|
الشتائم في حياتنا !!!!!
رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 09:45
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
نمط من سلوك أعراض المجتمع وعاداته!
التفكير في كتابة تحقيق يتحدث عن مفاصل الشتيمة في حياتنا قد يبدو جديدا وغريبا في عالم الصحافة، وقد لا يجد طريقه الى النشر لأكثر من سبب.. لكن ما الذي يمنع المحاولة؟ تعتبر الشتيمة ركنا اساسيا في حياتنا، في البيت والشارع وحتى عبر "الاعلام المريء" كالفضائيات في برامجها المختلفة خاصة السياسية منها. ولا ننسى ابدا ان لغة الشتيمة قفزت وتربعت بين أحضان بعض الأبيات الشعرية لمبدعنا الكبير مظفر النواب الذي ما ان يشتمنا بألفاظ نابية حتى تلتهب الأكف بالتصفيق. والشتيمة غالبا ما تدور في فلك الأم والأدب وعذرا من الجميع تنحصر بين "الحمار والكلب" اللذان هما أكثر حيوانين خدمة للانسان، لدرجة ان الكاتب الكبير توفيق الحكيم دافع بحرارة عن الحمار واعتبره صديقا وأهداه كتابا أسماه "حماري" والكل يعرف صفة الوفاء التي تلتصق بالكلب، فلماذا تنحصر الشتيمة في هؤلاء؟ اضافة الى شتيمة الصفة التي تؤخطر الانسان بالهبل او الغباء او قلة الادب!! الشتيمة جزء من الانسان لماذا نشتم؟ يبدو السؤال بديهيا لكن الاجابات لها نظريات يقول الاستاذ مصطفى ضاحكا: الحقيقة السؤال محرج ومحير ومضحك في الوقت نفسه لكني اعتقد ان الشتيمة جزء من تركيبة حياة الانسان، اي انسان مهما بلغ من مستوى ثقافي او علمي لكن هناك فروقات في طبيعة استخدام الشتائم فهناك أناس لا يمكن ان يتلفظوا بالسباب او الشتيمة الا في حالات الغضب الشديد، وهناك أناس يستخدمون الشتيمة كما يستخدمون كلمة "صباح الخير". الشتيمة حالة دفاعية عباس محمد عبر عن رأيه قائلا: أعتقد ان اللجوء للشتيمة يمثل حالة دفاعية للانتصار على شيء لا نستطيع مجابهته، وهو اسلوب يدل على سادية دقيقة لتهشيم وتشويه الكائن الذي تتصدى له بمعنى ان هذه الحالة تعيد التوازن النفسي الى حد ما وتدل على قصور في مجابهة الانسان، ويبدو ان الشعوب الشرقية اكثر ميلا الى الشتيمة من الشعوب الغربية بوصفها شعوبا تعيش على وهم الانجاز حتى على مستوى الشتيمة، فاللجوء الى اقبح الالفاظ هو قمة العجز، وهذا النمط من السلوك العصابي يكشف عن الخواء الداخلي ومحاولة التعويض عن النقص، غالبا ما يلجأ البسطاء الى النكتة السياسية بصيغة الشتائم والألفاظ البذيئة كنوع من الانتصار السياسي الوهمي لانهم ينفسون عن غضبهم من عدم ارتياحهم للظروف السياسية التي يعيشونها. أمهاتنا عورة!! ابراهيم الحريري "كاتب صحفي" علق ضاحكا: هذا الموضوع فيه كثير من الطرافة، اذكر ان احد الباحثين في مصر تناول هذا الجانب وها أنت توجهين لي السؤال! نعم أكثر الشتائم توجه للأم لأن الأم لدينا تعتبر عورة والعورة مسألة خاصة وحساسة، في مجتمعاتنا اسم الأم وحده يعتبر عورة!! فكيف يشتمها، والقصد بالطبع ايصال اكبر ما يمكن من إهانة للشخص عن طريق شتم الأم والأب ثم لا يمكننا ان ننسى الموروثات الشعبية الشخصية في تاريخنا اما بالنسبة للحمار والكلب فنحن نشتم الاشخاص بها لانها اكثر حيوانين متعايشين معنا! المجتمعات الغربية لا تشتتم الكلب مطلقا بل شتائمهم تعبر عن البذاءة فقط في حالة الغضب او السرور، ونحن ايضا لدينا هذا التصرف اي الشتيمة بالموقف. الشتيمة قلة ادب الاستاذة ذكرى اعتبرت الشتيمة نوعا من قلة الادب والادب مهما كان نوعها، والغريب اننا نحاول ان نربي اولادنا في البيت تربية صالحة لكن عصبيتنا عند مشاغبتهم تضطرنا احيانا لشتمهم وبالتالي يتعلمون لكن هناك فروقات في نوعية الشتيمة حسب البيئة والبيت، فقد تنحصر الشتيمة في البيت بمواصفات الحيوانات لكن لا تستخدم الألفاظ البذيئة ابدا، وهذا أهون الشرين، لكن المصيبة انك لا تستطيع تجنب سماع الشتائم القبيحة في الشارع او السوق فيسألك ابناؤك عن معناها ولا تجد اجابة! الشتيمة ملح الشعوب صفاء ربة بيت ضحكت طويلا وهي تقول: الشتيمة ملح الشعوب أعطيني شعبا لا يشتم، هي متوافرة حتى عبر اجهزة الاعلام، نسمعها في المسلسلات والافلام. ألم تستمعي لسهير البابلي وهي تشتم احمد بدير بصورة مغزلة؟ وتحدث الكثيرون في هذا الموضوع واجمعوا ان الشتيمة متوارثة في كل المجتمعات برقيها وفقدها وثقافتها وتخلفها وتستخدم بوجهين في تبادلنا للنكات السياسية والاجتماعية وهي تعبر عن احساس الفرد بعجزه واحتقاره لجزيئات السياسة احيانا وقد كانت بعض النكات واشعار السخرية سببا في سجن البعض. تبقى الشتيمة جزء من كينونة الانسان يسمعها ويتداولها منذ طفولته من ذوي العربي والغرباء والشارع والاعلام. لكن تبقى اخلاقياته تسحبه بعيدا عن مجاراة مثل هذا الوضع الا في الأزمات مع الغرباء او في حالات الاسترخاء الممتعة مع المقربين الى نفسه. وتبقى الشتيمة ملح الشعوب!
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين تتحرش المرأة بالرجال !!!!!
-
صرخة الحياة !!!!!
-
ما ذنبي أنا ؟!!
-
إغتصاب !
-
حين تتوه الحياة!!
-
الرجل حين تضربه المرأة !!!!!!!!
-
هل نكره الرجال ؟؟
-
المرأة المثقفة عقدة للرجل الضعيف!
-
لحظة واحدة تكفي !!!!
-
وتعطلت لغة الحياة !!!
-
حين عشقني زوجي !!
-
حب على أجنحة الألم !!
-
حكايا حب معاصرة 6 قصص قصيرة
-
نساء في زاوية الرفض!!!
-
الرجل الغائب في حياتنا!!!
-
حين يعذبنااحب !!!
-
المجتمع الشهرياري
-
الهروب من شرنقة الوحده الى بوتقة العذاب !!!!
-
عيدنا والسفر الى القمر!!!!!
-
لا...لن اتزوج!!!!
المزيد.....
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
-
المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|