كلنا يحب الوطن .. ولكن يبقي السؤال ..كيف ..؟؟!!!

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

جميعنا في مملكة البحرين يحب وطنه .. فهذا يحمل حجرا وآخر يحمل عصى وآخر يحمل قلما..!! وهذا يبنى وآخر يهدم وآخر يمدح وآخر يشتم .. !!! البعض يعتبر الوطن كالدجاجة تمنح بيضا و آخر يعتبر الوطن بقرة حلوب .. وآخر يعتبر الوطن كنزا لابد من سرقته وآخر يعد الوطن أرضا استثمارية لابد من بيعها …!!! وفى خضم هذا و ذاك .. جميعنا يدعى انه يحب الوطن ولكن على طريقته أو بالأحرى على حسب مصلحته وهواه ..!!! الكل يريد أن يأخذ ويأخذ ويأخذ .. ولكن هناك قلة تحب أن تعطي وان تعطى و بلا حدود ..!!! جميعنا نحب الوطن .. نفرح بفرحه ونحزن لحزنه .. ولكل منا آمال صغيرة متواضعة يرجو أن تتحقق في عمل شريف و في سكن نظيف وفى مجتمع محب صادق تسوده العدالة و الأمن و الاستقرار.. ويبقي سؤال من منا يحب الوطن بصدق وأمانة ..؟؟؟!!! من منا يحرص على أن تظل شمعة الوطن مضيئة تبعث دفئا وحياة وأمل.. شمعة .. تنعم بالهدوء و السكينة و الاستقرار .. البعض منا من يرغب في تحويل هذه الشمعة المضيئة الساكنة إلى شعلة مستعرة ..!!! أو إلى نار تحرق و تدمر وتبحث الحزن و الخوف في قلوب الصغار والكبار من أبناء الوطن الواحد..!!! والبعض منا من يحب وطنه .. و لكنه يعمل على أن يطفئ الشمعة ويعيش أو يعبث في الظلام لأجل مجرد مصلحة شخصية رخيصة ..!!!
البعض يقول شعرا في حب الوطن بالنهار.. وشتما أو تخريبا في الليل …!!!
هل أصبح حب الوطن .. مجرد شعار .. يتغنى به في الأشعار والمدائح و المناسبات و الأعياد …؟؟!!! هل أصبح حب الوطن مجرد ترنيمة يترنم بها كل مترنم.. ويأخذ الأجر في نهاية الحفل ..؟؟!! البعض من الذين يحب الوطن رفعوا شعار الطائفية .. وآخرين من من يحب الوطن رفعوا شعار العصبية واخرين رفعوا شعار الديمقراطية .. وآخرين رفعوا شعار العدالة و آخرين شعار الحق .. حتى أصبحنا اليوم في إشكالية غريبة كل منا له انتماء أو فئة أو جماعة أو طائفة أو قبيلة أو سياسة أو ثقافة أو توجه أو مجرد هوى .. وتناسوا مكانة الوطن وقيمته من كل هذا .. !!! ماذا يعنى الوطن ..؟؟!! البعض يرى أن الوطن هو مجرد طائفة وآخرين يرون أن الوطن هو لفئة خاصة..وآخرين يرون إن الوطن يمثل قبيلة .. .. وآخرين يرون إن الوطن هو توجه ..وغيره ..!! حتى اختلطت الأوراق في ماهية الوطن ..بين هذا و ذاك .. فأصبح الوطن في فكر البعض مجرد كنتونات وفروع وأوصال مختلفة متفرقة ..!!! الجميع ينادى بالوحدة الوطنية .. والجميع ينادى بان الوطن للجميع .. وان الوطن فوق الجميع .. وان الوطن .. وان الوطن ..وان الوطن .. !!!
إن الوطن محبة .. إن الوطن إخلاص .. إن الوطن استقرار ..إن الوطن عدالة .. إن الوطن حياة كريمة .. إن الوطن امن وأمان .. إن الوطن قلب كبير ..مفعم بالحب ومفعم بالحياة … فكيف نحافظ عليه ..؟؟؟!!!
عندما دخلت علينا … بما يسمى بالديمقراطية … استبشرنا خير .. لكونها ستكون درعا ووقاية وسندا للوطن من ضعاف النفوس .. من المصالح الشخصية .. ولكن ما يسمى بالديمقراطية دخلت معها خفافيش الظلام وغربان النهار ..!!! دخلت علينا مصطلحات وطلاسم ..لم يكن يعرفها المجتمع البحريني الطيب المسالم البسيط .. دخلت علينا السياسة ( مصلحة الذات ) والسياسة الرغم من تفرعاتها وتشعبها إلا إنها تنصب في بوتقة لا تعرف الأخلاق ولا تعرف القيم ولا تعرف المثل العليا ..!!!
في مملكة البحرين ومع دخول ما يسمى بالديمقراطية دخلت معها الكتل و الأحزاب والجمعيات السياسية المتفرقة وبعض الأحيان المتناحرة تارة في الخفاء وتارة على العلن.. وجميعها تدعى حب الوطن .. !!! فهذه إسلامية وأخرى ديمقراطية و أخرى وسط وأخرى وفاق وعدل و حق..!!! ولكنها في نفس الوقت لا تمثل سوى منظومات ايدولوجية .. مختلفة ..!!! فعلى سبيل المثال الكتل الإسلامية .. فهناك أصولية و هناك سلفية و هناك معتدلة أو متوازية..!!! ومن المؤسف إن جميع الكتل والجمعيات و الأحزاب يرى نفسه انه على صواب و انه أكثر حبا للوطن من غيره..!!! والدليل استحالة الدمج بينها ..!!! من إن الهدف واحد وهو حب الوطن والعمل على رفعته و سلامته ونشر العدل و المساواة والأمن و الاستقرار.. فالوطن سفينة ولكنها اليوم بين أمواج عاتية منها محلي و منها اقليمى و منها دولي ..!!!
في هذا الوضع الشائك هناك وطن وهناك حكومة تديره .. وهى أيضا تحب الوطن …!! وهذه الأخيرة لا تمثل حزبا ولا كتلة و جمعية.. !!! فهي حكومة مستقلة بذاتها ..تتطلع كافة الأحزاب والكتل و الجمعيات في ودها و قربها ورضاها ..!!! وهذه أيضا مشكلة ..!!!
تقارير كثيرة محلية سابقة و معاصرة قد بينت خلل واضح في أداء الحكومة وسلبيات كبيرة وفساد إداري و مالي.. حتى النواب الأفاضل قد ذاقوا ذرعا من مقترحا بتوصية أو قانون برغبة .. وما شابه .. فهي جميعها مرهونة بموافقة الحكومة أو رفضها أو مجرد تعليقها ..!!! وهى حقيقة ثابتة نص عليها الدستور المعدل فى بنوده ..!!! منذ مدة تقدم النواب ممثلي الشعب بضرورة تصحيح أوضاع المتقاعدين..وقد وصفها بأنها أوضاع مأساوية ..!!! بالإضافة إلى وجود ذلك التميز بين متقاعد حكومي و متقاعد غير حكومي ..!!! ولكن للحكومة رأي آخر بالتأكيد ..!! حتى إن واقعة انسحاب بعض النواب من جلسة سابقة اعتبرتها الحكومة تحديا لها .. وبالتأكيد ستقابل التحدي الضعيف بتحدي القوى ..!!! ومن الغريب إن كبار ممثلي مجلس النواب اعتبروا الانسحاب بأنه أمر مؤسف ..!!! وانه لا يجوز ..!!! وهذا دليل أخر على إن من بالمجلس أيضا من يبحث عن ود الحكومة وعن رضاها عنه..!!!!
جميعنا يحب الوطن .. ولكن يحبه على حسب مفهومه الخاص أو حسب مصالحه ومكاسبه…!!! إن مفهوم الحب العام مصدره القلب ومن ثم الجوارح ومن ثم الأفعال.. فمن منا يحب الوطن ..؟؟!! فحب الوطن هو قمة العطاء .. فمن منا يعطى و لا يأخذ ..؟؟!! ومن منا يعطى كثير ويأخذ قليلا ..؟؟!!! ومن منا يعطى قليلا و يأخذ كثيرا ..؟؟!! و من منا من لا يعطى شيئا ولكنه يأخذ وبلا مقابل ..؟؟!!!
ويبقي السؤال من منا يحب الوطن .. وكيف ..؟؟!!

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات