عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 01:17
المحور:
كتابات ساخرة
لرئيس الروسي فلاديمير بوتين صاحب لقب قيصر روسيا الجديد والذي قاربت مدت ولايتهُ الثانية على الانتهاء خلال متابعتي للتقرير الذي أعدته هيئة الإذاعة البريطانية عنه عقب اختيار مجلة التايمز الأمريكية كرجل هذا العام
دَبت في رأسي فكرة مقارنته بالرئيس المصري حسني مبارك من خلال فترة حكم الاثنين مع فارق المدة بين الاثنين فمبارك تأبيدة حُكم على الشعب المصري بها، أما بوتين فقد تسلم الحكم منذ عام 2000 وكان الاقتصاد الروسي يعاني حالة كساد وركود كادت أن تهدده بالانهيار
فالتقرير يقول أن روسيا في هذه السنة لم تكن تمتلك احتياطاً نقدياً أما الآن فتمتلك أكثر من 500 مليار دولار بخلاف استثمارات أجنبية تعدت 45 مليار دولار واستطاع أن يسيطر على منتجات النفط وينهض بصناعته فتسلم سعر برميل النفط 15 دولار واليوم يعادل 90 دولار
بعكس ما يحدث في مصر التي تبيع بما يعادل دولار ونصف للشركات الإسرائيلية واستطاع بوتين أن يضع بلاده على الخريطة الدولية كقوة لها تأثيرها في العديد من الملفات الدولية بعد أن كان تلاشي هذا التأثير وذلك عقب التخبط وعدم الاستقرار التي عانت منه لعقود طويلة ومع هذا النجاح الكبير الذي حققه بوتين رفض النداء الذي قاده الرأي العام الروسي بتعديل دستوري يمكنه من الاستمرار في الحكم وفاجئ الجميع بالترشيح في الانتخابات البرلمانية وعزمه خوض الانتخابات لرئاسة الوزراء
حتى يستطيع خدمة بلاده دون أن يفرض نفسه حتى ولو كان هو الأصلح في هذا الزمان
أما رئيسنا المحبوب فإنجازاته كبيرة في تجويع الشعب وقتله براً وبحراً وجواً وترك الحكومة والحاشية لتنهب وينتشر الفساد بطريقه تجعله في المرتبة الثانية عالمياً، وارتفاع الدين، وركود اقتصادي، وبطالة، وانتشار الأمراض بين الشعب بطريقة وبائيه كما يحدث مع الوباء الكبدي
فرئيس وزرائه أيضاً شعاره هجوعكوا، ووزير زراعته هسممكوا، ووزير إسكانه هدفنكوا، ووزير داخليته هأدبكوا، ووزير نقلهُ هيتمكوا، والقوى العاملة هشردكوا، ووزير الإعلام همشيخكوا، وتجارته هشحتكوا
فالأمر غريب غاية الغرابة بين وضع روسيا مع بوتين ومصر مع مبارك فمصر تمتلك من الثروة الذي لا تمتلكه أي دولة في العالم من السياحة بكل أنواعها فهي الأولى عالمياً بالنسبة للمقومات السياحية إلى قناة السويس إلى الاكتشافات البترولية إلى المقومات البشرية الخ...
ومع ذلك النتيجة في غاية الغرابة روسيا من أقوى عشرة اقتصاديات في العالم، ومصر على باب أمريكا تنتظر باب الصَدقة لكي تستطيع سد رمق الشعب الجائع.
أمام هذه المناظرة لا يمكنني سوى أن أضم صوتي إلى صوت مجلة التايمز
وأرفع القبعة إلى القيصر بوتين أما مبارك فأكتفي بأن أرفع نظري إلى السماء....
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟