أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي فريد التكريتي - الحرية والديموقراطية ..في العراق ..!! (3)














المزيد.....

الحرية والديموقراطية ..في العراق ..!! (3)


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 11:20
المحور: كتابات ساخرة
    


الفدرالية التي أقرها الدستور العراقي ، لم تكن واضحة المعالم ، بسبب طبيعة النظام السياسي الجديد ، بعد سقوط نظام حزب البعث ، فقوى الحكم المشاركة في السلطة الجديدة ، كانت تتنازعها مبادئ مختلفة بصدد علاقة الحكم وطبيعته في منطقة كوردستان ،فقوى الإسلام السياسي بكل طوائفها ، والقوى القومية أيضا ، لا تقر ولا تعترف في مناهجها ، بحكم ذاتي ولا بفدرالية للكورد أو لغيرهم ، والكورد كانوا قد أقاموا إدارة سياسية جديدة لسلطتهم ومستقلة عن نظام البعث ، تمثلت ببناء مؤسسات لدولة ديموقراطية جديدة ، لا يمكن أن يتنازلوا عن إدارتها ، حاليا ، شملت كل المناطق التي انسحبت منها قوى النظام البعثي آنذاك ، الفدرالية المراد تطبيقها في العراق ، من قبل الأحزاب الطائفية ، فدرالية ، لا تعني الإتحاد ، كما هو مدلولها ، بل تعني الهشاشة والضعف ، لم تتحدد بضوابط ما هو شائع في العالم من مبادئ للفدرالية ، وهذا ما انعكس على ما شرعه الدستور، الذي أقر مبدأ فدراليات اعتباطية في العراق ، كما لم يكن واضحا في تشخيص الأسس التي تقوم عليه هذه الفدراليات ، فدستور إقليم كوردستان ،لا تنسجم بعض مواده ، مع بعض مواد الدستور العراقي ، بسبب تطلعات قومية ، فالسيد مسعود البرزاني ، رئيس اقليم كوردستان ، قد صرح مرارا ، بأن الكورد يطمحون لإقامة دولتهم القومية ، وهذا حق لهم ، إلا أنه أسس على عدم ثقة بين الأطراف التي تتقاسم الحكم ، وخلق نزاعا غير معلن ، بين أجنحته المختلفة ، نرى بوادره في بيانات التحالفات الجديدة ، التي يقودها الكورد ، نتيجة لعدم توافقهم بهذا الخصوص مع أجنحة حلفائهم في الحكم .

منذ تأسيس الدولة العراقية ، وطيلة الحكم الوطني ، كانت هناك حرية كاملة للمواطن العراقي من التنقل والتملك والسكن في أي منطقة أو بقعة من العراق ، وحتى كان هذا قبل أن يسيطر حزب البعث على الحكم في العام 1968 ، هذا الواقع يجعل إقامة الفدراليات على أساس قومي أو عرقي أو ديني ومذهبي ، ضربا من الخيال ، وإن حصل ، فسيحمل في ثناياه عدم استقرار لفدرالياته المستقبلية، ولمجمل الأوضاع السياسية والإجتماعية في كل أنحاء العراق ، فإن لم يبدو النزاع واضحا وجليا ، كما حصل ، ويحصل، في الظرف الراهن ، من تهجير وعنف في كل المناطق التي يتشارك في سكنها العراقيون، نتيجة لعدم استقرار قوى الحكم ومؤسساته ، خصوصا مؤسسات الدولة ، الأمنية والعسكرية ، فبعد أن يتعافى الوضع ، فالمنازعات المسلحة ستكون هي الطاغية ، ليس بين قوى قومية ـ عنصرية ودينية ـ طائفية عراقية ، بل سيكون العراق مسرحا لصراع دامي للقوى الإقليمية والدولية أيضا ..

يدور نزاع ظاهر و صريح حاليا ، بين قوى الحكم بشأن قضية كركوك ، فالمادة 140 حتى الآن لم يتم تفعيلها ، وهذا مؤشر هام وخطير، على ما سيحصل مستقبلا ، إن انفرد طرف بفرض إرادته والحلول التي يراها ، على الآخرين ، فكركوك لم تكن منطقة جغرافية فقط ، تسكنها هذه القومية أو تلك ، بل لأنها منطقة لثروة موضع اهتمام ، ونزاع بنفس الوقت ، ليس للعراقيين فقط بل وللكثير من دول العالم ، ولهذا يتنازعها أرباب الحكم بكل أطرافه ، ففدرالية كوردستان تريد فرض واقع تبعية كركوك لها ، قبل أن ُيبت فيها بشكل رسمي ، لذا أقدمت على إبرام عقود نفط مع شركات أجنبية ، لترسيخ تبعية كركوك للفدرالية الكوردية ، والحكومة المركزية تعارض مثل هذه الخطوة، مهددة بعقوبة كل الشركات النفطية التي تتعامل مع فدرالية كوردستان ، قبل أن يتم الاتفاق على حدود الفيدرالية ،وقبل أن يتم إقرار وتصديق قانون النفط والغاز ، وقد يأخذ مثل هذا النزاع منحنيات أخرى إن لم يتم حسمها بأسرع وقت ..
" الحرية والديمقراطية " في الواقع العراقي ، لا مكان لها في المنطق السياسي الذي يتبادله أرباب حكم لا يقر الكثير منهم هذا المفهوم ، فكل يفسر هذه المفاهيم وفق رؤاه الشوفينية والطائفية ، وكل هذا نتيجة ضعف صياغة بعض مواد الدستور العراقي الذي أبرمته قوى الحكم المستعجلة على نهب العراق وتقسيمه إلى كانتونات تحت واجهة الفدرالية ..!



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية والديموقراطية..في العراق...!!(2)
- الحرية والديموقراطية في العراق.. ! ( 1 )
- جرائم الشرف ..عار المجتمع الرجولي ..!!
- الحوار المتمدن ..مدرسة ومختبر ..!
- الإنفراج الأمني ..ضوء فجر كاذب ..!
- قانون المساءلة والعدالة : بين الحقد والمصالحة..!
- بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي..! / القسم الثاني ...
- بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ..!(1)
- المادة 142من الدستور ..عقبة في استقرار العراق ..!!
- عراق لكل العراقيين ..!
- السيد آرا خاجادور ..بيان محبوس ..وحقد أسود ..!
- ماالحل...عندما يتحول النقد إلى تشهير ..!!
- مع رابطة الأنصار الشيوعيين في مؤتمرهم الرابع .
- الحل السياسي ...نهاية المطاف ..!!!
- سقط النظام ..وماذا بعد يا مستأجرون ..!
- الحزب الشيوعي العراقي..ضمير وطن ..!
- ما كو شي ...والوضع في تردي ...!
- قانون النفط والغاز ..رطانة شهرستانية ..!
- سفاراتنا بين الأمس واليوم ..وطموحاتنا الوطنية ...!
- وطنية مجلس النواب على المحك ..!


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي فريد التكريتي - الحرية والديموقراطية ..في العراق ..!! (3)