أكاديوس
الحوار المتمدن-العدد: 2146 - 2007 / 12 / 31 - 10:53
المحور:
الادب والفن
سألني صاحبي مرة ..
ما الفرق بين ممالك السنة القمرية
وممالك السنة الشمسية ..؟
قلت ..
مثل الفرق بين الإستحمار الجمعي
والإستذئاب الفردي
خير الممالك يا صديقي
ممالك الحب والكلمات
فلولا الحب ما كانت الكلمات
ولو لا الكلمات ما عرف الحب
فالكلمات سكك الحب
التي لا يمكن أن يصل دونها
والكلمات عابرة للقارات
كالموسيقى
فقد عبرت إلى الشمس ..
ونامت معها ..
فمنحتنا ألسنة من نار
لا تسكن في بيوتها
قبل أن يطأ الإنسان جسد القمر
بآلاف آلاف الكلمات الضوئية
ولهذا تحاربه أنظمتنا الديمقراطية
فتراها تقدِّم أصحاب الكلمات الحرة
قرابين على منصات الإعدام
والكلمات نزف الأقلام
وهي عندنا من أسلحة النور الشامل
يحاربها الحكام ..
أكثر مما يحاربون إخوانهم اللصوص
وتحاربها الشيوخ ..
أكثر مما يحاربون إخوانهم القوادين
ويصادقها الغرب الكافر..
ويكسب ودها
وللكلمات دلال الأنثى
وفحولة الرجل
فتراها تصبح كتاباً ..
قبل أن يرتد سيف الجلاد إليه
وهي من صنعت شهرزاد
تسافر بنا إلى عوالم لم يصلها مكوك فضاء
تستخدم الحبر وقوداً
فهي من حزب الخضر
رغم أنها تكتب بكل الألوان
والكلمة أنثى مفترضة
أي أنها لم تصبح مواطنة من الدرجة الأولى
كما هي حال النساء في بلادنا
رغم ذلك فهي قادرة ..
على أن تخترق مساماتك بنظرة
تحيلك كائنا مخملياً
أو توقظ إنسان الغابة النائم فيك
تربك كل طرق الأعصاب لديك
تقلب قناعاتك الثورية ..
إلى الحلول الاستسلامية
تغير مسيرة تأريخك
والجملة مشحوف أسود
يشطر سيقان القصب العاري
حتى ملتقى القمرين
سفينة نوح
تحمل آلاف الفئران
تتقافز كالأطفال
والأقلام يحملها الناس
كما يحملون أشيائهم الغريزية
كموظفي الحكومة..
هناك الموظف المبتدئ
والمتمرس والمتقاعس
والمرتشي والمتقاعد
وكما الناس أنواع
وأشيائهم أنواع
كانت أقلامهم أنواع
قلم يحمله الأستاذ
قلم لا يمكن أن يحمل
قلم يحمله الشذاذ
قلم يقتل صاحبه
قلم يحبس
قلم يلبس
قلم يعبد
قلم يعبد
قلم يحشر
قلم ينشر
قلم يقصر
قلم يكسر
قلم يخشى
قلم ينسى
قلم يثقب سقف الرب
كي يغزو أفكاره
قلم يبني قصر الحب
قلم يرتاد الحانات
قلم يحيى في الصحراء
قلم يمشي فوق الماء
قلم ينام .. ..
يموت على قارعة الطرقات
قلم
قلم
.
.
(وقلم أحمر يجلجل )..
.
ذاك قلمٌ
يعطيه الرؤساء
يا صاحبي
لشعوبهم المقهورة
في رأس السنة
[email protected]
[email protected]
#أكاديوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟