أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - الحب بين الحاجة والحقيقة














المزيد.....

الحب بين الحاجة والحقيقة


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2148 - 2008 / 1 / 2 - 11:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحاجة للحب والحنان والرعاية أمر لا يقل في الأهمية عن احتياجاتنا الأساسية البيولوجية التي من دون إشباعها نتعرض لخطر مضاعفات الضعف الجسدي، لكن في حالة الحب فإن فقداننا له يدفع بمضاعفات خطيرة في نفوسنا تنتهي بشعورنا بأسوأ أنواع الاكتئاب والإحباط والتشاؤم وما إلى ذلك من حالات الضعف المعنوي الشديد، وأمام هذا التردي النفسي يكون أمام الفرد طريقان: الأول أن يحاول مكافحة مشاعره السلبية الناتجة عن فقدان الحب منتظراً قلب نابض بالحياة والأمل يعوضه عن سنوات الحرمان والجفاء، الثاني أن يبحث عن الحب في كل الوجوه وداخل كل العيون فيرتمي بين أحضان مليئة غالباً بالشوك والبرودة لا تعرف سوى الأخذ ولا تعطي سوى المزيد من الجراح التي تلهب أمراض النفس ونقائصها، فيخسر ويظل هكذا يخسر حتى يفقد إيمانه بالدفء والمشاعر ويسير جامد متحجر بالقواعد والحسابات التي تحول الحياة لعملية حسابية أو معادلة كيميائية لها مدخلات ومخرجات بلا أي حس إنساني عميق، والعجيب أن أمثال هؤلاء يظنون أنهم تحولوا لتلك الحالة الآلية بالحياة لأنهم أصبحوا أكثر نضجاً، ونضوجهم هذا أملى عليهم عدم الاعتراف بحسابات القلب في حياتهم، في حين أن الإفراط في حسابات القلب أو العقل دون إحداث توازن وانسجام بينهم ما هو إلا دليل انحراف وعدم نضوج، فالنضوج توازن وجمال واكتمال وليس انحراف وغطرسة وتعالي.
لكن ما الفرق بين الحب الحقيقي كفعل يحدث بحياتنا مرات قليلة جداً، والحاجة للحب كسلوك ننتهجه للهروب من أزمة المشاعر؟
الحب الحقيقي:- يجعلنا نكتشف أجمل ما في داخلنا من قيم كالعطاء والتواصل والتسامح وعبور الذات والهدوء والود والتصالح مع الحياة، يحدث وينبض قلبنا له دون تخطيط مسبق، وبمجرد حدوثه تنطلق حياتنا لمنحنى جديد، يدفع بحياتنا لمزيد من التقدم على كافة المستويات، تمر معه حياتنا بأجمل وأسعد اللحظات التي ترفعنا إلى أعلى مستويات المتعة والرقي معاً، نختبر معه فرصة تعليم أنفسنا خصال جديدة صحيحة والاستغناء عن كل سلوك خاطيء تكون بداخلنا لظروف التربية أو المعيشة، يكون هذا الحب سندنا في مواجهة غدر الزمان وصعاب الحياة، وبه نحيا غير خائفين من مواجهه ما نسميه صعب وما نصفه بالمستحيل، نتعلم من خلاله كيف نتأمل، كيف نتواصل مع من نحب عبر أفكارنا وذهننا ونتوحد معهم... هذا ما اكتشفته حتى الآن وربما يضيف لي المستقبل.
الحاجة للحب:- تدفعنا لارتكاب الحماقات والاندفاع في طلب واستجداء الاهتمام، تفقدنا احترامنا لأنفسنا لأن من نستجدي مشاعرهم غالباً ما يكونوا سعداء بلهثنا وراءهم، يخطط لها بطريقة تجهد العقل وتحقر من شأن النفس، تجعلنا نتغاضى عن أحلامنا ونتوقف في مسيرة حياتنا انتظاراً لتحقيق إشباع في المشاعر أولاً فينخفض مستوى أداءنا في كل مناحي حياتنا، نتعلم كل ماهو سيء من سلوكيات لأن هدفنا من البحث عن الحب هو الأخذ فقط، والأخذ هنا يكون سريع وخاطف ولا يحقق ما نتوقعه من متعه وسعادة، نفقد من خلاله قدراتنا العقلية فنقبل أن نُخدع ويُكذب علينا ونستمر لأننا لا نستطيع البعد عمن يخدعوننا لأن خداعهم يوهمنا بمشاعر الحب، لا نشعر من خلاله بعمق معاني الحب بل نردد من خلاله مجرد كلمات جوفاء غالباً يرددها اللسان دون أن يشعر بها القلب وينبض لها. هذا ما اكتشفته حتى الآن، وربما يضيف لي المستقبل.
لكن ما الذي جعلني أفكر في هذا الآن؟؟ لا أعرف لكن حتماً مفردات الحياة من حولي حفزت بداخلي تلك الفكرة، خاصة وأن الحب الآن قل فيه العمق وأصبح سطحي جداً، يبدأ سريعاً وينتهي بصورة غريبة لا تترك أي تساؤلات، ويبدأ بعدها صاحب التجربة في دخول حالة حب أخرى هكذا دون وقفه مع الذات أو أخذ فترة لإراحة المشاعر والنفس من الاستهلاك وكأن الأمر برمته استمتاع عابر بلا جوهر.



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتبات في محنة
- يسعدني البقاء وحيدة
- قراءة في كتاب - هؤلاء علموني - للراحل سلامة موسى
- الأغتصاب جريمة خرق الكيان الإنساني
- قراءة في كتاب الشخصية الناجعة للراحل سلامة موسى
- جسد المرأة رمز للعار وإثارة الغرائز 2-2
- جسد المرأة رمز للعار وإثارة الغرائز 1-2
- الشخصية المصرية بين الدين والتطرف
- الشباب ودوائر البحث عن الأمان
- سلامة موسى وجانب أخر من حياته
- حوار مع الكاتب المهاجر د/شريف مليكة
- حوار مع الكاتب المسرحي على سالم
- حوار مع فتاة سعودية
- جوسلين صعب ودقة إبداعية في التعبير عن المرأة


المزيد.....




- فرصة التطبيع مع السعودية قبل 7 أكتوبر وتهديد لإيران.. خطاب ن ...
- -بيننا وبين الجنون شعرة-: مغتربات لبنانيات يشهدن الحرب من بع ...
- السودان تحت وطأة الحرب وخراب مواقع التراث الثقافي
- كومباني: بايرن سيستمتع باختبار قدراته أمام البطل ليفركوزن
- الصفدي للافروف على عتبة لقائهما في نيويورك: -أوقات مجنونة-
- الجيش الإسرائيلي يعلن ضرب منصات صاروخية لـ-حزب الله- استخدمت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تجنيد لواءين في الاحتياط للحملة الشمال ...
- مسؤول أمني إسرائيلي: أي عملية برية ضد -حزب الله- ستكون محدو ...
- الحوثيون يعلنون استهداف 3 مدمرات أمريكية في البحر الأحمر بـ2 ...
- للتصدي لجدري القردة... القارة الأفريقية تتلقى تعهدات بالحصول ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - الحب بين الحاجة والحقيقة