أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عالية بايزيد اسماعيل - حقوق المراة اليزيدية في ارث















المزيد.....

حقوق المراة اليزيدية في ارث


عالية بايزيد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 10:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أثار اقتراح المجلس الروحاني الموقر حول كيفية استحقاق المرأة اليزيدية للإرث في مسودة قانون الأحوال الشخصية المزمع تشريعه العديد من الآراء والاقتراحات المتناقضة ما بين مؤيد لحق المرأة في الإرث وبين معارض لهذا الحق وطرف ثالث استنكف الخوض في غمار هذه القضية باعتبارها قضية لا تستحق الاهتمام أمام القضايا الأخطر التي ينبغي معالجتها ومناقشتها , وكل فريق أعطى مبرراته التي تؤيد وجهة نظره والقاسم المشترك لكل تلك الاجتهادات انصبت حول محور واحد هو التمييز ضد المرأة وذلك نتيجة تراكمات تاريخية غير متساوية بين الرجال والنساء حتى إن أنصار استحقاق المرأة للإرث من المثقفين والليبراليين ـ وهم قلة ـ واجهوا مجتمعا عريضا يرفض هذه الدعوة بشدة لان القضايا التي تخص المرأة وحقوقها تصطدم دوما بمقاومة ضارية مستميتة من جانب الفئات الرجعية ومقاومة من قبل المتمسكين بالعادات .
فالمقترح الذي طرح للاستفتاء يدعو إلى استبيان الرأي العام حول آلية استحقاق المرأة للإرث هل يكون بمساواتها مع الرجل أو أن يكون لها النصف أو الربع أو حرمانها من الإرث , إن الأمر ليس بالسهولة التي طرح فيها لان التطبيقات القضائية حين اعتماد أي نسبة كانت عند توزيع الحصص الارثية سوف تختلف من حالة إلى حالة فحصة المرأة الزوجة هي غير حصة المرأة الأم وهما غير حصة البنت وحصة البنت الوحيدة هي غير حصة البنات العديدات وهؤلاء حصتهم تختلف في حالة وجود الأولاد الذكور وحصة الأخت تختلف إن كانت أخت شقيقة أو أخت لام أو أخت لأب .
فكان على اللجنة المشكلة لوضع هذا المقترح أن تأخذ هذه الحالات بالاعتبار ومن ثم طرحه للاستفتاء ليكون واضحا للجميع , إلا إن الأمر المؤسف له حقا إن غالبية الآراء اتفقت على حرمان المرأة من الإرث ومن التركة إلا بناء على وصية من قبل المورث , وهذه مسألة خطيرة لان فيه إجحاف وغبن بحق المرأة الارثية لأنها تضع استحقاقها الارثي تحت رحمة المورث إن شاء أوصى لها وان لم يشأ فلا شيء تستحقه , هذا عدا عن إن الموت قد يفاجئ المورث بغتة دون أن يتمكن من الايصاء بشيء مما يجعل حقوق المرأة في مهب الريح , و الأمر المثير للاستغراب حسب ما أوردته بعض المواقع الالكترونية إن معظم النساء قد صوتن ضد استحقاقهن الشرعي في الإرث وذلك بسبب عدم فهمهن الكامل لحقوقهن إما بسبب الجهل أو بسبب الجو الصارم الذي يعشنه , لكن هذا الجهل لا يلغي حقوقهن و لاينسف واقع مشاكلهن .
أما كان من الأجدر أن تقام ندوات توعية من قبل متخصصين بالشؤون القانونية لتوعية الناس والنساء منهن خصوصا بمضامين الحقوق الارثية ؟ وهل من واجب المنظمات المدنية والإنسانية السكوت عن هذا بحجة عجز المرأة اليزيدية عن استيعاب قضيتها وصياغة مطالبها ؟ لو اعتمدنا هذا المنطق لما تم إسقاط مشاكل المرأة وحسب بل لتم إسقاط معظم مشاكل المجتمع عموما , لان اغلب النساء لاتدرك طبيعة مشاكلها وبالتالي تعجز عن تشخيص الحلول لها بل قد ترفض أحيانا أي مقترح أو أي تغيير هو لصالحها بالذات مثلما حصل مع هذا الأمر بسبب عدم استيعابها لحقوقها , وهنا يقع على عاتق الكتاب والمثقفين والمنظمات واجب توعية النساء وتبصيرهن بحقوقهن , مع إن المشكلة تكمن أساسا في الظلم الاجتماعي للمرأة الذي لايستسيغ أن تأخذ المرأة كامل حقوقها وتنال حريتها ومساواتها مع الرجل في مجتمع متخلف وما زال متخلفا والذي يناضل في سبيل تحرره من هذا التخلف والذي لايمكن أن نقضي عليه بين ليلة وضحاها بل يستلزم إقرانها بالمرونة والخطوات التدريجية المدروسة .
إن من المبادئ الأساسية المعروفة عالميا هو المساواة في الحقوق والواجبات وانه رغم الفروقات البيولوجية بين الجنسين فان ملكات المرأة الروحانية وقدراتها الفكرية والعقلية و اللذين هما جوهر الإنسان لاتفترق عما أوتي الرجل منها إن لم تكن أفضل فكلاهما سواء في كثير من الصفات الإنسانية أما التطابق الكامل بين وظائفهما البيولوجية فليس بالضرورة هو شرطا لتكافئهما , أما تقديم الرجل على المرأة سابقا فانه كان لأسباب ودواعي اجتماعية ودينية وظروف بيئية لم يعد لها وجود في الوقت الحالي كما لا يوجد أي دليل على إن الله يفرق بين الرجل والمرأة من حيث فروض العبادة والطاعة في هذه الدنيا والثواب والعقاب في الآخرة , لكن المرأة في الحياة الدنيا لازالت تعاني الصعوبات والمعوقات بما يميزها عن الرجل , وما الاتجاه الذي يدعو إلى حرمان المرأة من حقوقها الارثية إلا دليل ومؤشر على مدى تخلف أنصاره ومدى عدائهم للمرأة , حيث إن اغلبهم يمثلون تيارات رجعية عشائرية منغلقة يريدون فرض أرائهم باسم الدين والأعراف والتقاليد على مناحي الحياة ولم لا طالما لا توجد قواعد ونصوص دينية مكتوبة يمكن الاستناد عليها لتكون مرجعا وحكما توقفهم عند الخطوط الحمر وما متداول الآن كان ولا يزال مستمد من الأعراف والتقاليد الموروثة وهي كما معروف في تبدل وتغيير مستمر فما كان متعارف عليه قبل عشرة سنين مختلف عما كان قبل مئة عام وهذا بدوره مختلف عما كان قبل مائتين سنة وهكذا هي سنة الحياة هي دائما في تبدل وتطور , لذلك فان أي مقترح يدعو إلى حرمان المرأة من الإرث ومن حقوقها الإنسانية التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية يعني القضاء على منجزات البشرية بخصوص حقوق المرأة ومساواتها كما انه يعني فرض العبودية والدونية المتأصلة في الأديان على المرأة وتقنين هذه العبودية بقوانين , كما يلغي هذا المقترح أية فرصة لتطور القانون والحريات والحقوق مع تطور المجتمع ويجعل النضال في هذا الاتجاه شبه مستحيل لأنها تعامل المرأة كانسان ناقص عقل ومواطن من الدرجة الثانية تحرم من المساواة , وهي لا تختلف عن مسالة وأد البنات التي كانت في الجاهلية حين كانت المولودة تدفن وهي حية صحيح إن وأد البنات لم يعد موجودا في الوقت الحاضر إلا أنها موجودة بصورة أخرى حيث يرتكب بحقها ما هو أقسى إلا وهو الوأد الروحي والفكري والاقتصادي فهم يسلبونها إرادتها واستقلاليتها بحجة القيود الاجتماعية ويجعل من المرأة تابعة بدون شخصية مستقلة تصادر إرادتها وتستباح حقوقها و يزيد من العنف ضدها الذي يجد مبرراته في العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة للتربية , ويطول الكلام مما يترك الأثر البالغ على حد قول الشاعر
إن ظلم ذوي القربى اشد ضراوة من وقع الحسام المهند
إن مسودة مشروع قانون الأحوال الشخصية المزمع تشريعه لا يحقق طموحات المرأة طالما انه يسعى إلى أن يحرم المرأة فيه من حق الإرث لتنتزع شرعيا حقوقها المالية وهذا ما لا يوجد له مثيل في أي تشريع فكل الشرائع تخصص حصة ارثيه للمرأة تختلف من شريعة لأخرى فهل يراد لشريعتنا أن تنفرد بتخلفها وتحرم المرأة من الإرث ؟ وكيف يمكن الاطمئنان مستقبلا على نيل الحقوق الأسرية الأخرى بالاعتماد على هذا القانون طالما لا تعامل المرأة فيه كانسان كامل الحقوق والواجبات كما هو في القانون المدني بل كانسان ناقص الأهلية تفرض عليها الولاية وتحرمها من الإرث ناهيك عن أمور الزواج والطلاق والإرث التي لاتزال تستمد أحكامها من عقلية القرون الوسطى رغم التطور العلمي والتكنولوجي الذي كان له الأثر البالغ في إحداث تغييرات هامة على كافة مناحي الحياة وعلى موقع المرأة في العالم إلا إن المرجعيات الدينية لاتعرف معنى للحريات السياسية ولا المدنية ولا الفردية وخصوصا حقوق المرأة لان كل حقوق المرأة المعروفة جاءت مع بناء المجتمع المدني العلماني المستند على فصل الدين عن مناحي الحياة المختلفة أما فرض التقاليد والأعراف على القوانين فيعني ترسيخ مشروع دائمي للقمع ومصادرة ابسط حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة ومعاداة كل ما هو عصري وتقدمي .
فالحاجة ملحة وضرورية للتصدي لمحاولات منع المرأة من حقوقها الارثية بما لايحقق طموحاتها في المساواة التامة دون التنازل أو التراجع أمام ضغط الأعراف والتقاليد الذكورية المعادية للمرأة .
ففي التشريع استماتت بعض القوى على إلغاء قانون الأحوال الشخصية الحالي المرقم 188 لسنة 1959 حيث صدر القرار المرقم 137 من مجلس الحكم الانتقالي والإصرار على تنفيذه لولا تدخل المنظمات النسوية والتيارات الليبرالية والديمقراطية والعلمانية لإلغائه لما يمثله من خطر وإجحاف بحقوق المرأة كذلك ما تم تثبيته في المادة (41 )من الدستور الذي ينص على " العراقيون أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب ديانتهم أو مذاهبهم أو اختياراتهن وينظم ذلك بقانون " مما يجعل حقوق المرأة تحت رحمة اجتهادات مختلفة ومتناقضة لتكون في مهب الريح لكل ما ناضلت من اجله المرأة ولتلغي هذه المادة المضامين الديمقراطية والإنسانية الواردة في الدستور العراقي الدائم مما يجعل المشرع العراقي في حالة تناقض كبير .
لذلك في وسط عالم يضج بالأحداث والقضايا والمشاكل فإننا بحاجة إلى نرفع أصواتنا إلى المنظمات والهيئات الإنسانية لوقف تلك الذهنيات وتغيير اتجاهات الرأي العام والمطالبة بتفعيل مواد الدستور الخاص بالمساواة ورفع المفاهيم المتناقضة حول قضية المرأة وبعد فلنأمل أن يسهم الآخرون في مناقشة هذا الموضوع الحيوي والمطالبة بتطبيق مبادئ الدستور في المساواة ورفع المفاهيم المتناقضة حول قضية المرأة ونرفض بشدة اعتماد مقترح حرمان المرأة من الإرث عند صياغة قانون الأحوال الشخصية بالضد من ألاف النساء ونطالب أن يستند القانون إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعامل الناس على أساس كونهم بشرا بغض النظر عن كونهم رجالا أو نساء وان يكون للمرأة والرجل حقوقا متساوية في التركة وان يكون التعامل مع المرأة على أنها إنسان



#عالية_بايزيد_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد كل هذا الايحق لنا ان نطالب بالدولة العلمانية
- طاووس ملك ومحنة الاختبار الالهي
- اليزيديون يستصرخون الضمير الانساني
- الدعوة الى الاصلاحات وازمة الهوية الدينية
- الانترنيت والجرائم الالكترونية
- المركز القانوني للمراة بين مطرقة قانون الاحوال الشخصية وسندا ...
- الهوية اليزيدية في مواجهة التطرف الديني تحديات متواصلة
- لماذا هذا التباكي الزائف ام هي دموع تماسيح
- من المسؤول عن انتهاكات حقوق اليزيدية
- التشريع والثورة العلمية والطبية
- لماذا يتهم العلمانيون بالالحاد
- كيف يتحقق الردع عند الغاء عقوبة الاعدام
- ملامح الدين والديمقراطية وفق المنظور الديني في العراق
- العلمانية ضمانة اكيدة لتحقيق هدف التعايش السلمي بين جميع الم ...
- في يوم المرأة العالمي .. اثر التيارات الدينية على واقع المرأ ...
- عن اي ديمقراطية يتحدثون
- رئيس تحرير منتدى انا حرة في حوار مع الامين العام لحركة الاصل ...


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عالية بايزيد اسماعيل - حقوق المراة اليزيدية في ارث