أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسي الطيب - بوتو ... بأي ذنبٍ قُتلتْ؟














المزيد.....


بوتو ... بأي ذنبٍ قُتلتْ؟


منسي الطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أكنْ أعرفُ عنها الكثير ، وليس مهماً أن أعرف ، لكنها مهما كانت فهي في النهاية إنسانة كان لها أمل في الحياة وطموح وأماني وروح لا تختلف أبداً عن روح حواء التي لم تعجبها فاكهة الجنة الأوربية بكل أنواعها وصنوفها ، فآثرتْ عليها تفاحة الشجرة الملعونة. ليتها سمعتْ قول العرافة أنْ لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين. ليتها لم تكن مسلمة وليتـنا لم نكن مسلمين ، وليتها لم تكن باكستانية ، وليتنا لم نكن عراقيين ، وليت باكستان لم تكن في يوم من الأيام وهابـية. وليتها لم تؤمن برب خلقها وتركها تواجه مصيرها المحتوم على يد أخيها الأنسان القاتل وسياراته المفخخة. هذا الإنسان الخليفة الذي مثـّل إلهه شر تمثيل على هذه الأرض الملعونة التي خـُلق عليها ليُقـتـل ويُدفن فيها وتـُدفن معه روحُ الله المُتـكسرة في اضلاعنا والمحترقة بنيران الحروب البشرية المتواصلة. ليت هذا الإنسان لم يكن بشرا ولا اخاً للجوهرة أو قوّاداً محترفاً للشيخة موزة ، وليت هذا الرب المستوي على العرش الجالس على البحر والنازل إلينا من سمائه السابعة في كل ليلة جمعة على حمار أبي هريرة الأسود الأعرج لم يكن في يوم من الأيام رباً لهذه الإنسان السافل. وليته لم يُسمّ ِ هذا المخلوق المجرم الدموي بالأنسان. ليته قد سماه بأقرب الأسماء الى فعله وسلوكه وعشقه للإجرام: قاتل ، سافل ، رذيل ، مغتصب ، جاهل ، إرهابي ، صدامي ، بدوي ، وهابي ، كلب ابن ستين كلب ، وليس انسان.

يقولون انّ (ليت) قد زرعوها ، لكنها لم تخضر. وأعتقدُ انهم قد زرعوها بوادٍ غير ذي زرع. هو نفس الوادي الذي هرب إليه ابـراهيم ، وليته قد هرب الى وادٍ من أودية روسيا الجميلة أو الى غابة من غابات هولندا الآهلة بطيور الحب وعصافير جنة الدنيا ، أو حتى الى صحراء لاس فيكس وتركنا نعبد آلهتنا الذين كنا في زقــّوراتهم آمنين مطمئـنيين بعيدا عن دين ذرية إبراهيم وأبنائه الظالمين المفخِخيين واحزمتهم الناسفه. لكان على الاقل أراحنا هذا النبي الرحيم من مشقة الحج الى تلك الصحراء القاحلة والنظر الى تلك الوجوه العابسة الغاضبة المستـنـفـرة ، ولكنـّا بدلا من ذلك نذهب الى روسيا أو امريكا لأداء فريضة الحج الواجبة علينا ، ولتقربنا الى الله اكثر برؤية وجوه نورانية جميلة غير تلك الوجوه السعودية التي لا يتمنى أحد ان يراها ابدا. وهو أكيد نفس الوادي الذي فدى اللهُ اسماعيل فيه بكبش عظيم ، ثم نفذ كلُ ما عند الله من (كبائش) وخرفان ولم يعد باستطاعة هذا الرب أن يفدي أحدا من خلقه بعد اسماعيل ولو حتى بفرخ دجاجة مريض.

وليته لم يفـدِهِ أبدا. فقد اصبحنا واصبح العالم كله بجميع أجياله ، بسبب هذا الفداء ، كبشا واحدا رخيص الثمن لا يعرف متى يتخلى عنه الله قربانا وأضحية لسكاكيـن الذبّاحين من اللادينيين والزرقاويين القادمين الينا من ذلك الوادي بفلسفة الذبح وسايكولوجية النحر والأضاحي ليبرروا ذبح الانسان وتفخيخه وتفجيره قربة وفداءً لإله اسماعيل ودينه الحنيف.

لقد أصبحنا بسبب هذا الفداء، نقدم القرابين تلو القرابين والدماء تلو الدماء والاجساد المتناثرة تلو الاجساد والرؤوس المقطوعة والمرفوعة على رماح من جعلهم الله خير امة أخرجت للناس. هذا الوادي الذي اخرج الينا اسماعيل ومحمد ابن عبد الله وعلي والحسين وابا ذر هو نفس الوادي الذي أخرج الينا يزيد ابن معاوية ومحمد ابن عبد الوهاب وبن باز وبن جبرين وبن لادن وابناء آل سعود. هذا الوادي الذي اخرج للعالم رحمة الله المهداة هو نفسه قد اخرج النقيض والضد والند من الحثالات الهاربة من الصابون بسيارات الموت المفخخة.

سبحانك يا ربي! لا اعتراض على حكمتك في أي وادٍ أجرب تضع رسالتك ، لكن صبرنا وحلمنا قد نفذ كما نفذتْ جميعُ كبائش الفداء والأضحيات التي كنتَ تفدي بها مَن تشاء من خلقك وآن للعالم كله ان يصرخ ويقول: انقذوا الانسان من وحوش هذا الوادي ، فبأي ذنبٍ نـُقـتـل ونذبح كل يوم بسيوف وسيارات هؤلاء الارهابيين الوهابيين القتلة.



#منسي_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعراء الرافضة وشيوخ الصحراء


المزيد.....




- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسي الطيب - بوتو ... بأي ذنبٍ قُتلتْ؟