أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام مطلق - الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء السادس - في الصلاة وتماثلها مع بعض الأديان القديمة















المزيد.....

الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء السادس - في الصلاة وتماثلها مع بعض الأديان القديمة


حسام مطلق

الحوار المتمدن-العدد: 2154 - 2008 / 1 / 8 - 07:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجزء السادس : في الصلاة والعقيدة وتماثلها مع بعض الأديان القديمة:
a. صلاة مصرية للرب ممفيس تقول :
نطق الإله بكل الأسماء
فتحولت كل كلمة خرجت من فمه موجودا
وبعد أن أوجد الإله بفكره وقلبه وكلمته المياه
وأوجد السماء ورفعها
وأوجد الأرض والأعماق وكل ما تحتها
وأوجد الأرض وما فوقها وكل ما هو كائن عليها
ثم استراح من عمله
( تاريخ العالم الجزء الثاني – وول ديورانت ).
يمكننا أن نلحظ على الترتيب العلاقة بين ما سبق ذكره في الصلاة المصرية وبين النصوص القرآنية التالية : علم آدم الأسماء كلها, أمره بين الكاف والنون, وخلقنا من الماء كل شيء حي, والسماء رفعناها والأرض مددناها وإنا لمبسطين
b. عثر في منطقة نبع أفقا في تدمر على منحوت تدمري يعود للألف الثالثة قبل الميلاد كتب عليه صلاة تقول :
الرب الطيب المبارك الرحمن الرحيم
رب السماوات والأرض
إن الأرض لم تكن موجودة وأنت خلقتها
أيها الرب أنت الكلمة الفاعلة
أيها الرب أنت الذي لا يمل
أيها الرب أنت الإلوهية
أيها الرب أنت الحياة السعيدة
( كتاب إمبراطورية ابيلا للعالم الإيطالي جيوفاني بيانتو ترجمة علي القيم ).
يمكنكم أن تلاحظوا تشابه في المصطلحات اللغوية بين صلاة أهل تدمر القدماء وبين المفردات الإسلامية.فمثلا الرب الطيب المبارك الرحمن الرحيم هي : بسم الله الرحمن الرحيم.ولا حاجة لأن نقول أن رب السموات والأرض قد وردت في القرآن والحديث مراراً وبنفس التتابع.أما أيها الرب أنت الكلمة الفاعلة تعطينا نفس المعنى الوارد في القرآن : وأمره بين الكاف والنون, هنا تشابه في المعنى والمعتقد وليس في الشكل اللفظي.ويمكننا أن نجد العلاقة بين " أيها الرب أنت الذي لا يمل " وبين " لا تأخذه سنة ولا نوم " أو " كل يوم هو في شأن ", المعنى كما تلاحظون واحد حين يؤخذ بعين الاعتبار التباين في استخدام الكلمة الأكثر شيوعا لتوصيف الحال بالانتباه في مجتمع عن مجتمع أخر, ولكن الحقيقة القطعية أن وصف الخالق بأنه في حال انشغال مستمر أو أنه لا ينام قد وردت في الصلاة أهل تدمر القدماء قبل ثلاثة آلاف سنة .وتدلنا جملة " أنت الحياة السعيدة " أن أهل تدمر القدماء كانوا ممن آمن بالجنة. وكثيرون يستخدمون تعبير : صعد إلى جوار ربه, إلى دار السلام. السلام والسعادة تعطيان نفس الغرض. وفي كل الأحوال هم كانوا يصلون للواحد الذي بيده كل شيء.
وليس العرض السباق سوى لمحة فمن ذلك كثير فعلى سبيل المثال جملة " لقي وجه ربه " شائعة في الثقافة الإسلامية وأول من ثبتت عنه تاريخيا هو سقراط حيث قالها للحارس الذي كان يسير به لإعدامه : قربها
( يريد جرعة السم ) علني ألقى وجه ربي.
c. ( الله نور السماوات والأرض .. الخ ) قال بمثلها أفلوطين الروماني ( 205-270م ) وهنا نص ما نقل عنه : " ... إن هذا العالم كثير الظواهر دائم التغير وهو لم يوجد نفسه بنفسه بل لابد له من علة سابقة هي سبب وجوده. إن الذي صدر عنه العالم واحد غير متعدد لا تدركه العقول ولاتصل كنهه الأفكار ولا يحده حد. أزلي, قائم بنفسه فوق المادة والروح والعالم. خلق الخلق ولم يحل فيما خلق, هو الإرادة المطلقة, لا يخرج شيء عن إرادته, علة العلل, لا علة له في كل مكان ولا زمان, صعب وصفه إلا بصفات سلبية, ليس مادة وليس فيه حركة ولا سكونا, ولا نستطيع أن نشبهه بمخلوقاته, فلسنا نعلم عن طبيعته شيء إلا أنه يخالف كل شيء ويسمو على كل شيء.( بالنظر لأهمية هذا الشاهد في تكوين فكر الوحدانية والطبيعة اللاهوتية لله في الإسلام أورد المصدر تفصيليا. قصة الحضارة لوول ديورانت ج2 ص 209 – ترجمة محمد بدران صادر عن دار الفكر ) هذا النص الذي أمن به الراهب بحيرة وعمل على نشره جعله يتعرض لاضطهاد الكنيسة التي كانت تؤمن بطبيعة المسيح الربانية والمتجلية فيه ( حلول اللاهوت في الناسوت ) وهو ما رفضه بحيرة كون من ليس مادة, كما يقول أفلوطين, لا يمكن أن يحل بالمادة, لأن الله أسمى من مادية المسيح, كما أنه علة لا يجوز أن يكون له ولد, فرفض الثالوث ورفض الحلول ودفع ثمنا لإيمانه الصحيح بالله نفيه إلى خارج دمشق. هناك في المنفى صارت القوافل تعرج عليه في بادية الشام بعد أن ذاع صيته بين قبائل العرب. وقد نفي معه عدد من تلامذته ورفاقه اللذين هم من مدرسته الإيمانية فأبقوها قائمة كفكر, وإن تقطعت به الأسباب للتبشير بها بين سكان دمشق وباقي المدن الشامية. وظل مريدوه يتراسلون عبر القوافل, ومنها ما كان يسير بين الشام والحجاز, ولن يخفى على أي منكم أن ورقة بن نوفل من مدرسة بحيرة, وأن أبو طالب كان صديقا قديما لبحيرة ونوفل, وكان ينقل الرسائل بينهما في أسفاره بين الشام والحجاز, اطلاع أبو طالب على أفكار بحيرة ومبادئه هو ما جعله يرفض نبوة ابن أخيه حيث مات على " الجاهلية " كما تؤكد ذلك المصادر الإسلامية. أرجو هنا أن يميز القراء الكرام بين القرآن المدني ( بعد الهجرة ) وبين المكي ( قبل الهجرة ). ففي القرآن المكي كانت الآيات كلها شرح لطبيعة الله وطبيعة الإيمان, مطابقة لنص أفلوطين وشروحات بحيرة, فيما صار في المدينة أقرب إلى اليهودية بعد أن تعرضت الدعوة المحمدية لتحدي إثبات نفسها أمام اليهود اللذين لم يكن يناقش أحدا في أنهم أتباع دين سماوي. لقد اعترف الإسلام باليهودية قبل أن يحصل على اعترافها. وقع هذا عبر خداع قام به بعض الأحبار بعد الهجرة, فراوغوا نبي الإسلام في حوارهم معه موحين له باستعدادهم للاعتراف به كنبي مرسل من لله ولكن لابد أولا أن يعترف صاحب الدعوة المحمدية بأن اليهودية مصدر الديانات وهكذا دفعوا نبي الإسلام للاعتراف بهم ولكنهم نكصوا عهدهم وهو ما حمل عليهم لاحقا آيات القتل والتدمير, لقد اعترف بملوكهم كأنبياء ولم يعد بالإمكان سحب الاعتراف. وكلنا يعلم القاعدة الإسلامية التي تقول : لاتزر وازرة وزر أخرى ومع هذا كان حادثة التحرش بالمرأة المسلمة في السوق اليهودي من يثرب السبب المباشر لطرد اليهود من المدينة فكيف اخذ الأطفال والشيوخ والنساء بجريرة سفيهين أو ثلاثة مادامت لاتزر الوارزة وزر أخرى؟. إنها ببساطة تصفية حسابات سياسية.
d. الصلاة البراهيمية ( هذه الصلاة وردت في " الأوبيني شادات دين الإنسانية " وهو عبارة عن دراسة عن البراهيمنية في كتاب شتيرتا ديفي مترجمة عن نص سنسكريتي أثري عثر عليه في الهند ).
هو الذي لا تدركه الأبصار
وبه تدرك الأبصار
هو الذي لا تسمع به الآذان
وبه تسمع الآذان
هو الذي لا يوضحه كلام
وبه يتضح الكلام
هو الذي لا تطاله العقول
وبه تعقل العقول
هو المختلف عما نعرف
إنه براهمان
أعرفه في صميم أعماقك
ولا تعبد أحدا سواه
لا حاجة لأن أقارن بين المعاني وبين النصوص القرآنية ولكن فقط من باب التذكير لاحظوا لا تدركه الأبصار, لا تطاله العقول, لا تعبد أحدا سواه, إذن هناك أديان ينظر إليها بازدراء في العالم الإسلامي وهي سابقة على الإسلام في دعواها للوحدانية وفي دفعها الإنسان للخير بدون لبس أو تناقضات.
هو رب اليوم ورب الغد
والقلب الذي بحجم الإبهام مكانه ومستقره
من يعرفه في قلبه لا يعرف الخوف ولا الأحزان
من سويداء القلب حيث يقيم
يدفع الأنفاس زفيرا ويجذبها شهيقا
والحواس الخمس في طاعته
فما الذي يبقيك حيا غيره أيها الإنسان
ألم ينقل عن نبي الإسلام قوله عن الله : لا تسعني السموات والأرض ويسعني قلب عبدي المؤمن؟.
e. الصلاة التاوية وقد جاء فيها :
موجود قبل السماء والأرض
صامت ومديد
قائم بنفسه لا ينتهي
شأنه الدوران بلا كلل
هو أصل العالم
لا أعرف أسمه فأدعوه التاو
ولا أستطيع وصفه فأقول العظيم
عظمته امتداد المكان
الامتداد إلى ما لانهاية
اللانهاية تعني العودة إلى حيث بدأت
العودة إلى قلبك
إنه في قلبك.
( المصدر : Penguin ( Alan Watts ,Tao
لو طبقنا طريقة رجال الدين الإسلامي اللذين يقومون بتحويل كل كلمة كي تخدم مقاصدهم التبشيرية لوجب أن نقبل أن لاو تسو نبي التاو قد قال بدوران الكواكب والكون وعليه فقد قدم معجزة علمية وعلينا أن نخر له ساجدين.
f. ينسب البعض للإسلام أنه أول دين جاء للبشرية جمعاء دون تميز, وطبعا لن أتحدث عن المسيحية التي تقوم أساسا على فكرة الخلاص التي يمثلها دم المسيح المصلوب أو أعيد التذكير بالصلوات التي عرضت لها في السياق أعلاه ولكنني سوف أعود إلى الديانات المصرية القديمة وأقدم الدليل على أن دينا يخاطب البشرية كانت من الأفكار المنتشرة بين البشر في كل أصقاع الأرض فأخناتون ملك مصر ( 1369-1353ق.م ) الذي قال إن الله نور كالشمس وسبق أن قدمت شاهدا عن توصيفه لخلق الإنسان كتب في صلواته:
كل البشر سواء
في جميع أصقاع الأرض
في سورية والحبشة وأرض مصر
لكل مكانته
كل قلب يخفق لحب الله
فأنت ترتفع في السماء سيدا للجميع
كل أيادي البشر ترتفع لتسبح لظهورك
أنت آتون النهار المبجل في كل الأقطار
كل الحيوانات تدب على قوائمها بأمرك
والطيور بريشها تسبح في السماء لحمدك
البراعم المتفتحة, والنباتات الطالعة في الأرض القحل
كلها تزهر لحبك
( ابن الشمس – سافيتري ديفي )
ألا يشبه هذا القول لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى؟. أليس هذا دين للبشر في سوريا والحبشة ومصر على السواء. إنها أول مرة تذكر فيها مصر دون أن تكون أول أسم في صلاة المصريين بل كاسم بين الأسماء. إنها بداية التدين الإنساني البعيد عن الإقليمية أو القبلية.





#حسام_مطلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء السابع - الخلية الأبيوني ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء الثامن - في الصفات المحم ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء التاسع - الاضطهاد والتعت ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء العاشر والأخير - محاكمة ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء الثاني ( في اللغة و الاض ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - مقدمة
- اخوان القردة
- الدماغ رحلة 300 مليون سنة من التطور
- تزامن المسارات : الخيار الإستراتيجي الذي غير التاريخ
- سباق بين بورش وديزل
- جنس - حب - ارتباط
- المثلية الجنسية - حدد جنسك ذاتيا
- آليات خلق الجماعات الدينية - الصلاة كمثال
- الفاتيكان والقضية الفلسطينية موقف و دور
- مختارات من اقوال الحكماء
- ليلاي
- بلاغ الى السيد رئيس الجمهورية : ديمقراطية فشنك
- قصص الوفاء
- عذراء الأمس
- الشذوذ الجنسي في ضوء الحقائق العلمية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام مطلق - الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء السادس - في الصلاة وتماثلها مع بعض الأديان القديمة