أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - خارج الأحاديات التي لا تحتمل النقد أو النقاش!!....














المزيد.....

خارج الأحاديات التي لا تحتمل النقد أو النقاش!!....


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2148 - 2008 / 1 / 2 - 11:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هناك اليوم إصرار هائل على الأحادية و على الفهم الواحد و الرؤية الواحدة و على التشديد على ضرورة تجاوز كل الخلافات "الثانوية" في سبيل "القضية المركزية الأكثر أهمية" , هذا يجري باتجاه القبول الكامل بفكرة أو بحالة ما هو بالضرورة قبول غير قابل للتجزئة أو لأي اعتراض و ليس باتجاه الاعتراف و لو بأية مساحة مهما كانت محدودة للاختلاف الذي يصبح و بدون أدنى تردد أساس الاتهام بالعمالة لأمريكا من طرف أزلام النظام أو العمالة للنظام ممن يعتبر أنه يمثل المعارضة و الديمقراطية و إلى حد كبير الشعب وفق منظوره الخاص..في أفضل الأحوال سينظر إليك من يريد أن يظهر بشكل أكثر موضوعية على أنك تمتلك نوايا طيبة رغم أنك ما تزال بالنسبة له في موقع العمالة أي أنك أهبل و هذا أفضل من أن تكون عميل على أي حال هذا لأنك مختلف و تتجرأ على النقد أي على استعمال عقلك و الأكثر من ذلك على التصريح بما تعتقد به , يا لها من صفاقة ! , هذه النظرة الأحادية للوطن و الشعب معروفة عن النظام السوري الذي يستخدمها و كأنه هو الوطن باختصار , تصور مجموعة من الحرامية و القتلة الذين لا يتورعون عن أي شيء في سبيل الحكم أو الاحتفاظ بالحكم و يحتفظون بكرسي الحكم حتى اليوم فقط بفضل سجون و سياط أجهزة القمع السوداء , يدعي هؤلاء أن معارضة قمعهم و سطوتهم على المجتمع هي خيانة للوطن و أن الاعتراض على تجويعهم للسوريين و سرقة طعام أطفالهم و نهب خيرات بلادهم خروج عن الوطنية , طبعا يضع النظام في محاولة لجعل الصورة مقنعة قليلا على الطرف الآخر من الصورة أمريكا بوش أو إسرائيل أو قوى يتهمها بأنها غير وطنية أو همجية لكن ما يحافظ على واقعية هذه الصورة في الحقيقة و بالتالي على وحدانية النظام وحده لا شريك له في سوريا خاصة في أيامنا هذه هو همجية أجهزة النظام..من المؤكد أن هذا الإنسان السوري ضعيف و مستباح إلى هذه الدرجة اليوم و بالأمس أيضا و أن قدرته على الدفاع عن نفسه شبه مهملة بالنسبة للنظام الذي يشعر بحرية مطلقة في أن يفعل به ما يشاء و يقول ما يشاء عن لسانه , كنت أعتقد أن هذه هي القضية المركزية على الأقل لمن يبحث عن حرية هذا الإنسان إذا افترضنا أن على أحد ما أن يتولى هذه المهمة نيابة عن السوريين أنفسهم , أنها تتجسد في عملية تحويل هذا الإنسان إلى أكثر من أن يكون قادرا على الدفاع عن نفسه في وجه أية قوة تريد استباحته , بل في عملية تحويله من عبد تابع إلى سيد , أن هذه العملية هي بكل بساطة المعنى الوحيد لأي كلام عن حرية هذا الإنسان و ليست الحديث عن وحدانيات جديدة ذات منطق مختلف..أبحث عن حجج أسوغ بها إصرار من يعتبر نفسه مدافعا مخلصا عن إعلان دمشق , إصراره على وحدانية منطقه و رؤيته و عمالة كل ما عداه هو فقط , أفترض أنا أيضا هنا حسن النية , ربما بدا أن المجلس الوطني لإعلان دمشق كان اختراقا كبيرا و بالتالي اعتبر أي انتقاد موجه له محرما على طريقة بوش الشهيرة : من ليس معنا فهو ضدنا , لا يوجد أي خيار آخر , و لا يوجد أي شيء خارج النظام أو إعلان دمشق إلا عملاء لهذا أو ذاك , تماما كما يطالبنا البعض صباح مساء بأن نختار بين أمريكا و النظام , أمريكا أو إيران , الليبرالية أو الأصولية , لا بديل آخر !!!..لماذا ؟ ببساطة لأن هذه هي دوما حجة من يريد أن يثبت وحدانيته , أنا أو لا شيء , أنا أو عملاء أمريكا أو النظام , لأن هذا هو أساس القمع الفكري الذي يريد أن ينهي بالضربة القاضية أي نقاش حتى قبل أن يبدأ..هكذا يحاصر أي فكر نقدي أو حتى أية محاولة نقدية من جديد و يكفر و يشيطن و يعلن خارجا عن القانون , حسنا !!..هذا أكثر من منطقي بالنسبة للنظام و هذا بالضبط ما يجعله الأول على قائمة التغيير في حياتنا كسوريين لكي نبدأ بالحديث بحرية دون خوف و لنفكر بحرية و لنحاصر بحريتنا غول الفساد الذي يلون حياتنا بالفقر و الحاجة و النضال المضني من أجل لقمة الخبز..كان رد لجان المجتمع المدني الأكثر عقلانية في كل ما كتب , تحدث عن حوار وطني يتجاوز قمع النظام الذي ما زال يفترض أن هناك حقيقة واحدة هي النظام و وحدانيته و سياساته و بالتأكيد تمثيله للوطن..هذا الحوار ليس ترفا إنه جدل من نوع جديد مختلف لا يحشر الناس بين ثنائيات لا بديل خارجها , إنه حوار يعتمد على أن هؤلاء الناس أنفسهم هم الحكم و هم مصدر الحقيقة..هذا الجدل الذي نتحدث عنه كبديل عن هذا الواقع هو جدل بين أشخاص ذوي شخصيات اعتبارية متساوية , أي يتحدث كل منهم باسمه دون أن يضخم ذاته إلى أن تستوعب الوطن أو الشعب أو الديمقراطية , جدل بين كل الناس و لا يقتصر على مجموعة تكبر أو تصغر , جدل لا يفترض أن الحقيقة هي ملك لأي كان مهما كان , جدل يفترض أن الناس يتمتعون بما يكفي ليفكروا بحرية في كل ما يخص حياتهم و عالمهم و ليقرروا في نهاية المطاف ما يناسبهم وسط جدل حر لا يعرف القيود أو المحرمات أو امتيازات أو وصاية لأي كان..إننا نريد الحرية حرية كل السوريين و هذه الحرية تفترض و تستدعي بالضرورة القضاء على قمع و استبداد النظام كخطوة أولى لا بد منها و لكنها أيضا تفترض أن نبدأ بالتفكير على نحو مختلف و خاصة عند النظر إلى أنفسنا و إلى الآخرين و لا سيما ملايين الناس العاديين..يصر النظام أنه خارج إطار طاعته لا وجود إلا للخونة و يصر بعض من يدافع عن إعلان دمشق بشكله الحالي أنه لا يوجد خارج إعلان دمشق سوى أزلام النظام , لكن في الواقع يوجد هناك عشرون مليون سوري مهمش مسحوق مقهور خارج إطار النظام و إعلان دمشق , هؤلاء هم من يجب البحث في حريتهم , لا أن يمنحوها منة من أحد بل أن نضع أيدينا في أيديهم , نسير معا درب الآلام الضروري إلى الحرية , هكذا نفهم نحن على الأقل عذابات الشجعان الذين يعتقلهم النظام اليوم و بالأمس و منذ عقود , على أنها عذابات الولادة و ليست سكرات الموت , موت الحرية أو اغتيالها....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على المعارضة أن تنظر إلى الوراء قليلا , الشعب السوري قادر عل ...
- ثرثرة عن القوة و البشر
- لحظة ظهور الإسلام
- بيان للتضامن مع الأناركيين و الحركات الاجتماعية الفنزويلية.. ...
- نحترم تضحياتكم..أنتم أعزاء علينا لكن الحق أعز..ليس باسمنا
- أطلقوا سراح الطلاب الإيرانيين
- اقتصاديات المشاركة : الحياة بعد الرأسمالية
- من أجل شرق أوسط جديد....
- بين الحرية التي يتحدث عنها بوش و وطنية النظام السوري...
- حاول تفهم !....
- خيار الانتفاضة الشعبية
- في مواجهة قمع النظام
- القذافي بعد نجاد
- البحث عن -سادة ديمقراطيين-...
- إيريكو مالاتيستا - الديمقراطية و الأناركية
- ميخائيل باكونين 1867 - السلطة تفسد الأفضل
- بيان إلى محكمة ليون من الأناركيين المتهمين
- تعليقات أولية على المجلس الوطني لإعلان دمشق
- بيان اليسار التحرري
- قلق عميق


المزيد.....




- ترامب يهدد بالانسحاب من مفاوضات وقف الحرب الروسية الأوكرانية ...
- مدفيديف يدعو الاتحاد الأوروبي للتصرف بحكمة والسير على خطى وا ...
- مؤسسات غزة التعليمية تتحول لأماكن نزوح
- روسيا وقطر وإيران.. وساطات للشرق والغرب
- مقتل 80 شخصا بقصف أمريكي على الحديدة
- اجتماع سري في باريس: مساعٍ إسرائيلية للتأثير على الموقف الأم ...
- صوت الشارع يعود في اسطنبول: تظاهرات للإفراج عن معتقلي الاحتج ...
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من استهداف جنود وآليات إسرائيلية في ...
- الخارجية الروسية: السلطات الأوروبية تواصل إخافة شعوبها بـ-حر ...
- الخارجية الأمريكية: نتتبع معلومات موثوقة تتعلق بهجمات وشيكة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - خارج الأحاديات التي لا تحتمل النقد أو النقاش!!....