من سكانه (( وشاؤول )) يرى ان سكان العراق الاصليين هم فقط الآشوريين والكلدانيين ... والعمليه الآن مستمره بتهجير وقتل الشيعه وسلب عقاراتهم واموالهم .... وهو امتداد لما وعدني به (( شاؤول )) ... ومخطط افراغ العراق من الشيعه مستمر وان 90% من المهاجرين والمهجرين هم من الشيعه ..
بدأت احلل واتابع موضوع كيفية تحقيق اخراج العشائر العراقيه ... من العراق وارجاعهم الى الموطن الذي جاؤا منه ... اليمن ... دعوني اسير مع تطور مفهوم مجتمع العشائر بالعراق ... ففي العهد الملكي في العراقي كان مجتمع العشائر ذو مجال محدود في الاثر الاجتماعي ومحصورا" داخل نطاق المجتمع العشائري والمفهوم الاجتماعي العام كان لايشجع اظهار الانتماء العشائري على نطاق المجتمع المتحضر .. واول ما ظهرت بوادر تحريك الانتماء العشائري وظهور مؤلفات وبحوث تبحث في اصل العشائر العراقيه ... وهذه ظهرت بعد ما سمي بانقلاب 14 رمضان الدموي ... وانبرى مهندس ري يهودي عراقي اعتنق للاسلام , وهو من العوائل اليهوديه المتنفذه في العراق , وهم من نصبوا اول محطه مشروع كهرباء الحله ( مشروع كهرباء سوسه ) ... فظهر له اول مؤلف عن ( اصل العشائر العراقيه ) وانسابهم . ... وبعد ان كانت اشجار وانساب العشائر , كانت حكرا" على سلالة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... ثم بدأت حملة اساتذة الجامعات بالتأليف عن العشائر العراقيه وانسابهم ... واخذ كل عراقي يسعى ان يؤكد شجرة نسبه العشائري ... وبدأ الانتساب يشكل امتيازا" وفخرا" .. وانتقل نطاق المفهوم العشائري من الريفليزحف على المجتمع الحضاري العراقي وبدأ المجتمع العراقي يتحول الى مجتمع عشائري ليطغى على مؤسسات الدوله ...
حتى جاء صدام حسين فجعل توثيق العشائر عمليه رسميه بيد رأس الدوله .. فقام ديوان رئاسة الجمهوريه بتوثيق الانتساب العشائري لديه .. فاصبح لكل فرد ان تكون لديه شجرة نسب عشائري رسميه .. ... فلا جدال بعد ذلك فهناك اعتراف من قبل كل فرد بانتمائه العشائري الى موطنه الاصلي في اليمن .. وانسلاخه من موطنه العراق ...
وفي عهدنا الديمقراطي هذه انتقلت العشائريه لتصبح قوه سياسيه واجتماعيه قائده في العراق ... فقد صحت العشائر بصحوة فاعله في حماية وقيادة العراق ... بعد ان كانت نائمه ... وبدأت العشائر زحفها كي تلغي الاحزاب السياسيه ومنظمات المجتمع المدني ...
ان الانتماء العشائري يبقى لمصلحة العشيره وليس لمفهزم الوطن .. فافق العشيره هو اضيق من افق الوطن ...
وحتى تعود هذه العشائر الى موطنهم الاصلي اليمن ... لا نعلم ماهي الاحداث والكوارث التي سيتعرض لها العراق حتى نصل الى ((كش ملك)) ..... هذا الخبر الذي ينقله (( جهينه )) .... وجهينه هو قاطع طريق .. وخادم لقاطع طريق .. كلاهما غادر .. وقد غدر بسيده ... ونحن نمجد الغادرين .. ونعتمدهم مصادر لنا ... كذلك نمجد اللصوص ونسمي الساحات باسمهم ونقيم لهم التماثيل .(.. وهذه ساحة كهرمانه .. ونصب علي بابا والاربعين ىحرامي ....)

#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات