أنيس محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 06:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين القرآن الكريم ( كتاب الله, الشرعة , الهدى , النور أو الذكر )
والفرقان الكريم ( سُنة الله, المنهاج , البيان , الحكمة , الميزان أو النذير) في الرسالات السماوية
إن معظم ما نراه اليوم , من سُنن نُسبت من أكثر من سند أو مصدر مجهول لدينا تماما !!! بعد مئات السنين من موت الرسول ... إلى سيدنا ونبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) , هى ليست إلا أديان أرضية وضعية من صنع البشر!!! ولم ينزل الله جل جلاله بها من سلطان !!! حيث كلها متناقلة عن البشر وقد مروا بسلسلة حروب أتت على الأخضر واليابس !!! وأخضعت للكثير من التزوير والتحريف للكلم عن مواضعه عندما لم يستطيعوا تحريف القرآن الكريم !!! وللعدوان على كتاب الله جل جلاله والرسول !!! وللتشريع للحاكم غير الشرعي الطاغية الذي رفض الإستجابة إلى نظام الشورى في الإسلام وسخر كل الوسائل والطرق للحيلولة دون إتباع ما جاء في كتاب الله (القرآن الكريم) !!! ولأن كتاب الله ببساطة شديدة لايشرعهم!!!
( والبشر يصيب ويخطئ !!! ويصدق ويكذب !!! وفيه الخير وفيه الشر !!! )
كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ { 30 ) الرعد
أما الدليل على ذلك ما وُجد من عشرات الآلاف من السُنن البشرية ما يتعارض ويتناقض مع روح ومضمون وجوهر القرآن الكريم !!! ( وتسمى بالأحاديث الضعيفة ) وهي تعد بعشرات الآلاف من تلكم الأحاديث الضعيفة !!! وكلها تأتى تحت مسمى ( حقٌ يراد به باطل )... ولكنها باتت مفضوحة اليوم ... حولوا الرسول محمد ( عليه السلام ) فيه , من رسول معني بتبليغ رسالة الله السماوية !! إلى إله آخر بعد موته وإنقطاع الوحي عنه بأكثر من 250 عام ؟؟ شرعوا من خلاله وعدوانا عليه وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأُسر الحاكمة في كل من ممالك قُريش وفارس ( مذهبي السُنة والشيعة ) ؟؟؟ وأمروا الناس بالقمع والبطش وجيوشهم وشرطتهم إلا ليتبعوا أديانهم الوضعية الأرضية !!! ولئلا يعود الناس إلى إتباع القرآن الكريم !!! لأن القرآن الكريم لا يشرعهم بنظام الوراثة والأُسر الحاكمة ؟؟؟ عندما ألهوا وعظَموا أنفسهم ظلما وعدوانا , ولئلا يؤله ويُعظم الناس الله الواحد القهار... وحده لا شريك له.
والكل يعلم إنه لا يجرؤ البشر العاديون أن يكتبوها أو يعملوها !!! بل هى من صُنع ملوك غير شرعيين أو حكام طغاة مستبدين وبالسيف, ومعهم جماعة المزيفين ممن يدعون العلوم الشرعية والفقهية !!! أرادوا جميعهم ( وكلهم غير شرعيين ) أرادوا تشويه وتحريف الكلم عن مواضعه للتفريق بين الناس فى الأرض !!! وتشويه وتزييف حقيقة الدين الإسلامى القائم على ( التوحيد لوجه الله وحده جل جلاله ) والرحمة والتوبة والمغفرة والسلام !!! وهم بالغالب من الملوك والحكام الطغاة وأعوانهم المنتفعين الضالين!!! ليتسنى لهم البطش والقمع والإستبداد وتجهيل الشعوب لئلا يأتوا بالعلم والسراج المنير , وبالنظام الإسلامي القائم على الشورى بين الناس , وليعبثوا وليأكلوا أموال الناس بالباطل !!! ويسعون في الأرض فسادا !!!
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {33} المائدة
وينسب الكثيرون ممن يدعون بتلك الأحاديث البشرية , إن اليهود هم من أختلقوا وحرفوا تلكم الأحاديث !!! وهي كلها أحاديث بشرية باطلة !!! ولا نعلم كيف أن أحاديث أبتدعها البشر( مايُعرفوا بالمسلمين السُنة – دين مُلوك قُريش – ) قد وصل إليها اليهود !!! إذ أي شخص يستطيع أن يختلق أحاديث ويدعي بها من أنها جاءت على لسان أى رسول أو نبى أو من آل بيت النبي !!! وكما يحدث اليوم لدى ( مذهب الشيعة ) , الذين أختلقوا أحاديث نسبوها إلى إبن عم النبي علي بن أبي طالب, وأحفاد الرسول الحسن والحسين( رضي الله عنهما ) بعد موتهم ( مايُعرفوا بالمسلمين الشيعة - دين مُلوك فارس -)... وأمروا الناس لإتباعها !!! وكلها أحاديث وإدعاءات مُختلقة باطلة ولم ينزل الله بها من سلطان ؟؟؟
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً {45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً {46}الأحزاب
ولهذا أراد الله جل جلاله أن تكون الكتب السماوية ( التوراة والإنجيل والقرآن ) هى المرجعية الدينية والفقهية لجميع مسلمي الأرض ( كتشريع إلهي لايقبل الخطأ ), وهى أصل كل التشريعات والقوانين والأديان والأصول , ولكل مننا جعل الله جل جلاله شرعة ومنهاجا , ويأتى بداخلها الفرقان والسنن الربانية الإلهية , الواجب على المسلم الموحد أن يرجع إليها وتعظيم الله من خلالها ( الرسالات السماوية ) , لأنها من الله جل جلاله إلى خلقه من الجن والإنس والقائمة على الرحمة والتراحم والعدل بين الناس , وهي تعطي قيمة حقيقية للإنسان , ولا فرق فيها عند الله جل جلاله بين حاكم ومحكوم ولا أبيض ولا أسود ولا عربي وأعجمي إلا بالتقوى .
ولا يجوز بأى حال من الأحوال أن يقال أى شيئ , وينسب إلى خلق من خلق الله جل جلاله من الرسل والأنبياء أو أي خلق آخر أو بشر , يكون شريكا فى التعظيم والتأليه والتشريع مع الله وحده لا شريك له , وعلى حساب كلام الله وكتاب الله وسُنة الله ( القرآن الكريم والفرقان الكريم فى أصل رسالة الله جل جلاله ) , وهو المبدأ الذي يقوم عليه الإسلام لوجه الله وكتاب الله وكلام الله جل جلاله والتوحيد له ولاإشراك أو إقران معه , والإستعانة والسؤال والتوكل عليه وحده والإكثار من ذكره والدعاء .. تعالى عما يشركون .
وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ {50} الأنبياء
والعلاقة مع رسل الله وأنبياءه ( جزاهم الله خيرا ) تقوم على الدعاء والإستغفار لهم ... وذكرهم بالذكر الحسن دون تفريق أو تمييز أو تفضيل بينهم كما أوضحت سلفا .
إن الآيات الدالة على الفرقان الكريم فى القرآن الكريم كثيرة , بل إن في القرآن الكريم سورة كاملة تسمى بسورة الفرقان , ولننظر ونتعرف جميعا إن الفرقان الكريم ( سُنن الله جل جلاله) , قد أُنزل على الرُسل جميعا دونما إستثناء , كمنهج تقوم عليه شريعة الله جل جلاله إلى خلقه فى السماوات والأرض .. ونزلت بالوحى إلى رسُله وأنبياءه الذين أصطفى ( صلى الله عليهم وسلم ) ... وتقتصر علاقتنا بالرسل والأنبياء في حدود الطاعات لما آتونا به من أوامر ونواهي الله جل جلاله في رسالاته السماوية... وعن طريق هؤلاء الرسل والأنبياء ( صلوات الله عليهم جميعا )
لقوله تعالى :
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {53 ) البقرة
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ {48}الأنبياء
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1}الفرقان
مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً {38} الأحزاب
سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {23} الفتح
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {62} الأحزاب
سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً {77} الإسراء
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {53} البقرة
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً {2} الفرقان
#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟