المرأة والعنف

عواطف عبداللطيف
أديبة

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 12:32
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

العنف سلوك أو فعل إنساني يتسم بالقوة والإكراه والعدوانية، يصدر عن فرداً أو جماعةً أو دولة يكون موجها الى طرف اخر من اجل السيطرة عليه و ظاهرة العنف ضاهرة عامة وتمتد بشكل كبير الى المرأة بكل اشكالها مما يجعل هذا الموضوع من المواضيع المهمة لما يحدثه من اضرار مادية ومعنوية انه انتهاك يتخطى كل الحدود لان المجتمعات والدول هي من تسمح لذلك مع اختلاف في الصور والثقافات
فنرى
ان من بين كل ثلاث نسوة في العالم تتعرض واحدة على الأقل في حياتها للضرب، أو الإكراه على الجماع، أو لصنوف أخرى من الاعتداء والإيذاء
وتقول المعلومات ان هناك أكثر من 60 مليون أنثى حُرمن من الحياة، فأصبحن مفقودات
عمليات الإجهاض الانتقائية الرامية إلى التخلص من الإناث وقتل البنات في المهد في الهند اضافة الى ان نسبة 8 من عشر من ضحايا العنف في الهند من النساء
تعرض الملايين من النسوة للاغتصاب على أيدي الأزواج أو الأخلاء أو الأقرباء أو الأصدقاء أو الغرباء أو أرباب العمل أو الزملاء في العمل أو الجنود أو أفراد الجماعات المسلحة.
يتم استهداف النساء نتيجة الحروب من اجل تفكيك المجتمع وسهولة السيطرة عليه تحت مختلف الذرائع وما يحدث في العراق مثال لذلك ففي البصرة شهد مقتل 40 أمرأة خلال الخمسة اشهر الماضية على ايدي المسلحين والمليشيات بسبب السفور والتبرج والعمل وفي الموصل استهداف للعاملات في محلات الحلاقة النسائية اضافة الى نشلط تجار الرقيق الابيض في استغلال البؤس المدقع الذي تعيش فيه بعض العوائل العراقية في تهريب الفتيات والاتجار بهن الى دول الخليج الثرية تحت ستار العمل مع اجبارهن على بيع اغلى شئ لديهن بأرخص ثمن
ويقول صندوق الامم المتحدة للسكان انه رغم التحسن الكبير للصحة الانجابية وتراجع معدل المواليد في الجزائر الا انه لا تزال نسبة الامية بين النساء 37%، وهي توازي الضعف عند الرجال. وان معدل 70% من البالغين دون 30 عاما عاطلون عن العمل، مما يؤدي لتفشي ضاهرة الاحباط والاحساس بعدم الامان وبالتالي الى رفع معدلات العنف ضد النساء
ان نسبة 95% من ضحايا العنف في فرنسا من النساء.
يشكل العامل الاقتصادي نسبة 45% من حالات العنف ضد المرأة بشكل عام
غياب الثفافة الجنسية في الكثير من المجتمعات يدفع الى الكثير من حالات العنف ضد المرأة ومثال على ذلك ما قام به مصري بذبح زوجته لفشله في فض غشاءالبكارة ليلة الزفاف
اصبح لعنف العائلي وباء في جميع أنحاء العالم وخاصة النساء والفتيات. ففي الولايات المتحدة، مثلاً، تشكل النساء نحو 85 في المائة من ضحايا العنف المنزلي.وان 30% من النساء الأمريكيات يتعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهن .
أظهر استبيان أجرته مجلة "آلي آلي" التركية واسعة الانتشار في تركيا ان 30% من النساء العاملات يتعرضن للتحرش الجنسي في أماكن العمل.
وذكرت منظمة العفو الدولية في تقريرها لعام 2005 أن اتهامات الاغتصاب وغيرها من جرائم العنف الجنسي لا يجري التحقيق فيها في أغلب الأحوال وان مرتكبي هذه الجرائم لا يقدمون للعدالة

ومما جاءاعلاه نرى ان اسباب العنف ضد المرأة تعود الى

تعرض النساء الذي يلجأن الى دول اخرى للحماية الى الانتهاك والاستغلال
يستعمل العنف في الحروب بغرض أذلال الطوائف مع الافلات من العقاب
كثرة تعرض المرأة للعنف يشعرها بالعجز والذل ويجعلها تحمل ذلك وهي صامتة ا
هيمنة الرجل على المرأة خاصة في العلاقة الجنسية مما يؤدي الى انواع جديدة من العنف النفسي
عدم المساواة بين الرجل والمرأة في كافة امور الحياة
عدم وجود قوانين كافية ملزمة تحمي المرأة:
الخوف:من الزوج والعائلة والمجتمع والابناء نتيجة العادات والتقاليد التي تقلل من قيمة المرأة في المجتمع
ضعف شخصية المرأة لعدم وجود استقلالية مادية لها
حرص المرأة على اسرتها وديمومة الحياة الاسرية تجعلها تتحمل العنف
النظرة الدونية للمرأة باعتبارها قاصر تحتاج لقوامة مما يعني تسلط الرجل والحط من قيمة المرأة
المعتقدات الدينية و العادات أو التقاليد التي تسود المجتمعات
الادمان على الكحول والمخدرات ولعب القمار
انعدام اسس التربية الصحيحة في البيت وفي المجتمع
المشاكل البيئية وما تشكله من ضغوط نفسية تقع على كاهل المرأة
العنف في سوق العمل حيث تمارس النساء مهنة الخدمة في المنازل
عدم تفهم المرأة لقيمتها وحقوقها كأنسانة نتيجة الجهل فتكون هي احد اسباب زيادة هذا العنف نتيجة ضعفها
الاستبداد السياسي الذي يقف امام دور المرأة في المشاركة البناء.
المستوى الصحي المتدهور وما له من تاثيرات نفسية واجتماعية
افلات الجناة من العقاب وتركهم ون حساب
التوتر النفسي لاحد الزوجين نتيجة الغيرة والشك يدفعان الى العنف
اسباب تربوية اساسية تنشأ مع الفرد منذ الصغر تدفعه الى هذه السلوكيات بدون ان يدرك
دور الكثير من المنظمات النسوية هو شعارات بدون عمل

ومن اجل ان نحاول الحد من ذلك علينا جميعا العمل على

1-ادخال مواد تربوية اساسية في المناهج الدراسية
2-وضع قوانين صارمة لحماية المرأة.
3-اضهار صور العنف من قبل المجتمع والدولة واقرارها والتنديد بها وعدم التستر عليها
4-ان تتحمل الدولة مسؤولية مساعدة ضحايا العنف
5-التكاتف والتضامن وتوحيد جهود المنظمات النسوية ومنظمات حقوق الانسان والمرأة
6-مساعدة النساء من اجل توحيد الصفوف للنضال من اجل تحقيق هذا الهدف
7-اشراك المرأة في كافة عمليات ومستويات صتع القرار من اجل حماية حقوقها والمحافظة عليها
8-ادخال الثقافة الجنسية ضمن المناهج التربوية التعليمية
9-محاربة الامية والقضاء على الجهل
10-تعليم الازواج الجدد على كيفية التعامل مع المرأة واحترامها
11-ان تقوم وسائل الاعلام في التوعية والتثقيف بدور وقيمة المرأة
12-ان تعي المرأة حقوقها عن طريق التثقيف الاجتماعي وعدم تهاونها في من يريد ان يسلبها منها
13-توفير الامان للمرأة للعيش كأنسانة تمارس الحياة بشكل طبيعي بدون خوف ووجل في البيت والشارع والعمل
14-الاهتمام بالخدمات الصحية والنفسية
16-تشكيل منظمات مجتمع مدني فاعلة لا صورة
17-محاسبة الجناة
18-ايجاد وسائل عمل شريفة جديدة لتأهيل ضحايا العنف
19-الوصول للمرأة في البيت والقرية والعمل لتعريفها بمكانتها ودورها
20-احداث التغيير اللازم على كافة الاصعدة الدولية والوطنية والمحلية
21-احترام المعاهدات الدولية والالتزام بها
22-ايجاد حلول للمشاكل الاقتصادية وانشاء مشاريع لغرض ذلك
23-مكافحة المخدرات والادمان
24-ان تعي الدولة لدورها في هذا المجال

واخيرا ان تتم محاسبة الذات قبل كل شئ ومعرفة نقاط الخلل والاسباب التي تجعل المرأة ان تخرج عن المسار الصحيح وتجعل من العنف هو الرد على ذلك
فعندما يكون تكوين الاسرة صحيح والاحترام قائم على مبادئ انسانية وان يقوم الاب والزوج والاخ بدوره بشكل صحيح
وفق التربية السليمة والتعامل بمنطق اخلاقي وعلمي عالي
والرقابة الجيدة نحافظ على البيت وعلى اركانه من السقوط واستمرار متانته
فمن البيت تنتقل المحافظة وثبات البنيان الى المجتمع
ومن المجتمع الى الدولة
لكل بنيان اساس وما نزرع نحصد كلما استطعنا ان نزرع بشكل صحيح يكون حصادنا جيدا من القيم والاخلاق والمثل التي يتوارثها الابناء اضافة الى ان التكافل بين افراد المجتمع لزرع المحبة والقيم وايجاد فرص العمل وموارد شريفة للرزق وسيادة العدل والقانون تغني عن كثير من التشريعات التي تكتب على الورق ولا تطبق وتحافظ على المرأة وكيانها من كافة اشكال العنف الذي تتعرض له لتعيش كأنسانة لها حق في هذه الحياة وكما احترمتها كافة الاديان السماوية

#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات