أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عياد أبلال - الإرهاب في الوطن العربي مقاربة سوسيولوجية: أحداث 16 ماي بالدار البيضاء نموذجاً















المزيد.....



الإرهاب في الوطن العربي مقاربة سوسيولوجية: أحداث 16 ماي بالدار البيضاء نموذجاً


عياد أبلال

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 11:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



مقدمة:
إن رغبة الباحث الاجتماعي في الفهم العميق والاستيعاب العلائقي لظاهرة اجتماعية كونية معقدة أشد التعقيد مثل ظاهرة الإرهاب,بمرجعياتها وأسبابها وتجلياتها التي تتلون وتتحد شكل الدولة/الدول التي تمثل مسرح الفعل وهدفه, تبدو في الحقيقة رغبة محكومة بعجز هذا الباحث عن الإلمام العلمي الرصين بكل أبعاد هذه الظاهرة التي تجاوزت الأنظمة والدول , وأجهزة المخابرات , وما أحداث 11 أيلول 2001 , والتي أتت على جبروت أكبر دولة في العالم وجعلت كل أجهزة استخباراتها تئن تحث وقع الحدث الكبير الذي شل ليس فقط الفكر الأمريكي , بل الفكر العالمي برمته, كما شل كل قدرات الإستراتيجيين والخبراء العسكريين والإستخباراتيين , وكل الباحثين في كل المجالات, خاصة أمام هول الصدمة والمفاجأة وكذا مستوى التخطيط والتفنيد الذي أقل ما يقال عنه أنه دقيق من وجهة نظر تكنولوجية,مما يجعل أن الجهة التي أعلنت مسئوليتها فيما بعد وهي القاعدة, مؤسسة عابرة للقارات ومخترقة لأنظمة الدول والاستخبارات, وبالعودة إلى خطاب هذه المنظمة/المؤسسة, يبدو أن الأسباب السياسية والسوسيو-ثقافية هي المحرك الأساسي والهدف الإجرائي الأول ( انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الخليج والشرق الأوسط, تراجعها عن دعم إسرائيل ,....) في إطار حلمها الكبير/اليوتوبي بتأسيس العالم الإسلامي الأورتودوكسي الكبير, والذي يشكل في الحقيقة حلم كل الجماعات الإسلامية,/ والإسلاموية على حد سواء , ولكن باختلاف التصورات وأشكال التحقيق وظروفه, وهنا يبدو أن الدين كمرجعية تراثية أساسية للهوية المفقودة, قد عاد إلى الواجهة بقوة, كما كان الحال في بداية القرن الماضي وما قبله , لحظة الاستعمار والاحتلال الغربي /الأوروبي للدول العربية والإسلامية, إذ أن الدين كان هو المرجعية الحقيقية لتأسيس خطاب المقاومة والوطنية, بخلاف أن الدين حينها كان محرك الذات الوطنية ضد الآخر المحتل, أما الآن فقد أصبح كيمياء كل القوى الإرتكاسية التي بقدر ما تتجه نحو الآخر وخاصة أمريكا التي تعتبر من خلال ضغط اللوبي الصهيوني,رمزاً للقوى الارتكاسية, وللعدمية, وهي التي كانت وراء عودة العنف والارهاب إلى خطاطة التواصل والتعامل بين الدول وخاصة بين الشعوب , من خلال تغليف ذلك في صراع الحضارات والأديان, وما كتاب صموئيل هنيغنجتون " صراع الحضارات " سوى محاولة تبرير واعطاء الشرعية للإرهاب الأمريكي, من خلال تبرير تدخلها في شؤون دول باقي العالم , وخاصة الدول العربية والإسلامية,إنها صنيعة الإرهاب بامتياز. ألم تكن هي من دعم القاعدة ضد الاتحاد السوفياتي سابقاً ؟ لكن في نفس الوقت ولإن الإرهاب يرتكز على الأرتودوكسية في الحوار , ويحيله إلى منولوج, يصبح من خلاله كل مختلف ورافض لهذا المونولوج عدواً حتى ولم يكن كذلك, وهو نفس الموقف الذي يحكم أمريكا," إما معنا أو مع الإرهاب " بقدر ما تتجه هذه القوى الارتكاسية نحو الذات, وتنشر العدمية وروح الانتقام والضغينة, بعدما أحلت العالم المفارق محل العالم الأرضي, والموت والانتقام محل الحياة, والروح التي هي في العمق وهم اختلقتها إرادة قوة عدمية ونافية, محل الجسد الذي تم اختزاله وتقزيمه, ولم يعد سوى جسر عبور إلى العالم الآخر /المفارق,من خلال لغة مفهومية تمتح معجمها من الخطاب الأخلاقي والميتافيزيقي,في حين أن هذه اللغة المفهومية المجردة هي عبارة عن جيد ميت , أو صمت لجسد مخنوق, أو حديث أجوف لجسد حكم عليه بالإعدام داخل فضاء التمثل(1) لذلك فإن مسألة قتل وتفجير ذات الانتحاري ما هي في الحقيقة سوى تجليات وتطبيقات لهذه القوى الارتكاسية وللغتها المجردة الأخلاقوية في إحلالها للموت والتخليص والتكفير عن الخطيئة التي يقع فيها الجسد, والتي ما هي سوى وهم ,محل الحياة والجسد الفرح,لكن تبقى أن عودة هذه العدمية وانتصار المرحلي للقوى الارتكاسية, لع ارتباط كما سبق الذكر بظروف تاريخية, اجتماعية, دينية, وسياسية دولية, فمن البديهي أن بقايا الدين التي تبقت في صيغها المتنوعة ،لا تبدو أنها قادرة على توحيد وتجميع عالم ينحو كل يوم نحو جهوية وتشتت أكبر بالإضافة إلى ذلك, فإنها تستعمل كمنبهات لشحذ الغيظ والحذر والحقد ،إن العالم الذي يظهر للوجود ،مند نهاية الحرب الباردة وتشكل الكتل الشرقية –الغربية يتميز بتعدد المركزية حيت تراجعت الاختلافات الإيديولوجية لصالح الماهيات الثقافية . وهذه الأخيرة تتجذر دائما في هذا الحقل الصلب الذي هو حقل المدخرات الاحتياطية الدينية ,(2) وهذا يتعلق بالفكر الديني الإسلامي كما يتعلق بالفكر الديني اليهودي والمسيحي على حد سواء, حتى لا نقول الدين, باعتباره نصوصاً مقدسة لم ولن تستنفذ كل دلالاتها ومعانيها, خاصة الإسلام ,وهذه المدخرات في الحقيقة هي منبع الأصوليات الدينية والتي تعبر في العمق عن القوى الإرتكاسية وإرادة النفي والعدم, وهو الشيء الذي ينطبق على الأصولية الصهيونية/ اليهودية, وعلى الأصولية المسيحية في طبعتها الأمريكية, وما إرهابها للعالم وخاصة العربي والإسلامي لخير دليل على ذلك, إن عودة هذه الشعوب إلى إعادة نحث واستعادة هويتها المفقودة, جعلها تجد في الدين المتنفس والمنفذ الأنطولوجي والأنثربولوجي- الثقافي, خاصة أمام الاجتياح الكبير للغرب/ وخاصة أمريكا لباقي العالم اقتصاديا وعسكرياً والأهم ثقافياً في إطار ما يسمى بالأمركة, إن الثقافة مفهومة في كل حقيقتها ،تقتضي دوما نشر عبادة معينة في مجتمع من المجتمعات والحالة هذه فالعبادة حسب قول هيجل الصائب هي المركز الغير قابل للتصرف لتزامن معقد للعديد من الأمراض والذي يشكل ما تم الاعتياد على تسميته بالدين (3) , إذن وأمام هذا الوضع لم يتبقى أمام هذه الدول , إلا إمكانيتين: إما التجرد كلية من هذه السيرورة المتحللة الشائنة, وسيرورة العودة إلى الماضي السيئ, أو فتح النظر والذهن على إمكانيات كونية (4) , وفي الوقت الذي تفتح ذهن البعض على الحوار الثقافي و الديني, والمقاربات الإنسانية السامية والحضارية, في بعدها الجمالي والثقافي التواصلي, وكانت هذه نظرة الأنظمة والطبقات الميسورة, والمثقفين الحداثيين, كما يحلو لهم تسمية أنفسهم, رأت جماعات وشرائح أخرى مما يشكلون الأغلبية, أن هذا الحوار ما هو في الحقيقة سوى منولوج داخلي أحال الإنسان العربي / والمسلم إلى مريض يكلم نفسه, وأمام فشل هذا العالم المتخلف في النهوض والتقدم, وفي تحقيق الاستقرار الغذائي والثقافي لشرائح واسعة من المقهورين اجتماعياً, وأمام سيطرة الدول المصنعة/ دول المركز وخاصة امريكا, على هذه الدول المغلوبة على امرها, تبدى لعدد من الكارزماتيين الدينيين والذين سوف يسعون إلى تأسيس جماعات ومنظمات إسلاموية, اتخذت من الدين الإيديولوجيا كأساس لرابط اجتماعي وثقافي فيما بين أعضائها , حتى تتمكن من دخول مسرح الصراع حول السلطة وعلى مدى شرعية الأنظمة,في إطار حلمها الكبير /اليوتوبي كما سبق وأشرنا, وإذا كان إرهاب 11 أيلول بأمريكا , يختلف في عدد من العوامل والمتغيرات عن باقي العمليات الإرهابية بباقي الدول ونخص بالذكر بالعالم العربي, ولو أن الرابط الديني- المفهومي واحد في نهاية المطاف, ومادام موضوع هذه المداخلة هو أحداث 16 ماي 2003 بالدارالبيضاء, بين الاجتماعي والديني, من خلال المقاربة السوسيولوجية,فإننا سوف نركز الاهتمام على عدد من العوامل والمتغيرات الاجتماعية, وبطبيعة الحال على المحددات الزمانية والمكانية لتوضيح ارتباط هذه الأحداث الإرهابية بالسياق العالمي, وبفكر واستراتيجية القاعدة , حتى لا أقول بتنظيم القاعدة لأنني لست رجل استخبارات ولا خبيراً في الأمور الإستراتيجية الأمنية, لذلك سوف ننطلق من حالة افتراضية مفادها حالة التوازن والتكامل البنائي الوظيفي للمجتمع المغربي, من خلال استعانتنا بالمقاربة البارسونزية (**), لنوضح كيف تحولت حالة التوازن هذه إلى حالة يشوبها اللا توازن والصراع, موظفين مفاهيم وإواليات التحليل السوسيولوجية عند نظرية الصراع والعنف من خلال كل من: " داندورف " و "كوزر ", بعدما برزت إلى الوجود جماعات إسلاموية, تنازع المجتمع والأفراد شرعية وجودهم وهويتهم وثقافتهم , وكيف استفادت من ظروف ساعدت على تفجير الصراع وارتفاع حدته, ومن جملتها تأثير القاعدة والفكر الوهابي, بعدما كانت هذه الجماعات مجرد أفراد يئسوا من مجتمع لم يجدوا في مؤسساته وميكانزماته النمطية ما يشبع متطلباتهم البيولوجية كجزء من البناء الاجتماعي, ومتطلباتهم الشخصية والثقافية, ومن جملتها استقرار الشخصية كنسق, وشكلوا في البداية الهامش بكل ما تحيل عليه الكلمة من معنى سوسيولوجي,باعتبارهم كائنات بيو-ثقافية, وجدت في السلوك الانحرافي والأنوميا ما يشبع وظيفياً بناءهم الافتراضي للشخصية, والثقافة والاجتماع, باعتبارها محددات نسق الفعل الذي يمارسونه بارتكاسية ورد الفعل, لذلك سوف نوظف بعض مفاهيم مرتون من خلال انتقاده للوظيفية المغرقة في السكون والتكامل عند بارسونز, على أننا نشير في هذا السياق أن صعوبة واشكالية تناول ظاهرة الإرهاب من منظور لا الوظيفية ولا نظرية الصراع, يأتي من كون أن كل نسق من الأنساق تعالجه إحدى النظريات التي تدخل ضمن نطاق أي من العلوم الثلاثة: فنسق الشخصية تعالجه نظرية علم النفس أو التحليل النفسي, وتدخل ضمن نطاق علم النفس, ونسق الثقافة تعالجه نظرية الأنثربولوجية الثقافية الداخلة في نطاق الأنثربولوجيا, أما النسق الاجتماعي ككل فيجب أن يشكل نطاق النظرية السوسيولوجية كإطار تصوري حدوده مميزة
ولتوضيح علاقة التفاعل والتساند البنائي الوظيفي بين هذه الأنساق الثلاثة في إطار التوازن والتكامل سنحاول استعراض تنظيم علاقاتها الداخلية من وجهة نظر النسق الاجتماعي .مع التأكيد على أن هذا الاستعراض يمكن أن يتم أيضا من وجهة نظر نسق الثقافة أو نسق الشخصية حيث علاقة هذه الأنساق ببعضها تسودها خاصية التبادل والاستقلال الو ظيفي المميزة للعلاقة الوظيفية الرابطة بين الوحدات المتفاعلة فنحن نعرف أن أساس الوجود البنائى للنسق والاستمرار في هذا الوجود يتطلب إشباع أو مواجهة متطلبات وظيفية معينة لازمة وضرورية لهذا النسق ،وبالنظر إلى علاقة هذا النسق الاجتماعي بالنسقين الآخرين (الشخصية والثقافة ) نؤكد أن هذه العلاقة علاقة تبادل وتفاعل وظيفي إلا أن تمامها ،أي تمام هذا التفاعل والتبادل يتوقف على شرطين رئيسيين يحكمان الوجود الأمثل لهذه العلاقة ،ويؤكد الشرط الأول على النسق الاجتماعي لا يمكن أن يكتمل بناؤه إذا كان على خلاف جذري وشروط الأداء الوظيفي لفاعلية الأفراد المكونين له ككائنات بيولوجية وكأشخاص أو مع شروط الأداء الوظيفي للتكامل والاستقرار النسبي لنسق الثقافة أما الشرط الثاني فهو أن النسق الاجتماعي بدوره ،على كلا الجبهتين يعتمد على الحد الأدنى من الدعم أو المدد المطلوب من كلا النسقين الأخريين ويعني ذلك أن النسق الاجتماعي يجب أن يحتوي على عدد من الفاعلين المكونين له والمدفوعين بصورة ملائمة لأن يتصرفوا وفقا لمتطلبات نسق أدوارهم ،إيجابيا بإنجاز التوقعات أو ما هو متوقع منهم وسلبا بالامتناع عن السلوك المتجه نحو التحطيم,أعني السلوك المنحرف ،كذلك يجب على النسق الاجتماعي من ناحية أخرى أن يتجنب الارتباط أو التمسك بالأنماط الثقافية التي إما تكون قد فشلت في تحديد حد أدني من النظام أو تلك التي تفرض متطلبات مستحيلة على أفراد النسق ،ومن تم تذكى شعار الانحراف والصراع إلى الدرجة التي تكون فيها متناقضة والحد الأدنى لشروط النمو المنظم والمستقر للنسق . أما عن علاقة النسق الاجتماعي بنسق الشخصية فنحن نعرف أن الأخير يحتوي على جمع من المتطلبات الوظيفية التي قد تبدأ بالمتطلبات البيولوجية للحياة الفردية كالتغذية و الأمان الفيزيقي وتنتهي بمتطلبات استقرار الشخصية كنسق ،وبين هذه المتطلبات وبين حالة النسق الاجتماعي تقوم عملية التطبيع التي تتوسط بين الدعم المؤثر والإشباع ،ويشكل الحد الأدنى لحاجات الفاعلين الأفراد مجموعة الشروط الرئيسية التي على النسق الاجتماعي أن يتكيف معها وتصبح العلاقة على نحو أنه كلما توفر الإشباع على المستوى الفردي أو الشخصي كلما أدى ذلك إلى تمسك الفرد بالأنماط التي توفر له الإشباع ومن تم قل الاتجاه معين نحو الانحراف ، وأدى ذلك إلى توفير التكامل للنسق ، أما إذا انتابت التغيرات هذا الأخير في اتجاه معين ،فان هذه التغيرات سوف تميل لأن تكون لها ترددات على النسقين الأخريين ومنها نسق الشخصية ،حيث تميل هده الترددات بدورها إلى إنتاج السلوك المنحرف عند الفاعلين في النسق وهدا السلوك إما أن يكون منحرف بصورة إيجابية بمعنى أن يكون محطما أو منتهكا كما هو الحال بالنسبة للمجرمين والخارجين عن القانون, أو يكون سلبيا بأن ينسحب من المناشط أو الجهود الهامة وظيفيا, وربما نجد في انعزال المثقفين وابتعادهم عن الساحة السياسية ونقدهم الوظيفي للأحزاب السياسية , وتعليق دورهم التنويري والنقدي إلى أجل غير مسمى خير ممثل لذلك, طيلة الثمانينات والتسعينات إلى الآن, وهذا أدي إلى انفجار النسق, لذلك فسرعان ما طرح النسق الاجتماعي ميكانيزمي التطبيع والضبط اللذين تكون وظيفتهما الأساسية توفير نوع من الملائمة الحافزية بين الشخصية والنسق الاجتماعي حيت تمكن إتاحة هذه الملائمة توفير تكامل النسق عن طريق خاصيتين في بناء الشخص وهما المرونة والحساسية , لذلك كانت طرق الإدماج والتطبيع تختلف عن الضبط, فالمثقفون الثوريون /الماركسيون تمت مخزنتهم بتعبير الأدبيات السياسية, بعدما تم التطبيع مع الفكر الديني والجماعات الإسلاموية, لسد الطريق أمام المد الماركسي في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي, كما كان الضبط ميكانيزم من ميكانيزمات الإخضاع والسيطرة, والإدماج , على أن الضبط الاجتماعي يقصد به أن الملاءمة الحافزية تكون قائمة فعلا ولكنه يصبح من المطلوب منه المحافظة على هذه الملاءمة الحافزية للاستمرار في إنجاز توقعات الدور وهذا يعني أن يفرض جبرا على الأشخاص على أن يظلوا على نفس الصراط الذي ارتضاه المجتمع وبذلك يصبح الضبط الاجتماعي ميكانزما نحتاج إليه على الدوام طالما أن الفرد وفقا للمشروع البارسونزي سجين العلاقات النسقية وبدونه فانه قد ينطلق من سجنه عن طريق إتيانه السلوك الانحرافي فإذا مارا تكب الفرد هذا الانحراف, فان العقاب والتطبيع ينتظره في صورة ضبط اجتماعي يشتمل على الرد القانوني أو العرفي وحتى العزل الاجتماعي ذلك تناسبا مع السلوك الذي أتاه الفاعل . أما علاقة النسق الاجتماعي بنسق الثقافة فتكمن في أن ا لأخير يشبع متطلبات وظيفية للأول ،فالنسق الاجتماعي مستحيل وجوده بدون وجود اللغة التي تعد جزءا من الثقافة والتي قد تؤدي إلى تحطم وانهيار الثقافة إذا ما افتقد نسق التواصل الذي يتيحه وجود الأفراد في نسق وفي تفاعل اجتماعي ، وهو الأمر الذي ينبئ به خطاب الحقد وروح الانتقام والإقصاء المتبادل بين مختلف الشرائح الاجتماعية, لهذا فإن تحليل لغة التواصل اليومي بكل مخزونها السيكو-سوسيولوجي, كفيلة بكشف مستويات التضمر والحقد الاجتماعي كخطاطة تواصل-ثقافية تربط أفراد المجتمع , من خلال المحدد الطبقي والوضع الإعتباري/الاجتماعي, بل أن النسق الاجتماعي يصبح مستحيلا من حيت وجوده البنائي اذا لم يتوفر حد أدنى من الأنماط الثقافية ،في إطار إجماع وتعاقد معياري,يضع ضوابط للسلوك المقبول اجتماعياً, ولا يجوز خرقه بأي مسوغ كيفما كان ,وهو ما كان يقع في المغرب,إذ أن ليس هناك إجماع حقيقي , كما أن السيادة ليست للقانون, بل للأرصدة والوضع الاعتباري سياسياً واقتصادياً, ولو أننا بدأنا نلمس تغييراً في هذا السياق ، أو من خلال المرجعية الثقافية المستوردة, أو النكوصية, إذ عندما تدخل في سياق النسق الاجتماعي خطاطات وأنماط ثقافية مستوردة كما حدث مع الفكر الوهابي , والسلفي الجهادي, ومختلف مرجعيات الحركات الإسلاموية الثورية , من خلال تشجيع الفكر العدمي المساعد والمشجع على تهيئ الأرضية لاستنبات هذه النماذج, دون التفكير في خلق مناعة مكتسبة ضد كل إملاءات القوى الارتكاسية, بفضل التنشئة الاجتماعية و الفكر الحر الذي لا يعترف بالطابوهات, وبفضل الديموقراطية والعدالة الاجتماعية , وحتى لا نذهب بعيداً, نعطي مثالاً للفكر المشجع على فصل القوى الفاعلة عما تستطيعه, وتمكين القوى الإرتكاسية وإرادة العدم من حكم سيطرتها على الشخصية والفرد بالمجتمع, وذلك من خلال الحوار الذي أجراه عبد الله نهاري الصحفي بجريدة الصباح المغربية, مؤخراً مع رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية, حين سأله عن حكم تارك الصلاة الذي يردده بعض الأساتذة,".. حيث قال إن قتل تارك الصلاة مسألة لم يخترعها هؤلاء الأساتذة, وإنما هي جزء من التشريع في المذهب المالكي الذي تتبناه المملكة المغربية" , إذ النتيجة وبتحصيل الحاصل, وحسب سخرية المبدع والصحفي رشيد نيني من خلال عموده اليومي: "شوف تشوف " هي: ".. سيكون علينا أن نقتل نصف المغاربة حتى نكون منسجمين مع المذهب المالكي كما يفهمه عبد الكريم الهويشري رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية, فلا أحد يستطيع أن ينكر أن لديه في العائلة أشخاصاً لم يسبق لهم أن وضعوا جبهتهم فوق الأرض..."(5) وأيضا حد أدنى من الأنماط الكافية التكامل من الرمزية التعبيرية وكذا أنماط التوجيه القيمي وعلى سبيل المثال فان النسق الاجتماعي الذي يقود إلى التحطيم الكامل لثقافته من خلال إعاقة عمليات الاكتساب والاستدماج وفق معيارية السلوك المقبول اجتماعياً والمنسجم و نسق الثقافة المحلي,بمعنى ذلك النسق المكون من العلاقات المتداخلة للقيم والمعتقدات والرموز المشتركة ،التي توجد في أي تجمع , والتي تعد ثقافتنا الشعبية, الشفهية بالخصوص مرجعية أساسية له, ثقافة التسامح والكرم والحب, والإخاء, ثقافة الفعل لا رد الفعل وحب الانتقام,( ولعلنا نجد في المعروف, والعار خير دليل على ذلك), ثقافة الحياة لا الموت.
فكما يطرح السلوك المنحرف للفاعلين الأفراد مشكلات وظيفية للنسق الاجتماعي ، تلك المشاكل التي يحلها النسق بالالتجاء إلى ميكانيزمات الضبط وإلا بدأت هذه المشاكل في إفراز نتائج معوقة وظيفيا, فإن نفس الأمر قد يحدث في علاقة النسق الاجتماعي بالثقافة بمعنى أن دعم وبقاء أنماط معنية كأجزاء في نسق الفعل الكائن يطرح أو يولد ضغوطا معينة ،ودائما ما يكون ذلك حقيقيا على مستويات انساق الشخصية والنسق الاجتماعي وتعد الحالات الأكثر وضوحا تلك المتعلقة بنمط التوجيه القيمي والعقائد الادراكية التي يصبح من الصعب التوافق معها حافزيا ،وقد تعزى هذه الصعوبة إلى الصراع مع الواقع وعلى سبيل المثال فان المثال اليوتوبي إذا ما وفق أو اتفق عليه بل وتمت صياغته نظاميا فانه يطرح أو يولد ضغوطا معينة في النسق الاجتماعي, مثل حلم الحركات الإسلاموية/ يوتوبيا الدولة الإسلامية الأرتودوسكية,كما كانت في بدايات الدعوة , من خلال الاستشهاد بالمدينة عهد الرسول( ص) وأثناء الخلفاء الراشدين, ومن تبعهم بالإحسان إلى يوم الدين بتعبير هاته الحركات, لكن دون العودة التحليلية والنقدية للصراعات الدموية والاغتيالات التي عرفها التاريخ الإسلامي باسم الدين , ومن أجل السلطة, إلى درجة قد يفهم معها الدين كتعبير وعرض لإرادة السلطة التي انحطت, التعبير عن إرادة مريضة تعدي كل إرادة إيجابية عن طريق الإحساس الذي يسمم أحشاءها: إحساس هو في الحقيقة حقد, شراهة للانتقام وصراع حتى الموت ضد كل حيوية وكل مجازفة. وهكذا بزغت إلى الوجود هذه السلطة الكهنوتية القادرة على إدخال تقديرات وقيم, أو على تصور ما هو, بكل بساطة, قبيح, مضر وغير مرغوب فيه, باعتباره شيئا ماكراً وشريراً ( الدين في عالمنا ص 93 ). هذا إلى جانب أن الثقافة هي أهم مولدات التغير المنظم في النسق الاجتماعي عن طريق تراكم المعرفة العلمية والفنية, كما هي كذلك من أهم مولدات التغيير الثوري الدموي, إن انسلخت عن حاضرها والتمست المرجعية من مرحلة تاريخية مغرقة في القدم , كما هو الحال في الفكر السلفي الجهادي, من خلال محاولة استنباته في تربة تغدو من خلالها الذات هي الآخر, ويغدو من خلالها أن الحاضر توقف والمستقبل ألغي لصالح الماضي.
خلاصة لكل ما سبق نؤكد هنا ثلاثة أنواع من المتطلبات المتعلقة بنسق الفعل الاجتماعي على مستويات الأنساق الثلاثة :
وهي المتطلبات الوظيفية بالنظر إلى المجتمع ،ويقصد بها ضرورة توفر حد أدنى من الضبط أو السيطرة على السلوك المنحرف , والتفكير في بدائل أخرى من الميكانزمات الكفيلة بإشباع متطلبات النسق, وتحفيز نسق الشخصية من خلال / ومن اجل الحياة, ونجد في التنشئة الاجتماعية, والتأطير السياسي والفكري والذي تتحمل المسوؤلية الكبيرة فيه الأحزاب السياسية, كما من خلال ترسيخ الديموقراطية والعدالة الاجتماعية,كصمام أمان ضد السلوك الانحرافي , وبالخصوص الإجرامي/ الإرهابي
-المتطلبات الوظيفية بالنظر إلى الثقافة :بمعنى أن النسق الاجتماعي يصبح ممكن الوجود إذا توفرت اللغة والثقافة وعلى ذلك فيجب أن تتوفر مصادر ثقافية يتم استيعابها في الشخصية لكي توفر مستوى تتلاءم على أساسه والنسق الاجتماعي . وبالتالي خلق مناعة مكتسبة لدى الأفراد والجماعات ضد ثقافة الموت والانتقام والضغينة, وهنا تلعب كل المؤسسات السوسيو- ثقافية دوراً كبيراً .
بذلك نكون قد رسمنا الخطوط الرئيسية للفعل الاجتماعي ونسقه وعلاقته كنسق شامل بالأنساق الفرعية الثلاثة :حيث يشكل هذا النسق جوهر التفكير والتصور البارسونزي الذي يعد النسق الاجتماعي ونظريته أحد أجنحته الفرعية .
-إن بداية وغاية المشروع البارسونزي هو بناء إطار تصوري يتخذ من نظرية نسق الفعل إطارا مرجعيا يوصف ويحلل ويفسر بالنظر إليه مجموعة الأنساق الثلاثة: وهي نسق الشخصية والنسق الاجتماعي ونسق الثقافة كما أن ظهور الفعل عن هذه الأنساق الثلاثة أو ظهور أي منها من النسقين الآخرين هو ظهور انبثاقي الطبيعة,بمعنى أن أي من الأنساق قد يساهم بالتفاعل في تطوير وإنشاء أي من الأنساق ،لكن النسق المتخلق أو المنبثق لا يمكن أن يرجع إرجاعا سببيا إلى النسقين الآخرين أو أياً منهما . لذلك لا يمكن تبرير أو شرح الإرهاب كسلوك منحرف واجرامي بالبعد الاجتماعي, السو سيو – اقتصادي, بل من خلال عدة أسباب كما سوف نحاول اكتشافها , باستعانتنا بنظرية الصراع, وخاصة دارندورف , وكوزر, ولكن قبل ذلك بعد استجلاء خلفيات وأسباب الأنوميا / والسلوك الأنومي مع " ميرتون", إذ أننا نفترض أن وعي جماعات الأنوميا بوضعها وأهدافها, ساعد على تأسيس الجماعات المنحرفة والخارجة عن القانون والمؤسسات أولا, ولكن دون أن تصل مستوى الطرف, وفيما بعد , ووفق الأيديولوجيا الدينية تمت إزاحة الفعل الأنومي باتجاه أكثر راديكالية , ليؤسس لمسارات الدم المستباح من دون أي وجه حق, كما سوف نرى فيما بعد .
المجتمع من التوازن إلى اللا توازن :
في الحقيقة لا يمكننا إجرائياً المرور من حالة التوازن إلى حالة اللا توازن التي قد تصيب النسق ولو مرحليا وبشكل مؤقت دون المرور بحالات الأنوميا, كشكل من أشكال اللإ نسجام والتوتر الذي قد يصيب النسق ككل , فإذا كان بارسونز قد نظر من خلال الوظيفية البنايئة, ولم يستحضر اللا تكامل الوظيفي وحالات الصراع, فإن مرتون, ووفق رؤيته الحركية للمجتمع قد انتقد سكونية وظيفية بارسونز, ومن خلاله بعض رواد الوظيفية في علم الاجتماع والأنثربولوجيا, لذلك فالاستعانة بهدى خطه النقدي سوف يساعدنا على الانتقال نظرياً من حالة التوازن إلى اللا توازن, ومن خلاله إلى التوازن مجدداً,
ففي هذا السياق نشير إلى أن " ميرتون" قد اقتصر اتصاله بمالينوفسكي في إطار نقده لفكرته عن الوظيفية الشاملة فليس من الضروري أن تكون كل وحدات البناء لها أداء وظيفيا ميسرا كما يذهب مالينوفسكي وان كان قد نقل عنه تأكيده على الوجود الفردي ،بحيث أن إشباع حاجته الرئيسية يعتبر أساسا لتفاعل الاجتماعي والثقافي وهو بذلك يختار الموقف المالينوفكسي ردا على تطرف الموقف الدوركيمي, أما بالنسبة لعلاقته برادكليف براون فقد نقل عنه فكرة الصحة والاعتلال الاجتماعي وطورهما لتشكل أساس تصور ه للوظائف المعوقة تم أسس الصلة بين هذه الوظائف المعوقة وبين وحدة النسق الوظيفي لديه
ينطلق " مرتون " من التأكيد على إمكانية استعارة البناء المنطقي لإجراءات التحليل الوظيفي من العلوم الأخرى وخاصة البيولوجيا فيضمها في أربعة عناصر تمثل خطوات متتابعة وهي: -أول كل شيء يجب تحديد المتطلبات الوظيفية المعنية للكائنات العضوية, تلك المتطلبات التي يبين إشباعها إذا ما كان للكائن العضوي أن يبقى حياً أو أن يعمل بدرجة معينة من الفاعلية
-إعادة مرتون النظر في مقولة التكامل بارسونز حيت يقول بان الواقع الامبريقي يشهد درجات من التكامل لا الدرجة العليا للتكامل فقط , ومنها درجة عدم التكامل ذاتها ولا بد من أن ترتبط مقولة التكامل بدل كلية النسق (بارسونز ) بجزئية الجماعة عند مرتون وهو بذلك يؤمن بنسبية التكامل, وفي هذا السياق و عكس بارسونز , تعرض مرتون الى حالة التناقض بين البناء الثقافي / و البناء الاجتماعي متشهدا على ذلك بحالة المجتمع حين يقع البناء في حالة من الاضطراب ،ليبحث من جديد عن حالات التوازن مرورا بالسلوك الانحرافي الناتج عن حالة الأنومي, وهي الفرضية التي سنحاول الإجابة الإجابة عنها وذلك لكون حالات الأنوميا التي وردت في اشتغالات ميرتون السوسيولوجية, تنطبق إلى حد ما على المجتمع المغربي, كما يمكنها أن تنطبق كذلك على عدد كبير من المجتمعات,إذ تعرض هذا الباحث بالتحليل لحالة ألا نومي المولودة للتغيير في النسق وهكذا انطلق من المجدد الذي مازال يؤمن بالمجتمع لكنه يرفض الوسائل , كما هو حال عدد من المثقفين والمناضلين على قلتهم, تم الطقوسي الذي يرفض أكثر جدية المجتمع ويلتزم بالحد الأدنى الذي يتطلبه اجتماع البشر من الالتزام بالقواعد , وهذا ما تشير إليه العبارة الدارجة, وما لها من محمولات ودلالات كبيرة,( بداخل سوق راس) , تم المنسحب الذي يرفض سلبيا كل المجتمع القائم, وهو ما تمثله الأفواج التي تقتفي أثر بعضها في البحث عن الفردوس المفقود, إنهم المهاجرون السريون,باستثناءات بسيطة بطبيعة الحال, لأن من بينهم من يرفض المجتمع بشكل مؤقت ويزول رفضه هذا بمجرد تحقيق ذاته اقتصادياً, وأخيراً نصل إلى المتمرد ذلك المغترب الذي يرفض البناء القائم ويتحرك إيجابيا نحو التغير, وإيجابي في هذا السياق لا تعني التغيير المقبول اجتماعياً, بل تعني المرور من التفكير في التغيير إلى التطبيق, من الخطاب التواصلي الاحتجاجي إلى الخطاب التنازعي/ الصراعي ,
الأنومي والوعي المزيف بالموقع الاجتماعي:
ليس بغريب أن يعتبر" دارندورف " نظرية (بارسونز) والنزعة الوظيفية عامة قدمتا رؤية مفرطة عن المجتمع في السكون والتكامل والانسجام والإجماع, ورغم أن دارندورف نظر إلى المجتمع باعتباره ذي وجهين: الوجه الأول يعبر عن الاتفاق والآخر عن الصراع, فإنه أكد أن الوقت قد حان لتحليل الوجه القبيح للمجتمع وأن نهجر الصورة المثالية عن المجتمع والتي أوجدتها النزعة الوظيفية, ورغبة في هجر هذه المثالية قدم دارندورف النصيحة التالية:" إن الاهتمام بالمستقبل لا يعني الاهتمام بالمشكلات المحسوسة فقط, بل يوجه ذلك الاهتمام إلى مشكلات تقتضي تفسيرات في إطار مصطلحات مثل التوتر والتغير والقهر, وهذا الوجه الآخر للمجتمع قد لا يجوز القبول مثل النسق الاجتماعي, ولكن إذا كان كل ما قدمه علم الاجتماع في دراساته كلها هروباً سهلا إلى هدوء عالم المثالية فإن ذلك يعد تبديداً لجهودنا " (6), لذلك تبدو مسألة خلخلة وتفكيك خطاب الحركات الإسلاموية , مطلباً ملحاً, كما تبدو مسألة البحث الجينيالوجي في مرجعيات هذا الخطاب خاصة الدينية والأخلاقوية, أولى الإجراءات العلمية لفهم ما يجري, بخصوص هذه الظاهرة الاجتماعية/ الدولية, التي لم تعد تعترف بالحدود والتأشيرات .
إن وعي الهامش بواقعه الاجتماعي والسياسي, وانجراح هويته, في زمن وجد نفسه لا يشكل سوى رقم ترتيبي في تعداد السكان, جعله يحتج ضد القهر والظلم الاجتماعي , وما حركات الاحتجاجية التي عرفها المغرب في الثمانينيات وبداية التسعينيات خير دليل على ذلك, لكن مرور هذه الحركات من اجتماعية, سلمية ,إلى حركات إجرامية, لا يمكن فهمه إلا إذا ربطنا الأسباب الداخلية التي أسهبنا في الحديث عنها في إطار دراستنا للنسق الاجتماعي , وكذا نسق الشخصية والثقافة, بالظروف العالمية, ومنها سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي, مما جعل السيطرة الكلية والقاهرة للولايات المتحدة الأمريكية سمة العصر , بكل ما واكب ذلك من أمركة وتصدير للنموذج الأمريكي, على كافة المستويات, وتعدد المركزيات الإثنية / الثقافية بأوروبا الشرقية, والعالم الإسلامي والعربي, لذلك كانت العودة إلى الدين كعامل محافظ ومولد للهوية المفقودة, وللفكر السلفي, حنين لا شعوري لزمن ولى.
لكن تبقى أن هناك أسباب اجتماعية وسياسية قريبة , محلية أكثر ما هي خارجية ودولية, والتي تتجلى في ظروف الهامش الذي بفضل بعض الكارزماتيين الذين تأثروا بالفكر السلفي الجهادي وتنظيم القاعدة, أفرز جماعات إسلاموية إرهابية,لم تكن كذلك كما سبق وذكرنا, فبالعودة إلى تاريخها ومن منطلق كونها دخلت لأسباب سوسيو- اقتصادية في الإنحرافية , وفي سرية تامة كما يقتضي الأمر ذلك ,ونعطي مثال بالسلفية الجهادية والهجرة والتكفير , إلا أنه وباستحضار أسباب الصراع عند كوزر نجد أنه كلما تضاءلت قنوات التعبير عن رأي الجماعات المحرومة عن توزيع الموارد النادرة ازداد احتمال تساؤلهم عن مدى الشرعية, و كلما ازداد تساؤل الجماعات الأكثر حرماناً عن شرعية النظام السائد لتوزيع الموارد النادرة,ازداد احتمال إثارتهم وتفجيرهم للصراع (7) كما هو الحال بالنسبة لدارندورف, إذ كلما ازداد وعي الجماعات السرية في الرابطة المتناسقة بالمصالح الموضوعية وشكل جماعة الصراع, ازداد احتمال انفجار الصراع, و كلما ازدادت الوحدة الجمعية الداخلية بين الأطراف المتورطة في الصراع ازدادت حدة الصراع (8) إلا أن هذه الوحدة الجمعية ما كانت لتكون لولا توظيف الدين في بعده الكهنوتي والأيديولوجي, والذي يأتي امتداداً لتأثير الخارج على الداخل , ولفشل أعضاء هذه الجماعات من الاندماج في المجتمع وعلى كل الأصعدة, وفي جمعنتهم في إطار إرادة تحب الحياة وتنتصر للإثبات لا النفي,وهو ما يستغله بعض الكارزماتتين من الدين تأسرهم يوتوبيا العالم الإسلامي الأورتودوكسي, في الوقت الذي يفهمون فيه الدين فهماً ارتكاتسياً وعدمياً يسيء إلى روح الإسلام وتعاليمه السمحة وأبعاده الحضارية , من منطلق كونهم الأحق بالسلطة, وهنا يجب سوسيولوجياً التمييز بين الشباب الذي يئس من اندماجه وتفاعله وتحقيق ذاته وشخصيته في المجتمع, والذي لا يتحمل لوحده المسؤولية في ذلك, مثال الأغلبية الساحقة ممن توبعوا قضائياً في ملف أحداث 16 ماي 2003 , والذي وصل عددهم 2000 , ألقي القبض على أزيد من / 90 منهم, وبين الزعماء الكارزماتيين والذين يتواجدون في غالب الأحيان خارج البلاد, ولهم تنسيق وارتباط بتنظيمات أخرى,لها نفس الأهداف وتتبنى نفس الاستراتيجية والتقنيات , لأنه يصعب أن تعمم نفس الخطاطة التحليلية على الطرفين , المسخرون من جهة, والمسخرون من جهة أخرى, الدين بفضل تأطيرهم وتعبئتهم من طرف الفئة الأولى , وذلك بجعلهم يؤمنون بأنهم أشخاص اصطفاهم الله لأداء مهمة وواجب مقدس, ومن هذا المنطلق يشتد تماسكهم ورابطتهم الوجدانية والاجتماعية والدينية,الأمر الذي يشير إليه جورج زيميل, حين أكد أنه كلما قويت رؤية المشاركين في الصراع على أنه صراع يسمو فوق الأعراض والمصالح الفردية, كلما ازدادت حدة الصراع (9) كما يقع في كل جوانب الحياة الاجتماعية,إذ الواقع أن إنتاج الخطاب الديني الإسلاموى يخضع لمجموعة من الشروط الاجتماعية والتاريخية ،ولمكونات ثقافية, أي أنه يخضع للطريقة التي ينتج بها الناس حياتهم المادية ،أو التي يتصورون بها حياتهم ،فضلا عن الشروط الاجتماعية المصاحبة لها, تلك التي نعنى بها قيام فئة اجتماعية محددة تعمل على صياغة الخطاب الديني ،وتطرحه على صعيد الواقع المعاش (10) . إن قراءة الخطاب الإسلامي تكشف عن مدى ارتباطه بالعلاقات والصراعات الطبقية والوطنية بقول أخر ،إن تناول هذا الخطاب يعني الكشف عن العلاقة بين الأيديولوجيا والحركات الدينية والصراع الطبقي والوظائف الاجتماعية للخطاب الديني ،وموقفه من قضايا الانتماء الطبقي والديمقراطية والثورة ,إننا من خلال الخطاب الإسلامي نرى أنه جاء انعكاسا للحاجة وللصراعات وللآمال الراهنة لجماعة منفصلة عن الواقع .لذا نجد أن الخطاب يخلط بين الأرثوذكسية الدينية التي تحصر اهتماماتها في دراسة الإسلام من خلال الفقهاء والنصوص الموروثة، و بين الخيالات الاجتماعية التي تجاهد من أجل تكريس خط فكرى يسعى إلى السيطرة على الواقع الاجتماعي القائم .إننا في ذلك يمكن أن نطلق على هذا الخطاب ما يسميه (أركون ) بسوسيولوجيا الإخفاق أو ما يطلق عليه بالخطاب الخفي (11)
فعندما نقوم بتحليل الخطاب الذي يصدر عن هؤلاء فإننا لا نجد فيه لا انشغالا لا هوتيا ولا انشغالا روحيا ،فمن النادر أن يبدو فيه اسم الله ما عدا إذا كان ذلك تحت غطاء شعار أو صيحة للاستنفار, إننا لا نعثر بداخله بشكل أساسي سوى على احتجاجات ومطالب وصيحات للألم ورغبات الهوية .هنا يتضح بجلاء الاشتغال الميثولوجي للدين .إن الإحالة إلى زمن تأسيسي لكل عدالة معناه الإحالة إلى أسطورة مؤسسة للهوية والتاريخ الحقيقي للجماعة .هذا هو الاشتغال النموذجي للمعرفة والمخيال الأسطوريين ،والذي يعتبر النقيض المباشر لامتلاك تعليم ديني بواسطة ذكاء الإيمان وبواسطة الاندماج الثقافي للدين .انه يشكل جوابا على طلب نفسي من أجل محاولة التعويض عن الانتهاكات التي أصيب بها السكان من قبل قادتهم أو ما سمي بالنخب الوطنية ،ومن المحيط الدولي أيضا الذي لا يتراجع عن استراتيجية الاستغلال ،كما هو الحال مع الثروة النفطية, عن مراقبته الجيو سياسية للمناطق الاستراتيجية . إن ما ندعوه بالعودة إلى الأصول كما يعبر عنها في الخطابات المعاصرة التي ننعتها بالإسلامية ما هي بكل بساطة سوى أثرا منحرفا للوضع السياسي الذي تتخبط فيه جماهير كبيرة من السكان . والتي يشكل عدد الشباب نسبة عالية منه . فهؤلاء الشباب يقودون معركة من أجل الاندماج داخل مجتمعهم .لكن في الغالب ما يرفض هذا الاندماج وفي هذه الحالة لا تكون العودة إلى الإسلام في الحقيقة إلا أثرا منحرفا من جراء الضغط الذي يمارس على هؤلاء الشباب ،كما تترجم هذه العودة أيضا الفراغ الثقافي وضيق الحقل الفكري الإسلامي المعاصر (12) وباعتبار أن الخطاب الاسلاموى لم يأت من فراغ ،وأنه نوع من الأيديولوجيا ،فانه في الوقت ذاته ما هو إلا قناع يخفى وراءه دوافع واتجاهات أيديولوجية معينة ،أو بالأحرى انه جاء ليخدم وظيفة اجتماعية تسعى إلى إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية ،أو بقول آخر, إنه ليس فقط منظومة فكرية ابستمولوجية, بل هو نوع من الممارسة العملية والتطبيقية والتنظيمية ،تلك التي يمكن أن نصطلح عليها بالأيديولوجيا المستترة (13) وفي هذا السياق يمكن أن يفهم الدين أيضا كتعبير وعرض لإرادة السلطة التي انحطت, التعبير عن إرادة مريضة تعدي كل إرادة إيجابية عن الإحساس الذي يسمم أحشاءها, إحساس هو في الحقيقة حقد و شراهة للانتقام وصراع حتى الموت ضد كل حيوية وكل مجازفة . هكذا بزغت إلى الوجود هذه السلطة الكهنوتية القادرة على إدخال تقديرات وقيم ،أو على تصور ما هو بكل بساطة قبيح ,مضر وغير مرغوب فيه, باعتباره شيئا ماكرا وشريرا (14)
شخصية الإرهابي بين القوى الفاعلة والقوى الارتكاسية :
لتشريح وخلخلة شخصية الإرهابي,باعتباره تجل لإنتصار القوى الارتكاسية وإرادة القوة العدمية,والتي تتحدد تيبولوجياً من خلال الضغينة, والإحساس بالخطأ, والأنا الأعلى الزهدي,الذي ما هو في نهاية المطاف سوى الدين والأخلاق منظور إليهما ارتكاسياً, إنها إرادة الضعيف والمريض,وهذا ما ينطبق على الإرهابي الذي بسبب فهمه الخاطئ للدين والعالم, يجعل من جسده قرباناً لعالم مفارق, ومن حياته فرصة للتكفير عن خطيئة, توهمه بها قواه الارتكاسية. ولاستيعاب دلالات وقصدية إرادة القوة, كما صاغها نيتشه سوف نعتمد "جيل دولوز" في فك التعالقات والتشابكات الممكنة بين القوي الفاعلة والقوى الارتكاسية, إذ يركز على كون أن هناك اختلافاً في الأصل بينهما,وصعوبة فك هذا الارتباط المفاهيمي تتجلى في كون, أن الفعل ورد الفعل ليسا فقط في علاقة تعاقب , بل أيضا في علاقة تعايش في الأصل بالذات, ولكن بصورة مقلوبة, بمعنى آخر , أن الاختلاف من منظور القوى الارتكاسية يصبح نفيا والإثبات يصبح تناقضا , فالقوى الفاعلة نبيلة, لكنها تجد نفسها مقلوبة في مرآة القوى الارتكاسية ,هكذا, فإن من خصائص هذه القوى أن تنفي منذ الأصل الاختلاف الذي يكونها في الأصل, أن تقلب العنصر التفاضلي الذي تشتق منه, أن تعطي عنه صورة مشوهة,الأمر الذي ينطبق على الجماعات الإسلاموية وعلى خطاباتها, والتي من خلالها يصبح المجتمع والمواطنون الذين يختلفون عن أعضائها وإرهابييها,في فهمهم للدين ونظرتهم للعالم والناس والأشياء, كفاراً يجب قتلهم, وقد أعطينا مثالاً في السطور السابقة, والدي بموجبه يستباح دم المسلمين الدين لا يقيمون الصلاة,وكأن من لا يصلي كافراً, وبتعبير نيتشه "الاختلاف يولد الكراهية" لهذا السبب, لا تفهم نفسها كقوى, وتفضل بأن تنقلب ضد الذات على أن تفهم نفسها بما هي كذلك وتقبل بالاختلاف.لكن يبقى السؤال الكبير دائما , هو كيف تنتصر القوى الارتكاسية ؟ وهل تمتلك كمية أكبر حينها؟ وما مصير القوى الفاعلة؟ يجيبنا بالفعل جيل دولوز , مؤكدا أن نيتشه لا يتصور إطلاقاً القوي الارتكاسية كقوة أرقى وأكبر من القوى الفاعلة, بل كطرح وتفكيك وإنقاص, فالقوى الارتكاسية تعمل بشكل مختلف, إنها تفصل القوى الفاعلة عما تستطيعه,تنتزع منها قسما من مقدرتها, أو كل هذه المقدرة تقريبا, وبذلك لا تصير فاعلة,بل تصبح هي الأخرى ارتكاسية, وهكذا ومن:" أصل الأخلاق" إلى:"إرادة القوة" يحملنا جيل دولوز باحثا عن وجوه انتصار الارتكاسي في العلم الإنساني,ليوضح أن القوى الارتكاسية لا تنتصر عن طريق تأليف قوة أرقى , بل عن طريق فصل القوة الفاعلة,التي بالرغم من ذلك , يعتبرها نيتشه , القوة الأرقى, والمسيطرة والفاعلة, فحتى عندما تنتصر القوى الدنيا,لا تكف عن أن تكون أدنى وارتكاسية من حيث النوعية, ومن أن تكون عبدة على طريقتها,بمعنى حتى في حالة انتصارها تبقى نافية للحياة , مدمرة للجسد والمتعة و الفرح , لأنها ترهن العالم الأرضي للعالم المفارق, بل وتجعل من الحياة افتداء وثمناً للخطيئة والظلم واللا عدل.. وهذا ما ينطبق على المستوى الاجتماعي والسياسي على أرض الواقع, وتجربة طالبان بأفغانستان غنية عن التعريف, لذلك نجد نيتشه يضع القوى الفاعلة في أعلى هرم تراتب القوى, والتراتب كمفهوم عنده يعني أولا الفرق بين القوى الفاعلة والقوى الارتكاسية, وتفوق القوى الفاعلة على الارتكاسية ثانياً,وضمن مفهوم التراتب تندرج إشكالية أعمق وأكبر, إنها مشكلة العقول الحرة, والتفكير الحر, ومن هذا المنطلق يوجه نيتشه النقد للفكر الوضعي, وذلك من خلال تعويضه للفكر الحر بالعقل الحر,فبما أن, يقول دولوز, الفكر الحر الذي لا يأخذ بالحسبان صفات القوى, فهو في خدمة القوى الارتكاسية, بفعل الموهبة, ويعبر عن انتصارها. عكس العقل الحر المفسر الذي يحكم على القوى من وجهة نظر أصلها ونوعيتها.أو كما يقول, نيتشه:"ليس هناك من وقائع, ليس ثمة غير تفسيرات" (15) لذلك يوصي بعدم الخلط بين التراتب الذي يقيمه,أو تقيمه بشكل أو بآخر إرادة القوة,بين القوى الإرتكاسية والقوى الفاعلة,وبين التراتب الذي قد تقيمه الأخلاق والدين ,لأن المعاني بينهما تختلف اختلافا جذرياً,لأننا بذلك نجعل من الكنيسة و الأخلاق والدولة أسياد كل التراتب أو القابضين على ناصيته. (16) , وإذا كان نيتشه - ورب معترض يقول - كان يقصد المسيحية و اليهودية, فإننا نجد أي محاولة ومن أي كان فرض سيطرة ووصاية وحجر ديني على الآخرين الذين هم كذلك مسلمون , لا تختلف عن الكهنوتية السالفة الذكر, وهذا ما يصل إلية الفكر الحر في النهاية وتصل إليه القوى الارتكاسية عندما تتمكن من فصل القوى الفاعلة عما تستطيعه,لكن ومن منظور اكتشافه للعودة الأبدية كسر فلسفي لهذا الوجود, لوجود يدين لإرادة القوة بشكل كبير , إن لم يكن هو هذه الإرادة في العمق, فإن نيتشه وانطلاقا من تبشيره للبشرية بالإنسان الأسمى, فإنه يجعل من العلاقة بين صفتي هذه الإرادة, ويقصد النفي والإثبات,وبينها وبين العودة الدائمة, إمكانية تحول , كطريقة جديدة في الشعور وفي التفكير, لذلك سرعان ما سوف يجعل من قلب القيم: الفاعل بدل الارتكاسي, متنفس الصيرورة, أو كما يقول دولوز: إنه بحصر المعنى, قلب قلب, لأن الارتكاسي كان قد بدأ بالحلول محل الفعل, لكن تحويل القيم أو إعادة التقويم يعني الإثبات بدل النفي, لا بل النفي محولاً إلى مقدرة إثبات, أي التحول الديونيزي الأسمى. (17) لذلك فإن نبذ الإرهاب واستئصاله يجب أن يمر عبر استئصال الفكر العدمي و كل إرادة نافية وعدمية, ومن خلال تغيير شروط وميكانيزمات النسق الاجتماعي والثقافي حتى تكون في مستوى إشباع وتلبية حاجيات الشخصية كنسق, حاجيات ومتطلبات الأفراد والجماعات المادية والمعنوية والرمزية, ومن جملتها تكريس الوطنية والإحساس بالوطن كجزء من الذات, وفي هذا السياق يتحمل الجميع المسؤولية, وخاصة المؤسسات الاجتماعية التنشيئية والتربوية ( المدرسة والجامعة ومؤسسات التكوين, والمؤسسات الثقافية .....), كما تتحمل الأحزاب السياسية مسؤولية خطيرة في هذا المقام, خاصة وأنها قزمت وما تزال, المواطن ,وكل الهامش في رقم انتخابي, وملصق للدعاية الانتخابوية, فإذا كان المغرب سابقاً ومن خلال النسق الاجتماعي و
النسق الثقافي قد تمكن من امتصاص حالة التناقص وتأجيل الانحراف والصراع بمكانيزمات تعسفية أيديولوجية للحفاظ على التوازن ولكن بصورة مؤقتة , وهو ما حصل من خلال الخطاب السياسي الديماغوجي, والوعود والشعارات التي تبين للفئات المهمشة والمقهورة أنها مجرد زيف, فإن الأمر يختلف اليوم, في ظل العولمة واختراق الفكر العدمي كما شرحنا سابقاً, لذلك فإن العودة للتوازن الكامل و تفادي مستقبلاً كل اختلال وظيفي في النسق المجتمعي ككل رهين بمدى تحقيق الديموقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية .

* باحث في علم الاجتماع والأنثربولوجيا الثقافية
قدمت هذه الورقة في الندوة الوطنية التي نظمتها جمعية تفعيل المبادرات بتعاون مع وزارة حقوق الإنسان, بمدينة تازة, يوم 15/05/04, بمناسبة الذكرى الأليمة لأحداث 16 ماي 2003 الإرهابية,
الهوامش:
1 – محمد أندلسي, الفلسفة من منطق العقل إلى منطق الجسد, جينيالوجيا الخطاب الميتافيزيقي, سلسلة دراسات وأبحاث 11 ,منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية, جامعة مولاي اسماعيل 2003 , ص169
2 – أوجينيو ترياس, التفكير في الدين, الرمز والمقدس, الدين في عالمنا, كتاب تحت إشراف جاك دريدا وجياني فاتيمو, ترجمة محمد الهلالي وحسن العمراني, دار توبقال للنشر, الطبعة الأولى 2004, ص:95
3 – نفس المرجع السابق ص:96
4 – نفس المرجع السابق ص:97
5 - جريدة الصباح العدد 1273 الأربعاء 12/05/04
6 – جوناثان تيرنر, بناء نظرية علم الاجتماع, ترجمة د. محمد سعيد فرح, المعارف بالاسكندرية , الطبعة الثانية 2000 , ص:124
7 – نفس المرجع السابق ص: 149
8 – نفس المرجع السابق 118
9 – جوناثان تيرنر, بناء نظرية علم الاجتماع, ورد ذكره ,ص 115
10 – د. شحاتة صيام, العنف والخطاب الديني في مصر, سينا للنشر الطبعة الثانية1994 ,ص68
11 – نفس المرجع السابق ص:67
12 – د. سعيد الركراكي, ظاهرة العنف من منظور سوسيولوجي, مجلة المنطلق الجديد, العدد السادس, شتاء- ربيع 2003 , ص121
13 – د.شحاتة صيام, مرجع ورد ذكره ص:69
14 – الدين في عالمنا, ورد ذكره ص:92
15 – جيل دولوز, نيتشه والفلسفة. ترجمة أسامة الحاج, المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع, الطبعة الثانية, 2001, ص:79
16 – نفسه ص 80
17 – نفس المرجع السابق ص 92
** للمزيد من المعلومات بخصوص البارسونزية أو نظرية النسق, أنظر: النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس, عالم المعرفة, العدد 244, أبريل/نيسان 1999, و منهجية علم الاجتماع بين الوظيفية والماركسية والبنيوية لأحمد القصير , وبناء نظرية علم الاجتماع, الذي ورد ذكره سابقاً .وبالنسبة للتحليل الوظيفي يمكن للقارئ الرجوع إلى : عبد الله ابراهيم, علم الاجتماع, المركز الثقافي العربي.



#عياد_أبلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج المتطرفين الأصولين بين زواج المتعة والزواج العرفي، نحو ...
- الزواج المبكر طلب سوسيو ثقافي جنساني وشكل من أشكال إضفاء طاب ...
- الإعلام، التنمية والجريمة في المغرب
- صورة المرأة العربية وتفكيك الفحولة المتخيلة في الخطاب السردي ...
- المجال والتحولات الاجتماعية
- السحر والشعوذة, التمثلات الاجتماعية, التطبيقات والتجليات في ...
- المرجعيات الثقافية والاجتماعية للزواج المختلط بالوطن العربي ...


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عياد أبلال - الإرهاب في الوطن العربي مقاربة سوسيولوجية: أحداث 16 ماي بالدار البيضاء نموذجاً