أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البصري - قراءة اخرى في ظاهرة الارهاب















المزيد.....

قراءة اخرى في ظاهرة الارهاب


عصام البصري

الحوار المتمدن-العدد: 2144 - 2007 / 12 / 29 - 07:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ظهرت علامات التصدع واضحة بين مكونات التيار الاسلامي (تراشق اعلامي وخطابي بين ممثلي مكونات التيار، واتهامات متبادلة، وتبادلت المكونات الاتهامات بالتعامل مع المحتل او ايران او الخيانة او تجاوز التاريخ!). وتبادل مكونات التيار الاسلامي الشيعي مؤخرا نشر الفضائح في الصحافة او المواقع الالكترونية، وما حصل في احداث كربلاء والديوانية والسماوة والبصرة يعبر عن الهوة التي تفصل بين مكونات التيار عن بعضها البعض. وقد اكد قادة تلك المكونات بان احداث العنف في جنوب العراق لا تندرج ضمن مفهوم الارهاب، وانما كانت نتيجة تصرفات يدفعها الجهل! (تصريح غريب)، وربما كان ذلك اعلانا لسيطرة الجهلة على مقدرات تلك المكونات السياسية، مع استسلام للواقع. ان الاشارة للجهل لا يعفي هؤلاء القادة من المسؤولية، فلم يتم مواجهة ذلك الجهل بل تم تعزيزه حين تـزعم القادة رعاية طقوس اكل الدهر عليها وشرب.
وظهرت بوادر التصدع في مكونات التيار الاسلامي السني (قدم الحزب الاسلامي مشروعا اصلاحيا دون مشاركة جبهة التوافق)، كما شاعت الاشكاليات بين التوافق ومجالس الصحوة ومجالس الاسناد في الانبار على سبيل المثال، وتباينت الاراء في تقييم الوضع السياسي فقد وقع بعض المكونات الرسالة التي بعثت بها بعض القوى السياسية للرئيس بوش.
التهجير القسري وبالتالي تقسيم بغداد على اساس طائفي، وتكرر الظاهرة في المحافظات يشير الى انغماس التيار الاسلامي السني والشيعي في تلك الظاهرة اي التهجير. ان مكونات التيار الاسلامي المستفيد الوحيد من هذه الظاهرة حيث انخراط المهجرين قسرا في صفوف مكونات التيار الاسلامي (الكتل السياسية) وتاييدها، وبالتاكيد ضمان اصواتهم في الانتخابات (ان من اقدم عليها يعلم تاثير العنف والقسوة على اراء المجموعة). ومظاهر الارهاب الاخرى مثل القتل على الهوية او القتل العشوائي والخطف والتفجيرات واستهداف الجامعات والمدارس واماكن العمل، استهدفت نشر الارباك والفوضى وتعطيل القانون وشل الحياة، وعندها هرع الناس (اساتذة الجامعات والاطباء والحرفيون وغيرهم) لطلب الحماية من الطوائف!. فتعززت مكانة الاحزاب الدينية بين الناس، وبالتالي ضمان عدد اكبر من الاصوات.
رافق انتشار العنف وتعطيل الحياة، انتشار واسع للطقوس مثل صلاة الجمعة، فقد رافقت صلاة الجمعة نشاطات اجتماعية متميزة مثل توزيع مطبوعات وبوسترات او مظاهرات كما كان الحزب الاسلامي يفعل وتحت مسميات كثيرة مثل الدعوة لاطلاق السجناء. وشارك كبار الساسة والمسؤولون في زيارات المراقد المقدسة وبالاخص زيارة عاشوراء (تواجد نائب لرئيس الجمهوية في تلك النشاطات ابان استعار االارهاب وانحسرت مشاركته عندما تحسنت الحالة الامنية).
ركزت الحكومة العراقية والجيش الامريكي على اتهام القاعدة في تنفيذ الارهاب فقط. ولم يتوضح هدف تنفيذ مثل هذه العمليات القذرة وبهذا الشكل، فهل كانت تصورات اخراج قوات التحالف من العراق في وقت عجز فيه الجيش العراقي السابق عن معالجة الموقف ابان سقوط نظام صدام، او منع العراقيين من الاستجابة للتغيير وغيرها. ويتذكر الكل الفتاوي في تكفير الشرطة والحرس الوطني ومن يستلم رواتب من الحكومة، بل من اباح الذبح باعتباره سنة ... الخ. ما اردت ان اقوله ان ما حصل في العراق عمليات اضخم مما حصل في افغانستان وهي معقل ابن لادن والظواهري، اي هناك جهات اخرى ساهمت في دفع الامور بهذا الشكل. وفي ظل تلك الاجواء واستعار الارهاب حققت الكتل السياسية الدينية (التيار الاسلامي) فوزا ساحقا في الانتخابات. وقد رددت تلك الكتل السياسية مصطلحات الاحتلال وغزو العراق وسرقة ثرواته كما اشارت لذلك صحف الكتل، ومع العلاقات الوثيقة مع الامريكان، فهل كان الناخب سلبي بهذا الشكل او لا يستطيع ان يعرف تفاصيل الامور ويصدق كل ما يقال له. ومن اين جاءت الخبرات الاعلامية لكتل التيار الاسلامي التي سوقت الامور بشكل غريب شوشت على الناخب لتحقيق الاصوات.
لقد حققت مكونات التيار الاسلامي ذلك الفوز من خلال انغماسها في اندلاع ذلك العنف او الارهاب، ولابد من انعاش الذاكرة فقد ايدت الدكتورة اسماء الدليمي ووالدها الدكتور عدنان الدليمي (اكاديميون)، ايدوا الانذار الذي وجهته المجموعات المسلحة لارباك الدراسة في الجامعات بحجة سيطرة طائفة اخرى، وقد جاء التاييد في الاعلام بل ومن مبنى البرلمان!. ان ذلك التاييد والانذار وبعض الحوادث في الجامعات دفعت الاساتذة والطلبة لاستقطاب طائفي! وبالتالي التاييد السياسي. ولا يمكن ان يكون التاييد لمصلحة الجامعات ولا العراق بالتاكيد ولن يصدق عاقل ان اساتذة جامعيين تصرفوا بهذا الشكل.
وهناك امثلة للطائفة الاخرى، فقد تسلم ادارة بعض الدوائر اعضاء البعث ومنهم من كان برتبة عسكرية عالية ولحين سقوط نظام صدام (حصل ذلك في وزارة الصحة على سبيل المثال لا الحصر). ان الانتماء لتيار محدد والحصول على امتيازات سخية (احدهم تسلم سيارة بيك اب جديدة وعمل للتعيين في التعليم العالي اي ترك الصحة ولا نعرف اين السيارة!)، وسفر متكرر ويتذكر الكل برامج الايفادات ايام زمان فبعضهم من معسكرات صدام الى عمل في دائرة جعلته في سفر مستمر، ومع القوة المفرطة التي استخدمتها تلك الكتلة، دفع لاستقطاب الكوادر من هذه الطائفة!.
استطاعت كتل التيار الاسلامي عزل القوى الديمقراطية، رغم ان كوادرها انعزلوا بشكل ملفت للنظر لتكرر استهدافهم! وعادت بعض الجمل التي تحوي تهديدات مبطنة (تناول الخمر والاختلاط في الحفلات والجامعات وعدم الالتزام الديني وارتياد النوادي ... وغيرها)، وظهرت ملصقات حول قرب ظهور المهدي بل انتشار علامات ظهوره وهكذا صدق البسطاء بل وبعض المتعلمين حيث الاصابة بالاحباط (تواجد القوات الامريكية في قلعة القومية العربية او الدين الاسلامي، وخصوصا بان غالبية شباب العراق قد ولدوا وتربوا على نظريات القائد العربي وحصانه الابيض وقلعته القومية!).
لقد بقت الحوادث الارهابية وانتشار المسلحين وهروب القوات الحكومية امام شخص او اثنين مسلحين بالكلاشنكوف! ليعبثوا بالامن. ان تكرار ولعدة مرات التفجيرات في مكان واحد مثل مركز التطوع امام الزوراء دون اجراءات وقاية (هل هذه اشارة لاشكالية عقلية بين قواتنا او ارادة عليا لابراز هذه الحوادث وذكاء وقوة المنفذ). وانتشار ظاهرة الخطف بل والاشارة الى اماكن جغرافية بعينها دون اجراءات يعني غض الطرف عن هذه الظاهرة من اجل الاهداف التي وردت اعلاه. ان ما يؤيد ذلك ظاهرة الخطف الجماعي وتوسط الحكومة لاطلاق سراح البعض! بل ان سيارة لرئيس الوزراء جلبت النائبة المخطوفة من خاطفيها! ولابد من الاشارة ان سكوت الطرف الاخر نتيجة قيامه بنفس الافعال وتخوفه من نشر الفضائح.
لم يثبت اعضاء البرلمان (ممثلي الكتل السياسية المهيمنة على البرلمان) اهتماما خاصا بالعراق وقضاياه. لقد انشغلوا بالامتيازات والمناصب فشغل منهم منصب مستشار لرئيس الوزراء اضافة لكونه نائبا، وتجاوز البرلمان عن المخالفات الدستورية، وهناك من دفع اولاده للعمل في سفارات العراق في الكويت والامارات فلا يتابعه احد. ان مخالفة الدستور من قبل النائب او الكتل السياسية تشير لاستعداده لخرق القوانيين ومخالفة النواميس كلها. ولاول مرة تنتقد جريدة الصباح الشبه رسمية هروب اعضاء البرلمان لحج بيت الله! وتحول رئيس تحريرها الى رجل دين فافتى بان الحج يتعارض مع الجهاد الاكبر، ونسى ان اعضاء البرلمان يحجون تحت رعاية علماء الدين ورجاله. وتكررت غيابات اعضاء البرلمان في حين ان رواتبهم تعادل 133.3% من رواتب مجلس العموم البريطاني رغم فارق المعيشة بين البلدين (التقديرات على ذمة وكيل السيد السيستاني). وتنازل اعضاء البرلمان عن شهر من عطلتهم تحت ضغوط امريكية، واثاروا حفيظة شباب العراق وحماستهم بالاشارة الى تدخل امريكي في الشان العراقي!. واورد بعض اعضاء البرلمان في برنامج بالعراقي العديد من اشكاليات النواب (تميز بذلك الشيخ المحمداوي وقيس العامري ولابد من شكرهم لصراحتهم). ما اردت ان اشير له ان ممثلي الكتل المهيمنة على البرلمان لم يهتموا باشكاليات العراق، ومن يتصرف هكذا لابد انه يعلم اشكالية فوزه.
لا افرض صحة هذه الفرضية ولكنها وجهة نظر توصلت اليها من خلال متابعة الاحداث وتعرضي للاختطاف ومن ثم التهجير. ان من نفذ تلك الاعمال مراهقين! لم يبلغوا نهايات العقد الثاني. لقد اساءت تلك الاحداث وعززت الشعور بالمرارة، سلبية حكومة الجعفري والمالكي (شارك في خطة فرض القانون قوات امريكية بل كانت هناك زيادة في عدد القوات) من هذه القضايا لبناء هذه الفرضية. وستبقى هذه الكلمات لاجيال لاحقة تؤرخ ما حصل في العراق، وتلقي الضوء على الايمان والتدين وانتحال الصفات والتزوير ومساعدة العصابات الاجرامية لتنفيذ جرائمها باسم الدين وستبقى وصمة عار في جبين من خطط لذلك من اجل مصالحه.





#عصام_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى الاستاذ مسعود البرزاني
- الارهاب: رؤية اخرى


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البصري - قراءة اخرى في ظاهرة الارهاب