فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:53
المحور:
الادب والفن
ترجمة: فاطمة ناعوت
نُربي الحبََّ مثل كلِّ شيء آخر
نربي الحُبَّ
مثلما نربي كلَّ الأشياء الأخرى
ثم نوْدعُه الأدراجَ،
حتى يبلى
ويغدو عتيقًا مُتْحفيَّ الطراز
مثل ملابس أسلافنا.
***
الذي لم يجد السماء في الأسفل
مَنْ لم يعثر على السماء تحته
سيخفقُ في رؤيتها في الأعلى.
الله يقطنُ في البيت المجاور لي،
أثاثُ بيته
هو الحُب.
***
أنا لا أحد! فمن تكونُ أنت؟
أنا لا أحد!
وأنتَ
من تكون؟
هل أنت أيضًا، لا أحد ؟
وإذًا
فثمة اثنان منّا-
إيّاكَ أن تخبر أحدا!
وإلا
ألقوا بنا في المنفى
كما تعلم.
كم هو موحشٌ وكئيب
أن تكون شخصا ما.
كم هو شعبيٌّ وعموميٌّ ومُشاع،
مثل ضفدع.
أن أناديك باسمك اليومَ بطولِه
في ذلك المستنقع البديع.
***
لأنني لا أقدرُ أن أوقفَ الموت
لأنني لم أستطع أن أوقفَ الموتَ
فإنه- مشكورا-
قد أوقفني
بكل لطف؛
المركبةُ
في موكب الموت
لم تحمل سوى أجسادنا
والخلود.
ببطء كنّا نقود العربة ،
فهو
لا يعرفُ الاستعجال،
وكنتُ تركتُ وراءي
مشاغلي،
وأوقات راحتي حتى
تأدبًا أمام لطفه.
مررنا بالمدرسة حيث يلعب الأطفال،
وحيث الواجباتُ المدرسية
نادرا ما تُؤدَى؛
مررنا بالحقول
حيث سنابلُ الحبوبِ
تحدّق،
ومررنا
بالشمس التي تغرب.
لبرهة توقفنا
أمام بيت بدا كأنه
مجردُ ورمٍ صغير في الأرض؛
السطحُ بالكاد يُرى،
والسورُ حوله
ليس إلا بعضَ ركام.
قرونٌ طويلة هي الحيوات
سوى أن كلَّ حياة منها
بدت أقصرَ من نهار
وأنا
خمّنتُ أن رؤوسَ الخيول
هي الأولى
في طريقها
نحو الأبدية.
***
فيما بعد الوجع الأكبر
بعد الألم العظيم،
يعودُ الشعورُ المعتاد
الأعصاب تقيم مراسمها،
مثل الأضرحة
القلبُ المتصلّب يسائلُ
هل كان هو،
الذي أُجهِد وسئمَ،
وهل كان ذلك بالأمس فقط،
أم منذ قرون؟
الأقدامُ،
الماكيناتُ،
تدور وتدور
حول الأرض،
والهواء،
وتنهبُ الطرق المتيبسّة
ليس مهمًّا كم ممتدة هي،
فيما السعادةُ والقناعةُ بلّوريةٌ،
مثل حجر كريم.
ها هي ساعة الحياة
يمكن تذكّرها،
إذا ما عمّر المرء طويلا،
مثلما يتذكر البشر المتجمدون الصقيعَ.
في البدء
تكون القشعريرةُ-
ثم الذهولُ والغيبوبةُ-
ثم الإذنُ بالرحيل.
***
الوجعُ يحمل قطعةً من الفراغ
الألمُ
يحملُ قطعةً من الفراغ
تلك التي لا يمكن تذكّرُها
متى بدأ الألم،
أو هل ثمة يوم
لم يكن فيه الألمُ موجودًا.
الوجعُ لا مستقبلَ له
إلا نفسه،
مملكتُه المترامية اللامحدودة
تضمُّ ماضيه،
الذي هو مهيأٌ لاستقبال وإدراك
فتراتٍ جديدة من الألم.
***
القصيدة 1150
كم من المخطّطات قد تخفق
في ظهيرة يوم قصير
مجهول على نحو تام
بالنسبة إلى أولئك الذين
يقلقون كثيرا-
الرجلُ الذي لم يمت
لأنه
وبمحض صدفة
حادَ عن طريقه المعتادة
بمقدار بوصة-
الحُبُّ الذي لم يُجرَّب أبدا
لأنه جوار المدخل
حيث المسابقات يجب أن تكون
كان ثمة حصان مطمئن
مربوط في الباب
يتمرّغ في يأسه.
إيميلي ديكينسون
شاعرة أمريكية (1831-1886)
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟