أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هادي ناصر سعيد الباقر - ان كل من يخاصم حرية الرأي فهو عدوالاسلام محاضره طه حسين قبل 70 سنه














المزيد.....

ان كل من يخاصم حرية الرأي فهو عدوالاسلام محاضره طه حسين قبل 70 سنه


هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 11:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نستطيع ان نمضي في البحث التاريخي عن حرية الرأي، بل عن الرأي نفسه الى ابعد زمن ممكن، فلن نتجاوز الالف الثاني قبل المسيح. الى ذلك الوقت كان الانسان يحيا حياة توشك ان تكون الية يتأثر فيها بالغريزة، ويطيع فيها الغريزة، اكثر مما يتأثر في بأي شيء اخر، واكثر مما يطيع أي شيء اخر، فكانت حياته اليومية نتيجة لتلك الغرائز، وكانت حضارته التي انتهى اليها نتيجة لتلك الغرائز، التي كانت تسيطر على حياته سيطرة تامة.
ولكن الحياة الانسانية لم تقف عند هذا الحد، وقد اراد الله للانسان ان لا يكون حيوانا اجتماعيا بالغريزة وحدها، وانما اراد له ان يكون حيوانا اجتماعيا بالغريزة والعقل. والعقل الانساني يرقى شيئا فشيئا.
ورقية نتيجة الحياة المادية وتعقدها وما ظهر فيها وما زال يظهر من الخصومات والتنافس على المنافع، والتهالك على ارضاء الحاجات الانسانية التي لا تتقضى، وما دام الناس يشعرون بهذه الحاجات ويدفعون بغرائزهم الى ارضاء هذه الحاجات، وما دامت هذه الحاجات مختلفة اشد الاختلاف متنوعة اشد التنوع.
ان الرقي العقلي، وهذا التفكير الذي نلاحظه لم يلبث ان انتهى الى نتائجه الطبيعة، وهذه النتائج الطبيعية، هي ايقاظ ميل الانسان الى النقد، والى الملاحظات المختلفة على النظم التي كان خاضعا لها، ومنذ اخذ الانسان اليوناني يلاحظ وينقد ويصنع نظام حياته موضع البحث والتفكير نشأت الخصومات السياسية عند اليونان. بدأ العقل الانساني ينقد فلم يكن من سبيل الى ان يقف عند حد.
ان الرجل الذي يمتاز بالعقل ويمتاز بالتفكير الصحيح يجب ان يضع الحقيقة فوق كل اعتبار وان يجعلها هي وحدها قبلته اذا فكر او نظر. فكما ان للفيلسوف حق في الفكر، وفي ان يعلن رأيه، وله الحق في في ان يتحدث الى الناس حرا، فمن الطبيعي ان يقاوم هذا الرأي. ولم يكن للعقل الانساني قد ارتقى، ولم يكن الانسان يفهم مقاومة الرأي بالرأي وحده، انما كان الانسان يفهم ان كل خارج على الشعب يجب ان يقضى عليه بالعقاب مهما يكن من شيء، فقد كان سقراط

هو الضحية الاولى لحرية الرأي، ولكنها الضحية الخالدة الخصبة، وكان موت سقراط اعلانا لانتصار العقل وحرية الرأي.
مضت الفلسفة تناضل عن حقها في الحرية وتلقى في ذلك محنا وخطوبا.. الى ان كان عصر ظهور المسيحية. في ذلك وصلــت الحرب بين العقل والضمير وبين الجماعات الى اقصى ما كان يجب ان تصل اليه من عنف وكان مظهر هذه الحرب بين حرية الضمير والرأي، ما كان الخصومة بين الامبراطورية والدين المسيحي.
والشر كل الشر ايها السادة يأتي من ان الانسان يطغى. ويكاد يكون طغيانه جزء من طبيعته. فهذه المسيحية التي جاهدت في سبيل حرية الضمير والتي لقيت الوان العنف والظلم من قياصرة الروم، والتي سقطت دماء مئات الالاف من ابناءها في سبيل الحرية، هذه المسيحية لم تكد تصبح دينا رسميا حتى تأثرت او اعتنقت نفس المبادئ التي كانت تحارب فيها، وفرضت على خصومها بعد ان ضعفوا ما كان يفرضه عليها خصومها ، حين كانوا اقوياء فأن المسيحية الرسمية قد اضطهدت الوثنين وقتلتهم وعذبتهم.
اني عندما عرضت لكم تاريخ حرية الرأي قد سلكت طرقي في الغرب منذ بدأتها.. ولم اذكر الشرق، … وسببه واضح .. ان الشرق القديم، الذي كان يسبق العصر اليوناني، هذا الشرق لا نستطيع ان نجد فيه ظلا لمسألة الرأي وحريته، لا نكاد نجد شيئا من هذا في تاريخ الشرق القديم، انما وجدت الخصومات حول الرأي في الشرق عندما يتصل الشرق باليونان ايام الاسكندر.

الشرق العربي المسلم
اما الشرق الاخر، الشرق الذي يبتدئ من نحو القرن السادس للمسيح والذي نعيش الان في ظله، الشرق الذي تأثر بالامة العربية، الشرق الذي تأثر بالعرب والدين العربي، الشرق الذي تأثر بالاسلام. هذا الشرق الاسلامي ايها السادة ربما كان من اسعد اقطار الارض من هذه الناحية، واحق اقطار الارض بالاجلال، ذلك انه لم يعرف منذ وجود الاسلام مصادرة حقيقة، خليقة بهذا الاسم، تقوم على حرية الرأي معليا لها حريصا عليها. واظن ان كل مفكر هو منصف صادق في البحث والتاريخ لا يستطيع بحال من الاحوال ان يسجل على الاسلام، ولا على الذين اخلصوا له انهم صادروا الرأي او قاموا حرية الرأي بنوع من الانواع.
ومن المحق الاسلامق ايها السادة ان نظاما كالنظام الاسلامي نجد في تاريخه الاول هذه الجملة الخالدة، التي تصور الحرص على حرية الرأي، والغناء مع حرية الرأي، وايثار حرية الرأي على الحياة.

هذا النظام ظاهر في هذه الجملة الخالدة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم لعمه ((والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته او اهلك دونه حتى يظهره الله))، هذا النظام الذي نجد في تاريخه هذه الجملة الخالدة والذي نجد في كتابه المقدس القرآن الكريم ((لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)) (( قل يا ايها الكافرون * لا اعبد ما تعبدون * ولا انا عابد ما عبدتم * ولا انتم عابدون ما اعبد * لكم دينكم ولي دين)) لا يمكن باي حال من الاحوال في أي وقت من الاوقات خصما لحرية الرأي، وكل من خاصم حرية الرأي فهو عدو للاسلام.
ومع ذلك ايها السادة فان برئ الاسلام من العداوة لحرية الرأي، وبرئ من كل خصومه لحرية الرأي، واذا كان الاسلام هو الدين الذي يجعل حرية الرأي اصلا رسميا فان بين المسلمين من يتخذون الاسلام وسيلة لمحاربة الاسلام.
واذا لم يكن بد من ان اودي اليكم بكل صراحة وشجاعة رسالة العقل ورسالة الاسلام معا، فاني اعلن اليكم صادقا بغير تردد ((ان كل من يخاصم حرية الرأي فهو عدو الاسلام))



#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات قانون طبيعي من قوانين البيئه الطبيعيه
- البيئه العالميه والاهوار
- نهرو يقول باسلام العرب ابو جعفر المنصور وبغداجد
- معضلات الانسانيه في القرن العشرين
- بعضا- من جوانب القانون الدولي الانساني
- حركة الحياة والبيئة الخضراء
- الديمقراطيه والفدراليه -- ةالبيئه الطبيعيه
- الانسان و الحياة الاولى والصحه
- التلوث يهدد مياه الخليج العربي... بالموت ؟!
- تهجير وامن
- مفاهيم جديده عن البيئه
- حقوق الانسان
- الصراع بين الماديه والروحيه هو اساس مشاكل الانسانيه وحروبها


المزيد.....




- جوردان بارديلا يتزعم تكتل أقصى اليمين في أوروبا
- بلاغ فرق ومجموعة المعارضة بمجلس النواب 08 يوليوز 2024 
- قصف مستمر على أنحاء قطاع غزة وسط موجات نزوح جديدة
- فنزويلا ستؤيد أي خطة سلام خاصة بأوكرانيا توافق عليها روسيا
- سيناتور ديمقراطي آخر في الكونغرس يدعو بايدن إلى الانسحاب من ...
- واشنطن لا تتوقع أي تغيير في سياسة إيران بعد انتخاب بزشكيان
- الحوثيون يعلنون مهاجمة -هدف حيوي- في إيلات بإسرائيل
- كيف يمكن مواجهة تفاقم بطالة الخريجين؟
- هل يعاني بايدن من مرض باركنسون؟ البيت الأبيض يعلق والمتحدثة ...
- -قصف مستوطنة لأول مرة منذ بداية إطلاق النار-..-حزب الله- ينف ...


المزيد.....

- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هادي ناصر سعيد الباقر - ان كل من يخاصم حرية الرأي فهو عدوالاسلام محاضره طه حسين قبل 70 سنه