|
جمهورية الارامل
حاتم عبد الواحد
الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:26
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لم تنبت الديمقراطية الامريكية في ارض العراق سوى زهرة حزينة اسمها المرأة العراقية .
فلمن يغني المغني ؟؟
ولمن يكتب الكاتبون؟
ولمن يعقد الامراء والسفهاء الويتهم ؟؟؟
ارملة كل ساعتين في العراق ، وليس مدرسة او مصنعا او حديقة كل ساعتين في العراق .
واذا اقمنا احصائية بدائية لعدد اليتامى الذين انتجتهم -" جمهورية الارامل -" فاننا سوف نصل الى رقم يتجاوز ستة ملايين يتيم ، فقد اشارت دراسات موثوقة ان عدد الارامل في العراق قد جاوز المليونين ونصف ارملة وهذا يعني ان ثلث سكان العراق هم ارامل ويتامى وحوالي 5 ملايين عراقي اخرين موزعين على اصقاع المهاجر.
ماشاء الله ، ما شاء الله ، انتاج وفير وسلعة نتباهى بها.؟؟ نصف المجتمع او التجمع العراقي على وجه الدقة – لان مقومات المجتمع غير موجودة في بلادنا – اصبح خارج الحياة وخارج الفعل الانساني المنتج ، والنصف الاخر مكدس في المعتقلات والسجون السرية ومتحزب في المليشيات ومتملق للخبز والجاه والدولار .
لمن يغني المغني ؟؟؟ ولمن يكتب الشعراء ولمن يجعر الجاعرون ؟؟ جيش اليتامى الذين جرفتهم الحروب الى ارصفة الجريمة ودكاكين الطائفية لا يتمتع بحاضن نفسي او حاضن اجتماعي او حاضن وطني ، والحكومة مشغولة بلعن الارهابيين الذين يعكرون صفو نومتها ولا تدري انها تربي غولا سوف ياكل الاخضر واليابس .
ماذا نتوقع من يتيم يعيش مع امه الارملة في خربة من خرائب الديمقراطية محروما من الغذاء والملبس والتعليم والرعاية النفسية ؟؟ ماذا نتوقع له ان يكون ؟؟ يقول آينشتاين : شيئان لا حدود لهما ، الكون وغباء الانسان ، ويبدو ان غباء الدول المجاورة للعراق قد جاوز كل الحدود لان هذه الدول لا تنتبه لجيش جرار من المحرومين يترعرع على حدودها ، وهذه الدول تساهم بكل ما اوتيت من قوة لتعظيم شراسة هذا الجيش الذي سيكون بعد سنوات قليلة غولا يلتهمها بلا رحمة بل ويلتهم العالم اذا سنحت له الفرصة .
ومن المضحك ان الصحف والنشريات والمواقع الالكترونية والاعلام المرئي والمسوع في دول الخليج يتباكى على ماساة العائلة العراقية ويغض النظر عن التجارة الخسيسة التي يقوم بها مواطنو هذه الدول والسلطنات والامارات عندما يهربون الصبايا العراقيات والاطفال من المفجوعين بوطنهم وذويهم تحت ستار عقود العمل بواجهات يتضح انها مجرد شركات جنسية تبيع اللحم العراقي رطلا بدينار او ريال او درهم .
ومن المضحك ايضا ان رئيس وزراء -" جمهورية الارامل -" يفكر ان يمنح كل ارملة عراقية خمسين دولارا في الشهر لتواجه مأزقها ، وهو يدري ان هذا المبلغ لا يوفر لها قنينة غاز تطبخ بها ، ولا يوفر لها ارغفة تحميها من الذل ؟؟ لمن يغني المغني ؟؟ اكيد انه لا يغني لبنات العراق واطفاله ، وانما لصفية السهيل وسلامة الخفاجي ونسرين برواري وعمار الحكيم ونيجرفان برزاني كما كان يغني لحلا وعدي وابي الليثين .
مليونان ونصف امراة عراقية يعانين الوحدة والجوع والضياع والتشرد والابتزاز بكل انواعه واصحاب الحناجر العاوية من السياسيين منشغلون ببرامجهم في الشفط واللفط .
مليونان ونصف اغنية مقتولة على ارصفة المدن العراقية والفضائيات العراقية تبث اللطميات ومجالس النواح ومشاهد الموت المكرورة المستوردة من جمهورية ايران الاسلامية او جمهورية توروبورو لتجعل الالهة عشتار في قائمة -" الزينبيات -" او -" الماجدات -" وهذه الاغاني القتيلة لا تريد الا ان تكون عراقية فقط .
مليونان ونصف صوت مبحوح مكوم على الورق الانتخابي بانتظار رشفة ماء وسقف من القصدير وثوب بالي ، ومثال الالوسي يقصر لسانه بعد ان اصبح من سكان المنطقة الخضراء ، والبرزاني يطير الى عمان والسعودية لانقاذ جمهورية مهاباد والحكيم يطلب من المرشد الاعلى ان يقلب حبات مسبحته للاستخارة .
مليونان ونصف ارملة و ستة ملايين يتيم يشكلون ثلث سكان العراق فامنحوهم حكما ذاتيا وسجلوا ذلك في الدستور اذا كنتم ايها السادة لستم من هذه الفئة ولا تنتمون اليها ولا تدينون بدينها وشعائرها .
ولانني فقدت الثقة بالمثقف العراقي لان التجارب اثبتت انه كائن مستعد للعق احذية الطغاة او الغزاة وليس لديه شيء يساوم عليه لانه كائن يعيش خارج التاريخ المنتج للتاريخ فانني اصرخ بكل المثقفات العراقيات ان يتصدين لمأساتنا بانشاء حزب يسمينه -" حزب الارمل العراقي -" ليشمل نساء العراق ورجاله ممن فقدوا اهلهم واحبابهم واوطانهم على ان تكون كل هيئات هذا الحزب نسوية خالصة الا قليلا من الرجال للاستشارة الفنية وان يتقدمن الى الاتحاد النسائي العالمي او الامم المتحدة مطالبات بالدعم اللاحكومي من الاحزاب والمؤسسات الشبيهة لان حكومة -" مام جلال -" منشغلة بعيد نوروز وقلبه المتعب من حب العراق ولا مجال لديها للنظر في طلباتهن .
كما اناشد المثقفات العراقيات ان يبرقن برسالة مفصلة الى مؤتمر القمة الذي سيعقد في الرياض بعد ايام يطالبن فيه اصحاب الجلالة والسيادة والسمو ان يوقفوا تجارة الرقيق العراقي في بلدانهم الاسلامية جدا ، وان يوقفوا نزيف الارامل بارسال الطعام والخيام ودفاتر المدرسة الى احيائنا بدل المفخخات والاحزمة الناسفة ، وان يتذكروا بان الدم العراقي هو دم الانبياء ومن يسفحه فانه يقتل الانبياء بغير الحق ، وان كراسيهم التي يجلسون عليها في مؤتمر القمة ما كانت لتبقى لولا الارملة العراقية.
#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بابا زومبيل
المزيد.....
-
بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع
...
-
البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال
...
-
ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري
...
-
الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
-
غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال
...
-
-المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير
...
-
حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام
...
-
أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
-
سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|