أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - 11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة














المزيد.....

11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 664 - 2003 / 11 / 26 - 04:15
المحور: الادب والفن
    


بالأمس، وفي مساء هولندي بارد، تناهى الى مسامعي صوت من ينشد( ماجينه يا ماجينه، حلي الجيس وانطينا!)،وفي الدار أحضرت ابنتي الفانوس الذي ستحمله معها، واعدتْ كيسا فارغا سيمتلئ بأنواع الحلوى بعد قليل .
 وبفرح خرجتْ مع الأطفال  ليضيع هتافها بين عشرات الأصوات، خرجوا بقناديلهم الملونة،يجوبون الشوارع ،ويطرقون الأبواب في احتفال و عيد غنوا فيه أغاني مختلفة للمناسبة:
 
يوم 11 نوفمبر
                                          يوم تتقد فوانيسنا
و فيه سنجمع حلوى كثيرة
ونذكر الناس بالقديس سنت مارتن
وهو يقطع معطفه بالسيف
ليقاسم الفقير الدفء والمحبة

و ترنيمات أخرى تحكي قصة رجل الدين الهنكاري الأصل محب الخير الذي اقتسم ذات يوم معطفه مع احد الفقراء.
منذ قرون طويلة يخرج أطفال هولندا في هذا اليوم للتذكير بأهمية العطاء،ولإحياء ذكرى الرجل الذي مات في يوم 397-11-11   ميلادي.
في مدخل بابنا وقفت مجموعة أطفال وضج ممر العمارة بصراخهم باللكنة الهولندية ( ما جينا يا ماجينا  !!)، وكانت مفاجأة أعدتها احد الجارات مع اطفالها بعد ان سمعت بعودتنا من العراق.
واستغربت من معرفتها بهذه الأغنية،فأخبرتني انها تهتم بالشأن العراقي وتجمع عنه المعلومات، بدأب هولندي حثيث، وشجعها على ذلك أحاديثنا الطويلة عن ارض الميسوبوتاميا!.
ودامعا بالحنين حكيت لها عن انتظارنا قديما لهذا اليوم بلهفة عام كامل، وكيف اعتدى الدكتاتور وزمانه على طفولتنا وأفراحنا،وحتى لا ينقلب المساء الى نزف من موروث العزاء العراقي، غيرت الموضوع سريعا، فقلت لها: ان هذا اليوم من التقويم الميلادي لا يصادف تطابقه مع التقويم الإسلامي إلا مرة كل قرن تقريبا، ومن النادر ان تجتمع ليلة الماجينه بمثيلتها في هولندا.
 و سرعان ما شدّتني الذكرى بعيدا صوب العراق.. وليلة الماجينه هناك.

ماجينه  يا  ماجينه
حلي الجيس وانطينا
انطونا الله ينطيكم
لبيت مكة يوديكم


يا أهل السطوح
تنطونا لو نروح


هذا الصباح صادفت الجارة الهولندية ،شكرتها على مفاجأة يوم أمس وسألتها:
- أرجو ان لا تستغربي من سؤالي، انه سؤال فقط، سنت مارتن قديس مسيحي، وكما اعرف أنتِ يهودية، هل تعلمون أطفالكم كل شيء؟.
تبسمت وطال وقوفنا على الطريق، وهي تحدثني عن الديانات الأخرى وعن العولمة والعالم الجديد، ودين الإنسان وحقوقه،دون أدنى حساسية دينية او عقد طائفية!، وكنت اكيل لها بالأسئلة التي اقرأها في كتابات مفكرين عرب من دعاة العداء لليهود!، خاصة وهي تذكرني بملاحظة قلتها يوم أمس عن تصادف التقويم الميلادي مع الهجري في مناسبة نادرة يحتفل فيها المسلمون في شهر رمضان، ويحتفل بها الهولنديون في يوم سنت مارتن، بفكرة العطاء ومشاركة الفقراء في الجوع والبرد.
قالت: كان من المفترض ان يكون عيدا في هولندا يضم الهولنديين والجالية الإسلامية.
قلت: حقا فلا يمكن ان يعيش إنسان في هولندا ليشهد مثل هذا اليوم مرة اخرى، انه يوم يشبه الى حد بعيد مرور المذنب هالي في سماء كوكبنا!.
وهنا وددتُ (و بخبث ما قرأته مؤخرا) ان اختبر المعلومة التي يتناقلها العرب منذ 1986 عن حزن اليهود  يوم مرّ المذنب هالي في المجال الأرضي، في دورته التي ستكون ل 76 سنة . وأخبرتها عن ما تنشغل فيه صحف ومواقع عربية من  ان دولة إسرائيل التي تأسست سنة 1948 وقت بدأ المذنب دورته الاخيرة ،ستزول وفق هذه الرؤية سنة 2022، حسب حسابات خاصة للسنة القمرية والشمسية! .
وبهدوء تام تبسمت قائلة: انا لا أؤمن كثيرا بكتب الدعايات ، ولكن يمكن  ان يثبت من يهتم من العرب شيئا اخر بكل ثقة من آخر استطلاع للرأي في اوربا عن إسرائيل وما اثبته من نسبة كبيرة ترى فيها مصدر خطر وعدم استقرار.
وبصوت منخفض أردفت : عادة انا لا اخبر عن أشياء سياسية تخصني لكني اعتقد ان هذه النسبة فيها نوع من الدقة. وفيها رسالة الى العرب قبل اسرائيل.
ومضت الدقائق سريعا، وقبل ان استمر في طريقي  شكرتها مجددا عن أمنيات تمنتها سابقا  لشعب العراق.
قالت : سنحتاج وقتا أطول لنتحدث عن رحلتك الى العراق.
قلت: شكرا لك لقد تعلمت منك اليوم شيئا جديدا عن اليهود، وتعلمت من يوم 11 نوفمبر.
قالت: أنت أيضا علمتني أشياء مختلفة عن المسلمين  يوم 11 سبتمبر وبعده.

12-11-2003
 



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى بغداد
- لا ينقذ النخاس من نخاس
- جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية
- ايها العرب.. -تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
- رسالة الى الكاتب بسّام درويش
- في ذكرى ميلادي/ النكسة
- 175872 ساعة من العزلة
- محطّ الأماني في معرفة الكبيسي الاول والثاني
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 11
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين -10
- ليمهلنا الموت
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حل ألكتروني لتجنب الحرب
- حوارات المنفيين
- متابعات صحفية


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - 11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة