أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا كامل مدحت - لا وقت لدينا للموت الأن !














المزيد.....

لا وقت لدينا للموت الأن !


رنا كامل مدحت

الحوار المتمدن-العدد: 2148 - 2008 / 1 / 2 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


قرر أحد أصدقائي أن يترك الدراسة وإن الحل المنطقي هو الإبتعاد والعزلة عن هذا العالم "الغريب" باسرع وقت ممكن كل هذا بعد أن أنهى قراءة
"كتاب الضحك والنسيان"
!!!
أذكر كيف إلتقينا يومها
كان يرتدي معطفا رماديا
شعره الطويل مغطى ..
كان يقول دوما " أنا ارتدي الحجاب أحسن من باقي بنات بغداد!!"..يتسابق معي في نعومة شعره وخشونة شعري
في إحدى المرات أحضر معه ثلاث شعرات وقرر ان يدخل في رهان معي ..
من منا يمتلك شعرا ناعما !!
طبعا سألنا أحد اصدقائنا فقال الاخير
شعره أنعم ولكن شعرك أجمل !!
فقرر صديقي إعطائي الشعرات الثلاث وكتب معها
"شعرة للحياة وشعرة للموت وشعرة للتجوال بينهما .. كوني حذرة"
......
تقدم نحوي مهاجما
"أنا أكرهك .. لا أريد أن أعرفك بعد اليوم .. لم تأتين لي بهذه الكتب .. ألا يكفيني مالدي من هموم وأفكار!!"
أعطاني الكتاب
أحسست بالذنب وتأنيب الضمير
أختفى
شهر
وعاد
قرر أن يكمل ما بدأه.. وقررت أن أتوقف عن القراءة لفترة بسيطة

في إحدى المرات وفي خضم إنشغالنا بالتمارين والاعمال ..
كنا نتحدث ونهزأ بفكرة الإنتحار!
قال لي...كان يتحدث بجدية
" إننا مشغولون هذه الأيام
ليس لدينا الوقت الكافي للموت ..لن أموت الآن .. لن تموتي الأن. كفى تهربا من الالتزامات!!"
سكت لبرهة
ضحكنا
..
نحن نخاف من الموت كثيرا ولكننا بحاجة إلى بعض السيطرة
وكانت صدفة غريبة جدا .. حين كنا نحاول عبور الشارع يومها.. وكدنا ندهس من قبل سائق متهور !!
صاح به صديقي
" أعمى!!..قلنا ليس اليوم ..لدينا تمارين وأعمال لنقوم بها"
!!!!!!
منذ ذلك الحين وأنا أطالب الاشخاص الذين أحبهم بقطع وعود لي بعدم الموت الان على الاقل
...
كنت أخاف دوما من فقدان أبي
كنت أقول في نفسي
"ماذا لومات ألان؟!..ماذا سيكون مصيري؟"
نعم ... أنا غريبة الاطوار..اعلم ذلك
في سنواتي الاولى في
كلية
فنون الجميلة
كنت افضل النوم في غرفة الجلوس
احس بالاختناق من رؤية الناس نائمون امامي
كنت اتابع أختي المسكينة طوال الليل
احاول حساب كم الهواء المتبقي لي في الغرفة !!
لذلك كنت اسحب وسادتي واتجه الى هذه الغرفة الفسيحة
اغني .. أرقص .. اتابع التلفاز..اتمرن .. ابكي .. اقهقه ضاحكه!
في احدى الليالي
كنا انا وابي جالسين نتابع
"أجتماع مجلس قيادة الثورة"
ها ها ها ها
غلبني النعاس وانا أتساءل .. لم يتابع بابا هذا الاجتماع..مالجدوى
فتحت عيني ..لاجد ان البث انتهى .. الوزراء والاعضاء عادوا لزوجاتهم وعشيقانهم .. منهكون من كلام القائد الضرورة!!
وابي ممد على الكنبة .. بدون حراك .. اعتقد اني اخذت الهواء المتبقي في الغرفة ..لم يبقى له مايتنفسه
أحسست بضيق شديد .. أدرت وجهي إلى الجهة الأخرى .. ضغطت وجهي في الوسادة الصغيرة .. غرقت في نوبة بكاء عصبية .. تجمعت في ذهني كل المواقف والكلمات ..
هذا النائم بدون حراك ..
بابا
هذا الذي قال
"لاوجود للحظة أبدية .. كل شيء قابل للتغيير .. "
وقلت في نفسي
أه كم هو اناني .. حتى في موته .. الم يكن يعرف انه لاتزال لديه التزامات ..
الست التزاما مهما ..
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم فكرت أيضا الا يجدر بي الذهاب والتأكد .. قد أستطيع إنقاذه!!.. وقلت في حينها ..كلا تأخرت ..
إستجمعت قواي
أدرت رأسي
لأجد أن الكنبة فارغة
زحفت على الارض -انتهكت قواي من كثرة البكاء و الخوف- وصلت الى غرفته .. الدموع والمخاط يغطيان وجهي الصغير
!!
وجدته نائما بسلام
وضعت يدي على جسده
كان يتحرك
قضيت الليلة نائمة بجانب السرير
استيقظ صباحا رأني أخذني الى احضانه
قال لي
" تريدين تموتيني قبل وقت "
!!!!
مجنونة انت
طبعا لا داعي لذكر موقف امي .. كانت تؤنبني على طريقتي السوداوية
!!

ختاما

قال صديقي مرة
" أحبك كأني فقدت شخصا"


* كتاب الضحك والنسيان .. لميلان كونديرا



#رنا_كامل_مدحت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد..
- اوفيليا الصغيرة


المزيد.....




- -وتر حساس- يثير جدلا في مصر
- -قصص من غزة-.. إعادة صياغة السردية في ملتقى مكتبة ليوان بالد ...
- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا كامل مدحت - لا وقت لدينا للموت الأن !