موريطانيا و((بشائر)) الإرهاب

جمال هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 01:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام

انضمت موريطانيا إلى > الدول الموبوءة بالإرهاب ، فبعد أن كان نشاط الجماعات الإرهابية هامشيا في هذه الدولة الشقيقة ، تحول إلى عمل منظم ومسلح ، ويأتي قتل أربعة سياح فرنسيين خلال الأيام الماضية ليؤكد هذه الحقيقة . فالشعب الموريطاني شعب متسامح بطبعه ولم يعرف عنه التشدد في الدين أو رفض التعامل مع الأجانب في تاريخه ، لكن الوباء الإرهابي الذي تعرفه منطقة الساحل والصحراء ، انتشر ليشمل الأقاليم الموريطانية ، وليؤكد من جديد التخوفات المرتبطة بسعي التنظيمات الإرهابية إلى إقامة قواعد دائمة لها بمنطقة الصحراء الشاسعة ، بتنسيق مع انفصاليي البوليزاريو . إن مقتل السياح الفرنسيين في موريطانيا ، جاء ليؤكد حقيقة التنظيمات الإرهابية التي تخبط خبط عشواء ، ولاتهمها أصول ضيافة الأجنبي ، ولامفهوم التسامح ، لأن الأساسي عندها ، هو ضرب السياحة ، والتأثير سلبا على اقتصاد البلاد ، وعرقلة انطلاق التجربة السياسية الفتية ، التي تمخضت عن الإنتخابات الفريدة من نوعها في العالم العربي ، والتي شهدتها الساحة الموريطانية قبل شهور . فما جرى في موريطانيا يؤكد على أهمية بناء المغرب العربي ، وأهمية التنسيق في المجال الأمني والإستخباراتي للقضاء على الجماعات الإرهابية التي تفرعت عن الجماعة الجزائرية للدعوة والقتال ، أو ما أصبح يسمى قاعدة الإرهاب في المغرب الإسلامي ، فالمنطقة الحدودية التي تجمع المغرب والجزائر وموريطانيا وشمال مالي ، تحولت إلى سوق دولية ، لترويج السلاح وتهريب البشر واستقطاب المتطوعين للقيام بأعمال إرهابية أو تدعيم الحركات الإنفصالية. لقد أكدت الإجتماعات الأمنية والعسكرية التي جمعت ممثلي دول المنطقة بالمسؤولين العسكريين الأمريكيين والأوروبيين ، على ضرورة إفشال مشروع القاعدة في إقامة معسكرات دائمة لها بالصحراء ، وضرورة إقامة قوة مشتركة للتصدي لهذا الخطر الذي يهدد الجميع بعد نهاية التجربة الأفغانية المشؤومة ، وأبدت أوروبا وأمريكا استعدادهما لتقديم المساعدة اللازمة لتوفير المعدات اللوجيستيكية لمراقبة هذه المناطق الشاسعة ، قبل أن تنتقل العدوى للجميع . إن تركيز الإرهابيين على المغرب العربي ، نابع من كونه قريب جدا من أوروربا ، خاصة وأن الهجرة السرية ، تسمح لهم بتسريب الإنتحاريين والمتطوعين للقيام بعمليات فوق التراب الأوروبي نفسه ، فالعمليات التي هزت الجزائر وموريطانيا ، ما هي إلا مقدمات لعمل إرهابي شامل ، لايمكن تفاديه إلا بتوحيد الجهود الأمنية والعسكرية وتجاوز كل الخلافات بين دول المغرب العربي .

#جمال_هاشم (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات