أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - عام مضى , وعام سيمضي0














المزيد.....


عام مضى , وعام سيمضي0


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2145 - 2007 / 12 / 30 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما سيُفاجؤنا العام الحالي, بمأسات جديدة ٍ قبل نهايته المتبقية فهو عام غير مؤتَمن , العام الذي سيولي جلب لنا كل الويلات نحن أبناء البشر , وكذلك الأجناس الأخرى من الحيواة الأخرى , فلم يكتفي بالشر المستطير الذي بَلَى به أبناء البشر , بل أذاق الطبيعة الويلات , كل ذلك بسبب سيّدهُ الإنسان الذي يختلف عنا نحن أبناء الإنسانية / أخانا الذي في الأرض / ذاك النهم الجبار الذي لم يرتوي من دم البشر , ولم يشبع من التهام الدولارات , رجل السياسة الأهوج , وسيد المال الذي سادته الأموال , العام الذي ولى جلب لنا الجوع واليتم والفقر , وأفقد الحبيب حبيبته , والأم أطفالها , والآباء عن أبنائهم , أجرى الدماء , وهتك أعراض النساء, ولم يكتف ِ بهذا التاج الذي لا يليق إلا ّ برأسه الخَرِب , تاجه الذي رصّعَهُ بالجماجم , وصبغه بدماء الناس, لن يكون مقتل الإنسانة العظيمة – بنازير بوتو – هو آخر نهمه إلى الدماء , رغم أنها جاءت إلى بلادها متحدية الموت وضاربة أروع المثل على أن المرأة , قادرة أن تكون أفضل بكثير من الرجال الجبناء الذين يحتمون وراء حثالة البشر من مجرمي العسكر, إذ كانت بين محبيها وناسها , وفضّلت أن تموت دفاعاً عن حريتهم , لا قمعاً لحريتهم , كما هو حال كل أنظمة الطغاة في العالم 0 عندما شاهدت منظر عرسها البهيج في وسط أحبابها , تأكدت كم هي عظيمة المرأة , عندما تختار طريق الحق والحرية , وحزنت لا لرجال بلادي , بل لنسائه , اللواتي يُلهونهن بأحط أشكال القيم البالية , لهذا الرجل العربي الذي ينضح جهلاً وفضيحة , والذي أهان نفسه أمام الحياة والتاريخ , وهو يهين المرأة في بلادنا , بإلهائها بالأكاذيب والقيم الخرافية المتعفنة , الأكثر بؤساً أن المرأة تذهب إلى الجلد بقدميها , وكأنها أدمنت الإهانة , منذ بضعة أيام , مررت لشراء مواد منزلية , من أحد معارفي القدماء , وكان هذا الرجل الذي يحمل شهادة علمية عالية / سجيناً سياسياً / وبعد أن تحدثت معه بالشأن العام – شعرت أنني أمام شخص ٍ مُدَجّن ٍ لدرجة القرف , فقلت في نفسي , يا الله , كيف يقبل هذا الرجل كل هذا الذل بعد أن أذاقوه كل أشكال الذل , أي شيء بعد يخسره هذا الإنسان ليجعل من نفسه إنساناً ذليلاً بهذا الشكل, وتذكرت القمع , نعم أنه القمع الهمجي , هو الذي يعادي الإنسان ويجعل منه آلة بلا إحساس , وهذا ما ينطبق على أغلب الناس في البلدان ذات الأنظمة الديكتاتورية , لأنّ ناس هكذا بلدان , يكونون أناس من نوع خاص , بما أنهم فقدوا جوهر إنسانيتهم , تراهم يتلونون بكل ألوان طيف الانحطاط والخذلان , وهذا ما يجري في أغلب البلدان العربية والإسلامية , ففي ظل القمع يتحولون إلى فئران لتجارب الطغاة , وعندما يُزال النظام , كما حدث في العراق , يزداد سعير " مرض الكلب " لديهم فيبدأون بنهش لحوم بعضهم بعضاً , بدلاً من أن يتوحدوا ضد كافة أشكال الظلم والاستغلال, لتحقيق إنسانيتهم وكراماتهم , بل والأكثر بؤساً أنّ البعض منهم , يحن إلى عالم الطاغية الذي ولى , شيء عجيب هو عالم الإنسان 0 نعود إلى عامنا الذي لَوث يديه غير المباركتين بدماء الأبرياء, والذي سوف يشدّ من عزيمة " أخيه" العام القادم ليستمر في تأجيج الشرّ مستفيداً من أخيه الأكبر / 2007/ عام المآسي والكوارث والقتل , فاللعنة ضد إنسانية الإنسان هي عنوان هذا العام , في فلسطين , والعراق , ولبنان, وكردستان , وأفغانستان , والصومال , والجزائر , والويل لأكراد تركيا إذ تجمع ضدهم , الكرم واللئام , ولا زال يُسَبّح بحمد الله الذي يُبارك صناعة الموت , ربّ هؤلاء القتلة- لا ربنا , فالأهم سيد المال والأعمال , وداعم لكل أعور ٍ دجال , بينما ربنا هو , رب الذاهبين إلى الحق والعدالة ( رب أبو ذر ٍ الغفاري ) وكل طلاب العدل ورفع كرامة الإنسان , فأنا أعرف تماماً أنه كلما " أزداد الأغنياء غناً , ازداد الفقراء فقراً " وأعرف كذلك أن ّ المظلومين في الأرض , ليس لهم من ربّ يحميهم غير العدل والمساواة في الحقوق, بما في ذلك النظام الذي يحمي حقوق الأطفال والنساء , ويُؤَمِّن كرامات الناس , على أن يرتبط ذلك بالقوانين التي يسنها أشراف القوم وأهل الحق , من أهل اليسار, كل ما أريد قوله هو أن العام الذي ولى ملعون ككل الأعوام التي سبقته , والحكام بدأوا يبتعدون عن شعوبهم , ليس في عالمنا الشرقي فقط , بل في كل أنحاء العالم , وقضية الناس والحياة , كجوهر للوجود , لم تعد هي الأساس , حتى عند أكثر الأنظمة في العالم التي تدعي الحضارة , فعلى البشر في كل مكان من العالم أن يدقوا ناقوس الخطر , لا ضد الحروب والويلات فقط , بل ضد كل ما هو ملوِّث للإنسان والطبيعة , وكل ما هو مخرِّب لحياة البشر والكون , من تسابق محموم , لامتلاك المفاعلات النووية , والجرثومية , والأسلحة الفتِّاكة بحجة الحضارة والعلوم , وحاجة البلدان والشعوب إلى ذلك , هذا هو الخطر بعينه , فليقف العالم كل العالم ضد هذا البلاء , وضد هذه الشركات العالمية الكبرى التي ارتبطت مصالحها مع مصالح أنظمة كبرى , ترعاها وتسوق لها بحجج مختلفة بخلق المشاكل والحروب لتسويق هذه البضاعات القذرة , والتي هي في جوهرها ضد جوهر الحياة بكافة أشكالها على الأرض , فيا أيها الناس أنهم يدسون لكم السم في الدسم, فا حذروا هذا الطغيان, الذي تصدَّره ضدكم هذه الوحوش الحديدية , المتمثلة بأنظمة الطغاة الكبار في العالم , عبر أذرعها التي تصل إلى بيوتكم , فهل نستطيع أن نجعل العام القادم , عام الوقوف بوجه الدمار الإنساني , الذي تُخَلّفه أنظمة الطغاة الكبار , وزبانيتهم الصغار , وضد الحروب بكافة أشكالها ومن أجل الخلاص من التناحرات العرقية والقومية والطائفية , مجرد سؤال للعام القادم 0
* رغم أني متأكد أن أصحاب الشر في هذا الزمن هم الغالبون ..



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصيات المريبة -2-
- هل لمحمد معجزات؟
- حوار مع الشاعر : عايد سعيد السراج
- الشخصيات المريبة-1-
- حكي بردانين
- الحوار المتمدن منارة الحرية
- الشخصيات المريبة
- القراءة الناشئة من اختلاف اللغات
- جمعية سي السيد , ومأساة فتاة القطيف0
- تعدد القراءات واختلافها في القرآن -1-
- تعدد القراءات واختلافها في القرآن
- جدلية العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية
- حول بقية القصص القرآنية
- حوار الأحرار
- المرأة الشيطانية
- تموت البلاد على أبواب بغداد
- الفرق بين قول اليهود وقول النصارى في صلب المسيح
- قصة المسيح عيسى بن مريم
- محمد غانم, والبطل المأزوم0
- استنظار إبليس


المزيد.....




- بوتين يعلق على طلب ترامب بضمان سلامة جنود أوكرانيا في كورسك ...
- إدارة ترامب توجه تحذيرا جديدا لحماس بشأن المقترح الأمريكي لت ...
- مراسل CNN يشرح ما سيحدث بعد رد حماس على مقترح أمريكا
- هل انتهت أحداث العنف في الساحل السوري؟
- بعد تعيينه قائدا للجيش اللبناني، من هو العماد رودولف هيكل؟
- اتفاق تاريخي في ألمانيا حول الديون لبدء تمويل الإنفاق الدفاع ...
- مدفيديف: سيتم تدمير القوات الأوكرانية في كورسك دون رحمة في ح ...
- الولايات المتحدة: طرحنا مقترحا لتمديد الهدنة في غزة وحماس -ت ...
- نظام كييف في حالة صدمة بعد تصريحات روته عن عضوية أوكرانيا في ...
- أكثر من 50 جامعة أمريكية تواجه تحقيقات كجزء من حملة ترامب ضد ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - عام مضى , وعام سيمضي0