أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص














المزيد.....

أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 11:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل أن أسهب في الحديث عن ظاهرة الأنفاق في قطاع غزة لا بد أن أسجل بعض الملاحظات حول أسباب وجود الأنفاق التي شكلت مستجدا وطنيا لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي بسط سيطرته جوا وبحر وعلى الأرض ، فكانت الأنفاق بمضمونها المقاوم عاملا رئيسا في إبطال التفوق الإسرائيلي على الأرض الغزية، لنشهد عمليات بطولية وقف أمامها جنرالات الاحتلال عاجزين عن مواجهة هذا الأسلوب الجديد للمقاومة،وما عملية الوهم المتبدد التي اسر فيها الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط إلا دليل واضح على نجاح المقاومة في حرب الأنفاق ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ولم تكن حرب الأنفاق كاستراتيجيه قتالية مع العدو علة الشعب الفلسطيني،حيث استخدمها رجال الفيتكونغ الفيتناميون في حربهم ضد الاحتلاليين الفرنسي والأمريكي ، وينسحب هذا التكتيك المقاوم على مقاومة حزب اللة لإسرائيل ، هذا الحزب الذي اعتمد التكتيك العسكري للفيتكونغ في حربة مع الدولة العبرية وأقام شبكة أنفاق جعلته قريبا جدا من حدود فلسطين المحتلة مما اكسبه تفوقا استراتيجيا لعب دورا في نتيجة الحرب كما أكد محللون وصحفيون إسرائيليون ومن بينهم ألون بن ديفيد مراسل مجلة"جينز ديفانس ويكلي".
لست خبيرا عسكريا ولا أريد التوسع في هذه الجزئية، أريد أن أضع الإصبع على الجرح في قضية أفرغت من محتواها الوطني لتتحول إلى سيف حاد يسلط على رقاب الوطنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر من الخارج والداخل علة حد سواء، واعتقد انني لا أبالغ إذا قلت أن الأنفاق أصبحت مشروعا ربحيا للبرجوازية الفلسطينية الغير وطنية المدعومة من حركة حماس بشكل مباشر وفي احن الأحوال تغض حماس أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص
أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص
النظر عن تجار الأنفاق الذين يعترفون بعظمة لسانهم أن بزنس الأنفاق مربح بدرجة خيالية.
وحتى لا نغرق في الوصف، أريد أن انقل القارئ الكريم إلى مقارنة بسيطة وعملية بين أنفاق فيتنام التي حررت الأرض والإنسان وأنفاق غزة التي انحرفت عن مضمونها الوطني والهدف التي وجدت من أجلة، لقد استخدم رجل الفيتكونكغ الفيتناميون الأنفاق للمقاومة وللتنمية والحماية البشرية،لقد كان الفيتناميون عندما يبدأ القصف الأمريكي على قراهم يلجأون إلى الأنفاق، العمال والفلاحون والنساء الماكثات في البيوت جميعهم يدخلون الأنفاق ليمكثوا فيها أيام عديدة يمارسون فيها حياتهم بطبيعية صعبة ولكنها حافظت على استمرار يتهم وأدت الرسالة التي وجدت من اجلها،رسالة عكست عمق الانتماء والإيمان وحتمية الانتصار على الأعداء تناغمت في أدائها شرائح المجتمع المختلفة التي نسجت بإتقان النهاية لحرب وطنية عبرت عن انسجام الفكر والممارسة.
في غزة كانت البداية مذهلة وحققت انجازات وطنية أدت إلى التفاف جماهيري فلسطيني وعربي منقطع النظير، ولكن الهبوط كان سريعا ومدويا، لتفقد الأنفاق مبرر وجودها نظر لاستخدامها السلبي والاستغلالي من قبل أصحاب رأس المال وتجار المرحلة الذين استخدموا الآلات الحديثة والمتطورة في حفرها رغم التكلفة المالية العالية، مدركين أن المردود سريع ومربح بشكل خيالي، فالأنفاق لم تعد حكرا على المقاومة، أنها لتهريب شتى أنواع السلع من حيوانات أليفة وغير أليفة ... السجائر... البشر إلى غزة وبالعكس... وما قصة العروس التي زفت عبر الأنفاق إلى عريسها إلا دليل واضح على عمق الأزمة التي تسببت فيها الانقاق في قطاع غزة المحاصر، خاصة إذا عرفنا أن تكلفة"النقل" كلفت العريس التعيس ما يقارب ستة آلاف دولار أمريكي، حكايات كثيرة يتم تداولها في المجتمع الغزي على وجه الخصوص حول بزنس الأنفاق الذي بات تجارة رائجة لطبقة جديدة عرفت"من أين تؤكل الكتف"، حكايات خجولة يتم تداولها في أوساط العامة حول فلسطينيون انهارت على رؤؤسهم الأنفاق دفنوا تحت الرمال دون مسائلة أو احتجاج.
كفلسطيني اشعر بالإحباط والغضب كغير من مئات آلاف من الفلسطينيين الذين لا حول لهم ولا قوة من حالة الانحطاط الغير مسبوقة، لا سيما أن الصمت الجماهيري هو الرد على الجرائم التي ترتكبها الطغم التي جاءتنا كنتاج مشوه لديمقراطية بائسة مسطحة، لا تعبر عن مصالح الشعب الذي يذبح على يد العصابات المقنعة التي لا تعرف الرحمة، تعتبر الوطن مزرعة ورثوها عن آبائهم متناسين أنهم خلقوا من الشعب هدفا لآلة الموت الاحتلالية، وليدخلونا نفقا خطيرا يقذف بنا إلى التيه والضياع سيستمر لعقود.
أن بزنس الأنفاق الرخيص لا يتفق مع المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، ولكنة نتاج لمرحلة رخيصة عاشها الشعب الفلسطيني عام 2007 ، مرحلة ستتضح معالمها عام 2008 لنكتشف أننا دفنا تحت ركام الأنفاق التي يحفرها ساستنا للاتجار بأرضنا وحقوقنا الوطنية في بزنس رخيص لا يعرف الرحمة.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تدق جدران الخزان... فهل من مجيب
- تكتيك مكشوف
- انابولس المذبحة للثوابت والأرض والإنسان
- مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية
- أن نفرح ونحتفل...نعم.. ولكن
- العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار
- هل إسرائيل العدو رقم واحد للفلسطينيين
- أيها اللاجئون .. عند ليبرمان القول الفصل
- هل سيفرطون بحق العودة؟ الجواب نعم
- امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية
- حول الجوع والموت والاستزلام في زمن الحصار
- الأسرى في السجون الفلسطينية والتعتيم الإعلامي
- الممنوع والمسموح في زمن الانقلاب
- الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة
- انقلاب غزة وخريف رام اللة وجهان لعملة واحدة
- ان لم تشرب غزة لا سقط المطر
- هل ستطلق رصاصة الرحمة على الاعلام العربي
- مؤتمر الخريف والحرب التحريكية
- غزة والضفة والسنوات العجاف
- انعدام الامن وسقوط القلاع في زمن الرويبضة


المزيد.....




- عمرو دياب سيواجه المحكمة في واقعة صفعه لمُعجَب
- استئناف مرفوض.. تأكيد حكم ابتدائي يقضي بسجن مواطنة روسية أمر ...
- ماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973
- إسرائيل تفتح معبر مساعدات إلى غزة امتثالا لمهلة أمريكية
- توقيف فتى بألمانيا بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم بدوافع إسلاموية ...
- هل تستولي إسرائيل على الضفة الغربية؟
- الجيش الأوكراني في محنة.. وسائل إعلام غربية تكشف حقيقة الوضع ...
- حزب الله: قرار الجيش الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية من ...
- السنغال: رئيس الوزراء عثمان سونكو يدعو للانتقام لأنصاره بعد ...
- 42 مليون دولار تعويضا لثلاثة عراقيين عُذّبوا في أبو غريب


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص