أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - منير لخضر - النظام العالمي والجيوبوليتيك:رؤية نقدية















المزيد.....

النظام العالمي والجيوبوليتيك:رؤية نقدية


منير لخضر

الحوار المتمدن-العدد: 2148 - 2008 / 1 / 2 - 11:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تنطلق هذه الرؤية النقدية .من فرضية مفادها:إن التصاق النظام العالمي (قديم/جديد) بالنظريات والمدارس الجيوبوليتيكة قاد دائما إلى استعمار وغزو الشعوب الضعيفة واحتواء الدول الصغيرة من طرف "الدول العظمى".
إن هذه الرؤية النقدية ستسلط الضوء على شقين أساسيين في هذا الموضوع(النظام العالمي والجيوبوليتيك) وهما :
1-الشق القانوني المتمثل فيما يسمى" بالشرعية الدولية"
2-الشق النظري والفكري المتمثل في" الأدبيات الاستعمارية"
1-الشق القانوني:
إن النظام العالمي الجديد المزعوم لا يرقى للتسمية التي أعطيت له بحيث إن العنصر الأساسي الذي يكونه وهو تعزيز الأمم المتحدة وهذا العنصر ليس في غير حاجة إلى تأكيد أنه لم يطبق نظرا لوجود سياسة الأقطاب وبالتالي فالحديث عن مصداقية الأمم المتحدة ماهوإلى تضليل وتمويه ينضاف إلى أسطورة "الأمن الجماعي".
في الواقع إن النظام العالمي الجديد ماهو في حقيقة الامر إلا عملية غسل العقول من جديد ولعبة تحتاج فيها الولايات المتحدة الأمريكية ،الدولة العظمى،الوحيدة حاليا إلى شركاء ليس إلى اقتسام اللعب معهم(نظرية اللعبة) ولكن لتطبق قواعد لعبها هي فهذا"النظام العالمي الجديد"هو في الواقع أكثر خطورة من النظام السابق بحيت في ظل هذا النظام الجديد أصبحت الأمم المتحدة أداة لينة في يد الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق "مجلس الأمن "مما قاد إلى انتقاص سيادة الدول بظهور مفهوم "واجب التدخل الإنساني ".
لقد كان أمل شعوب العالم الثالث في بروز نظام عالمي جديد حقيقي يفرض القانون الدولي على الجميع ولكن الطريقة التي عولجت بها أزمة الخليج الثانية ،بين مدى محدودية هذا النظام،وانه ليس محايدا ،وإنما يفرض "القانون"على دول ويستثني دول أخرى.في إطارسياسة الكيل بمكيالين،والإزدواجية ،والتعامل الدائري مع القانون الدولي،الذي لا يكمن الإمساك بأطرافه. ويتضح ذلك من خلال الأسئلة التالية:
- لماذا بقي مجلس الأمن أخرص أمام مجازر الشيشان؟
- لماذا بقي مجلس الأمن متلعثم أمام إبادة مسلمي البوسنة؟
- لماذا بقي مجلس الأمن حائر أمام الكوارث الإنسانية التي تعصف الهوتو والتوتسي في رواندا؟
- لماذا بقي مجلس الأمن منشغل أمام المذابح الصهيونية للشعب الفلسطيني الأعزل والسليب؟
-لماذا بقي مجلس الأمن غير مبالي بالتحرشات الصهيونية على الشعبين اللبناني،والسوري؟
ويمكن ان نتجاوز هذه الصيغ الاستفهامية،لان مجلس الأمن لن يستطيع إجابتنا عنها حتى ولو أراد ذلك.ونقول:
- إن مجلس الأمن هو من فرض الحصار على ليبيا (قرار748 )
- إن مجلس الأمن هو من شن حرب إنسانية على الصومال سميت زورا وبهتانا "بعملية إعادة الأمل"
- إن مجلس الأمن هومن فرض العقوبات على السودان .
- أن مجلس الأمن ساهم في احتلال أفغانستان والعراق.
انطلاقا من الحقائق السابقة فإن أحدا لا يستطيع أن يراهن على مصداقية مجلس الأمن، وبالتالي عدم المراهنة على مصداقية "النظام العالمي الجديد"الذي يعتقد انه يخدمه.
2-الشق النظري:
يرى Paul hazard في كتابه( ( la grise de la pensée europenne
(أزمة الوعي الأوروبي) أن الفكر الأوروبي أصبح يسير في اتجاهين متعاكسين:اتجاه نسبي ،يؤمن بنسبية القيم و الثقافات ، واتجاه كوني يؤمن بكونية القيم الأوروبية وبتأخر ودونية المجتمعات الأخرى. إن هذا التيار الأخير تيار فكري،عنصري،يميني،يربط بين الثقافات والانتماء العرقي،وقاد إلى الاستعمار. والتوسيع.والبحث عن المجال الحيوي وفق منظور جيوبوليتيكي صرف.
وهذا الاتجاه له جذور تاريخية، تعود إلى الإمبراطورية الرومانية التي لم تكن لها حدود تعترف بها، بل دائمة التوسع والاستيطان.فهي كانت تميل إلى الإمبريالية .لهذا توصف الولايات المتحدة الأمريكية بالإمبراطورية الجديدة، نظرا لتطابق خصائص الإمبراطوريات على السياسات التي تتهجها (احتلال أفغانستان والعراق...)
في كتابه:"النظرية العامة للنوع البشري " يشير (Buffon)إشكالية في غاية من الأهمية، مؤداها: هل يعزى الاختلاف بين الشعوب إلى العرق أم إلى الثقافة؟.
إن الرأي الذي يرى أن الاختلاف يعزى إلى الثقافة كان رأيا معتدلا يقول بإمكانية تقدم المجتمعات المتخلفة, ودلك بمساعدة الدول المتقدمة.
أما الرأي الثاني الذي يعزي، الاختلاف بين الشعوب إلى العراق.فهو اتجاه خطير,قاد إلى الاستعمار ويقول أن المجتمعات البدائية والمختلفة هي كذلك" بطبيعتها" وبالتالي يجب استعمارها وتعنيفها بل لربما تقتيلها.
ان تنامي هذه التيارات الشوفينية,التي برزت في كتابات عديدة ومنها كتابات شارل موراس. التي تقول بتفوق الحضارة الغربية وتنادي بالغزو والاستعمار. تنهل من الكتابات الانترويولوجية والجغرافية ، والجيوبوليتيكية,من أجل تبرير وتسويغ الاستعمار والغزو والبحث الدائم واللامتناهي عن المجال الحيوي.
ان كتابات جل المنظرين الجيوبوليتيكيين أمثال : راتزل,ماكيندر,هاوشهوفر,.... أسست مفهوم المجال الحيوي, والمناطق العظمى وبالتالي كانت الأساس الفكري لتبرير سياسات التوسع الإقليمي والإمبريالي.
عموما الجغرافيا السياسية (الجيوبوليتيك) تقدم تنوعا كبيرا للمواقف واختلافا في درجة التطور فهي جد قوية بالعالم الانجلوسا كسوني وضعيفة بفرنسا وألمانيا وايطاليا، ومنعدمة في العالم العربي ودول العالم الثالث. والسبب هو تواجد تقاليد تربوية تهتم بالجغرافية السياسية بشكل قوي في انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، بينما تلاشت هذه التقاليد بالبلدان الاروبية. فيما لازالت لم توجد وتتأسس في الدول العربية ودول العالم الثالث مما يطرح السؤال حول موقع هاذين الفضائيين ضمن "النظام العالمي الجديد"؟

يرى العديد من الباحثين أن العرب كانوا أكثر الخاسرين في أوضاع "النظام العالمي الجديد" الذي دشن الإعلان عنه خلال حرب الخليج الثانية. في أفق تدمير القدرات العربية وقلب الموازين لمصلحة أعدائهم: الإمبريالية والصهيونية. كما تسجل أيضا، الغياب التام لمشاركة دول العالم الثالث في صياغة مضامين هذا" النظام العالمي الجديد".
ومن العناصر التي تؤكد أن هذا النََظام ليس جديدا،.انه لم يغير من نظرته للعالم الثالث بل لازال العالم المتقدم (المركز) يحتفظ بنفس الرؤية لدول العالم الثالث (المحيط) المتسمة بالسيطرة على القطاعات الاقتصادية المهمة الأكثر حيوية.
انطلاقا مما سبق نرى، ضرورة فك الارتباط مع المنظومة الرأسمالية، التي تؤطرها النظرية الواقعية في العلاقات الدولية وضرورة تأسيس وتعميق وعي جيوبوليتيكي و جيوإستراتيجي في العالم العربي,وفي العالم الثالث، من خلال مراكز البحوث ومعاهد الدراسات المتخصصة..



#منير_لخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب السجون و مقاومة الاستبداد السياسي بالمغرب


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - منير لخضر - النظام العالمي والجيوبوليتيك:رؤية نقدية